أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشيد العالم - هل المَغربُ أمَام ثورَةٍ أم فِتنَة ؟














المزيد.....

هل المَغربُ أمَام ثورَةٍ أم فِتنَة ؟


رشيد العالم

الحوار المتمدن-العدد: 5331 - 2016 / 11 / 2 - 00:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل المَغربُ أمَام ثورَةٍ أم فِـتنـَة ؟

استفاق العَالم كله عَلى جريمة بشعَةٍ في حَق الإنسَانية والتي راح ضحيتها الشهيد (محسن فكري)، جريمَة أسَاءت إلى سُمعة المَغرب وضَربَت بحَصيلة حُقوق الإنسَان عرض الحَائط، فكيفَ يعقلُ أن نقول عَن بلد يقتل فيه المواطنونَ من طرف منْ يَحْملون مَسؤوليّة حمايَتهُم والسَّهَر عَلى سَلامتهم، بأنه بَلدٌ حُقوق الإنسَان ؟؟ إن الأسلوب الشنيع الوحشي الذي قتل به الشهيدُ لا تقتل بهَا حتى الحيَوانـَات المُتوحشة.

بُلوغ الخبر إلى الصُّحف البريطانية والصّينية والأمريكية واللاتينيَّــة ليس غريبـًا بل الغريـب هو أن لا نرَى صُحُفـًا تكتبُ عَن هذه الكارثـَة الإنسَانيَّة، إن وفاة شهيد اللقمَة (مُحسن فكري) في الحقيقة أمرٌ خَطيرٌ للغـَاية خصوصًا في منطقة تختزل ذاكرتهَا تاريخـًا دمويًا وماضيًا مُظلمًا مَع المَخزن، ولابد من استغلال هذه الفرصَة وعَدم تفويتهَا مِن أجل مُحَاربة آلة القمْع المَخزنيَّة ونظام السُلطـَة التقليديَّـة الذِي ما يزالُ يُعَامل المُواطنين الأحرَار مُعاملة العَبيد، وكذا الوُقـُوف ضِدَّ سيَاسية الدَّولـَة التي تمْعِنُ في تهمِيش مِنطقة الرِّيف وإفقـَاره وحِرمَانِه من المَشاريع التنمويّة والسيَاحيَّة والاستثمارية كإستراتيجية لإضعَاف بنيَة المِنطقـَة ودَفع أبناءهَا إلى الهجرة وإلى قواب الموت، حَتى يتسَنى لهَا إعادة صِيَاغتها وبناءهَا عَلى النحو الذي يُرضِي سيَاسَة الدَّولة فهل هكذا يعامل فيه المغاربة في ظل إمارة المؤمنين ؟

إن مَقتل الشهيد (محسن فكري) كشف حَقيقة حُقوق الإنسَان في المغرب التي اختزلت في جُملة صَغيرَةٍ (أطحَنْ مُــو) هَذه الجملة البربريَّة النازيّــة العُنصريَّة التي تأكدُ أننـَا مَا زلنـَا في سَنوات الظـَلام والقمع و الرَّصَاص والمَقابر الجَماعيّة..، وكشفت سريرة الأحزاب السيّاسيَّة والدُّعَاة والفقهاء ورجَال الدِّين الذين لم يَجُرُّوا قلمـًا ولم يُقولوا كلمَة حَق في حق مَا يتعرَّضُ له أبنـَاء الوطن من بطش وطحْن واسترقـَاق واستعبَاد..

إنَّ أي نظام في العَالم لا يخشى على نظامِه من الخـَارج بقدر مَا يَخشى عليهِ من ثورَة البُسَطاء والفقرَاء والمطحونين، لأن تجربة الثورَات فِي الرَّبيع العَربي، لم يقم بهَا الأغنياء والمُترفين وأصحاب الأموَال، بل وقفوا حَائطـًا منيعًا وسدًا حصينـًا أمامهَا حِمَاية لمصَالحهم وثرَواتهم ومشاريعهم.. وإنمَا الثورة تنبَعُ من رَحم مُعَاناة الفقرَاء والتعَسَاء، والنظام المغربي يعي تمامًا أن هذه الحادثة قد تتسبَّب في ثورَةٍ عَارمَة وعِصيَان مَدني لا يُحمدُ عُقباه، وهو مَا يُبَادر النظام إلى إصلاحِه إصلاحـًا ترقيعيًا وخطابيًا ناسيًا أو متناسيًا أن أي إصلاح فِي هَذِه الآونة لا مَعنـَى له، وإنما هُوَ لعبُ الصِّغار والمغفليـن لأن الإصلاح ورَبط المَسؤوليَّة بالمُحَاسبة يكون قبل الغليَان الاجتمَاعِي، وهُوَ مَا على المَلك المَسؤُول الأوَّل عن أمن واستقرار بلدِه وأرواح رعَايَاهُ أن يفهَمَهُ وأن يَعيَــهُ.

