أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد زهير الخطيب - سعيد والأمل البعيد...














المزيد.....

سعيد والأمل البعيد...


محمد زهير الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 5346 - 2016 / 11 / 17 - 09:45
المحور: الادب والفن
    


سعيد والأمل البعيد...

أعلنت الاميرة الجميلة أن الذي ستقبله زوجا لها يجب أن لا يكون أصلعا ولا سمينا وأن لا يكون بدون شهادات...
سعيد أصلع وسمين وبلا شهادات...
لكن سعيد رأى الاميرة الجميلة ووقع في حبها وجفا النوم عينه، يتقلب في فراشه آناء الليل يفكر فيها ويحلم بزواجها...
في عصر كل يوم يجلس سعيد إلى صديقه راجح يحدثه عن حبه العظيم للاميرة الجميلة وعن حظه العاثر بان جميع الصفات المطلوبة بفارس أحلام الاميرة غير موجودة فيه...
كان راجح على اطلاع على خبايا القصر من خلال اخته التي تعمل طباخة في القصر وتنقل له يوميا أخبار الخُطّاب وصد الاميرة لهم لأقل إخلال بشروطها العسيرة...
كان سعيد يسحب الكلام بشراهة من راجح ويسأله عن كل كبيرة وصغيرة تخص الخُطّاب الكُثر المتوافدين يوميا على القصر يخطبون ود الاميرة...
منذ أيام يا سعيد خطب الاميرة البروفسور أحمد المزروعي وهو كما تعلم عبقري معه الكثير من الشهادات، قال سعيد: من المؤكد أنها سترفضه لانه أصلع، قال له راجح: صدقت هذا ما حصل فقد رفضته وخرج يجر أذيال الخيبة ولم تغفر شهاداته لصلعته...
ثم خطبها كذلك الرياضي الشهير حسن بوظو الجميل الانيق ذو العضلات المفتولة، قال سعيد من المؤكد أنها رفضته لانه انتقل مباشرة بعد البكالوريا إلى الملاعب والاندية دون أن يكمل تعليمه ودون تحصيل أي شهادات... قال له صدقت لقد خرج خائبا ولم تشفع له غرته المصقولة ولا عضلاته المفتولة...
ثم يا عزيزي سعيد خطبها مؤخرا وزير محترم شكله جميل وشعره طويل غير أنه سمين يكاد طوله يساوي عرضه، قال سعيد من المؤكد أنها رفضته فهي مصرّة على تحصيل جميع الشروط التي تطلبها في فارس الأحلام...

ثم إن راجح رق لحال سعيد وقال له لماذا لا تحاول أن تصلح من شأنك حتى توافي شروط الاميرة ثم تخطبها؟... فنظر إليه سعيد مشدوها .. وصمت برهة ثم قال: لم يخطر ذلك على بالي قط، فأنا مخالف لجميع الشروط المطلوبة... قال راجح ولكنك تستطيع أن تغير أوضاعك وتحصيل الشروط المطلوبة بالسعي الجاد لها... قال له كيف؟ وأنا بدين وأصلع وبلا شهادات؟ قال له لا تنسى أنك جميل وذكي ولطيف المعشر... عليك فقط أن تشتغل على تحقيق الشروط المطلوبة، ولنبدأ بالشهادات، سجل في أقرب وقت باحدى الجامعات وادرس بشكل جاد واحصل على شهادة جامعية مثل باقي البشر... قال هذه تبدو بسيطة، وما أصنع بالبدانة والصلع؟ قال أما البدانة فسجل غدا في نادي رياضي واتبع حمية غذائية من دكتور متخصص، وعليك أن تنسى الخبز والرز –والنقنقة- وستجد أنك أصبحت نحيفا خلال أشهر.. قال سعيد: هبني فعلت ذلك ولكن قل لي أين أذهب بالصلع؟ ولا تقل لي: ضع باروكة... قال له راجح: لا لن أقول لك ذلك، لقد تطور العلم وبامكانك أن تحصل على شعر جميل حقيقي بمعالجة بسيطة في تركيا مثلا... لقد فعل هذا قبلك كثير من النجوم والمشهورين وأصبح الصلع من ذكرياتهم المنسية...

