أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الهيموت عبدالسلام - تلك الفصيلة البشرية














المزيد.....

تلك الفصيلة البشرية


الهيموت عبدالسلام

الحوار المتمدن-العدد: 5335 - 2016 / 11 / 6 - 12:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك فصيلة بشرية مغربية كلما هبّ الشعبٌ يصرخ من سطوة الاستبداد ومن هول الحكرة ومن مسلسل الطحن البشري كما حصل للشهيد "محسن فكري" بائع السمك بالحسيمة ،رأيتَ هذه الطينة البشرية تصرخ في وجوه المحتجين حاملةً فزاعةَ الفتنة ،والخطر على وحدة الوطن ، وخطرَ فقدان نعمة الاستقرار .

البعضُ من هذه الطينة حماسةً منها أو بإيعاز يحمل شاقوراً بل هناك من حمل مسدساً خلال مسيرات حركة 20 فبراير مهدِّداً المحتجين أمام أعين السلطات ،البعض الآخر من هذه الطينة لا يجد حرجا في أن ينعث المحتجين بالأوباش وخدام الأجندات الخارجية وجميع النعوت الجاهزة التي تتداولها العديد من المواقع الإلكترونية والأوساط التابعة لأجهزة الدولة.

الغريب في الأمر أن فئةً من هذه الفئات التي تناضل ضد من يناضل ضد الفساد والاستبداد تغرَق في الفقر والبؤس وشظف العيش أي أنها لا ترقى إلى الفئة التي تدافع عن مصالحها أو تدافع عمّن يحمي مصالحها، إنها فئة ضد مصلحتها وتماهت لحدٍّ بعيد مع قاهرها بلغة "مصطفى حجازي" في كتابه "سيكولوجية الإنسان المقهور".

إن المرء لَيَحار في معرفة نوعية الدماء التي تجري في عروق هذه الفصيلة التي تستكثر على أبناء جلدتها حتى الاحتجاج السلمي على مواطن طٌحن بشكل موغل في الوحشية ،إنه ليس من الأخلاق أن نصِف هذه الفصيلة بالحيوانات أو أن ننزع عنها صفة البشرية أونسقُط في النزعة التمييزية والعنصرية للكائن البشري.

ولكنه ومع الأسف أنه حتى الحمير تدافع عن نفسها بالرّكل إذا ما أمعن من يركبُها في الوخز، والقنفذ يقذف أشواكه السامة إذا ما تهدّده خطر، وأسماك الفقهة تُحدث الرعب بنفخ نفسها فِي وجه مَن يحاول افتراسها ، البوم تدوِّخ مهاجمها بالصفير حين يهاجم حيوان آخر عشَّها ، حتى الحيوانات التي لا تمتلك آليات الدفاع الذاتي فإن لها قدرات التخفي مثل الحشرات ،وقدرات هائلة في الخداع كما هو الشأن لدى اليرقات التي تتحول عيونها إلى عيون أفعى فلا تستطيع الطيور تميزها عن الأفاعي وبالتالي تسلَم من هجمات الطيور .

صفات التخفي والخداع تتقنهما كثيرا فئات المثقفين والخبراء والباحثين الذين يفهمون ويُحلِّلون كل القضايا ما ظهر منها وما بطن ،كل قضايا الدنيا إلا قضية "محسن فكري" وقضية أزبال إيطاليا وقضية الملاذات الضريبية في باناما وكل القضايا التي تتعلق بكرامة الإنسان المغربي فإنهم يبتلعون ألسنتهم ويدخلون سباتا شتويا .

حتى الدرس الكبير الأكثر جلاء والمثمثل في خروج أكثر من 50 مدينة سلميا دون تسجيل حتى تكسير كأس زجاج لهذه المسيرات في طريقها احتجاجا على طحن "محسن فكري" في شاحنة أزبال، والجنازة المهيبة بالحسيمة ومسيرة يوم الجمعة 4 أكتوبر الجاري التي شارك فيها حوالي 70 ألف مشارك في طراز غاية في التنظيم والحفاظ على المرافق العمومية وإبعاد كل تهم الانفصال وغيرها التي لوّحت بها تلك الفئات ،وحتى المقذوفات تم جمعها بعد نهاية التظاهرة التاريخية ، نفس الأمر مع مسيرات حركة 20 فبراير التي نظمت بشكل سلمي رغم هجومات البلطجة المخزنية ناهيك عن التدخلات التي أودت بالعديد من الشهداء .

كل ذلك ربما لن يُقنع هذه الفئة في الانخراط في أي حراك شعبي يتطلع فيه المغاربة إلى مجتمع الكرامة والحرية والعدالة والمساواة والتوزيع العادل للثروة رغم أنها هي المتضررة الأولى من سياسات الإقصاء والتفقير والتهميش ،هل وصل الأمر بهذه الفئة التي تحالف عليها الفقر والوعي البائس أن تقمصت شخص القاهر وسقطت في حب الجلاد وربما هي الفئة التي تقتل وتصلب من يحرِّرها.



#الهيموت_عبدالسلام (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفارقات المشهد السياسي المغربي على ضوء انتخابات 7 أكتوبر
- على هامش التصويت والمقاطعة لانتخابات 7 أكتوبر
- على هامش قضية عمر وفاطمة القياديان بحركة التوحيد والإصلاح
- فصل المقال فيما بين النظام السياسي المغربي والأحزاب من اتصال
- الطرق الخمسة لولوج النخبة المخزنية
- في الحاجة الوجودية إلى الفلسفة
- صادق خان عمدة لندن وفزاعة الإسلاموفوبيا
- فقط في المغرب
- لاتصلح النصوص ما أفسدته النفوس
- الهجمات الانتحارية على بلجيكا وماذا بعد؟
- داعش التي في فكرنا
- التصفيق بين الطقس الاحتفالي والممارسة القهرية
- حول قاموس الأحزاب السياسية بالمغرب
- ما يجب أن نعرفه عن تقاعد الأجراء وعن تقاعد ومعاشات الوزراء و ...
- هل أتاكم خبر مشاركة المرأة السعودية في الانتخابات؟
- الإبداع بين المسلمين والإسلاميين
- على شفا الانفجار الثوري !!! كما تراءى ذات يوم لجون واتربوري
- هجمات 13 نوفمبر على باريس : السياق والتداعيات
- أمانديس : تدبير مفوض أم سرقة موصوفة للشعوب
- -محمد العريفي- يخدم الدين الإسلامي أم يستخدمه؟


المزيد.....




- ترامب: إيران لا تربح الحرب مع إسرائيل وعليها إبرام اتفاق قبل ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر فيديو لتدميره مقاتلات إيرانية في مطار ...
- -إيرباص- تفتتح معرض باريس بصفقة ضخمة مع السعودية
- معدلات تخصيب اليورانيوم في إيران: من نسبة 3.67 في المئة إلى ...
- ترسانة إيران الصاروخية: أي منها لم يدخل بعد في المواجهة مع إ ...
- بينهم رضيع.. مقتل 48 فلسطينيًا في قصف إسرائيلي جديد شمال غزة ...
- ترامب في تهديد مُبطّن: على إيران التفاوض قبل فوات الأوان
- العمل لساعات طويلة -يغير من بنية الدماغ-.. فما آثار ذلك؟
- بمسدسات مائية..إسبان يحتجون على -غزو- السياح!
- ألمانياـ فريق الأزمات الحكومي يناقش إجلاء الألمان من إسرائيل ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الهيموت عبدالسلام - تلك الفصيلة البشرية