عبد العاطي اربيعة
الحوار المتمدن-العدد: 5330 - 2016 / 11 / 1 - 22:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الاستبداد: الفتنة الكبرى...
في المغرب وفي عز الحراك الشعبي الذي خلفه طحن المواطن المغربي بائع السمك محسن فكري في شاحنة للأزبال، بوجود رجال أمن وأعوان السلطة، وبأمر من أحدهم الذي قال: "طحن مو" وهو ما يعني أمرا مباشرا بفرم هذا المواطن. وهو ما يدل على أن المغرب ما زال لم يخرج من زمن الاستبداد، بالرغم من حجم التضحيات التي قدمها الشعب المغربي ولا زال يقدمها في سبيل محاربة كل أشكال الظلم والفساد والاستبداد.. في عز هذا الحراك - بعدما أمر رئيس (الحكومة) أتباع حزبه بعدم الخروج في أي أشكال احتجاجية تندد بهذه الجريمة الشنعاء، وتتضامن مع عائلة الفقيد الصغيرة وعائلته الكبيرة المتمثلة في الشعب المغربي قاطبة – خرجت فئة من أعداء الحرية والكرامة تطالب الجماهير الشعبية إلى التوقف عن الاحتجاج تضامنا مع أحد أبناء الشعب المغربي الأبرار، تجنبا للفتنة بدعوى: "أن الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها".
هذا الأمر يجعلنا نطرح أكثر من علامة استفهام حول: ما معنى الفتنة؟؟
ولنتساءل مع هؤلاء: ألا يعتبر حرق وطحن من طرف قوى القمع فتنة؟ ألا يعتبر سحل والتنكيل بالمحتجين من أجل مطالبهم الاجتماعية فتنة؟ ألا يعتبر رفع الأسعار وكذلك سن التقاعد فتنة؟ ألا يعتبر ضرب مطالب بالشعب المغربي عرض الحائط فتنة؟؟
إن الفتنة الحقيقية هي الاستبداد الذي يمارسه النظام المغربي ضد أبناء وبنات الشعب المغربي، هذا الاستبداد الذي يرفض إقامة دولة ديمقراطية حديثة، تضمن فصلا حقيقيا للسلط، واستقلالا للقضاء الذي يمكنه وحده القيام بتحقيق حر ونزيه في مثل هذه الحالات. إن استمرار هذا الاستبداد هو الفتنة الحقيقية التي ستقود البلاد إلى ما لا تحمد عقباه، لأن استمراره هو استمرار لأسباب الحكرة والظلم والقهر والانتهاكات الجسيمة الممارسة في حق المواطنين المغاربة...
هذه الانتهاكات التي تنتهي عادة بفتح تحقيقات تنتهي إلى الباب المسدود، ما دام الجلاد هو نفسه الحاكم، والضحية هم أبناء الشعب الذين يفضلون التراجع درء لفتنة الطغمة الحاكمة هي المسبب الأساسي لفتن سيدفعون ثمنها يوما ما حين تمتلك جماهير شعبنا قرارها بيدها. فاستشهاد " مي فتيحة" محروقة، وأطفال طنطان أيضا محروقين في حافلة وحمل ضحايا فياضانات في شاحنات للأزبال؛ والتي فتحت فيها تحقيقات ثم تم طيها فيما بعد دون أن تتم محاسبة الجناة المتورطين في هذه الفتن التي يوقظونها بين كل لحظة ولحظة، ظانين أن هذا الشعب ينسى مآسيه، واهمين أننا سنتخلى عن بعضنا البعض...
عفوا أيها الجلادون فنحن الشعب الذي يسير بصفوف متراصة نحو بناء وطن حر ومستقل، نحو بناء دولة حديثة ديمقراطية تزول فيها كل أشكال الفقر والقهر والظلم والذل، ونبيني فيها قصورا من الديمقراطية والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية...
عفوا أيها الظالمون فنحن نسير بتباث نحو القضاء على كل فتنكم وعلى رأسها تلك الفتنة الكبرى: استبدادكم
#عبد_العاطي_اربيعة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