أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد العاطي اربيعة - الفاشية بالشرق الأوسط و شمال إفريقيا: سوريا مقبرة الجماعات الإرهابية














المزيد.....

الفاشية بالشرق الأوسط و شمال إفريقيا: سوريا مقبرة الجماعات الإرهابية


عبد العاطي اربيعة

الحوار المتمدن-العدد: 4329 - 2014 / 1 / 8 - 03:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد المقالين الذي خصصتهما للفاشية الدينية سواء الاول الذي تزامن ووصول الإسلام السياسي إلى السلطة بكل من مصر و تونس، أو الثاني الذي جاء بعد خروج حركة تمرد إلى شوارع مصر مطالبة بإسقاط حكم الإخوان المسلمين... يأتي مقالي هذا ليضع الأصبع على الجرح الذي ما لبت يتطور يوما بعد يوم، نتيجة للدعم الذي تلقته الجماعات التكفيرية بسوريا، من أجل مواجهة نظام بشار الأسد...

لقد حاولت القوى الإمبريالية بكل الطرق إسقاط النظام السوري، و لكن وأمام تفوق الجيش النظامي على الجيش الحر، كان لا بد من البحث عن بدائل تستطيع من خلالها قلب موازين القوى، و بالتالي كان الحل هو الحليف التاريخي الذي ترعرع في كفنها في عز المواجهة بينها و بين المعسكر الشرقي، حليفها الذي كانت تلجأ إليه كلما دعت الضرورة إلى ذلك، فهو الذي مهد لها الطريق لدخول أفغانستان و استغلال خيراتها -على رأسها الغاز الطبيعي- بدعوى مكافحة الإرهاب، وهو نفس الحليف الذي يفتح المجال لعودة الإستعمار الفرنسي لإفريقيا متخفية وراء السبب نفسه. و بالتالي فقد كانت القاعدة و من ورائها الجماعات الإرهابية سلاحا تستعمله الإمبريالية و قتما شاءت

لكن الحال اختلف في المواجهة مع نظام بشار الأسد، ومن ورائه روسيا و حلفائها التي دعمت وبشتى الوسائل هذا النظام باحثة لنفسها عن موطئ قدم في الخريطة الجديدة للشرق الأوسط. خصوصا بعد خروجها بخفي حنين في الدول التي شهدت انتفاضات أدت إلى قلب الأنظمة التي عمرت لعقود على رأس السلطة السياسية، واستمرار تبعية هذه الدول للولايات المتحدة و حلفائها. لذا استطاع النظام السوري الصمود في وجه كل هذه المحاولات، سواء نتيجة هذا الدعم وكذلك لتماسك قواه السياسية و العسكرية،

لذا فقد كان لزاما على القوى الداعمة للمعارضة المسلحة السورية أن تراجع أوراقها، و تقوم بفرز بين مكوناتها، ليس إيمانا منها بضرورة القضاء على هذه الجماعات قبل انتهاء فصول المعركة داخل سوريا، و إنما خوفا من ظهور توجه جديد داخل هذه الجماعات، توجه يصعب ترويضه. هذا التوجه الذي ربما تمثله "داعش" و الذي أعلن الظواهري عن عدم انتسابها للقاعدة، رغم كل محاولاتها لترتبط به، حماية لنفسها من غضب الماما أمريكا، ومعها عملائها بالمنطقة و على رأسهم بندر بن سلطان ومن سار سيره،

لقد تسارعت الأحداث بسرعة في المرحلة الأخيرة،بشكل انقلبت معه الأولويات بالنسبة للمعارضة المسلحة، ففي الوقت الذي كانت تواجه فيه الجيش النظامي السوري، الذي ما فتئ يحقق النصر تلو الآخر على الأرض، فقد باتت أولوية مواجهة "داعش" من طرف باقي الجماعات و المتمثلة أساسا في الجبهات الأربع التالية: وهي الجبهة الاسلامية والجيش السوري الحر، وجيش المجاهدين، وجبهة ثوار سوريا. و ما لا شك فيه هو أن هذه المواجهة ستكون لها نتائج لم يكن أحد يتوقع الوصول إليها، فهي ستعطي للنظام السوري فرصة لإعادة ترتيب أوراقه خصوصا و أنه مقبل على مؤتمر جنيف-2-، كما ستعطيه الفرصة للتقدم أكثر فأكثر على الأرض... و بالتالي فسيذهب إلى جنيف أكثر قوة و أريحية...

