أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الربيعي - تقرير تشيلكوت يُثبِت صحة ما قلناه مرارا وتكرارا














المزيد.....

تقرير تشيلكوت يُثبِت صحة ما قلناه مرارا وتكرارا


طلال الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 5216 - 2016 / 7 / 7 - 00:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد سبع سنوات من التحقيقات والاستماع الى عشرات الشهود ومراجعة عدد هائل من الوثائق, صدر اليوم تقرير السير جون تشيلكوت بخصوص (عدم) مشروعية وقانونية الدور البريطاني في غزو العراق عام 2003, حيث اٌتخذ قرار الغزو من قبل توني بلير رئيس وزراء بريطانيا وقتها.

التقرير يثبت صحة ما قلناه مرارا وتكررا من قبل ان غزو العراق كان عملا غير مبررا بالمرة وجريمة بحق الانسانية, تسببت في مقتل وتشريد الملايين من العراقيين, مع دمار شامل للبنية التحتية وارجاع العراق الى القرون الوسطى, اضافة الى تأجيجه الصراعات الطائفية واشاعته العنف والفقر والبطالة بمعدلات هائلة.

وفي تعليق دامغ على الاندفاع المتهور لغزو العراق، وجد التقرير ان الخيارات الدبلوماسية في ذلك الوقت لم يتم استنفادها, لذلك لم يكن العمل العسكري الخيار الاخير كما زعمت حكومة بلير وقتها.

في حين ان تقرير تشيلكوت يمنحنا بصيرة لاذعة في الظروف المحيطة بواحدة من الغزوات الأكثر إثارة للجدل لدولة ذات سيادة في العصر الحديث، فان نتائج التحقيق تُظهِر بما لابقبل الشك اندفاع الرئيس الامريكى السابق جورج دبليو بوش و رئيس وزراء بريطانيا السابق توني بلير غير المقبول وغير المبرر في غزوهما العسكري للعراق.

يذكر تلخيص BBC لبعض النقاط الرئيسية لتقرير تشيلكوت المؤلف من 2.5 مليون كلمة و 12 مجلد و 6000 صفحة "ان العمل العسكري قد كان لربما ضروريا في وقت لاحق،" ولكن في مارس 2003 لم يكن هناك تهديد وشيك من صدام حسين. وكان من الممكن تبني استراتيجية الاحتواء واستمرارها لبعض الوقت. الغالبية العظمى من اعضاء مجلس الأمن ايدت استمرار عمليات التفتيش الدولية والرصد في البحث عن اسلحة الدمار الشاملة التي زُعم وجودها في العراق واتخذت كذريعة للغزو العسكري, ولكن لم يتم لاحقا العثور عليها بعد احتلال العراق, اضافة الى عدم العثور على دلائل لعلاقة العراق باحداث 9/11. ويضيف تلخيص التقرير "ان المعلومات الاستخباراتية حول خطورة التهديد الذي زعم ان العراق يشكله بامتلاكه أسلحة الدمار الشامل قُدمت بيقين كامل ليس له ما يبرره" و"المخابرات لم تدع مجالا للشك بأن صدام حسين قد استمر في إنتاج الاسلحة الكيميائية والبيولوجية".

يشمل التقرير دور بريطانيا في العراق والاستعدادات للغزو وانعدام وجود تفكير مسبق بالعواقب التي كانت ستلحق بالمدنيين، فضلا عن عدم الاخذ بنظر الاعتبار اية تداعيات أخرى سيسببها العدوان على العراق والمنطقة.

على الرغم من توقع الكثيرين لمدة سبع سنوات إن التقرير سيقوم "بتبرئة" الأخطاء المعروفة على نطاق واسع في مجال الاستخبارات والدعم البريطاني لتحقيق هدف الولايات المتحدة في"تغيير النظام", الا ان تشيلكوت لم يتردد في انتقاده بشدة الاندفاع غير المبرر للغزو, على الرغم من لغة التقرير الهادئة إلى حد ما في القيام بذلك.

كما يشير التقرير بوضوح تام الى ضخامة المأساة التي سببها الغزو في قتله لاعداد هائلة من المدنيين في العراق، عدم التخطيط لمرحلة ما بعد الغزو, وفي استسلام بلير لاكاذيب بوش. وعلى الرغم من التحذيرات الصريحة من تداعيات الغزو، فان هذه التحذرات لم تؤخذ على محمل الجد من قبل حكومتي الولايات المتحدة وبريطانيا.

