أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - طلال الربيعي - جامعة واسط (العراق) واحالة الناس الى قطيع!















المزيد.....

جامعة واسط (العراق) واحالة الناس الى قطيع!


طلال الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 5336 - 2016 / 11 / 7 - 09:16
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا خبرا مفاده انه في ما يسمى التفتيش النسائي لجامعة واسط في العراق حدث امر لم اسمع بحدوثه من قبل في اية بقعة اخرى من بقاع العالم. فقد منعت ادارة الجامعة الطالبات غير المتحجبات من دخول حرم الجامعة وطلبت ايضا من الطالبات المتحجبات مسح مكياجهن قبل الدخول. وقد علقتُ وقتها على هذا الحدث بما مفاده ان هذه الاوامر التعسفية لا علاقة لها بتطوير العملية التعليمية من قريب او بعيد وتشكل خرقا فاضحا لحقوق الانسان كما ضمنها الدستور العراقي, وانها تمثل تصعيدا خطيرا من قبل السلطة واتباعها في محاولاتهم الدؤوبة وغير المتوقفة لاسلمة المجتمع. انها تهدف ايضا الى اذلال البشر واهانة كرامتهم من اجل احالتهم الى قطيع يسهل قيادته والتحكم فيه. ان السلطة تتعامل مع المواطنين وكأنهم اطفال قصّر اومعتوهين, مما يحتم برأيها وضعهم تحت وصاية السلطة او من يمثلها كادارة الجامعة.

وقد عقب احد الزملاء على تعليقي بقوله ان "العيب في الشعب ايضا خاصة النساء يخضعن للاكراه والقمع بسهولة وبكل خنوع .!!!"

وقد اجبت بقولي "للاسف انهن مدجنات ولايرفعن حتى صوتهن احتجاجا, ومنظر الطالبات متشحات بالسواد يثير القرف والاشمئزاز. واذا كانت الطالبات غير قادرات على التحكم في ابسط امور حياتهن, كاختيار ملابسهن, فكيف سيتعلمن التفكير الحر واستقلالية الرأي الضروريتين ليس فقط لتطوير الشخصية وانما ايضا من اجل الابداع الاكاديمي وامتلاك الشجاعة المطلوبة في اجراءات البحث العلمي؟ انها جامعات لنشر الافكار الظلامية وقمع تطور الشخصية. والسلطات تنفذ بذلك اجندة المحتل واتباعه بخلق عراقيين فاقدي القدرة على التفكير, اي كقطعان من الناس, وليسوا كبشرا احرارا." وكما نعلم, ان جامعة واسط تقبع في مؤخرة الجامعات العراقية في مستوى الابداع العلمي والمستوى الاكاديمي.

علق زميل آخر بقوله "الانسان في العراق ليس له قيمة اجتماعية ولا حتى وجودية.. الكل يفرض عليه الشروط والاوامر.. السلطة، العشيرة، رجال الدين، العصابات، الشرطة... كلهم لهم سلطان على حقوق الانسان العراقي المسكين الذي يستحق العطف والشفقة."

فاجبت بقولي: "ولكن عزيزي, ما الذي ستفيدهم الشفقة او العطف؟ انهم يريدون ان يلعبوا دور الضحية ويتلذذون بمازوخيتهم وينتظرون المهدي ان يحررهم بعد ان "عجزت!" امريكا واحزابنا بيمينها ويسارها عن فعل ذلك."

ان الموقف المهادن لطالبات وطلاب الجامعة وعدم ابداء مقاومة ذات شأن يدلل على سلبية مقيتة وعلى تدنى مخزي بوعيهم باهمية حرياتهم الشخصية وكما كفلها الدستور. وتدني او انعدام الشجاعة الادبية يناقض تماما, كمثال, الشجاعة الادبية العالية التي ابدتها طالبة الحقوق التنزانية Rebecca Gyumi في حملتها لتغيير القانون التنزاني الذي كان يسمح بزواج القاصرات وعددهن 15 مليون, مما يؤثر سلبا على مستقبلهن, حيث تضطر البنات الى قطع دراستهن وتعرضهن لاحقا الى مصاعب نفسية واجتماعية ووظيفية (1). وقد نجحت Rebecca بحملتها وبمفردها في حمل السلطة التنزانية على الغاء القانون. فقد قامت بزيارة مناطق عديدة من البلاد لتثقيف الناس باضرار هذه الزيجات, كما انها لجأت الى المحكمة العليا التي قامت بالغاء القانون.

