أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - جاسم محمد كاظم - لماذا لا يفعلها الحزب الشيوعي اليوم ؟














المزيد.....

لماذا لا يفعلها الحزب الشيوعي اليوم ؟


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 5341 - 2016 / 11 / 12 - 13:21
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


لو تأملنا بقراءة بسيطة في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي منذ تأسيسه ولحد اليوم ونعمل بنظام المقارنة مابين الحقب التاريخية نجد حجم البون الهائل مابين الأمس واليوم .
ولهذا البون الهائل ما يفسره ويوضحه من الأسباب الكامنة الرئيسية والفرعية منها ما يكون الجوانب الداخلية ومنها ما يتعلق في الوضع الخارجي .
ظهر الحزب الشيوعي كقوة في الواقع العراقي في بداية الأربعينات وخلال عقد واحد أصبح الحزب قوة لا يستهان بها في تحريك الشارع العراقي ضد السلطة الملكية وأعوانها وأداة صلبة وشوكة في عينها وقواها الأمنية وان اعتمد الحزب التنظيم الفائق السرية لأعضائه ومخططاته .
وأصبحت نداءات الحزب إلى الطبقة العاملة أناجيل مقدسة أججت الشارع ضد السلطة وارتباطها بالأجنبي والمستعمر داعيا إلى مسك مفاتيح الصناعة الوطنية وتحريرها من الغير وتحرير العمال من قيود العمل الإضافي والمساومات على العمل وتأسيس النقابات المدافعة عن حقوقهم إضافة إلى سن قوانين الضمان الاجتماعي لكل شرائح الشعب .
وتضم بعض بطون الكتب المذكرات الكثيرة لمؤسس الحزب فهد ومنها المذكرة المرفقة المرفوع إلى رئيس الوزراء ومجلس النواب بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية والتي وزعت نسخ منها إلى السفارة السوفيتية والبريطانية تتضمن المطالبة تفعيل فقرات الدستور العراقي المعطل و تحرير الشعب العراقي وتوفير المزيد من الديمقراطيات في تأسيس النقابات وفسح المجال لعمل الأحزاب العمالية وتحرير الطبقة العاملة من الارتباط بالغير الأجنبي وشركاته الاحتكارية .
حرك الحزب آنذاك الطبقة العاملة غير الواعية بما فيه الكفاية وغير متكاملة بمؤسسات صناعية قوية ومنتجة للبضاعة كما هي مصانع اليوم العالمية بل كانت صناعات بدائية وحرفية أكثر منها مؤسساتية تضم أكثر شرائح العمال العاملين في سكك الحديد صناعات الجلود المدابغ صناعة الملابس القليلة محطات الكهرباء على قلتها وكذلك دوائر البريد والعاملين باليومية في قطاع البناء.
إضافة إلى انتشار الحزب بين صفوف الطلبة وتأجيج هذه الشريحة بمختلف المراحل الدراسية المتوسطة والثانوية والكليات مثلما شهدت وثبة 1948 أقصى ما وصل إلية الحزب من قوة جماهيرية في العهد الملكي استطاعت أرباك السلطة وهددت بقلعها من الوجود لولا تدخل الجيش ومدرعاتة بضرب المتظاهرين بالرصاص الحي وقتلهم بالجملة بمذبحة يتنكر لها تاريخ اليوم محاولا تناسيها لأنها تشهد بالفخر للانجاز الشيوعي في التحرير الوطني ضد المعاهدات الجائرة الرابطة للسياسية العراقية بمخططات المستعمر .
لكننا نرى حزب اليوم منسي وكأنة غائب في سرمدية مطلقة في عصر المعلومة المنفلتة والانفجار الإعلامي الهائل وكأنة ليس حزب الأمس.
يمكن أن يكون السبب الرئيسي في بنية الحزب الداخلية التي شكلها فهد من العمال .
لقد حرص فهد على ذلك التكوين لان مصالح هذه الطبقة هي المصالح الحيوية للحزب والدولة وابتعد كثيرا عن طبقة المثقفين الاستغلالية الانتهازية التي ليس لها من هم سوى مصلحتها الفردية حتى لو ارتبطت بالدوائر الاستعمارية .
فكونت أسماء احمد عباس الملقب بعبد تمر وزكي بسيم ومحمد الشبيبي إضافة إلى فهد حزب متماسك نظريا وعمليا رغم افتقارهم آنذاك إلى كل ماهو معروف اليوم من أدبيات الماركسية وكتبها المنتشرة على كل المواقع .
ربما لم بقراء فهد نسخة مترجمة من البيان الشيوعي أو رأس المال ولم ترى اللجنة المركزية آنذاك من الكراس والكتب مثل ماهو اليوم ورغم ذلك استطاع إيقاف السلطة عل قدم واحدة جعلها تضرب أخماس بأسداس من قوته الكامنة المأخوذة من الواقع العملي .
يتكون حزب اليوم بمكتبة السياسي ولجنته المركزية من البرجوازية الطفيلية المعتاشة على كل شي حتى على دم العمال وتمتلك طبقته العليا رواتب خيالية من السلطة بمسميات وزراء أو وكلاء وزارات إضافة إلى كونهم سجناء سياسيين ومعارضين للنظام السابق وامتلاكهم الجنسية الرديفة من بقية الدولة الأخرى كالسويد والدنمارك وبريطانيا ويعتاشون منها على مخصصات إعانة ويعتمدون كذلك على المردودات التي تقدمها المنظمات الإنسانية لمساعدة الفقراء باعتبارهم يمثلون هذه الطبقة ؟؟
لذلك كانت الطبقة العليا للحزب مترفة جدا في عالم اليوم ربما تفوق وارداتها إيرادات الطبقة المالكة في بريطانيا أيام كارل ماركس وفردريك انجلز وربما عصر لينين أيضا .
وتمتلك هذه الطبقة السيارات الفارهة والفلل السكنية والأرصدة الخيالية وتستطيع الذهاب والرجوع يوميا من والى بلدات أوربا الغربية عبر رحلات الطيران .
تجهل هذة الطبقة العليا بسكرتيرها العام ولجته المركزية أحوال العمال وهل توجد طبقة عمالية حقيقية اليوم أم لا .
ولا تعرف أبدا كيف يمكن النزول إلى الشارع وما هي الأساليب الحديثة لعمل الأحزاب الشيوعية بعد التغير لحاصل في العالم وانتشار العمل الخدمي وطبقات الموظفين .
لذلك لم يستطع حزب اليوم من عمل إضراب واحد أو مظاهرة يتيمة ضد السلطات الحالية مثلما كان حزب الأمس الذي لم يجد ما يخسره ضد السلطات الحاكمة سوى الأغلال المقيدة للعمال كما يذكرها البيان الشيوعي .
بل إن حزب اليوم وقف مع هذه السلطات وأيد أكثر قراراتها رجعية في التاريخ ضد العمال في كل المهن والأماكن .
لذلك انسحب الحزب من الشارع ولم يعد تاريخ اليوم يعرف أن هناك حزب شيوعي يعمل في الشارع كما كان الأمس القريب .

