أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد العاطي اربيعة - الفاشية بالشرق الاوسط و شمال إفريقيا















المزيد.....

الفاشية بالشرق الاوسط و شمال إفريقيا


عبد العاطي اربيعة

الحوار المتمدن-العدد: 3877 - 2012 / 10 / 11 - 04:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1-الفاشية- ماهي؟
2-كيف انتصرت الفاشية الدينية في الشرق الأوسط و شمال إفريقيا؟
3-الفاشية الدينية و الفاشية العرقية
4-ما هو الحل؟


1-الفاشية- ماهي؟

يعلم الجميع بأن اسم الفاشية نشأ في إيطاليا، مما يستوجب علينا طرح سؤالا جوهريا: هل تعتبر جميع الديكتاتوريات المضادة للثورة فاشية أم لا؟؟ (قبل و بعد ظهور الفاشية في إيطاليا).

ظهرت الحركة الفاشية في إيطاليا كحركة لماهير واسعة، لقد نشأت كحركة عامية يوجهها عامل رئيسي و هو رأس المال، أدى إلى صعود قادتها الرئيسيين من القاعدة، وعلى رأسهم الإستراكي موسوليني.

و من هنا يمكننا إستقاء تعريف بسيط للفاشية، إنها دكتاتورية تصعد قادتها من القاعدة معتمدة على مليشيا من العامية بمساعدة رأس المال، و هذا ما يمكن الوقوف عليه بجلاء سواء فيما يتعلق بفاشية موسوليني و فاشية هتلر.

أما الأساس الحقيقي لأي حركة فاشية فهي البرجوازية الصغيرة، و هي تمثل قاعدة مهمة سواء بالشرق الأوسط أو شمال إفريقيا مرتكزة في أساسها على موظفي الدولة، أو يتم خلقها من خلال تمويل مشاريع صغرى خاصة، كما تفعل بعض الجماعات الدينية أو بعض المتطرفين العرقيين.
فهل يمكننا اليوم الحديث عن الفاشية الدينية أو الفاشية العرقية (الشوفينية) بالشرق الأوسط و شمال إفريقيا؟؟


2-كيف انتصرت الفاشية الدينية في الشرق الأوسط و شمال إفريقيا؟

إن أي متتبع للوضع السياسي بالمنطقة سيقف بجلاء على الكيفية التي انتشر بها الإسلام السياسي، و عن الدعم الذي يتلاقاه من طرف الإمبريالية الأمريكية و كذلك من طرف ممالك البترودولار و على رأسها السعودية و قطر و اعتمادا على إعلامها الموجه (قناتي الجزيرة و العربية على سبيل المثال).

لقد رزخت المنطقة و لعقود تحث رحمة الديكتاتورية البوليسية و العادية للبرجوازية، باعتماد برلمانياتها الشكلية، مما دفع بالجماهيرإلى الشارع مطالبة بالحرية و الكرامة، بالديمقراطية و العدالة الإجتماعية...ضد الرأسمال الذي نخر قوى الشعوب وأوطانها لسنوات بل لعقود طويلة.

لقد حصلت المنطقة في مجملها على إستقلال شكلي، حيث عرفت جلاء الإستعمار العسكري، في الوقت الذي ركزت فيه على سيطرتها الإقتصادية و السياسية. و مع هبوب رياح ما يسمى بالربيع العربي وجدت الإمبريالية نفسها أمام إمكانية حصول المنطقة على إستقلالها التام. نتيجة لسقوط الدكتاتوريات العادية و البوليسية التي خلققتها سابقا. و عندما تسقط هذه الدكتاتوريات، يبقى الحل الوحيد، هو الحل الفاشي.

و الحل الفاشي الذي أمكنها الإعتماد عليه، و الذي يمكنه أن يمنحها إستمرارا لهيمنتها الإقتصادية، هو الفاشية الدينية، متمثلة في الإسلام السياسي و قد وقف الجميع و بجلاء على الدعم المادي و اللوجستيكي الذي تلقته هذه الفاشية من مراكز
الإمبريالية.