ان مثال Rebecca يدلل على الاهمية الفائقة للشجاعة الادبية وللوعى بالحقوق الشخصية في تغيير الامور و التخلص من القوانين المتعسفة والضارة. وللاسف, فان موقف طالبات وطلاب جامعة واسط بعدم مقاومة القرارالجامعي والتصدي له يمثل, الى حد ما, مهادنة ومطاوعة لقرار اداري تعسفي بالرغم من لادستوريته. اذا نستشف نحن هنا خللا فضيعا في مستوى وعي الطلبة وفي استعدادهم للدفاع عن حرياتهم وحقوقهم. وهذه المقالة تسعى الى تقديم بعض الافكار بخصوص اساليب غسل الدماغ وكسر روح المقاومة الذي يتعرض لها طلبتنا في الجامعات العراقية والى وسائل مكافحتها.

يبدو ان الجامعات العراقية تستخدم, بوعي او بدونه, من اجل تدجين الطلبة وعرقلة كل ما من شأنه ان يرفع وعيهم السياسي والاجتماعي, استراتيجية مماثلة لما كان يستخدمه قادة النخبة في الولايات المتحدة. في 1970s، على سبيل المثال، وفي استجابة للتعبئة العامة ضد المغامرات العسكرية الاستعمارية في ذلك البلد، كتب ديفيد روكفلر ومخططو سياسات النخبة تقريرا طويلا بحجم كتاب عما سموه ب "أزمة الديمقراطية" (2)، حيث خلص إلتقرير الى ان المؤسسات، مثل المدارس، الجامعات والجمعيات المهنية، والتي كانت قد كُلفت تقليديا ب"تلقين الشباب،" أصبحت أقل فعالية. الحل المقترح لهذه "المشكلة!" كان يتلخص باستخدام ممارسات تهدف الى "الاعتدال في الديمقراطية!" عن طريق إعادة تشكيل المدارس لإنتاج "المثقفين التكنوقراط", التي من شأنها حملهم على القيام بعملهم بهدوء دون تحدي السلطة. او بكلمة اخرى, ففي حالة العراق, فان مثل هذه السياسات تؤدي الى انتاج خربجين او اكاديميين مغسولي الدماغ وفاقدي الارادة وضعيفي او عديمي الوعي بضرورة اشاعة الديمقراطية وروح التشكيك في الحياة الاكاديمية والحياة اليومية على حد سواء. والنتيجة الحتمية هي تخريج اشخاص معاقين فكريا, اكاديميا, واجتماعيا, لكونهم يصبحون ليس عالة على المجتمع فقط حيث يجب احتوائهم كموظفين ضمن بطالة مقنعة في الدولة الريعية, بل انهم سيصبحون بلا شك جزءا من الجيش الاحتياطي للقوى الرجعية التي تدير العراق وسيساهموا هم انفسهم في اعادة انتاج فساد الدولة وظلمها وقمعها. كما ان فرط ايمانهم بالمحرمات والسماح لسطوة العادة ان تحدد مسارات تفكيرهم يشكلان عائقا لا يمكن التقليل من اهميته امام قدرتهم على الابتكار والابداع الاكاديمي.

من الواضح أن قدرة الطالب او اي شخص عموما على اكتساب الوعي الاجتماعي والسياسي تتطلب العمل. ولكن عبأ العمل المفرط القائم على التلقين في المدارس والجامعات العراقية (اضافة طبعا الى هدر الوقت في امور وصعوبات حياتية كصعوبات المواصلات وضعف البنية التحتية وعدم الاستقرار الامني) يضمن أن الطلاب لديهم القليل جدا من الوقت الاضافي لرفع وعيهم السياسي او لتكريس الوقت من اجل اشاعة الديمقراطية فى الحياة الاكاديمية او الحياة اليومية على حد سواء. وبالطبع تلعب الاجراءات القمعية والانتقامية الواقعية والمحتملة من قبل الجامعات او الاجهزة التنفيذية هي ايضا دورا كبيرا في عرقلة الطلبة في اكتساب المهارات التي تمكنهم من ترتيب افكارهم واصاغتها كمطالب نقابية-اكاديمية-سياسية ملموسة ومن ثم التحرك تنظيميا لاجل تحقيقها. الكثيرون يعانون من ضعف ثقة بالنفس ولا يؤمنون بقدراتهم على احداث تغييرات ايجابية ذات شأن, وذلك بسبب احباط مبعثه ثقافة اجتماعية مريضة تشجع على المسايرة و الخضوع او الخنوع للسطة وعدم التشكيك بالوضع القائم. والعديد من الطلبة يخشون فقدان مقاعد دراستهم وتحميل انفسهم وعوائلهم تبعات سلبية على الصعيد الاقتصادي والنفسي والاجتماعي وعلى المدى القصير او البعيد

