أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - رئيس الجمهورية التونسية يسحب البساط من الجميع















المزيد.....

رئيس الجمهورية التونسية يسحب البساط من الجميع


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 5244 - 2016 / 8 / 4 - 23:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فعلا، بالتعبير الشعبي التونسي، قام رئيس الجمهورية بـ"ضربة معلم". ضربة بقدر ما ستبهج الشباب بقدر ما طعنت كبرياء الكهول و الشيوخ ( إلا ذوي العقل الراجح و الحكمة) في عالم السياسة.
انها كذلك ضربة لصالح من لا يهرولون في اتجاه السلطة، ضد ابناء آوى و الثورجيـين. ابناء آوى المتحلقين حول السلطة و كأنها جثة هامدة قد أكلها "الصيد" و ترك لهم الفتات.
ان مبادرة رئيس الجمهورية التي تحسست ركودا سياسيا خطيرا اذا تواصل الى الشتاء القادم باعتباره فصل الاحتجاجات في تونس، و التي أعلن حين اطلاقها عن رغبته في اشراك الاتحاد العام التونسي للشغل في حكومة وحدة وطنية من شانها ابعاد البلاد عن المصير المجهول، و بغض النظر عن تغير التصورات من حينه الى غاية اعلانه عن ترشيح شاب ذو 41 سنة، فان ما يهم الآن اساسا هو القول الصامت و لكن بالفعل و بالواقع لرسالة سياسية واضحة. تـقول هذه الرسالة: لا يمكن بناء دولة قوية و نامية و ديمقراطية بالفعل إلا بواسطة الشباب بما انهم قوة حية سريعة الحركة و بما هم مفاهيم و افكار و ابداعات جديدة..
انها نـقطة جوهرية جذبت البساط من جميع المنـتهية صلوحياتهم التاريخية في بناء مستـقبل حقيقي و واعد لبناء تونس الجديدة.
و فعلا فقد كانت النائبة عن حزب نداء تونس في القناة الوطنية على حق حين أكدت على هذا المعطى. النقطة الاساسية في الموضوع هي دفع رئيس الجمهورية بعنصر شاب واثـق من نفـسه الى سدة رئاسة الحكومة.
عاكس هذا الموقف موقف ضبابي من النائب "عمار عمروسية" من الجبهة الشعبية القائل بان الشباب قام بثورة و لكن ليس من اجل ان يمسك بالسلطة.
بكل بساطة فهو موقف متهافت يعبر عن ختل في الرأي اضافة الى افتـقاره الى اي حسابات سياسية داخلية جبهويا او خارجيا. فمن المعلوم ان شباب الجبهة الشعبية عبر عديد المرات عن سخطه من احتـقار دورهم صلب الجبهة. قالوا انهم عبارة عن جنود مرتـزقة ببعض الافكار يطلب منهم النزول الى الشارع حين يقرر كهول الجبهة ذلك. اما الحياة السياسية داخل الجبهة فـشبه منعدمة بالنسبة لهم. لا تـشريك للشباب في تبادل الافكار و تـقديم المقـترحات و التصورات، و لا اجتماعات اصلا خاصة بعد انتخابات 2014، اضافة الى تـذمرهم من عـدم تـشريكهم في صف القيادات...
" الشباب قام بالثورة لا لأجل السلطة و انما للضغط عليها". قال السيد "عمار عمروسية" ان كلامهم عن تمجيد الشباب ما هو إلا ضحك على الذقون..
و الاكثر من هذا غرابة هو مداخلة السيد "الجيلاني الهمامي" في قناة الجزيرة. فمن المعلوم ان الجبهة الشعبية كانت قد قاطعت هذه القناة باعتبارها بوقا اخوانيا واضحا بل يسميها بعضهم بقناة "الخنزيرة". لكن "سي الجيلاني" يعتلي صهوة جواده الاثيري للاستـنجاد بالعـدو بكل فـزع و كأنه قد نُفخ في الصور.
