أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هيثم بن محمد شطورو - بوح معذبي الدكتاتورية في تونس














المزيد.....

بوح معذبي الدكتاتورية في تونس


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 5347 - 2016 / 11 / 18 - 16:24
المحور: المجتمع المدني
    


لئن بدأ المشهد السياسي في تونس يميل في سطح الوعي العام إلى الحنين إلى الدكتاتورية باعتبارها الحل المنظم للفوضى السياسية و المافيوية في البلاد، حتى أننا أصبحنا نرى في الإعلام و في الإدارات و في المقاهي عودة التجمعيـين إلى التبجح و الكلام بنبرة عالية و ثـقة في النفس بكونهم أحسن ما أنتجت البلاد من عقول فذة و اجتهادات ميدانية في العمل الدءوب للصالح العام، فإن الاستماع إلى ضحايا الاستبداد من مختلف الشرائح و الفئات من الطبقات الشعبية التي أصابها الضيم و الظلم و الاهانة و التعذيب و الملاحقات التي كانت في دولة البوليس الاانسانية و المتوحشة و التي تعتبر الأرضية القاعدية لإنتاج الإرهاب بمختلف أشكاله و ألوانه.. هذا البوح للمعذبين بعد ست سنوات من الانفجار الكبير للثورة مثل صفعة مدوية لجميع اللذين لم يرتـقوا بعد حتى إلى درجة الخجل من أنفسهم..
إن بوح معذبي الاستبداد السياسي و الدكتاتورية أفصحوا، و خاصة هنا ذوي اللون الإسلامي، عن معطى سياسي هام و هو ذو تـأثير أكيد على الرأي العام. هذا المعطى هو الاعـتراف بالمساهمة الكبرى و المجانية للمحامين اليساريـين في التصدي للدكتاتورية و الدفاع عن الإسلاميـين دون مقابل. و مفاد هذا التأثير بخلاف التوجيه نحو اليسار هو تعرف الرأي العام على منحى لم يكن متوفـرا لهم إدراكه و هو وجود قضية الحرية و الكرامة البشرية و إنسانية الإنسان التي يتوجب الدفاع عنها لأجلها في ذاتها و ليس لأي منفعة سوى رضاء الذات عن نفـسها.
كما أن هذا البوح يفصح عن التـناقـض الحاصل في الاتجاه الإسلامي بين ما يعتبر قياداته أو نخبه التي اختبأت تحت درع السلحفاة و انسحبت، و حتى و إن كان للبعض القـليل ان يدافع عما يسمى الأخ في الإسلام فان الأمر كان بمقابل باهظ.
و إن بوح المعذبين جراء الاستبداد و الدكتاتورية بقـدر ما يعرف الناس عما كان يختبئ وراء دعايات "فرحة شباب تونس" و "دولة الأمن و الأمان" و "النمو الاقتصادي"، بقـدر ما يفصح بجلاء عن واقع مر عايشه آلاف من التونسيـين يوميا يتجرعون كأس الكآبة و الضيم و الظلم جراء الانجرار وراء متاهة قيادات متاجرة بالدماء و الآلام و الأحلام و المعاني الزائفة التي تمت صياغتها باسم الدفاع عن الهوية الإسلامية، بينما الحقيقة التي عاشوها فعليا بدمائهم و ملامسات أيديهم للعفن العام أن القضية هي قضية تحرر إنساني من سارقي الشعب في ماديته و روحانيته.
و لعل ابرز أبعاد بوح المعذبـين هو العودة مباشرة إلى المربع الأول للثورة. ثورة كرامة إنسانية و حرية..
ان هذا البوح في القناة الوطنية الاولى يرسخ قوة المجتمع المدني و يساهم بقوة في بناء قاعدة متينة للبناء الديمقراطي الذي تسير اليه جميع القوة الفاعلة سواء عن اضطرار او عن ارادة و تصور.. و الديمقراطية باعتبارها دولة القانون العادل و النمو الاقـتصادي و الارتـقاء الاجتماعي ثـقـافيا و فكريا نحو خلق ارمونية الانا و الآخر التي تعزفها الانوات الواعية بفرديتها في تـناغمها مع سمفونية الحرية و العـدالة الاجتماعية العامة..



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهزلة العراق الجحيمية
- صدمة -ترامب-
- مأزق الراهن
- الجسدي التائه
- بين العلم و الايمان
- حصان الثورة
- -جمنة- بين الثورجية و المعقولية
- تعاونية -جمنة-
- الكاتب و الزبالة
- أمريكا الداعشية
- -بورقيبة- و الثورة
- -يلزمنا ناقفو لتونس- رئيس الحكومة الجديد يستحضر شعار -شكري ب ...
- في الالحاد الاسلامي
- الفردوس المفقود المأمول
- رئيس الجمهورية التونسية يسحب البساط من الجميع
- الصادقون و الكاذبون
- هل تتجه تونس نحو سلطة الشعب؟
- تركيا نحو الانهيار
- سؤال بسيط: هل انت مؤمن فعلا؟
- -أردوغان- يفلت من العقاب


المزيد.....




- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بشبهة -رشوة-
- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هيثم بن محمد شطورو - بوح معذبي الدكتاتورية في تونس