ولكن قبل شيئ, أنا لست ساذجا بما يكفي للاعتقاد بأن الجامعات العراقية هي المكان الوحيد الذي يحدث فيه غسل دماغ الطلاب, بهذا القدر او ذاك, بشكل او بآخر, باستخدام المعتقدات الدينية او الغيبية او غيرها. ان هذا الامر يبدأ في سن مبكرة جدا في عوائلنا, مدارسنا, وكذلك بالطبع في مؤسساتنا الدينية التي تكون رسائلها عادة خاضعة للعشوائية واعتمادا على ما يحدث في الساحة السياسية من تغييرات, والبعض منها وليد الصدفة او هكذا يبدو. فلا يمتلك العراق اية هيئة او مؤسسات اكاديمية مختصة محايدة لفحص وتقييم فحوى الرسائل التي يلقيها الخطباء في المساجد والجوامع او عبر الاجهزة السمعية والمرئية والانترنيت, خصوصا فيما يتعلق بالتأثيرات التربوية والنفسية والاجتماعية والسياسية لهذه الرسائل او التصريحات او الفتاوى على المدى القصير او البعيد. ونفس الكلام ينطبق, الى حد ما, على المناهج الدراسية للمدارس الدينية. فينبغي ان تركز الرسائل الدينية على اشاعة الجوانب الانسانية للدين بما يتفق مع حقوق الانسان وتقبل الآخر و تعزيز اواصر المحبة والتآلف بين كل افراد المجتمع. غني عن القول, ان كليات ومعاهد الدين عليها, ايضا للحصول على الاعتراف الرسمي والاكاديمي مستقبلا, ان تتجنب هي الاخرى اساليب التلقين وغسل الدماغ, وان تتضمن مناهجها, اضافة الى دراسة امور الدين, دراسة العلوم الطبيعية والاجتماعية والانسانية وتاريخ العراق القديم والحديث, واللغات, اضافة الى احاطة بمواضيع الفلسفة والمنطق واصول البحث العلمي, ودراسة حقوق الانسان.

فمثلا, لتبيان الاهمية القصوى لدراسة تاريخ العراق القديم, اكتفى باقتباس مثال واحد بخصوص ملك العراق العظيم سرجون الاكدي في الربع الاخير من الالف الثالث قبل الميلاد. يعود لسيرجون الاكدي الفضل الاكبر في توحيد العراق القديم (3). اي انه ´يمكن اعتباره تاريخيا المؤسس الرسمي للعراق, وهذا امر لوحده يكفيه فخرا وكان يجب ان يضمن له احتلال اوسع المساحات في مناهج التاريخ والفكر والوعي الجمعي في العراق. فكل او اغلبية دول العالم تحتفي شعبيا ورسميا بمؤسسيها, ولكن للاسف الشديد, تغيب السلطات العراقية مؤسس وموحد العراق وترفض جعله علامة فارقة في الذاكرة الجامعية, وذلك لاعتبارات دينية ضيقة معارضة لمصلحة الوطن ومنافية لاية مصداقية علمية. والعديد من اكاديميينا يساهمون ايضا للاسف في تحريف وتشويه تاريخ العراق, ويعود ذلك اما لنقص في الشجاعة الادبية او بسبب عدم تشبعهم بروح البحث العلمي الاصيل. الا ان تغييب سرجون الاكدي من الذاكرة الجماعية, وهذا هو الاهم, قد يعود لاسباب تتعلق بادراك "سرجون ان عليه ان يبتعد عن الدين و ان لا يفرض الايمانات او يحرم البعض منها بل فتح الباب واسعا لكل تلك الايمانات المختلفة التي كان عليها أبناء دويلات المدن..." وان "اتساع الإمبراطورية الاكدية جعلها تضم اعراقا مختلفة و طقوس و آلهة متنوعة و على الملك ان يواجه هذه الحقيقة حيث ان الملوك السابقين كانوا يتعاملون في الغالب مع عرق واحد ذو توجه ديني واحد."
"لذلك و كأجراء يبعده عن الحرج فصل سرجون الدين عن الدولة مع إبقاء ايمانه الخاص واضحا في بعض نصوصه دون ان يفرضه على احد فالظاهر في كل نصوصه انه ينسب الفضل لنفسه لا للآلهة على عكس ما كان يفعل الملوك السابقين له لا بل حتى من لحقه كان اذا بنى احدهم معبدا قال ان الإله أوحى له او طلب منه… لكن لا نلاحظ هذا عند سرجون فقد كان يذكر اعماله على انها صادرة من ارادته وحسب و ليس تنفيذا لاوامر اله معين".

