أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الربيعي - شمعون بيريز -صانع السلام!-: دماء وجثث محترقة!















المزيد.....

شمعون بيريز -صانع السلام!-: دماء وجثث محترقة!


طلال الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 5300 - 2016 / 9 / 30 - 11:03
المحور: القضية الفلسطينية
    


كتب Robert Fisk في صحيفة الاندبندنت البريطانية مقالا بعنوان:
Shimon Peres was no peacemaker. I’ll never forget the sight of pouring blood and burning bodies at Qana
Peres said the massacre came as a ‘bitter surprise’. It was a lie: the UN had repeatedly told Israel the camp was packed with refugees

http://www.independent.co.uk/voices/shimon-peres-dies-israel-qana-massacre-never-forget-no-peacemaker-robert-fisk-a7334656.html

ادناه ترجمتي له.
------------
زعق العالم, عندما سمع ان شمعون بيريز قد مات, انه كان "صانع السلام". ولكن عندما سمعتُ أن بيريز قد مات، فكرت في الدم والنار والذبح.

شهدتُ النتائج: الأطفال الممزقين، نحيب اللاجئين, والجثث المحترقة. وكان المكان هو قانا ومعظم الجثث البالغ عددها 106 - نصفهم من الأطفال - ترقد الآن تحت معسكر للامم المتحدة حيث تم تمزيقها إلى أشلاء بفعل القذائف الإسرائيلية في عام 1996. لقد كنتُ في قافلة مساعدات تابعة للامم المتحدة خارج قرية لبنانية جنوبية. انطلقت القذائف ليغمر ضوئها رؤوسنا و لتتسافط على اللاجئين الذين اكتظ بهم المكان. استمر القذف 17 دقيقة.

شمعون بيريز، المرشح الانتخابي لمنصب رئيس وزراء إسرائيل (وقتها, ط. ا) - وهو المنصب الذي ورثه عندما اغتيل سلفه اسحق رابين - قرر تعزيز مؤهلاته العسكرية قبل يوم الاقتراع بالاعتداء على لبنان. حامل جائزة نوبل للسلام شراكة استخدم, كذريعة, إطلاق صواريخ الكاتيوشا عبر الحدود اللبنانية من قبل حزب الله. في الواقع، كانت صواريخهم انتقاما لمقتل صبي لبناني صغير في انفجار قنبلة مفخخة يشتبه أنها قد تٌركت من قبل دورية إسرائيلية. ولكن هذا تفصيل لا يهم بالمرة!

وبعد بضعة أيام، تم قصف القوات الإسرائيلية في لبنان بالقرب من قانا, فقامت القوات الإسرائيلية بالاتتقام باطلاق النار على القرية. اصابت الاطلاقات الاسرائيلية مقبرة يستخدمها حزب الله. ولكن بقية الاطلاقات اصابت مباشرة معسكر الجيش الفيجي للامم المتحدة, حيث كان المئات من المدنيين يحتمون. أعلن بيريز على اثرها "اننا لم نعلم ان عدة مئات من الأشخاص قد تجمعوا في المعسكر. وجاء ذلك بالنسبة لنا بمثابة مفاجأة مريرة ." (الا أن الجنرال موشيه ايلون رئيس الاستخبارات العسكرية وقتها قال "ان ضباط الجيش الاسرائيلي علموا بوجود لاجئين مدنيين في مركز الامم المتحدة" .ط. ا.)

لقد كذب بيريز. لقد احتل الإسرائيليون قانا لسنوات بعد الغزو عام 1982، كان لديهم فيلم فيديو للمخيم، وكانت طيارات بدون طيار تحلق فوق المخيم خلال مذبحة 1996 - وهذه حقيقة انكرها الاسرائيليون حتى اعطاني جندي من الامم المتحدة شريط فيديو له لطائرة بدون طيار، الذي نشرت مقطعا منه في صحيفة الاندبندنت. وكانت الأمم المتحدة ايضا قد أبلغت إسرائيل مرارا وتكرارا من قبل أن المعسكر كان مزدحما باللاجئين.

كانت هذه مساهمة بيريس للسلام اللبناني. خسر هو الانتخابات، وربما لم يفكر أكثر بعدها حول قانا. لكنني لم انس قانا ابدا.

عندما وصلتُ أبواب الامم المتحدة، كان الدم يتدفق من خلالها كالسيول. كان ممكنا لي استنشاق رائحته. غمر الدم أحذيتنا ولصق بها كالغراء. كانت هناك اشلاء لاطراف عليا وسفلى, ولاطفال رضع بدون رؤوس وروؤس لكبار السن من الرجال مفصولة عن اجسادهم . وكان هناك جسد رجل مشطورا الي قطعتين ويتدلى من شجرة. وما تبقى منه كان يحترق.

على عتبة احدى ابواب الثكنات، جلست فتاة تحتضن رجلا بشعررمادي، ذراعاها ملتفة حول كتفيه، وكانت تهز جثته شمالا ويمينا. كانت عيناه تحدْق في وجهها. ركعت امامه وكانت تنتحب وتهز جسده، مرارا وتكرارا: "والدي، والدي!" الا زالت هي على قيد الحياة - وكان من المقرر أن مجزرة قانا أخرى ستحدث في سنوات قادمة، وهذه المرة من قبل سلاح الجو الإسرائيلي - وأشك إذا كانت كلمتا "صانع السلام" ستعبر شفتيها.