كما ستكون لهذه المواجهة نتائج على ساحة المواجهة الأخرى ل"داعش" أي العراق، الذي يقود فيها المالكي هجوما موسعا على المناطق التي استطاعت السيطرة عليها، خصوصا الفلوجة والأنبار، وهنا يمكن أن نتحدث عن احتمالين: أولهما أن الدولة الإسلامية بالعراق و الشام ستأمر مقاتليها بالانسحاب من سوريا، من أجل تقوية المواجهة على الساحة العراقية. وثانيهما، فهو المواجهة على الجبهتين معا، وفي كلتا الحالتين ستخرج منهزمة. فيما يخص الاحتمال الأول فسيعطي للجماعات الإرهابية إمكانية العودة لمواجهة النظام لكن ستكون قد انهكتها المواجهة المزدوجة مع داعش و مع بشار...

وبالرغم من صعوبة فهم التناقضات التي تطفو على ساحات الصراع، -تحالف السعودية وأتباعها من السنة المالكي الشيعي في العراق ويقاتلان "داعش" التي تبرأ منها الظواهري، ثم يتقاتلان على أرض الشام- فإن نتائج ما سمي بالثورة السورية التي تمت سرقتها من أبناء وبنات الشعب السوري، من خلال أسلمتها وتسليحها... ستكون نتائجها عكس ما كانت تتوقعه الإمبريالية و حلفائها (إسقاط آخر أنظمة الممانعة بالمنطقة)، حيث سيتم القضاء على أبشع تجليات الفاشية الدينية و هي الجماعات الإرهابية التكفيرية، سواء من خلال تطاحناتها فيما بينها أو من طرف الجيش العربي السوري.



#عبد_العاطي_اربيعة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنسيقية الوطنية للأساتذة المقصيين من الترقية بالشهادة درس ...
- لما أنتم ناقمون يا أهل المغرب؟
- من يحكم المغرب؟؟ عفوا..من ينهبه؟؟ الذين يعلمون ام الذين لا ي ...
- المغرب: أزمة حكومية؟ أم إعادة توزيع أدوار بيادق النظام؟
- الفاشية بالشرق الاوسط و شمال إفريقيا، ماذا بعد سقوط الإخوان ...
- و يسألونك عن فلسطين
- الفاشية بالشرق الاوسط و شمال إفريقيا
- سلم يا سلام
- حينما تضيع الكلمات
- إساءة للرسول أم مدخل للسيطرة على الشعوب العربية
- رد على مقال :- رد على-حركة 20 فبرايرإلى أين-لصاحبه اليزيد ال ...
- أخلاقهم الفاسدة وأخلاقنا الخالدة
- لن تنهزمي يا قدس
- أسباب تبدد التراكم النضالي
- ضرورة احداث الجبهة العمالية لتوحيد الصفوف الثورية
- قصيدة شعرية
- لن اموت الا من أجلك وطني


المزيد.....




- -صليت وسط الأنقاض-.. علي شمخاني مستشار مرشد إيران يكشف ما حد ...
- كيف أحبطت قطر هجوم إيران على -العديد- أكبر قاعدة أمريكية في ...
- سي إن إن: هكذا أحبطت قطر الهجوم الإيراني على قاعدة العديد
- مراسل فرانس24 في طهران في قلب مراسم تشييع قتلى الحرب بين إسر ...
- ترامب: محاكمة نتنياهو تعيق قدرته على التفاوض مع إيران وحماس ...
- موجة حر شديدة تضرب جنوب أوروبا، فهل تغيّر طقس القارة العجوز؟ ...
- Day at the Races 789club – Cu?c ?ua t?c ?? m? màn chu?i th?n ...
- عاجل | وزير الخارجية الفرنسي: نعتزم مع شركائنا الأوروبيين ال ...
- العقوبات تتجدد.. هل تنجح أوروبا في كسر شوكة بوتين؟
- فيديو.. عامل معلق رأسا على عقب في الهواء بعد صدمة مفاجئة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد العاطي اربيعة - الفاشية بالشرق الأوسط و شمال إفريقيا: سوريا مقبرة الجماعات الإرهابية