ان سرجون الاكدي لم يكن موحد العراق فقط, بل هو مخترع العلمانية عبر التاريخ, وبالاخص تاريخ العراق. اي ان العراق عند تأسيسه كان دولة علمانية, وان اي انحراف عن العلمانية حاليا او سابقا هي خيانة صريحة لتاريخ العراق وللقيم الحقيقية للحضارة العراقية الاصيلة. وهذه معلومة لا يمكن التغاضي عنها من قبل رجال الدين اوغيرهم. فرجل الدين (ان كان لهذا اللقب من مشروعية!) لا يمكن ان بصبح رجل دين بمجرد وضعه العمامة او حفظه عن ضهر قلب بعض النصوص الدينية. فالطبيب لا يصبح طبيبا بمجرد ارتدائه الصدرية البيضاء وحفظه لبعض الحقائق الطبية وبدون دراسة مختلف فروع الطب, من علوم اساسية واخرى سريرية, ولسنوات, وبدون اجتياز امتحانات شاملة في مختلف مراحل الدراسة. ومسؤولية رجل الدين لا تقل عن, ان لم تتفوق على, مسؤولية الطبيب. وتوجد في العراق قوانين لتنظيم ممارسة الطب ودراسته, واي اخطاء يرتكبها الطبيب بسبب اخطاء في مجالات التشخيص والعلاج او لاسباب اخرى عليه ان يتحمل تبعاتها تجاه اقرانه (نقابة الاطباء), اضافة الى خضوعه الى اية اجراءات انضباطية, ادارية, او عقوباتية, مصدرها الجهات الادارية او المحاكم المختصة. فاذا كانت هذه الامور تنطبق علىى الطبيب وهي امور مبررة بالطبع, فلماذا لا تنطبق مثل هذه الامور على رجال الدين ايضا, اللهم الا اذا افترضنا انهم معصومون عن الخطأ او يقفون فوق القانون؟ وهي افتراصات بالطبع غير مقبولة ولا تتفق مع قواعد العدالة والمساواة بين البشر؟

والجامعات العراقية, كأرث متواصل بسبب فاشية السلطة سابقا وحاليا, فعالة جدا في تلقين الطلاب بالافكار المتوارثة وقمع التغيير. يلخص تشوميسكي العملية بشكل جيد في حديث له عام 1986 سماه "اتجاه إلى اليمين" (4) الذي سلط الضوء على كيفية تصفية المعارضين من طلاب او اساتذة من مؤسسات التعليم العالي:
"انك تخضع لضغوط لتتفق وتساير(المؤسسة) وتلك الضغوط فعالة. ما يفعلونه هو التخلص من الأشخاص المستقلين. إذا قررت "حسنا سوف اتفق قليلا، يسأفعل ما يقولون، ولكن سوف احتفظ باستقلالي العقلي." وبمجرد البدء في القيام بذلك، تكون قد خسرت - إلا إذا كنت شخصا نادرا جدا. ما يحدث هو أن تبدأ بالمطاوعة ومن ثم تحصل على امتياز من خلال المطاوعة وتبدأ في تصديق ما تقوله، لأنه من المفيد أن تصدق ذلك. ثم انك قد استوعبت نظام التلقين، والتشويه, والخداع. وينتهي بك المقام لان تصبح عضوا فعالا ضمن النخبة المتميزة التي تتحكم في التفكير والتلقين". غني عن القول, ان الاتجاه الى اليمين الذي يصفه تشوميكسي هو نتيجة للمطاوعة, حتى بحدها الادني, لا ينطبق على المؤسسات الاكاديمية فقط, وانما يمكن ان يشمل منظمات او احزاب سياسية, وبضمنها حتى تلك التي تدعي اليسارية. والتي بمكن تسمية يساريتها باليسارية اللفظية لانها يمينية في حقيقتها وفي محتوى ومضمون افعالها.