إنَّ الشعب لا يُريدُ كفنـًا وإنمَا يريدُ حُرِّيَّة وكرَامة وعيشـًا كريمًا وعَدالة اجتمَاعيَّة كمَا يريدُ القضَاء على الفسَاد والمُفسِدِين و يريد رُؤيَة المُجرمِين والنـَّاهبين يُسَاقون إلى العَدَالة والقضَاء والمَحاكم كما هو الحال في الدول الديمقراطية.
ليس (محسن فكري) فقط من طحَنتهُ آلة القمْع والاستبدَاد، جُلُّ المغاربة طحنـُوا ومَاتـُوا ودفنـُوا وقتلـُوا واضطهدُوا وقاسُوا الوَيلات والفوَاجع وبَعضُهم تركَ أهلهُ ووَطنهُ لينعَم فِي بلدٍ يضمَنُ لهُ الكرَامَة وكثير منهمْ مَا يزَالـُون يُقـَاسُون نفس الوَيلات دُون أيّ إصلاح وأي رُقيٍّ بمُستوى عَيشهم وبمُستوى حُقوقهـم.

الشعْبُ لا يُريدُ الفتنـَة التِي يُروِّجُ لهَا الكثيــرُ لتأجيج صِرَاع طائفِيٍّ وعِرْقِي بينَ الأمَازيغ والعَرَب، و الفتنة التِي يتكلم عنهَا البَعض، هي نتاج لسيَاسَة أنظمَة سَابقة توالت على حُكم المَغرب، مَارسَت الظلم والطغيَان والفجُور والقتـَل بالجُملـَة في حَق أهل الرِّيف، وآثرت المُستعمِر على أبناء أرضِهَا وجلدَتـَهَا.

فدَفعَ مَصارف الكفن والعَزاء ليسَ كافيـًّا وليسَ مَنطقيـًّـا، الشعبُ لا يريدُ حَفلَ عَزَاء، إنمَا يريدُ مُحَاسبَة النـَّاهبين لخيرَات الوَطن والمتاجرين في ثرَواته دُونَ رَقابَةٍ ودُون مُحَاسبَة.
الشَّعبُ لا يريدُ قلبَ النظـَام واستبدَال المَلكية بالجُمهُورية، لكن حينمَا يفقدُ ثقتـَهُ فِي قدرة مَلكِه ونظامِهِ ومؤسساته الدُّستوريَّة والقضائية على مُحَاسبة المُجرمين فإنه يَبذلُ المُستحيل من أجل أن يقيمَ نظامـًا أخر يحقق له مطالبه العَادلـَة والمَشرُوعَة، وما رأيناه حينمَا تم رَفعُ علم إسبانيا إلا دَليلٌ قوي على أنه في حالةٍ الظلم يكون فيهَا الشعب المَظلوم مُستعدًا لأن يَرميَ بنفسِه حتى بين أحضَان بلدٍ استعمَرَهُ أو بين أحضَان أيِّ دَولة أخرَى تصُونه وتضمَنُ له الكرَامة.

لا أحَد يريدُ الفتنة، ولكن حينمَا يرَى الناس أنفسهم أمَام فتنةٍ عُمرهَا عُمْرُ الدَّهر، أمَام فتنـةٍ لا نهاية لهَا، يشتد لهيبُهَا وتضطرمُ نيرَانهَا يوما بعد يوم، فإنهم حَتمـًا سُيحَاولـُون البَحث عن فنتــةٍ أخرى عَلهُم يَجدون في مُرِّهَا عَسَلا وفِي جرَاحها ترياقـًا وفي سِجنهَا حُرِّيَّة وفِـي مَوتهَا حَيَاة ً..



#رشيد_العالم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنجلينا جولي والتفاؤل
- أوجه الخلاف بين العلم والدين
- العشق الاتحادي
- عبدت نفسي
- لا تحلموا ببناء الحضارة
- المعرفة الالهية
- حِوَار مَع (شرين خَاكَان) أوَّل إمَامَة مَسْجد بكوبنهَاكن ب( ...
- النموذج العلماني الذي تحتاجه الدول العربية
- السَّعَادة المُؤلمة والألَمُ المُسعِد
- العارف بالله الذي نحتاج إليه
- طرق صوفية أم حركات سياسية؟
- أيتها الكأس
- ويسألونك عن الروح
- ما عاد يحلو لقلبي التمني
- صوفية الوصل
- حوار الفنان الكاريكاتوري نزار عطاف
- كأسٌ أنا بَيْنَ يَديك
- سكرة الوصل
- حوار مع الشاعر والفنان التشكيلي نورالدين برحمة، حاوره الشاعر ...
- كرسي الإعتراف (5)


المزيد.....




- السعودية.. الداخلية تعلن تنفيذ -حد الحرابة- بحق مصري الجنسية ...
- زلزال قوي قبالة كامتشاتكا وتحذيرات من تسونامي
- إيران تعود إلى طاولة المفاوضات النووية مع -الترويكا الأوروبي ...
- اليابان تختتم مهرجان -هاكاتا جيون ياماكاسا- بسباق عوامات يزن ...
- الإعصار -ويفا- يضرب هونغ كونغ ورياح عاتية تؤثر على أجزاء من ...
- ما القصور الوريدي المزمن الذي شخص به ترامب؟
- مراسل الجزيرة يرصد سفنا متضامنة مع السفينة -حنظلة- لكسر حصار ...
- عاجل | حماس: ما يجري في غزة تطهير عرقي ممنهج يستخدم فيه القت ...
- الإعلام الحكومي بغزة: القطاع يقترب من مرحلة -الموت الجماعي- ...
- معاريف: لسنا قريبين من النصر وحان الوقت لإنهاء الحرب


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشيد العالم - هل المَغربُ أمَام ثورَةٍ أم فِتنَة ؟