أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - طلال الربيعي - الولايات المتحدة وسجلها المروع في انتهاك حقوق الانسان















المزيد.....

الولايات المتحدة وسجلها المروع في انتهاك حقوق الانسان


طلال الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 5160 - 2016 / 5 / 12 - 08:59
المحور: حقوق الانسان
    


لقد ارتكبت زعيمة العالم الحر, كما اعتاد ضعاف العقول واشباه البشرعلى تسمية الولايات المتحدة, كل الجرائم والموبقات, التي يقشعر لها البدن بحق شعبها والشعوب الاخرى على حد سواء, وخلافا لكل القوانين المحلية والشرائع الدولية. ومع ذلك تتخذ اغلبية صحف العالم, حتى تلك التي تدعي اليسارية او الشيوعية, موقف الصمت تجاه هذه الجرائم وكأنها بلعت لسانها بعد ان باعت ضمائرها في ابخس اسواق النخاسة.

في كتابه Battlefield America: The War On The American People يعري خبير الدستور الامريكي John W. Whitehead الجرائم التي ارتكبتها الحكومات المتعاقبة في الولايات المتحدة بحق شعبها نفسه, بحيث حولت مدنها وحواضرها الى ساحات قتال, واصبح الشعب الامريكي هو عدو السلطة, التي تتجسس عليه وتلاحقه وتفتشه اينما شاءت ومتى ما يحلو لها, وبدون اعطاء ادنى اعتبار للحريات الشخصية وكرامة الانسان- طبعا الاعذار جاهزة دوما وآخرها الحرب على الارهاب! ويصف الكاتب حكومات الولايات المتحدة بكونها "حكومات الذئاب", ويحذر: "ارفعوا ايديكم ابها الامريكان, فلقد داهمتنا دولة البوليس على حين غرة!" (1). والبوليس هو ليس ككل البوليس, فهو بوليس مدجج بالسلاح من قمة رأسه الى أخمص قدميه وفي حرب سرمدية مع شعبه.

إن الحكومات الامريكية لا تمثل مصالح شعبها عندما ازجت به في حروب عبثية في الشرق الأوسط لا نهاية لها, لتقتات على نفطه وتسوق سلاحها له, حروب ادت الى دمار حاد لاقصادها يتحمل اعبائه افواج هائلة من العاطلين والمتقاعدين والمرضى وكبار السن والمعاقين والعجزة, اي بعبارة خرى اغلبية الشعب, وذلك من اجل المزيد من اغناء حفنة ضئيلة من البشر التي لا تشبع مهما امتلكت من ثروات وكأنها النار الزؤوم.

لا تمثل هذه الحكومات مصلحة شعبها عندما سنت قوانين إخضاعه لكل أنواع عمليات التفتيش والمراقبة والرقابة على خطابه وخنقت حرية التعبير لديه، واحالت اطراف عديدة من شعبها الى متطرفين لمناهضتهم للسلطة لأنهم تجرئوأ على أن يختلفوا مع إملاءاتها وانتقادهم لها في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي. وتشجع الحكومة الأمريكيين التجسس والوشاية على مواطنيهم، وتعتقل من ينتقد سياساتها وتسمح لعملاء الحكومة باستخدام الصعق الكهربائي واطلاق النار وقتل مواطنيها.

الحكومات الامريكية لا تمثل مصالح شعبها عندما احالت الولايات المتحدة الى ساحة حرب ضد شعبها, بتحويلها اجهزة تنفيذ القانون إلى امتدادات للاجهزة العسكرية، وقيامها بإجراء تدريبات عسكرية على التربة المحلية، وتوزيعها المعدات والأسلحة العسكرية على الشرطة المحلية، وقيامها بتعويد شعبها على التهديد الذي تشكله الدولة البوليسية بمختلف الوسائل العسكرية والنفسية من خلال تنفيذ تدريباتها العسكرية في نقاط التفتيش الأمنية وبشكل عشوائي على أهداف "ناعمة": مثل مراكز التسوق والملاعب الرياضية.

الحكومات الامريكية لا تمثل مصالح شعبها عندما أغلقت المدارس، وركبت كاميرات المراقبة، واعتمدت سياسات الصفر في التسامح التي تعاقب السلوك الطفولي كما الجنائي بوحشية مماثلة. انها تعلم الشباب انهم ليس لديهم من حقوق، وتقوم بغسل ادمغتهم واقناعهم ان الافكار التي تغذيها لهم بقوة هي تعليم وليس تلقينا، وهي تربيهم على عدم مساءلة السلطة الحكومية، وان يتقبلوا بخنوع حياة الرقابة والمراقبة على مدار الساعة، وقيامها بالغارات وتوجيهها الإهانات الأخرى.