وترسم البرجوازية للفاشية خريطة الطريق، و تطلب منها عملا دؤوبا من أجل تحصين مكتسباتها و من أجل قطع الطريق أمام صعود أي حركة ثورية حقيقية قد تدفع بالجماهير الشعبية إلى الحصول على إستقلال كلي. و ذلك ما يمكن الوقوف عليه من خلال الزيارة التي قامت بها هيلاري كلينتون إلى مصر عقب فوز مرشح الإخوان (مرسي). بحيث بدات في تجميع رأسمال مباشرة و فورا. و خصوصا باللجوء إلى قروض كبيرة. تثقل كاهل الجماهير الشعبية و يجعل أوطاننا تستمر في رزوخها تحث سيطرة الإمبريالية. كما ينبغي عليها السيطرة على أجهزة و مؤسسة السيادة، السلطات التنفيذية و الإدارية و التعليمية، و كذلك أجهزة الجيش و البلديات، و الجامعات. بالإضافة إلى الصحف و الذي وقفنا عليها بجلاء من خلال مجموعة من الدعاوى القضائية التي تم رفعها من طرف بعض أعضاء الحزب الحاكم، ضد بعض الصحفيين الذين يكتبون في صحف مستقلة. إن سياسة السلامييين اليوم تذكرنا بالسياسة الفاشية لموسليني و هتلر. مما يعني أننا أمام سياسة فاشية، يتم تمويلها من أجل السيطرة على المنطقة، و بالتالي إبادة المنظمات العمالية، و إنزال البروليتاريا إلى درك انعدام التنظيم، وإفشال التبلور المستقل للبروليتاريا. و هنا يكمن لب الفاشية...

3-الفاشية الدينية و الفاشية العرقية:

إن الشعوب التي استطاعت إسقاط دكتاتوريات حكمت لعقود، قادرة لا محالة على إسقاط الدكتاتوريات الفاشية، و مراكز الإمبريالية تعي جيدا بأن الإسلام السياسي لا بد من أن يسقط يوما، لأنه لن يستطيع أن يحقق للجماهير ما تصبوا إليه، ولأن مشروعه الفاشي لا بد من ان ينكشف طال الزمن أو قصر. لذلك فهي لا بد من أن تضع مشروعا فاشيا بديلا، وهذا المشروع هو المشروع الشوفيني، المبني على إثارة النعرات العرقية، و هنا أستحضر ما يحدث في مجموعة من الجامعات المغربية، كان آخرها ما سمي بالمحاكمات الشعبية الأمازيغية و التي يقودها مجموعة من المتعصبين الأمازيغيين، ضد الفصائل الماركسية، و التي تحاول القيام بما لم تستطع القيام به الفصائل الإسلامية، أي الحد من نشاط الفصائل الثورية بالجامعة.

وهنا لابد من أن نطرح سؤالا جوهريا ألا و هو: لماذا لا تواجه الشوفينية الفاشية الإسلامية؟؟
إن مشروعيهما متضادين نطريا. وهنا تكمن الديماغوجية التي تنبني عليها الفاشية، إن مصلحتيهما أو بشكل أدق مصلحة الإمبريالية التي تمولهما هي نفسها. و بالتالي لا يمكنهما، ان يتواجهان فيما بينهما .ولذلك فهما وجهين لعملة واحدة.


4-ما هو الحل؟
إن الإنتفاضات التي عرفها الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قد أعطت دفعة قوية للقوى الثورية، فاتحا أبوابا جديدة للنضال ضد نقيضها الرئيسي. إن المسالة اليوم أصبحت مسألة تتعلق بمستقبل الإشتراكية، و قد طالبت في مقال سابق بضرورة إحذات جبهة عمالية، من أجل توحيد القوى الثورية، إن هذه الجبهة وحدها قادرة على إتاحة إمكانيات عديدة على الفعل، خصوصا في إثارة الجماهير لأن نضالها وحده يبقى قادرا على حسم المعركة، نضالها المبني على الوعي بذاتها و بمصيرها.

وهذا هو الدور الذي يجب ان يقوم به مثقفونا، ومعهم القيادات و الكوادر الشيوعية، من خلال توعية الجماهير بذاتها، و توحيدها من أجل القيام بفعل ثوري حقيقي، قادر علو مواجهة الفاشية التي تعتمد على تضليل الجماهير، و تحريف خطها النضالي ضد عدوها الطبقي، إننا كماركسيين يجب ان لا نترك أي مجال لظهور أي صراع غير الصراع الحقيقي. لأن أساس الصراع هو الصراع الإقتصادي، و ليس الصراع الديني أو العرقي الذي تدعو له الفاشية. و كلما استطعنا تأجيج الصراع الحقيقي سنكون قد أغلقنا الطريق أمام هذه الفاشية، و بالتالي سرنا خطوة مهمة نحو ثورتنا المظفرة.
عبد العاطي اربيعة



#عبد_العاطي_اربيعة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلم يا سلام
- حينما تضيع الكلمات
- إساءة للرسول أم مدخل للسيطرة على الشعوب العربية
- رد على مقال :- رد على-حركة 20 فبرايرإلى أين-لصاحبه اليزيد ال ...
- أخلاقهم الفاسدة وأخلاقنا الخالدة
- لن تنهزمي يا قدس
- أسباب تبدد التراكم النضالي
- ضرورة احداث الجبهة العمالية لتوحيد الصفوف الثورية
- قصيدة شعرية
- لن اموت الا من أجلك وطني


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد العاطي اربيعة - الفاشية بالشرق الاوسط و شمال إفريقيا