أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد العاطي اربيعة - رد على مقال :- رد على-حركة 20 فبرايرإلى أين-لصاحبه اليزيد البركة- لصاحبه علي المغربي















المزيد.....

رد على مقال :- رد على-حركة 20 فبرايرإلى أين-لصاحبه اليزيد البركة- لصاحبه علي المغربي


عبد العاطي اربيعة

الحوار المتمدن-العدد: 3830 - 2012 / 8 / 25 - 02:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مقال نشر على موقع الحوار المتمدن لصاحبه علي المغربي و الذي حاول من خلاله الرد على مقال للرفيق اليزيدالبركة و الذي كان قد عنونه ب" حركة 20 فبراير إلى أين؟" و عوضا عن ذلك فإنه سقط بوعي او بدون وعي في لوك الاتهامات الوهمية البعيدة عن أي تحليل واقعي يرفع من قيمة رده إلى مرتبة الرد بتحليل علمي و الذي قد يمكنه من الوقوف على صحة موقف الرفيق اليزيد البركة الذي عبر عن موقفه الشخصي و بالتالي فإن الرد كان يجب أن يكون موجها له بشكل شخصي و ليس إلى حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي الذي قدم و لا زال يقدم المزيد من التضحيات الجسام (الاعتقالات و الاغتيالات) و من بينهم الرفيق اليزيد البركة الدي تمرس و مارس حمل السلاح في مرحلة من المراحل و بالتالي فإنه يعتبر من المناضلين الثوريين الدين لا زالوا وفيين للجماهير و لقضاياهم المفصلية، و من هذا المنطلق فأظن أنه حاول المساهمة من هذا المنطلق في تطوير فعل الحركة من أجل التوغل داخل الجماهير الشعبية و هو الشيء الكفيل بالدفع بنضالات الجماهير لأن الثورة لا يمكن القيام بها بشعارات هلامية أو كما سماها الرفيق اليزيد نشازا بل بفعل ثوري قادر على التغلغل داخل الجماهير و بالتالي قدرة 20 فبراير على تحقيق المطالب العادلة و المشروعة للشعب المغربي. و من هنا فإنه كان بالأحرى بصاحب المقال التفاعل مع مقال اليزيد البركة بشكل علمي عوض توجيه اتهامات مجانية كما قلت لحزب قدم و لا زال يقدم كل ما يمكن أن يساهم في تحقيق آمال الشعب المغربي.
و من هنا فإنني لن أسقط في نفس الخطأ الذي سقط فيه و لكن سأحاول ملامسة الحقيقة التي غابت أو غيبت من مقاله:
من جهة فإن حركة 20 فبراير تتخذ قراراتها من خلال جموعها العامة بطريقة ديمقراطية بما فيها نوعية الشعارات التي سيتم رفعها في أشكالها النضالية. و من تم فإن الرفيق اليزيد البركة عندما تحدت عن نشاز فإنه كان يقصد تلك الشعارات التي ترفع من خارج الإطار المتفق عليه و التي غالبا ما يتم التصدي لها من طرف البعض وعندما أقول البعض فأنا لا أعني مناضلي حزب الطليعة الديمقراطي الإشتراكي لأنني كمناضل طليعي فلم يكن لنا بالبث و المطلق أي رد فعلي آني داخل الأشكال النضالية وعيا منا بأن الخطأ لا يجب أن يتم الرد عليه بخطأ أكبر منه. و هنا يمكنني أن أحيل على الصراع الذي كان يتم خلقه أو افتعاله بين العدل و الاحسان و بعض التوجهات الأخرى من داخل الأشكال النضالية نتيجة لشعارات متفق على عدم حملها مما أضر بشكل كبير ب20 فبراير من خلال خلق نفور جماهيري من الحركة و بالتالي فأظن أن الهدف من ذلك كان هو إضعاف حركة 20 فبراير. و من جهة اخرى فعندما يقول صاحب المقال:"وهكذا وبمنطق صاحب المقال يصبح وجود أي طرف يخالفه الرأي داخل الحركة نشازا إذا لم يردد مع المرددين من أتباعه شعارات معينة" و هو يقصد الرفيق اليزيد البركة فإنه يضرب بديمقراطية حركة 20 فبراير عرض الحائط إذا علمنا بأن الشعارات يتم حملها من طرف لجنة يتم تشكيلها بطريقة ديمقراطية من داخل جموعها العامة و تحمل شعارات محددة من طرف الحركة كما قلت سابقا، و من هنا فإن الشعارات التي يتم حملها من خارج غطارات هذه الحركة تعتبر نشازا فعلا لأنها مرفوضة من طرف حركة 20 فبراير و ليس من طرف المناضلين الطليعيين. أما فيما يخص البديل فإن الحركة هي من يجب أن تطرحها و البديل لا يجب أن يكون على مستوى الشعارات بل يجب أن يكون على مستوى الفعل الذي يمكنه ان يؤجج الحراك الشعبي لأن التحليل العلمي مرتبط بالواقع و بالتالي فالفعل يجب ان يرتبط بهذا الواقع و كذلك البحث عن هذا البديل.
