أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - الهيموت عبدالسلام - هجمات 13 نوفمبر على باريس : السياق والتداعيات















المزيد.....

هجمات 13 نوفمبر على باريس : السياق والتداعيات


الهيموت عبدالسلام

الحوار المتمدن-العدد: 4986 - 2015 / 11 / 15 - 21:24
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


أن تنزل ثلاثة فرق مسلحة بالكلاشينكوف وأحزمة ناسفة شديدة الانفجار وتسقط العديد من القتلى في عاصمة الأنوار ، وأن يعلن الرئيس الفرنسي الحداد لثلاثة أيام،وأن يصرح أن ما حصل إعلان حرب، ويعلن حالة طوارئ 15 يوما قابلة للتجديد وقابلة لتشمل جميع التراب الفرنسي،ويؤجل الانتخابات المقبلة إلى أجل غير مسمى ،وأن ينزل الجيش إلى الشوارع ،وأن يعلق جميع الأنشطة الرياضية والسياسية والمدنية ،وأن يقرر عدم مشاركته في قمة 20 بتركيا ،وأن يدعو وزير الداخلية لاجتماع طارئ لوزراء داخلية دول الاتحاد الأوربي ،وأن يخرج اليمين ويمين اليمين ليسمي الهجمات حربا أهلية ،وأن تؤجل زيارة روحاني رئيس الجمهورية الإيرانية إلى فرنسا،وأن يجمع المتتبعون أن ما حصل لفرنسا لم يسبق لم مثيل منذ الحرب العالمية الثانية ، فذلك يعني أن فرنسا وربما العالم ما بعد 13 نوفمبر2015 ليس هما قبل هذا التاريخ،وأن لأوربا كذلك 11 شتنبر التي استهدفت الولايات الأمريكية 2001.
المجزرة التي ارتكبتها داعش في قلب باريس زارعة الموت والخراب والدمار والحزن لا تبعد عن مكان مجزرة شارل إيبدو التي حصلت في أقل من سنة وأودت ب12 فردا، مجزرة 13 نوفمبر ارتكبت قصدا في نهاية الأسبوع حيث يقصد المواطنون فرنسيين ومسلمين ويهود وغيرهم المقاهي والمطاعم والمسارح لقضاء لحظات هادئة ودافئة وممتعة مع أسرهم أو مع أصدقائهم ،هذه المجزرة تعود مسؤوليتها ليس فقط لداعش ولكن كذلك سياسة الحزب الاشتراكي الفرنسي الحاكم ،فرئيس هذا الحزب الحاكم فرانسوا هولاند يضرب بطائراته في سوريا والعراق ويعقد صفقات الأسلحة والتجارة مع الدول الراعية للإرهاب كالسعودية وقطر، يمول ما يعرف بالمعارضة المعتدلة بأسلحة من نوع البنادق 20 مم وبالرشاشات وبالصواريخ المضادة للدبابات وبقاذفات الصواريخ كل هاته الأسلحة تنتهي في يد داعش والنصرة كما أكد أكثر من مرة هيثم مناع أحد أشرس معارضي بشار الأسد والرئيس السابق لهيئة التنسيق الوطنية في المهجر،حصول هذين التنظيمين على السلاح الفرنسي أصبحت تؤكده كذلك أوساط أمريكية وروسية وإيرانية وسورية ،ليس هذا وحسب فإن فرنسا في السنوات الأربعة الأخيرة تصدرت الدول الأوروبية في عقد صفقات الأسلحة ،
إن رئيس هذا الحزب الذي لم يقتصر على إغراق سوريا بالأسلحة بل ويتشدق بنشر قيم العدالة والحرية والمساواة على من ؟ فقط على الشعوب المغلوبة على أمرها كالنيجر ومالي والصومال وإفريقيا الوسطى وليس مع الأنظمة القروسطوية التي تنام على محيطات البترول والغاز و ليس مع الكيان الصهيوني التي تعمل فرنسا لتكريسه أكثر قوة إقليمية في منطقة الشرق الأوسط رغم طابع هذا الكيان العنصري والاستيطاني الذي يدوس جميع الشرائع الإنسانية والدينية، هذه وأخرى تعتبر أخطاء سياسية قاتلة سيؤدي ثمنها الرئيس الفرنسي سياسيا وأداها مواطنون أبرياء من أصول مختلفة بما في ذلك المسلمون من دمهم وبحياتهم وأمنهم جراء هذه الموجة الدموية التي لا يتقن تنظيم داعش غيرها، الشعب الفرنسي لن ينسى كذلك كيف برئيس كان من أكثر المعارضين لتوقيع الاتفاق النووي بين أمريكا وإيران وما إن وقع هذا الاتفاق حتى طار هذا الرئيس قبل الجميع لإيران لعقد العديد من الصفقات التجارية والاقتصادية .
مجزرة باريس وقبلها مجزرة بالضاحية الجنوبية لبيروت برج البراجنة الحاضنة الأساسية للمقاومة الإسلامية اللبنانية بقيادة حزب الله ،وقبلهما تفجير طائرة روسية في سيناء بمصر ،كل هذه المجازر في ظرف أسبوعين فقط وبمسؤولية معلنة لداعش تجعل الجميع يتساءل هل هي تعبير عن قوة هذا التنظيم الإرهابي ؟ هل هي مجرد إيحاء بأن التنظيم له امتداد عالمي ؟ هل إرهاب داعش لازال يتمدد يوما عن يوم ؟
يذهب الكثير في قراءة هذا التسارع للمجازر والهجمات في ظرف قياسي ليس لقوة التنظيم بل ليأسه واشتداد الطوق عليه حيث فقد مدينة سنجار التي استعادها الأكراد ،وفقدت داعش بالعراق محافظتي ديالا وصلاح الدين ومساحة الواحدة من هاتين المحافظتين تفوق مساحة لبنان ،في سوريا كذلك الجيش السوري وحلفاؤه وبإسناد جوي للطيران الروسي يتقدم سواء بريف حمص الشرقي أو بريف درعا أو بريف حلب وقبلهما فك الحصار عن مطار كويرس الدولي الذي ظل محاصرا لمدة سنتين، وبدأ الجيش السوري يستعيد العديد من المناطق التي كانت قد استولت عليها داعش وجبهة النصرة قبل سنوات ،كل هذه الخسارات التي مني بها التنظيم جعلته يلجأ يائسا إلى تسجيل النقط على حساب المدنيين وليس على أرض المعركة ومحاولا في ضرباته هذه رفع المعنويات لمقاتليه الدين دب إليهم اليأس والرعب بعد التدخل الطيران الروسي الذي قلب المعطيات الميدانية رأسا على عقب حيث قد أنجز هذا التدخل في ظرف شهرين مالم ينجزه التحالف الدولي بقيادة أمريكا والذي يضم أربعين دولة غربية وعربية ولما يزيد عن سنة الشيئ الذي جعل العديد من المتتبعين يشككون في جدوى هذا التحالف بل ويتندرون ويتفكهون على أمريكا قائدة هذا التحالف التي رأت الماء في المريخ ورأت مجاهدا أفغانيا يضاجع معزة في واد سحيق ولم ترما يزيد عن سنة المعدات القتالية وعقد الاتصالات ووسائل النقل ومخازن الأسلحة والذخائر والوقود وخطوط الإمداد ومراكز القيادة والتحكم ومعسكرات التدريب لتنظيم داعش ؟
هجمات داعش على باريس أتت في سياق محاولة فرض وجهة نظر الدول الراعية للمعارضة المسلحة في قمة فيينا الثانية والتي مفادها ألا مستقبل لبشار الأسد في المرحلة السياسية الانتقالية ،غير أن هول الهجوم في باريس لعب دورا عكسيا في تغليب وجهة نظر روسيا وإيران وحلفائهما والمتمثلة في إطلاق حوار سوري سوري ،تشكيل حكومة غير طائفية يعقبها دستور جديد ،تنظيم انتخابات جديدة تشمل جميع السوريين بمن فيهم السوريون في الشتات وجميع الإثنيات،تحسين خدمات توصيل المساعدات الإنسانية سواء إلى السوريين الذين يعيشون داخل سوريا أو أولئك الذين اضطروا للخروج من سوريا وربما لاحقا إطلاق مبادرة دولية لمحاربة الإرهاب بتنسيق مع الجيش السوري.
إنها أول تسوية جمعت كل الأطراف على طاولة واحدة انتصارا للحل السلمي وإخراج سوريا من حرب أهلية دامت لأكثر من أربع سنوات وقتل فيها أكثر من 250 ألف ونزح عنها حوالي 11 مليون ألم يقل وينستون تشريل إذا مات الروس يموت السلام ،هو سلام امتداد للحرب ،سلام بطعم الحرب الأخيرة التي تشنها روسيا على داعش وجبهة النصرة وجميع التنظيمات الإرهابية التي ترعاها دول المنطقة.
المجزرة الأخيرة بباريس ستكشف أن من بين ضحاياها مسلمين وعرب دون شك ،وأن من تداعياتها ارتفاع الأسهم الانتخابية لليمين المتطرف وستصبح ابنة لوبين رئيسة الجبهة الوطنية قاب قوسين أو أدنى من رئاسة فرنسا،وسيزداد التضييق والعنصرية والإقصاء وانتهاك الحريات الفردية في فرنسا وخاصة منهم الأجانب كتفتيش المنازل والحجز والاعتقال لمجرد الاشتباه ،وستخرج المظاهرات المطالبة بطرد المسلمين خارج التراب الفرنسي ،وستقتحم دور العبادة وستحرق حتى، وسيتم تعديل اتفاقة شينغن مما يوسع مراقبة الحدود وعرقلة حرية التنقل ،وغيرها من الإجراءات التي لن تكون في صالح المسلمين خاصة والأجانب عامة.



