أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - الهيموت عبدالسلام - أمانديس : تدبير مفوض أم سرقة موصوفة للشعوب















المزيد.....

أمانديس : تدبير مفوض أم سرقة موصوفة للشعوب


الهيموت عبدالسلام

الحوار المتمدن-العدد: 4978 - 2015 / 11 / 7 - 17:19
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


شأن شركة أمانديس المفوض لها القيام بتطهير السائل وتوزيع الماء الصالح للشرب والكهرباء لولايتي طنجة وتطوان وهي تحلب مواطني هذه الساكنة منذ 2002، هو شأن شركة ليدك بالدار البيضاء منذ 1997 وشركة ريضال بالرباط 1998 ،تندرج الشركات الثلاث المفوض لها تدبير هذه الخدمات في إطار الخوصصة التي شاركت فيها الدولة وجميع الأحزاب المغربية المشاركة سابقا ولاحقا في الحكومات المغربية بما فيها تلك الأحزاب التي تحمل لواء الاشتراكية والتي أطلقت بمقتضى هذه الخوصصة مسلسلا لبيع جميع المرافق الحيوية ذات الخدمات الاجتماعية وذات الصلة بالفئات الاجتماعية الفقيرة وذلك تنفيذا لإملاءات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ولفرنسا البلد المستعمر سابقا للمغرب، خوصصة -جميع المرافق هذه بعد أن نهشها الفساد والاختلاس -لتحصيل الأموال التي تضمن ضبط التوازنات الماكرو اقتصادية بعد أن عجز المغرب عن جلب المزيد من القروض التي دبر بها طيلة المرحلة السابقة عن الخوصصة.
شركة أمانديس مجرد نقطة في بحر من الفساد الذي دفع مناطق الشمال للاحتجاج والخروج في مسيرات قبل شهر أكتوبر من هذا السنة بل وقبل حتى مسيرات حركة فبراير التي كانت لأمانديس مساهمة كبيرة في جعل طنجة تتصدر هذه المسيرات كما ونوعا ،فإذا كان الجميع يقر بفساد هذه الشركة من حيث التلاعب في الفواتير وانعدام شبه كلي للبنيات المناسبة لتصريف مياه الأمطار العادية،وضعف مواردها البشرية لقراءة العدادات إذ لا تتوفر الشركة مثلا إلا على 69 مستخدم لقراءة هذه العدادات الشيء الذي يجعل الشركة أمام هذا النقص المهول في الموارد البشرية تعتمد التقدير الذي يؤدي بدوره إلى عملية تراكم الاستهلاك فيصبح المستهلك يؤدي الأشطر ما فوق الاجتماعية التي ترهق المواطنين ذوي الدخل المحدود والمتوسط ،واعتماد التقدير هذا يحصل في العديد من المدن سواء اعتمدت المدينة على التدبير المفوض أو التدبير الذاتي في شخص الشركات المستقلة التي لازالت تعمل به العديد من المدن المغربية،إذا كان كل هذا يحصل فلم التلكؤ والتناور في الاستجابة لمطالب السكان بطرد الشركة؟
الخطير في الأمر أن هذه الشركة التي طفح فسادها وتلاعبها وتحايلها ونهبها وطلعت تقاريرها في المجلس الأعلى للحسابات، واستطاعت أن تخرج ساكنة طنجة عن بكرة أبيها في مسيرات سلمية مبهرة ،وأن صوتها وصل إلى وكالات الأنباء الدولية مثل وكالة فرانس 24 ، وكالة الأنباء الأمريكية رويترز، وكالة الأنباء الإسبانية "أورو بريس"، وكالة الس إن إن الأمريكية الناطقة بالعربية ،ووكالة الأنباء الصينية ...،وأن هذه الشركة التي هي مجرد فرع لفيوليا التي هي جزء من الشركة الأم الكبيرة فيفاندي التي تستثمر في قطاعات الاتصالات وقطاعات البنيات التحتية، والتي كانت قد حصلت على صفقات ما بين 1999 و2004 في عدد من مدن العالم في ظروف ملتبسة ومشبوهة وتعتمد دفتر تحملات فضفاضا يتواطأ فيه المنتخبون مع المسؤولين الكبار للشركة الشئ الذي يجعلها تستفيد من رفع الأسعار لتحقيق أرباح خيالية وكذا عدم التصريح بالميزانية الحقيقية للاستثمار،الخطير أن هناك في المغرب العديد من أبناء فرنسا وحماة مصالحها من وزراء رجال أعمال ونخب ومنتخبين اغتنوا في علاقتهم بهذه الشركة كما تلهج بذلك ألسن ساكنة طنجة ، الخطير أن كل هؤلاء يرفضون طردها أو محاسبتها بدعاوي عمق العلاقة التاريخية والتوجس من خلق أزمة دبلوماسية مع أحد الشركاء الكبار للمغرب.
أنجزت ألف بوست تقريرا حول الشركة، وخلصت فيه إلى أنها تتصدر عالميا عمليات التزوير والتلاعب بالفواتير وعدم تنفيذ مقتضيات دفتر التحملات وشراء ذمم الناخبين ،وفي نفس السياق أورد تحقيق أعدته أحد القنوات الألمانية أن الشركة تراكم أرباحا خيالية بجميع الأساليب المشروعة وغير المشروعة وقد عرفت بسرقة جيوب المواطنين وبالضعف البادي للعيان في مجال الخدمات التي تتعهد بتقديمها الشيء الذي جعلها تطرد من الأوروكواي والأرجنتين التي أول من عرفت الاحتجاجات في منطقتها توكاما سنة 1993 حيث جرى طرد الشركة، وتدخلت لجنة إثر هذا المشكل من البنك الدولي للتحكيم وأصدرت قرارا ضد الشركة لعدم احترامها الاتفاقية والرفع المهول في الفاتورات،وكذلك حصل الشيء ذاته في وبوليفيا ورومانيا التي فتح فيها تحقيق كبير حول إرشاء الشركة لمسؤولين كبار قصد غض الطرف عن عملية التلاعب بالأسعار وفي برلين التي نظمت ساكنتها استفتاءا شعبيا انتصر فيه التيار الذي يدعو لطرد الشركة وتأميم الماء ، وحتى من مدينة باريس التي تتواجد بها هذه الشركة الأم ، باريس التي طردت الشركة وعادت للتدبير المحلي حيث شكلت نموذجا عالميا من حيث اعتماد المواصفات الاجتماعية والبيئية والاقتصادية لهذه المادة الحيوية.