قال سعيد لراجح: أنت تزرع في قلبي أملا لم يكن ليخطر على بالي، وتثير في جوانجي تحديا يفجر الطاقة في عروقي... نعم لقد قبلت التحدي وستراني شخصا آخر بعد حين...

انتسب سعيد لكلية الحقوق يدرسُ واصلا الليل بالنهار وهو يحقق أفضل النتائج في الامتحانات... وأصبح مداوما على النوادي الرياضية والحمية الغذائية حتى أصبح رشيقا كالغزال، وخطف رجله إلى تركيا فاجرى زراعة للشعر فعاد كانه -الفس برسلي- بشعر أسود جميل لا ينسى أن يضمخه يوميا بالدهون اللامعة والتسريحات البارعة...

غاب سعيد ردحا من الزمان عن صاحبه راجح وباعدت بينهما الاشغال والاسفار، وتلاقيا بعد حين صدفة في إحدى المناسبات، وكاد راجح أن لا يعرف سعيدا، فقد غدا نحيفا يلبس ثياب المثقفين ويسرح شعره تسريحة الفنانين، فسُر به وسعد بلقائه وسأله عن أحواله، فاخبره سعيد بما يُفرح ويسر، ثم سأله راجح: هل تزوجت الاميرة بعد ذلك؟ قال له سعيد: لا!!! لقد غيرت رأي، لقد التقيت في تركيا بفتاة غاية في الجمال والادب فوقعت في غرامها وأنستني الاميرة وخيالاتها فتزوجنا وقضينا شهر العسل في درابزون وعشنا في سبات ونبات وخلفنا صبيان وبنات... وقد سميت أكبر أبنائي –راجح- على إسمك عربونا لمحبتك واعترافا بفضل نصائحك علي...



#محمد_زهير_الخطيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبو لهب الذي انتصر على حمالة الحطب!!!
- أن تراك العروسُ جميلا أهم من أن تكون جميلا...
- المعلقة الثامنة والسيمفونية العاشرة
- أخلاق الانتصار
- استقلالية حزب -وعد- عن الاخوان في الميزان
- التوفيق بين الشريعة والقانون في الغرب
- الحرية هي البوصلة...
- نقاط من مقابلة صحفية مع الدكتور محمد وليد المراقب العام للاخ ...
- حوار عن واقع -داعش- ومستقبلها
- السنة الخامسة للثورة والشروط الستة...
- في الاحزاب والسياسة الكندية
- الحرب على الارهاب والاتجاه الخاطئ
- عملية باريس
- على أعتاب عام جديد
- لا لأسد ولا لداعش ونعم للحرية والكرامة
- موبايلي -ايفون 6 بلس- ...
- أسئلة واجوبة عن الاخوان وحزب وعد السوري
- نحو إسلام سياسي ناجح يحبه الناس
- على أبواب رمضان الثالث للربيع العربي
- رؤية في الحل


المزيد.....




- جودي فوستر: السينما العربية غائبة في أمريكا
- -غزال- العراقي يحصد الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير ال ...
- الممثل التركي بوراك أوزجيفيت يُنتخب -ملكًا- من معجبيه في روس ...
- المخرج التونسي محمد علي النهدي يخوض -معركة الحياة- في -الجول ...
- سقوط الرواية الطائفية في جريمة زيدل بحمص.. ما الحقيقة؟
- منى زكي تعلّق على الآراء المتباينة حول الإعلان الترويجي لفيل ...
- ما المشاكل الفنية التي تواجهها شركة إيرباص؟
- المغرب : مهرجان مراكش الدولي للسينما يستهل فعالياته في نسخته ...
- تكريم مستحق لراوية المغربية في خامس أيام مهرجان مراكش
- -فاطنة.. امرأة اسمها رشيد- في عرضه الأول بمهرجان الفيلم في م ...


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد زهير الخطيب - سعيد والأمل البعيد...