أما عندما نتحدث عن مسألة تقدير زمن حركة جماهيرية بشروطها المادية والمعنوية فإنها مرتبطة بالفعل الثوري الذي يمكنه أن يخلق الوعي الجماهيري اللازم لإنضاج هذه الشروط و الذي يمكن أن تضربه تلك النشازات عرض الحائط إذا لم تبنى على التحليل العلمي للواقع وفق شروطه الآنية. و من هنا فإن تحقيق مطالب 20 فبراير و معها الشعب المغربي غير مرتبط بالشعارات بل بقدرة الحركة على تعبئة مختلف فئات المجتمع المغربي المتضررة من الواقع الاستبدادي للنظام المغربي، و بالتالي خلق قوة حقيقية قادرة على قلب موازين القوى و بالتالي تحقيق التقسسر المنشود.
إن مهمتنا الأولى هي خلق جبهة شعبية موحدة و قوية تضم كل القوى الحية. مما يفرض علينا كمناضلين نناضل من داخل حركة 20 فبراير الإبتعاد عن تجزيء المجزء الدي سيضعف الحركة لامحالة. مما يجعلني أطرح أكثر من سؤال حول الاتهامات المجانية الغير المرتبطة بأدلة ملموسة حول انتهازية و تآمرية الشبيبة الطليعية. إذا علمنا بأن صاحب المقال يستعل إسما مستعمر مما يفرض علينا طرح ألف سؤال و سؤال حول هدفه من هذا الرد.
**********************************************
رد على مقال -حركة 20 فبراير إلى أين - لصاحبه اليزيد بن بركة
في مقال نشر على صفحات الانترنيت تحت عنوان "حركة 20 فبراير إلى أين " لصاحبه اليزيد بن بركة، اجتهد كاتبه بما فيه الكفاية لتبرير ممارسة و مواقف إن لم نقول تخاذل حزبه "حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي"، ورغم أن هذا الأخير لا يربطه بحركة 20 فبراير سوى الدعم من بعيد بعد أن أنشا لذلك مجالس لشيوخه وقيادييه قبل أن يرسل شبيبته إلى المسيرات من اجل أن تجسد الحضور أحيانا والعرقلة في أحيان أخرى، إلا أن صاحب المقال أعطى لنفسه الحق دون غيره للحديث باسم الحركة و النبش في واقعها و مصيرها، بعدما تأكد له أن السبب الوحيد والأوحد يكمن في الشعارات و أصوات النشاز التي كثيرا ما سمعها وسط مسيرات 20 فبراير،على حد تعبيره، وهكذا وبمنطق صاحب المقال يصبح وجود أي طرف يخالفه الرأي داخل الحركة نشازا إذا لم يردد مع المرددين من أتباعه شعارات معينة، رغم انه وعلى طول مقاله لم يكلف نفسه عناء طرح البديل من الشعارات السياسية التي يراها مناسبة للمرحلة، يستمدها من قراءة علمية وتحليل للتناقضات الواقع المادي وعلى أرضية هذه الشعارات يستقيم النقاش أكثر حول افاق حركة 20 فبراير، وفي اعتقادي هذا ما تحتاج إليه الحركة في وضعها الراهن عوض البحث عن شماعة يعلق عليها عجزه وهو يعلم ومعه حزبه أن أزمة الحركة هي في الواقع أزمة ذاتية زاد من تعميقها ضبابية و تخاذل بعض القوى السياسية المكونة لذات الحركة، فلا هي انخرطت قلبا و قالبا في الحراك وتحملت المسؤولية السياسية الكاملة في قيادة الحركة وواكبت المد الجماهيري، ولا هي انسحبت نهائيا وتركت المبادرة للجماهير الثائرة، بل حاولت أن تجمع بين الاثنين في ازدواجية غريبة (رجل هنا و رجل هناك) في إشارة سياسية واضحة للنظام مفادها أنهم غير مسؤولين عن أي تطورات قد يجود بها الشارع المشتعل، وهم مستعدين دائما للاسترزاق و قطف الثمار، إنها الانتهازية، ممارسة تمتد جذورها إلى تصور وطروحات هذه القوى التي يطبعها التدبدب والانتهازية مع معارك الجماهير تصل إلى حد التلجيم مخافة من تجاوزها، وهو ما حاول صاحب المقال إخفاءه و هو يقلب الحقائق و يستخف بالعقول حينما لخص أزمة الحركة في شعارات يرفعها البعض في المسيرات.
وبما ان الكاتب تساءل ومن خلال العنوان حول مصير حركة 20 فبراير محاولا ربط مصيرها بشعارات معينة رفعت داخل المسيرات وما يخفيه هذا الزعم من غمز ولمز و ادعاءات تستهدف مناضلين معينين و تؤشر لعلاقة حزبه بالحركة في المستقبل القريب، فالأمر يتطلب الوقوف عليه لفهم أكثر المرامي السياسية التي تختبئ وراء هجومات صاحب المقال.