شركة أمانديس التي طردتها جميع دول العالم التي اشتغلت فيها ،شركة تسرق علانية مواطني الشمال البسطاء والتي بحت أصواتهم من الاحتجاج في مسيرات تخرج فيا عشرات الآلاف من المواطنين يقف الصحافي والمثقف والتاجر والمحامي وبعض رجال الأعمال جنبا إلى جانب العامل والمعطل وعموم الفئات البسيطة ،وأن عملية "طفي الضو" دفعة واحدة والتي استجاب لها مئات الآلاف من المواطنين والمواطنات الشيء الذي يترجم أن مسيرات طنجة تتجاوز الأحزاب والنقابات رغم المساهمة المتواضعة لبعض الجمعيات المدنية والحقوقية مما خلق هلعا لدى السلطات من انتقال عدواها إلى المدن الأخرى التي تعيش نفس المشاكل وخاصة ما يتعلق بتردي الخدمات الاجتماعية.
بعد تواصل الاحتجاجات وتوسعها وارتفاع سقف مطالبها وسلميتها تبين للمسؤولين ولغير المسؤولين إصرار وتشبث الساكنة بمطلبهم المشروع فما العمل إذن ؟
السيناريو الأول: فسخ العقدة يتطلب 4 مليار درهم زائد 11 سنة من الربح المفترض وهي المدة التي تفصلها عن نهاية العقد ،مهلا ففسخ العقدة يتطلب ارتكاب الخطأ الجسيم والشركة لم ترتكب خطأ جسيما بإلهابها للأسعار والتلاعب في الفواتير كما هو وارد في دفتر التحملات الذي سهر على صياغته صياغة حمالة الأوجه وتوقيعه من طرف المنتخبين الذين استقدمهم وزير أم الوزارات ادريس البصري لتسيير الجماعات .
السيناريو الثاني : وحتى لو فسخ العقد مع هذه الشركة وتضامنت الجماعات المحلية للمغرب التي لا تتوفر بالمناسبة على هذ ا المبلغ المالي الهائل كما ورد على لسان مسؤولي المجلس الحضري لطنجة فمن سيعوض تدبير هده الخدمات ؟ يتحدث ساكنة مدينة طنجة أن جماعتهم لاتتوفر على مستخدمين مؤهلين لتدبير هدا القطاع الحساس حيث أن أكثر من 70 في المائة من مستخدمي الجماعة أميون .
إن ساكنة الشمال لاتعنيها هذه السيناريوها ت ،يهمها فقط التوقف عن سرقة جيوبها الفارعة أصلا.
إن بصيص الأمل الذي كان لدى ساكنة طنجة تمثل في اللجنة الحكومية التي أقرت بدورها بالاختلالات الكبيرة التي مارستها الشركة ،هذا البصيص الذي سرعان ما سيتبخر مع التصريح الخطير لرئيس الحكومة الذي اعتبر أن ما يجري فتنة وأن الدولة لها منطقها في تهديد مباشر لقمع الاحتجاجات السلمية وتحريك المتابعات في حق نشطائها وفعلا عقب هذا التصريح مباشرة تم تحريك مذكرة بحث وطنية في حق مجموعة من النشطاء طمعا في إخماد هذه الاحتجات المتواصلة والتي لن تقبل بأقل من طرد شركة أمانديس ،الغريب أن رئيس الحكومة الذي لا يستطع الاستئساد و"تخراج العينين " فقط على البسطاء الذين يكتوون بأسعار فاتورات هذه الشركة التي أجمع العالم على جشعها وسرقتها وتحايلها على القانون هو من أمر بهذه الزيادة في الماء والكهرباء وبزيادات سابقة وأخرى مرتقبة في الأيام القادمة ،إن ابن كيران انحاز للفساد والاستعمار والرشاوي والسرقات الكبرى وأنه سيجرب كل الوصفات اللاشعبية في التقاعد والمقاصة .. للحفاظ على التوازنات الاقتصادية من جيوب الفئات الفقيرة أصلا وإعطاء "التيقار" لرموزالفساد المالي والإداري والانتخابي لأنه يعترف صراحة بعجزه عن محاربتهم بل يطمح فقط للدفاع عن نفسه من هؤلاء المفسدين الذين هم من يحاربونه وليس هو من يحاربهم كما ورد في العديد من تصريحاته،ليس غريبا أن يمعن ابن كيران في فرض الزيادات المتتالية وتجميد الأجور ويطبع مع الحيتان الكبيرة وناهبي المال العام حفاظا على المقاعد مادام يحظى بأكبر عدد من الأصوات الناخبة التي يعتبرها تفويضا شعبيا لتطبيق سياسة تفقيرية نيوليبرلية متوحشة على الفقراء العزل من وسائل الدفاع النقابية والسياسية والجمعوية ،ابن كيران يرضخ فقط للضغط الاجتماعي كالذي مارسه الأطباء في احتجاجاتهم الأخيرة ،كان على بنكيران أن يرفع قبعته عاليا لساكنة طنجة التي خرج بسطاؤها في أشكال سلمية قل نظيرها في المنطقة العربية والشرق الأوسط حيث المواطن يؤدي للكهرباء وللماء قدرما يؤدي لكراء شقة ،
إن تعيير وتهديد ساكنة مكتوية لمدة طويلة من خدمات هذه الشركة ومن خدمات أخرى لا تقل سوءا كقطاع الصحة والمضاربات العقارية وغيرها ،تعييرها بالفتننة بدل تفهم مطالبها البسيطة والمشروعة التي مارستها جميع الشعوب التي اشتغلت بها هذه الشركة ربما سيدفع هؤلاء المواطنين ليس المطالبة فقط بطرد أمانديس ولكن كذلك بطرد رئيس حكومة لازال يمتح مفرداته من الأوباش والجردان ومن التتريك ومن "ريش الطير لا يطير" ومن الحركات-بتسكين الحاء والراء- المخزنية لتحصيل ضرائب الترتيب والمكوس