#الهيموت_عبدالسلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمانديس : تدبير مفوض أم سرقة موصوفة للشعوب
- -محمد العريفي- يخدم الدين الإسلامي أم يستخدمه؟
- حتى لا نشيع جنازة العقل
- أثرياؤنا وأثرياؤهم والعمل الخيري
- حكاية صور مغربية...والوهابية
- داعش : عودة إلى التوحش
- تونس الثورة التي تولد كل يوم
- تقرير تركيبي لمجريات ندوة حول التقاعد
- أضواء على الوهابية
- علي أنوزلا الصحافة الإرهاب
- فصل المقال فيما بين العمل السياسي والثقافي والحمار من اتصال
- حين ينتصر منطق حرب الكل ضد الكل
- الصحافة مهنة من لا مهنة له
- لشكر في -90 دقيقة للإقناع- ونهاية حزب عتيد
- حقيقة الصهيونية ومخاطر التطبيع
- رسالة مفتوحة من تازة إلى عبدالإله بن كيران حول أحداث تازة
- حتى لاننسى فنان الشعب المغربي أحمد السنوسي -باز-
- مهداة إلى حركة 20 فبراير
- لمحات حول الثقافة والمثقفين
- رد ومحاورة الصحافي عبد الكريم الأمراني


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - الهيموت عبدالسلام - هجمات 13 نوفمبر على باريس : السياق والتداعيات