كان هناك تحقيقا اجرته الامم المتحدة, الذي اعترف بشكل خجول أنه لا يعتقد أن المذبحة كانت صدفة وامرا غير مقصودا. اتُهم تقرير الامم المتحدة بأنه معاد للسامية. (اجتمع أعضاء مجلس الأمن للتصويت على قرار يدين إسرائيل ولكن الولايات المتحدة أجهضت القرار باستخدام حق النقض الفيتو. ط. ا). في وقت لاحق من ذلك بكثير، نشرت مجلة إسرائيلية شجاعة مقابلة مع جنود المدفعية الذين أطلقوا النار في قانا, حيث وصف ضابط اسرائيلي أهل القرية بأنهم Arabushim-مجرد حفنة من العرب (Arabushim بالعبرية), ونقلت الصحيفة عنه قوله "حفنة من العرب يموتون، ليس هناك ضرر في ذلك بالمرة." وقال رئيس مكتب بيريز شيئا مشابها "أني لا أعرف أية قواعد أخرى للعبة، إما مع الجيش [الإسرائيلي] أو مع المدنيين ..."

ودعا بيريز غزو لبنان عملية "عناقيد الغضب"، والتي - إذا لم تكن التسمية مستوحاة من جون شتاينبك - يجب أن تكون قد جائت من سفر التثنية. "السيف في الخارج والإرهاب في الداخل"، فإنه يقول في الفصل 32، "يجب اهلاك كل من الشاب الصغير والعذراء, والرضيع مع الرجل الاشيب". وليس هناك وصفا أفضل من ذلك لمجزرة ال 17 دقيقة في قانا.

نعم، بالطبع، تغير بيريز في السنوات اللاحقة. لقد زعموا "أن أرييل شارون - الذي اشرفت جنوده على مجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا في عام 1982, التي ارتكبها حلفائهم من المسيحيين اللبنانيين - كان "صانع سلام" عند وفاته. على الأقل أنه لم يحصل على جائزة نوبل.

بيريز أصبح في وقت لاحق من المدافعين عن "حل الدولتين"، تماما في نفس الوقت الذي شهد نمو المستوطنات الاسرائيلية, التي كان هو مرة من اشد انصارها.

الآن علينا أن ندعوا بيريز "صانع السلام". واحسب، إذا استطعت، كم مرة سيتم استخدام كلمة "السلام" في نعي بيريز خلال الأيام القليلة المقبلة. ثم احسب كم مرة ستُذكر كلمة قانا.




#طلال_الربيعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -بياتريس لمبكين- شيوعية واكاديمية فريدة الطراز
- معضلة المشروع الثوري: -أيديولوجية الرقيق-!
- الماركسية, نقادها, التحليل النفسي, وامثلة من العراق
- الامبريالية الجديدة وخصائصها
- حزب نيوليبرالي يتَجَلبَبَ بجِلْبَابَ الشيوعية!
- باراك اوباما الوجه -الاسود- للامبراطورية!
- غزو العراق ومنطق ديكارت السقيم
- تقرير تشيلكوت يُثبِت صحة ما قلناه مرارا وتكرارا
- هجمات إرهابية تهز نظام بغداد العميل
- النقد الذاتي/الجلد الذاتي في الحزب الشيوعي العراقي
- فلسفة الطب ومجزرة اورلاندو
- العداء للمثلية الجنسية لا يقتصر على الاسلام
- جريمة بشعة لها جذورها في مجتمع مشبع بالعنف والكراهية!
- تسبيب النيوليبرالية للعنف واستفحاله مستقبلا
- النيوليبرالية نفسها تعترف بمثالبها وخطاياها
- -الفاشية الإسلامية-: -شاورما بدون بهارات!-
- رسالة عاملة منزل فلبينية الى ملك السعودية
- شاعرية الثورة في العراق من 1932 لغاية 1960
- اليسار الاوربي والاسلام: تجربة شخصية
- نيوليبرالية بريمر حطمت الزراعة العراقية


المزيد.....




- السعودية.. شقة سكنية تستخدم للدعارة وضبط 5 نساء و6 رجال
- تظاهرة إسرائيلية نسائية بالقرب من حدود غزة للمطالبة بإنهاء ا ...
- عودة البريميرليغ: هل يحافظ ليفربول على لقبه أم يغرق في طوفان ...
- السودان يواجه أسوأ تفشٍ للكوليرا منذ سنوات وسط الحرب والنزوح ...
- ترامب وبوتين خلف الأبواب المغلقة.. -خطر غير قابل للتنبؤ-
- قطر ـ السجن لزعيم البهائيين بتهمة -التشكيك في أسس الدين الإس ...
- من ذكر إلى أنثى والعكس.. علماء يوثقون تحولا في جنس بعض الطيو ...
- -إسرائيل الكبرى- بين أحلام نتنياهو وصمود المقاومة ومطالبات ب ...
- روسيا تفرض قيودا على مكالمات واتساب وتليغرام
- إسرائيل تعتزم استدعاء 100 ألف عسكري لاحتلال غزة


المزيد.....

- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الربيعي - شمعون بيريز -صانع السلام!-: دماء وجثث محترقة!