#الهيموت_عبدالسلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -محمد العريفي- يخدم الدين الإسلامي أم يستخدمه؟
- حتى لا نشيع جنازة العقل
- أثرياؤنا وأثرياؤهم والعمل الخيري
- حكاية صور مغربية...والوهابية
- داعش : عودة إلى التوحش
- تونس الثورة التي تولد كل يوم
- تقرير تركيبي لمجريات ندوة حول التقاعد
- أضواء على الوهابية
- علي أنوزلا الصحافة الإرهاب
- فصل المقال فيما بين العمل السياسي والثقافي والحمار من اتصال
- حين ينتصر منطق حرب الكل ضد الكل
- الصحافة مهنة من لا مهنة له
- لشكر في -90 دقيقة للإقناع- ونهاية حزب عتيد
- حقيقة الصهيونية ومخاطر التطبيع
- رسالة مفتوحة من تازة إلى عبدالإله بن كيران حول أحداث تازة
- حتى لاننسى فنان الشعب المغربي أحمد السنوسي -باز-
- مهداة إلى حركة 20 فبراير
- لمحات حول الثقافة والمثقفين
- رد ومحاورة الصحافي عبد الكريم الأمراني
- ياسمينة بادو وزيرة الصحة في برنامج نقط على الحروف


المزيد.....




- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - الهيموت عبدالسلام - أمانديس : تدبير مفوض أم سرقة موصوفة للشعوب