اننا امام "خوانجية اليسار" بكل وضوح. جماعة النهضة نجدهم في حراك فكري و سياسي يبعث على الاعجاب برغم مجمل المآخذ على هذه الحركة. الحقيقة ان رئيسها السيد "راشد الغنوشي" بالغ الذكاء بل انه لربما سيدخل سجل حكماء تونس في المجال السياسي. انه بصدد الدفع بحركة النهضة ان لا تكون "خوانجية". و تعريف "الخوانجي" هو متكلس الفكر و المواقف الغير قادر على الحركة او المانع لها.
"خوانجية" اليسار لازالوا متكلسين. هذا يحلم بالدولة الستالينية و ذاك بالتروتسكية و الاخر بالرسالة الخالدة، و كلهم متـفـقون على قاعدة اساسية هي عـدم نفض الغبار عن بيوتات العنكبوت لديهم. و الاغرب من ذلك، انهم يعتبرون انفسهم المفكرين و المثـقـفين الوحيدين و انهم يمتلكون الحقيقة المطلقة و البديل الواضح الوحيد...
و الطامة الكبرى من موقـف الجبهة الاعلامي و الذي يطير العقل فعلا، حين تبلغ بعد هاتين المقدمتين السيد "محسن نابت" عن الجبهة الشعبية في قناة "روسيا اليوم"، و الذي أعلمنا انه متـنبئ بسقوط حكومة "الصيد" من البداية في سنة 2016، و انه يتـنبأ منذ اليوم بسقوط حكومة "يوسف الشاهد" سنة 2017، و ذلك قبل ان يشكل الرجل حكومته اصلا.
ما هذا؟غريب فعلا هذا الكلام. فضيع في غرابته. يصدر حكمه الجاهز من قبل ان تـتـشكل الحكومة. يصدر حكما انطلاقا من "يوسف الشاهد" نفسه. جميل انه لم يصفه بعميل للكيان الصهيوني و الامبريالية العالمية.
بموضوعية، على اي اساس يصدر هذا الحكم؟ هل في ملامح رئيس الحكومة الشاب ما ينبئ بذلك ( ربما هو اجمل مما يحتملونه) ام ان السيد "النابت" "عراف" او " رجل طريقة صوفية"؟؟
تسائل السيد "النابت" عن مدى اتجاه الحكومة الجديدة في قانون جبائي جديد. طيب للحكومة ان تـقدم مشروع قانون لمجلس نواب الشعب و للأخير كذلك ان يصدر مثل هذا القانون بغض النظر عن الحكومة. اي هذه ليست حجة على الحكومة التي لم تـتكون بعد.
اما عن اعطاء الاولوية لمحاربة الارهاب و الفساد و المفـسدين، فقد وصفها بـ"كلمات فضفاضة". هل يطلب من رئيس الحكومة و قبل حتى تـشكيل حكومته ان يورد بعض اسماء الفاسدين الكبار؟ ثم حتى و ان شكل حكومته ألا تعتبر المسالة تدخلا في السلطة القضائية. اليس مجال الحكومة هنا هو تـقديم ملفات الفساد التي تحوزها الى الجهات القضائية المختصة و دون ان تـشهر بالأسماء لان المسالة ستـنـقل المتهمين الى مدانين قبل ان يحكم القضاء بذلك؟
اما في محاربة الإرهاب فالجميع قد لاحظ الجهود الكبيرة التي قامت بها الحكومة السابقة في القضاء على الارهاب و بالتالي فمن السهل على الحكومة الجديدة مواصلة نـفـس النسق مع امكانية زيادة تطويره.
فما الذي يطلبه من تخصيص في القول اذن؟
اما عن تـشكيل حكومة من الشباب و اكثر من ثلثها من المرأة الشابة، فلم يذكر السيد النابت شيئا لان الجبهة الشعبية نفـسها في مناسبات سابقة قالت ان التكلم عن طلب الخبرة لا يعني سوى اعادة رجال نظام بن علي الى السلطة.