سيكون أيضا من الصعب التصديق أن الحكومات الأميركية تمثل مصالح شعبها عندما تجري تجارب سرية على مواطنين او اجانب بسطاء طيبو النية وتعرضهم الى الامراض عن طريق رشها لهم بالمواد الكيميائية، وحقنهم بالأمراض المعدية و تعريضهم للسموم المحمولة جوا. ادعت الحكومة أنها لها الشرعية باجراء هذه التجارب على الناس الذين ليس لديهم كامل الحقوق في المجتمع مثل السجناء والمرضى عقليا، والفقراء من السود .

في ولاية ألاباما، على سبيل المثال، مُنع 600 رجل أسود مصابون بالزهري من العلاج الطبي المناسب, وذلك لدراسة تطور مرض الزهري غير المُعالج بشكل طبيعي. وفي ولاية ماريلاند، تم تعريض المرضى المقيميون في مصح عقلى الى فيروسات الانفلونزا الوبائية برشها في أنوفهم, وذلك لاختبار فعالية اللقاح ضد الانفلونزا الذي اعطي لهم مسبقا (2).

وفي ولاية نيويورك، حقن مرضى على شفا الموت بخلايا سرطانية, واجريت تجارب فيروسية على نزلاء مؤسسات اصلاحية (3). وفي جزر Staten, اعطي الأطفال الذين يعانون من التخلف العقلي فيروس التهاب الكبد عن طريق الفم وبالحقن لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم علاجه لاحقا (4). وفي 1960s، سمحت على الأقل نصف عدد الولايات استخدام السجناء كخنازير غينيا الطبية, "لأنهم أرخص من الشمبانزي"! وهنالك العديد من التجارب العديدة المماثلة في وحشيتها التي اجريت في الولايات المتحدة وخارجها والتي لا يتسع المجال تفصيلها هنا.

ولذلك اليس من حقنا التساؤل هنا عن نوع الحكومة التي ترتكب مثل هذه الأفعال المروعة على البشر، سواء كانوا مواطنيها ام لا؟ اليس هو عار علينا اذا صدقنا حروب الولايات المتحدة المزعومة ضد الارهاب ورغبتها المضللة والمخادعة في تحريرها الشعوب ومنحها الديمقراطية؟

المصادر
1.http://www.amazon.com/Battlefield-America-War-American-People/dp/1590793099?tag=viglink25106-20

2- Report: Medical Experiments Conducted on U.S. Prisoners, Patients
http://www.pbs.org/newshour/rundown/medical-slideshow-code/

3- They Were Cheap and Available: Prisoners as Research Subjects in Twentieth Century America
http://gme.kaiserpapers.org/they-were-cheap-and-available.html

4- Willowbrook Hepatitis Experiments
https://science.education.nih.gov/supplements/nih9/bioethics/guide/pdf/Master_5-4.pdf



#طلال_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكن اصلاح العملية السياسية في العراق بدون التخلص منها؟
- صعود اليمين المتطرف في أوروبا ومشكلة اللاجئين
- لم يفلحوا في اماتة لينين، أو حتى اماتته ثانية!
- النيوليبرالية, كتاريخ ومفهوم, ببضعة دقائق
- نطفئ شعلة الامل إذا كففنا عن المقاومة!
- -العدالة الاجتماعية- مفهوم مضَلِل لإدامة الرأسمالية
- كوبا هي التي تُعّلِم الولايات المتحدة حقوق الانسان وليس العك ...
- انهن يبتغين التماهي بالشيطان, وليس الاحتفاء بكونهن انسان!
- لينين بطل الديمقراطية
- الطب النفسي النيوليبرالي
- وجهة نظر التحليل النفسي في البروليتاريا والحلم الامريكي
- تضارب الآراء بخوص مستقبل اللاجئين
- تخبط الحركة الشيوعية العالمية والانتخابات البرلمانية
- نفاق الولايات المتحدة وتحُكم اللوبي السعودي فيها
- رسالة بروفسور .A.L.I المفتوحة الى السلطات السعودية
- وحشية لا تضاهى لمحتلي العراق
- حكام واشنطن و لندن هم اساتذة في علم تحطيم العقل
- اوباما يبيع بلاده الى السعودية, فضلا عن دعم ارهابها
- استخدام ال CIA لبرنامج تطعيم زائف وتأثيراته المدمرة على الصح ...
- لماذا لا تنفذ داعش هجمات في إسرائيل؟


المزيد.....




- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - طلال الربيعي - الولايات المتحدة وسجلها المروع في انتهاك حقوق الانسان