أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - طلال الربيعي - اليسار الاوربي والاسلام: تجربة شخصية














المزيد.....

اليسار الاوربي والاسلام: تجربة شخصية


طلال الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 5174 - 2016 / 5 / 26 - 03:48
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


شهدت في زيارتي لمؤتمر حول ضرورة ماركس Marx is Muss
http://www.marxismuss.at/programm/
الذي عقده تنظيم اليسار Die Linke النمساوي في فينا في نهاية الاسبوع الماضي, العديد من الامور التي اثارت بعض استغرابي والتي تشكل دليلا على عدم وجود حدود كونكريتة بين اليسار واليمين في النمسا او في عموم اوربا او حتى غير اوربا.

فقد عنون احد المتكلمين ورقته بان الاسلام ليس العدو.
Islam ist nicht der Feind!
حيث ابديت استغرابي من العنوان لانه كان من الاكثر مناسبة التكلم عن عدم العداء للمسلمين, فالعداء للمسلمين هو تمييز عرقي حاله حال المعاداة للسامية او العداء لليهود في اوربا في النصف الاول من القرن الماضي. ولكن الدعوة والعمل ضد سياسة العداء للمسلمين, والتي تعبر عن نفسها بالعداء ضد اللاجئين واغلاق الحدود لمنع دخولهم اوربا, هو امر لا ينبغي, برأيي, ان يعني ان اليسار الاوربي متفق مع الاسلام بالكامل. وان اسباب عدم الاتفاق يمكن ان تكون نظرية واخرى عملية. فنظريا, وبدون اي تفصيل, توجد الكثيرمن الآيات في القرآن, اضافة الى احاديث نبوية واجتهادات ففهية لاحقة, تدلل على ان الكثير من تعاليم الاسلام معادية لحقوق الانسان وتشجع على احتقار الآخر او حتى قتله. كما ان عداء الاسلام للمرأة تبدو موضوعة واضحة ومن الصعب اخضاعها الى تأويل معاكس. والاسباب العملية لا يمكن انكارها هي الاخرى. فالعديد من اللاجئين يهربون من تعسف وارهاب الاحزاب الدينية والمجموعات السلفية كمنظمة داعش مثلا. اي انهم ضحايا لاسلام يدافع عنه اليسار الاوربي. علما ان اعتراضي كان متضمنا انه من الخطأ التكلم عن اسلام واحد, لان الاسلام نحل وفرق عديدة وهي تتناحر فيما بينها, في بعض الاحيان, اكثر من تناحرها مع غير المسلم.

ان اعلان اليسار الاوربي عدم معاداته للاسلام يبدو اعلانا ناقصا وقد يصب في مصلحة من يضطهد الناس من مسلمين او غير مسلمين ويسبب في هجرتهم او لجوئهم الى اوربا.

وكان ردهم على اعتراضي في المؤتمر هو سؤالهم "الاعتراضي": هل اني متأكد ان افراد داعش هم فعلا مسلمون؟ فكان جوابي انهم يزعمون هكذا وليس هناك من وسيلة للاجابة بشكل قاطع بالنفي او القبول.

اعتراضهم الآخر هو انه ليس افراد داعش كمسلمين هم فقط من يغتصب النساء, فافراد من ديانات اخرى يفعلون الشئ نفسه, فرجال الكنسية الكاثوليكية يفعلون ما هو ادهى حتى, فهم يمارسون الجنس مع الاطفال ويغتصبوهم. اما ردي على اعتراضهم فهو ان افراد داعش يفعلون ما يفعلون من جرائم هو باسم الاسلام والاخرون من افراد الديانات الاخرى, في اوربا على الاقل, لا يفعلون ذلك باسم دياناتهم او معتقداتهم, كما ان العديد من دول اوربا هي دول علمانية.

اعتراضهم الآخر يتضمن ان داعش لا تفعل هذه الامور من اغتصاب وسبي النساء او قتل البشر في اوربا, وانما يقتصر نطاق جرائمها على دول الشرق الاوسط وان اوربا سالمة من شرورهم الى حد كبير. لذك فان اعتراضي يعتبر من قبلهم غير مقبول وهو نتيجة لاصولي العرقية غير الاوربية, اي اني برأيهم امارس ما سماه احدهم سياسة اللجوء
Asylpolitik

اعتقد ان زعمهم ,او زعم بعض افراده على الاقل, بان افكاري متأثرة باصولي العرقية هو امر صحيح, ولكن رفضهم التعامل مع وجهة نظري من قبلهم لهذا السبب بالذات هو تمييز عرقي, في حين انهم يزعمون انهم بالضد من التمييز ضد البشر. واعتراضهم هذا يدلل ايضا على مركزية-اوربية تحتقر الشعوب غير الاوربية او انها لا تعير اهتماما الى افكار غير الاوربيين, اضافة الى كونه مناهض لزعم اليسار الاوربي بعالمية نضاله ضد القمع والتمييز والظلم في كل انحاء العالم, ومهما كانت اسبابه او مصادره.

ولما كان المتكلم من اصول ايرانية, فلقد رأيت من المناسب ان اذكره ان الحزب الشيوعي الايراني (توده) قد ساند في البداية سلطة الخميني ولكن هذا لم يمنع السلطة من الانقضاض لاحقا على الحزب وتصفيتها له.

ومن الملفت للنظر تماما ايضا ان اعتراضهم على آرائي, بسبب اصولي العرقية, لا ينطبق على الآخرين الذين هم من اصل غير اوربي ايضا, كالمتكلم الذي هو من اصول ايرانية, ما دام هؤلاء متفقون مع الخط العام ل"يسار اوربا", وهذا يعني ايضا اقصاء للآخر لعدم اتفاقه مع خطهم الاوربي النزعة.






#طلال_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نيوليبرالية بريمر حطمت الزراعة العراقية
- الحزب لم يتخلى عن اللينينية لكونه لم يعتنقها اصلا!
- استخدام علوم الدماغ في مكافحة الماركسية المبتذلة
- السلطة في العراق تلجأ خداعا حتى الى ملكة بريطانيا لانقاذها
- الولايات المتحدة وسجلها المروع في انتهاك حقوق الانسان
- هل يمكن اصلاح العملية السياسية في العراق بدون التخلص منها؟
- صعود اليمين المتطرف في أوروبا ومشكلة اللاجئين
- لم يفلحوا في اماتة لينين، أو حتى اماتته ثانية!
- النيوليبرالية, كتاريخ ومفهوم, ببضعة دقائق
- نطفئ شعلة الامل إذا كففنا عن المقاومة!
- -العدالة الاجتماعية- مفهوم مضَلِل لإدامة الرأسمالية
- كوبا هي التي تُعّلِم الولايات المتحدة حقوق الانسان وليس العك ...
- انهن يبتغين التماهي بالشيطان, وليس الاحتفاء بكونهن انسان!
- لينين بطل الديمقراطية
- الطب النفسي النيوليبرالي
- وجهة نظر التحليل النفسي في البروليتاريا والحلم الامريكي
- تضارب الآراء بخوص مستقبل اللاجئين
- تخبط الحركة الشيوعية العالمية والانتخابات البرلمانية
- نفاق الولايات المتحدة وتحُكم اللوبي السعودي فيها
- رسالة بروفسور .A.L.I المفتوحة الى السلطات السعودية


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - طلال الربيعي - اليسار الاوربي والاسلام: تجربة شخصية