النـقطة الجوهرية التي تعبر عن تهافت الجبهة الشعبية في حضورها الاعلامي للتعليق على تعيـين السيد "يوسف الشاهد"، هو التـناقض الصارخ بين قولها انها لا تهتم إلا بمسالة البرنامج السياسي و بين انصباب تهافتها على شخص "يوسف الشاهد". و الحقيقة ان الشاب في كونه كشاب هو الذي اثار كل هذا الصخب.
لو كانت المسالة متعلقة فعلا بالبرنامج السياسي، فانه كان سيكون اكثر هدوءا و ابتعادا عن الغضب و الاستـنـفار و التسرع، و ذلك بعد عرض رئيس الحكومة الجديد لحكومته و برنامجه في مجلس نواب الشعب.
و من جهة اخرى فان المجادلة حول البرامج لا يجب ان تـنطلق من قاعدة :" اما برنامجي و اما فلا". هذا موقف صبياني و مراهق سياسيا. السياسة هي فن الممكن. السياسة في الحكم اساسا هي مدى النجاح او الفـشل في ايجاد المعادلات بين عدة عناصر بعضها متـنافر و متـناقض..
و في الوقت الذي يهللون فيه لازمة الحكم في تونس، يتـناسون ان الحكومة الاولى للسيد "حبيب الصيد" كانت يسارية بل فيها شيوعيين. رفضت الجبهة الشعبية تلك الحكومة فـتـنـفست حركة النهضة الصعداء حتى ان السيد "نور الدين البحيري" قال بالحرف الواحد: "اذا كانت الجبهة الشعبية قد رفضتها فهل سنقبلها نحن؟".
يبدو ان اليساري او الشيوعي خارج بيت من بيوت الجبهة الشعبية لا تسانده الجبهة، و ما علاقة هذا الامر بالبرامج السياسية؟
من جهة اخرى ألا يمكن لجماعة الجبهة الشعبية ان يتعضوا من تـنـفير رئيس الحكومة السابق منهم حتى يجد نفسه بين احضان "مونبليزير" التي وجدها البيت الوحيد المتماسك و المريح في عمله الحكومي حسب تصريح السيد "حبيب الصيد" ذات مرة؟؟..
و اخيرا و ليس آخرا، فان اليسار ليس هو المهدد او المحاصر اعلاميا و قد اثبت الاعلام ذلك. يكفي من النواح حول المؤامرة ضده. كل ما في المسالة انه متى ما عبرت الجبهة الشعبية عما يشغل الناس و النخب و دافعت بالفعل عن الحريات فإنها تجد من يناصرها. و كلما انحرفت نحو بوتقاتها الصغيرة و التهافتات فإنها على ادنى مستوى لن تجد آذانا صاغية.. و اليوم، البلاد بأسرها و مستـقبلها متوقف على نجاح الحكومة الشابة الجديدة من فشله..و لعله من الشروط الاساسية لنجاحها هو ان لا تقوم على المحاصصة الحزبية مثلما ذكر الصحفي "زياد كريشان" في افتتاحية جريدة المغرب ليوم الخميس 04 اوت 2016...



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصادقون و الكاذبون
- هل تتجه تونس نحو سلطة الشعب؟
- تركيا نحو الانهيار
- سؤال بسيط: هل انت مؤمن فعلا؟
- -أردوغان- يفلت من العقاب
- أبي الغائب الحاضر و الإمام الغائب
- فتاة -هرقل-
- تقدمية المثقف الستيني
- الرئيس يلعب بالنار
- -العصفورية-. ملحمة العرب المعاصرة
- أقانيم الجهالة بين القديم و الجديد
- الإحتفال المأتم لحركة النهضة التونسية
- أشبال العراق ينتفضون
- هل بالامكان ايجاد اسلام جديد؟
- السلطة الوضيعة
- المفقدود سياسيا في تونس
- النوايا السياسية السيئة
- -القصة الخفية للثورة التونسية-
- كيف نكون الله؟
- البعث العراقي الى اين؟


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - رئيس الجمهورية التونسية يسحب البساط من الجميع