ومن المناسب الاشارة هنا الى امكانية التعلم والاستفادة, كافراد او مؤسسات تربوية, من المعلم الأسطوري البرازيلي باولو فريري ونموذجه التربوي النقدي المسمى ب "نموذج العمل المصرفي في التعليم" (5) . فلو طبقنا هذا المنهج على طلاب كليات الطب (6), فحسب هذا النموذج لا يتطلب من طالب الطب حصرا حفظ وتكرار المعلومة. يهدف هذا النظام التعليمي التحرري الى تمكين طلاب الطب على التفكير بشكل نقدي حول الهياكل النظامية المعمقة للسلطة وكيف أنها تؤدي إلى الامراض او تساهم في حدوثها. حسب هذا النظام, يجب أن تُلزم الكليات الطبية الطلاب لتخصيص وقت للانخراط في الحركات الناشطة في نقد وتحدي من هُم في السلطة. فمثلا, بدلا من تكييف الطلاب إلى الإذعان إلى السلطة، يجب على الكليات الطبية ان تبذل جهدا لتوسيع النقاش حول المحددات الاجتماعية للصحة إلى مستوىات أعمق. فليس كافيا للأطباء في المستقبل أن يدركوا أن عدم المساواة الهيكلية موجودة. بل ينبغي لطالب الطب أن يتعلم أنه من واجب الطبيب الانضمام إلى الكفاح من أجل العدالة الاجتماعية. وينبغي ان تُناقش امكانية وكيفية دمج المعرفة حول المحددات الاجتماعية للصحة في متن الاختبارات. و يجب أن تلزم المدارس الطبية الطلاب لتخصيص وقت للانخراط مع الحركات الناشطة في نقد وتحدي من هم في السلطة. ويرى البعض أن هذه التغييرات سيكون من الصعب جدا تطبيقها، أو أنه لا يوجد مساحة كافية في المنهج الدراسي لهذه التدابير, ولكن يجب علينا مجابهة هذا النوع من التفكير. واني اعتقد ان هذا المنهج التربوي النقدي يمكن ان ينطبق ليس فقط على دارسي الطب وكلياته, بل انه يمكن وينبغي تطبيقه في اغلب, ان لم يكن في كل, مجالات المعرفة والمؤسسات الدراسية, مع بعض التحوير المناسب لكل اختصاص اذا اقتضى الامر.
-----------
المصادر
1. The woman who fought to stop child marriages, and won
http://edition.cnn.com/videos/world/2016/11/03/intv-amanpour-rebeca-gyumi.cnn/video/playlists/amanpour/

2. Crisis of Democracy
http://trilateral.org/download/doc/crisis_of_democracy.pdf

3. سرجون الأكدي الملك العلماني… كيف تمكن من توحيد العراق القديم؟
http://nala4u.com/2014/06/23/%D8%B3%D8%B1%D8%AC%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%83%D8%AF%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%83%D9%8A%D9%81-
%D8%AA%D9%85%D9%83%D9%86/

4. Noam Chomsky - The Right Turn - Audio only
https://www.youtube.com/watch?v=nf_akyOXOUk

5. Rethinking Education as the Practice of Freedom: Paulo Freire and the Promise of Critical Pedagogy
http://www.truth-out.org/archive/item/87456:rethinking-education-as-the-practice-of-freedom-paulo-freire-and-the-promise-of-critical-pedagogy

6. The “Hypocritical Oath”: Medical Schools’ Support for the Status Quo
http://billmoyers.com/story/hypocritical-oath-medical-schools-support-status-quo/






#طلال_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ان تزوير الانتخابات هو تقليد أميريكي
- تضليل فكري يمارسه الحزب الشيوعي العراقي وتشويهه الفظ للماركس ...
- رفع العراقيين دعوى ضد الحكومة الامريكية
- شمعون بيريز -صانع السلام!-: دماء وجثث محترقة!
- -بياتريس لمبكين- شيوعية واكاديمية فريدة الطراز
- معضلة المشروع الثوري: -أيديولوجية الرقيق-!
- الماركسية, نقادها, التحليل النفسي, وامثلة من العراق
- الامبريالية الجديدة وخصائصها
- حزب نيوليبرالي يتَجَلبَبَ بجِلْبَابَ الشيوعية!
- باراك اوباما الوجه -الاسود- للامبراطورية!
- غزو العراق ومنطق ديكارت السقيم
- تقرير تشيلكوت يُثبِت صحة ما قلناه مرارا وتكرارا
- هجمات إرهابية تهز نظام بغداد العميل
- النقد الذاتي/الجلد الذاتي في الحزب الشيوعي العراقي
- فلسفة الطب ومجزرة اورلاندو
- العداء للمثلية الجنسية لا يقتصر على الاسلام
- جريمة بشعة لها جذورها في مجتمع مشبع بالعنف والكراهية!
- تسبيب النيوليبرالية للعنف واستفحاله مستقبلا
- النيوليبرالية نفسها تعترف بمثالبها وخطاياها
- -الفاشية الإسلامية-: -شاورما بدون بهارات!-


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - طلال الربيعي - جامعة واسط (العراق) واحالة الناس الى قطيع!