///////////////////////////////////
جاسم محمد كاظم



#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموصل بين الادعاء التركي والحق العراقي
- ما قال ربك ويل للذين سكروا ؟
- ماذا لو حكم الشيوعيون ارض السواد ؟
- وما بنينا دولة الأمام الموعود يا أبا محمد
- الدين .الفقيه والرأسمال
- كيف فهم القطيع العراقي ديمقراطية العم سام
- العراق والكارثة المقبلة
- لوحة من صوفيا .....قصة قصيرة
- ومازلنا نعيش ... العصر البطولي
- لحظة حرية .....قصة قصيرة
- مكتبة الجنرال القائد ......... قصة قصيرة
- درس الثاني من آب 1990 ...الوقوف بوجه رأس المال العالمي
- الرجل الذي هو ..أنا ..........قصة قصيرة
- عندما أحب القديسة....... قصة قصيرة
- الاختلاف مابين التشكيل البريطاني و الأميركي للعراق
- الحاجة إلى الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم
- طيور الشيخ المهاجرة ......................... قصة قصيرة
- هكذا قالت لي العرافة . .. قصة قصيرة
- كومونة بابل .... قصة قصيرة
- الكمين الأول ....والأخير .............قصة قصيرة


المزيد.....




- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - جاسم محمد كاظم - لماذا لا يفعلها الحزب الشيوعي اليوم ؟