أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - طلال الربيعي - جريمة بشعة لها جذورها في مجتمع مشبع بالعنف والكراهية!














المزيد.....

جريمة بشعة لها جذورها في مجتمع مشبع بالعنف والكراهية!


طلال الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 5193 - 2016 / 6 / 14 - 05:01
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في وقت مبكر من صباح الأحد يونيو 12، قام مسلح مسلم اسمه عمر ماتين, وهو شاب يبلغ من العمر 29 عاما من اصل افغاني وولد في الولايات المتحدة وترعرع فيها ويحمل الجنسية الامريكية, بالهجوم على ملهى ليلي للمثليين الجنسيين. وقبل موته قتل 50 شخصا وجرح ما لا يقل عن 53 شخصا آخرين. - واحد من كل ثلاثة أشخاص كانوا في الملهى.

بطبيعة الحال، فإن السؤال الأول الذي يشغل أذهان معظم الناس هو كيف يمكن لأي شخص أن يرتكب مثل هذه الجريمة البشعة. سارعت المنظمات اليمينية ذات الاجندات العنصرية بتقديم اجابتها. واجابتها تتغذى على افتراض هو ان عمر ماتين- وهو من سكان بورت سانت لوسي بولاية فلوريدا، ومواطن من مدينة نيويورك، وابن والدين هاجرا من أفغانستان - يتمتع بصلات مع الإرهابيين الإسلاميين.

يقال إن ماتين كان يعمل حارسا لمدة تسع سنوات في منشأة احتجاز الأحداث التي تديرها شركة G45 Secure Solutions التي هي واحدة من أكبر الشركات الامنية واكثرها جشعا ووحشية على صعيد العالم باكمله. وكان يمتلك رخصة لحمل الأسلحة النارية, وقد اشترى شرعيا مسدسا وسلاحا آخرا في الأسبوع الماضي، على الرغم من أنه ليس واضحا بعد فيما إذا كانت هي نفس الأسلحة التي استخدمت في الهجوم. اظهرت وسائل الاعلام والاتصال الاجتماعية ماتين مرتديا قمصان كتب عليها شعارات شرطة نيويورك NYPD. كان ماتين تحت رقابة ال FBI لفترة طويلة ولكنهم لم يجدوا دليلا على تطرفه. فقد كشفت السلطات الفيدرالية ان ماتين تم التحقيق معه من قبل من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي في عام 2013 و 2014، ولكن استفساراتها التي استمرت عشرة اشهر وشملت مقابلة ماتين ثلاث مرات لم تدعم الاتهامات الموجهة إليه, وبعد غلق التحقيق معه, كان ماتين قادرا على شراء السلاح بصورة شرعية.

التحقيقات لازالت جارية, ولذا فإنه لا يزال من غير الواضح تحديد مدى ارتباط ماتين بمنظمات ارهابية: مثل الدولة الإسلامية في العراق وسوريا (داعش). ويقول المسؤولون ان ماتين, قبل تنفيذه الهجوم في أورلاندو، اتصل بالبوليس ليعلن ولاءه لزعيم داعش، أبو بكر البغدادي, وكذلك علاقته بالاخوين Tsarnaev، اللّذان نفذا تفجير ماراثون بوسطن في 2013. ولكن حتى الآن، لا يوجد أي دليل ان هجوم ماتين كان بتوجيه من داعش.

النظرية المفضلة, التي قام البعض من "خبراء الإرهاب" بتقديمها تفيد ان ماتين, كفرد معزول, قد اصبح متطرفا بسبب انجذابه إلى الجوانب الأيديولوجية الأصولية والعنف. ولكن هذه النظرية تعاني من مشاكل. فوفقا لزوجته السابقة، وخلال الوقت الذي كانا يعيشان فيه معا، كان سلوك ماتين نحوها سيئا وعنيفا. وقالت زوجته ايضا ان ماتين لم يهتم بالدين ولم يظهر عليه توجهات إسلامية متطرفة. وقال صديق له لصحيفة واشنطن بوست ان ماتين اصبح أكثر ورعا بعد طلاقه والحج إلى المملكة العربية السعودية، ولكن لم يسبق له ان يبدي أي تعاطف مع داعش أو غيرها من الجماعات الإرهابية. امام المسجد اذي كان ماتين يؤمه, شفيق الرحمن, قال ان ماتين كان من اكثر الاشخاص هدوءا وأنه لم يتحدث لأي شخص، ولم يطلب أي نوع من الإرشاد الروحي. وأكد الامام تكرارا أن عقيدة العنف لا مكان لها في المسجد.

بعد المجزرة, قال والد ماتين، ميرصديقي, ل بي بي سي نيوز, ان فعل ابنه "ليس من الدين بشيء"، ولكنه نتاج لانفعال متعصب لرؤية ابنه رجلين يقبلان بعضهما البعض. آخرون يعتقدون ان ماتين خطط لجريمته. زميله في العمل، دانيال غيلروي، قال لصحيفة نيويورك تايمز، ان ماتين تحدث كثيرا عن قتل الناس وكثيرا ما كان يستخدم الافتراءات العنصرية والمتعصبة.

العديد وصفوا مجزرة ماتين بكونها نتاج "جنون"- متجاهلين ان الذين يعانون من مرض عقلي أكثر عرضة للوقوع كضحايا للعنف من ان يكونوا من مرتكبيه. إلا أنه من الواضح ان جريمة ماتين لديها جذورها في مجتمع مشبع بالتعصب والعنف والكراهية. بغض النظر عن علاقة ماتين اوعدمها بالارهابيين, فان غضب ماتين -ومهما كانت مصادره- اندمج في كتلة سامة من العنف انتهت في تسبيب حمام دم.







#طلال_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسبيب النيوليبرالية للعنف واستفحاله مستقبلا
- النيوليبرالية نفسها تعترف بمثالبها وخطاياها
- -الفاشية الإسلامية-: -شاورما بدون بهارات!-
- رسالة عاملة منزل فلبينية الى ملك السعودية
- شاعرية الثورة في العراق من 1932 لغاية 1960
- اليسار الاوربي والاسلام: تجربة شخصية
- نيوليبرالية بريمر حطمت الزراعة العراقية
- الحزب لم يتخلى عن اللينينية لكونه لم يعتنقها اصلا!
- استخدام علوم الدماغ في مكافحة الماركسية المبتذلة
- السلطة في العراق تلجأ خداعا حتى الى ملكة بريطانيا لانقاذها
- الولايات المتحدة وسجلها المروع في انتهاك حقوق الانسان
- هل يمكن اصلاح العملية السياسية في العراق بدون التخلص منها؟
- صعود اليمين المتطرف في أوروبا ومشكلة اللاجئين
- لم يفلحوا في اماتة لينين، أو حتى اماتته ثانية!
- النيوليبرالية, كتاريخ ومفهوم, ببضعة دقائق
- نطفئ شعلة الامل إذا كففنا عن المقاومة!
- -العدالة الاجتماعية- مفهوم مضَلِل لإدامة الرأسمالية
- كوبا هي التي تُعّلِم الولايات المتحدة حقوق الانسان وليس العك ...
- انهن يبتغين التماهي بالشيطان, وليس الاحتفاء بكونهن انسان!
- لينين بطل الديمقراطية


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - طلال الربيعي - جريمة بشعة لها جذورها في مجتمع مشبع بالعنف والكراهية!