في حين أن الاحصائيات الرسمية تضع عدد القتلى من المدنيين في العراق جراء ألغزو لحد تموز عام 2009 ب 150000 على اقل تقدير, لم ينتقد تقرير تشيلكوت التقليل الرسمي لعدد القتلى من المدنيين.

وعلاوة على ذلك، يشير التقرير انه, على الرغم من تحذيرات حول احتمال تسبيب الغزو بزعزعة استقرار المنطقة وما سيعني ذلك في المستقبل البعيد, سارع بلير باللهاث وراء بوش، وكأن ضرورة غزو العراق كانت امرا لا يدانيه شك.

ان تقرير تشيلكوت يفتح المجال واسعا الآن لعوائل ما لا يقل عن 150000 من القتلي المدنيين العراقيين بمقاصاة بريطانيا, وربما الولايات المتحدة ايضا. وعلى الحكومة العراقية الاسراع بتكليف فريق عمل من المحامين الاكفاء من العراق وخارجه لرفع دعوى قضائية جماعية باسم عوائل القتلي ضد الحكومة البريطانية, للمطالبة بتعويضات ومحاسبة المسؤولين عن هذا الغزو, وكلها بالطبع اجراءات لن تعيد ابنائهم او اخوانهم او آباءهم الى قيد الحياة. ويستوجب على الحكومة العراقية من جانبها رفع دعوى قضائية ضد بريطانيا, بمفردها او ضد الولايات المتحدة ايضا, للتعويض عن الدمار الهائل الذي الحقه الغزو باقتصاد العراق وبنيته التحتية.
-----
المصدر
The Iraq Inquiry
http://www.iraqinquiry.org.uk/the-report/



#طلال_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هجمات إرهابية تهز نظام بغداد العميل
- النقد الذاتي/الجلد الذاتي في الحزب الشيوعي العراقي
- فلسفة الطب ومجزرة اورلاندو
- العداء للمثلية الجنسية لا يقتصر على الاسلام
- جريمة بشعة لها جذورها في مجتمع مشبع بالعنف والكراهية!
- تسبيب النيوليبرالية للعنف واستفحاله مستقبلا
- النيوليبرالية نفسها تعترف بمثالبها وخطاياها
- -الفاشية الإسلامية-: -شاورما بدون بهارات!-
- رسالة عاملة منزل فلبينية الى ملك السعودية
- شاعرية الثورة في العراق من 1932 لغاية 1960
- اليسار الاوربي والاسلام: تجربة شخصية
- نيوليبرالية بريمر حطمت الزراعة العراقية
- الحزب لم يتخلى عن اللينينية لكونه لم يعتنقها اصلا!
- استخدام علوم الدماغ في مكافحة الماركسية المبتذلة
- السلطة في العراق تلجأ خداعا حتى الى ملكة بريطانيا لانقاذها
- الولايات المتحدة وسجلها المروع في انتهاك حقوق الانسان
- هل يمكن اصلاح العملية السياسية في العراق بدون التخلص منها؟
- صعود اليمين المتطرف في أوروبا ومشكلة اللاجئين
- لم يفلحوا في اماتة لينين، أو حتى اماتته ثانية!
- النيوليبرالية, كتاريخ ومفهوم, ببضعة دقائق


المزيد.....




- بالأسماء.. 48 دول توقع على بيان إدانة هجوم إيران على إسرائيل ...
- عم بايدن وأكلة لحوم البشر.. تصريح للرئيس الأمريكي يثير تفاعل ...
- افتتاح مخبأ موسوليني من زمن الحرب الثانية أمام الجمهور في رو ...
- حاولت الاحتيال على بنك.. برازيلية تصطحب عمها المتوفى إلى مصر ...
- قمة الاتحاد الأوروبي: قادة التكتل يتوعدون طهران بمزيد من الع ...
- الحرب في غزة| قصف مستمر على القطاع وانسحاب من النصيرات وتصعي ...
- قبل أيام فقط كانت الأجواء صيفية... والآن عادت الثلوج لتغطي أ ...
- النزاع بين إيران وإسرائيل - من الذي يمكنه أن يؤثر على موقف ط ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي يشيد بقرار الاتحاد الأوروبي فرض عقو ...
- فيضانات روسيا تغمر المزيد من الأراضي والمنازل (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الربيعي - تقرير تشيلكوت يُثبِت صحة ما قلناه مرارا وتكرارا