أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم بن محمد شطورو - أقانيم الجهالة بين القديم و الجديد














المزيد.....

أقانيم الجهالة بين القديم و الجديد


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 5178 - 2016 / 5 / 30 - 17:35
المحور: الادب والفن
    


قال "قال الإمام".. امرأة حامل في شهرها الثالث و قـد تـوفي زوجها، و أبرقت إلى أخيها أنها تـشعـر بكونها ستـلحـقه بعد الولادة لتوصي أخاها بالاعتـناء بالإبن و كأنه إبنه. التحـقـت بزوجها اثـناء الولادة، و الأخ نكث بوعـده مؤتمرا بزوجته التي خيـرته بينها و أبنائها و بين ابن أخته، فأخـذ الأخ الرضيع ليدفنه إلى جانب أمه، و كان لعابر سبيل أن استمع إلى بكاء الرضيع ليلا إلا انه لم يـبلغ عن الأمر إلا بعد مرور أربعة عشر يـوما و ليلة، لتـكـشف السلطات عن الـقبر فيحـدثهم الرضيع عن كونه كان يرضع من ثـدي أمه الجثة..
بعد أن قـذفـت الإمام بالشتائم قـذفـت الراوي لتصديقه. لكن فيما بعد كنت أفكر في الحكاية. إنها ذات بناء حكائي يـشتمل على الصراع و التـناقض. المرأة فيها اثـنـتين، إحـداهن لم تحتمل العيش دون زوجها في هذه الدنيا و هنا تـتلبس مفهوم الخير، و نعلم أن الأرامل في عـديد الحضارات القـديمة كن ينـتحرن بموت الزوج و قـد اشتهرت الهند بحرق النساء لأنـفـسهن لموت بعولتهن. أما الأخرى فهي شريرة تحكم على زوجها بعـدم إيواء ابن أخته، و هنا نجد إشارة واضحة إلى وجود سلطة للمرأة على الرجل، و هو ما يعتبر شرا أو المرأة مصدر الشرور..
لكن بـقـراءة أخرى نجـد أن الخير شرا، فالمرأة التي أرادت اللحاق بـزوجها و إن لم يكن انـتحارا و إنما رغبة تحـقـقت و هذا ممكن فعـليا في حالات الولادة، فان مكمن الشر في كونها آثـرت عـدم تحمل مسئولية الاعـتـناء بابنها لتحمل أخاها ذاك العبء و زوجته التي رفـضت إنما على أساس كل يتحمل مسئوليته أو أنها بكل بساطة رفضت أنانية أخت زوجها و إن كان في الأمر ضحية. لكن قرار الزوجة يلين شره حتى ترى خيره في العناية الالاهية بالرضيع في القبر، و بالتالي فبقـدر معاقبة أخت الزوج على أنانيتها و إيثارها اللحاق بزوجها على غريزة الأمومة، بقدر الاعتراف بالميل الظاهري إلى جانب الأخت المتوفاة..
إنها تركيبة أسطورية لازالت متحكمة بفـضل أيمة الجهالة. لكن في هذه القصة نـلمح صراعا خـفيا بين عـقـلية قـديمة و أخرى جديدة تـنافـسها. فالمرأة في الثـقافة القديمة مطيعة لزوجها و خاصة في مثل هذه الحالة فان الثـقافـة القديمة تـتعاطف مع الرضيع و أمه التي انعـدمت الحياة لديها بموت زوجها. هذا ما يختـفي وراء الأجمة إن شئـنا القول. فحتى اقانيم الجهالة هم في حالة صراع في الوعي بين القديم و الجديد. و الحقيقة أن العـقـل البشري لا يفكر إلا في إطار زمانه و مكانه و بالتالي فهذا حاصل لا محالة و إن كان بأدوات قديمة تعرقـل حركته الحرة المنـدفعة المتـدفـقة.



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإحتفال المأتم لحركة النهضة التونسية
- أشبال العراق ينتفضون
- هل بالامكان ايجاد اسلام جديد؟
- السلطة الوضيعة
- المفقدود سياسيا في تونس
- النوايا السياسية السيئة
- -القصة الخفية للثورة التونسية-
- كيف نكون الله؟
- البعث العراقي الى اين؟
- يسارية الاحرف الاربع
- رد على مقال يتهافت على الرسول محمد
- هل مازالت فلسطين القضية المركزية؟
- للأرض أنثى الأنوار
- النفاق الاوربي في التعاطي مع الارهاب
- الشعور الديني بين الإغتراب و الإنسجام
- عبثية إرادة قتل الله
- سقوط البعث
- سوريا الى اين ؟
- المرأة التونسية تقدم الجديد لليوم العالمي للمرأة
- قتل -الاسلام او القتل- في تونس


المزيد.....




- سميّة الألفي في أحدث ظهور لها من موقع تصوير فيلم -سفاح التجم ...
- عبد الله ولد محمدي يوقّع بأصيلة كتابه الجديد -رحلة الحج على ...
- الممثل التونسي محمد مراد يوثق عبر إنستغرام لحظة اختطافه على ...
- تأثير الدومينو في رواية -فْراري- للسورية ريم بزال
- عاطف حتاتة وفيلم الأبواب المغلقة
- جينيفر لوبيز وجوليا روبرتس وكيانو ريفز.. أبطال أفلام منتظرة ...
- قراءة في ليالٍ حبلى بالأرقام
- -الموارنة والشيعة في لبنان: التلاقي والتصادم-
- -حادث بسيط- لجعفر بناهي في صالات السينما الفرنسية
- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم بن محمد شطورو - أقانيم الجهالة بين القديم و الجديد