يقول صاحب المقال " إن مسألة تقدير زمن حركة جماهيرية بشروطها المادية والمعنوية مسألة في غاية التعقيد . إنها ليست مزاجا ولا ردود فعل هي علم ومن لا يستطيع أن يتقنه عليه ألا يسعى إلى قيادة الحركة "،
قد نتفق مع صاحب المقال إلى حد ما في هذه النقطة حول أهمية تقدير زمن حركة جماهيرية، لكن هذا لا يمنع من مساءلة الكاتب حول مدى التزامه العلمي بمضمون ما يكتب، ألا ينطبق هذا المنطق على حزبه؟ أم انه غير معني بذلك، فصاحب المقال ومن وراءه حزبه ومند انطلاق الحراك الشعبي لم يطلعنا عن أي قراءة تشفي الغليل من حيث تقدير زمن حركة 20 فبراير، تنسجم وتصوره، تحدد وبدقة نوع الشعارات التي يراها الكاتب مناسبة للمرحلة، والقادرة على الدفع بالحركة إلى أفاق جديدة وانتزاع مكتسبات ديمقراطية على رأسها "انتخاب مجلس تأسيسي" تكون مهمته صياغة "دستور ديمقراطي" كانت ستكون أجدى لو انه فعل ذلك بدل اللف و الدوران والهروب إلى الأمام و التهرب من المسؤولية السياسية و الأخلاقية تجاه حركة 20 فبراير و تجاه الممارسات الانتهازية والتآمرية لشبيبة حزبه في عدة مواقع تتواجد بها الحركة.

إن صاحب المقال يحاول يائسا اختلاق أزمة في ذات الحركة بل يلخص الإشكالات العميقة والتي كان حزبه طرفا فيها في أزمة شعارات لنية في نفس يعقوب تمهد لممارسات لاحقة، وكان من الأجدى قبل أن يتساءل عن مصيرها أن يتساءل كيف ظهرت ومن أين مرت والى أين وصلت، وعن أيام التحالف الميداني مع العدل و الإحسان حينها كان التهليل على أنغام شعارات القوى الظلامية لا يثير حفيظته.

إن صاحب المقال نسي أو تناسى حجم الضريبة التي يدفعها هؤلاء من سماهم الفوضويون عن تلك الشعارات التي "تنزل قسرا على مسامعه" في معتقلات النظام من تعذيب وتنكيل هم وعائلاتهم وعددهم في ارتفاع مستمر، وكان ومن باب التضامن و المبادئ الاشتراكية التي يدعي الإيمان بها أن يجود عليهم و لو بعبارات التضامن عوض الاصطفاف إلى جانب أجهزة النظام ويصبح بذلك شريكا في الجريمة.


في النهاية أقول كما قال الحكيم جورج حبش" إن جيلنا حاول أن يقوم بواجبه بصوره جيده أو اقل أو سيئة وبالتأكيد كان في إمكانه أن يعمل أفضل وان يعطى أفضل وكان في قدرته أن يتخطى بعض الأخطاء الكبيرة لكن هذا ما حدث ونحن مستعدون لتحمل مسؤوليتنا وتحمل محاكمة الشعب والتاريخ مهما تكن قاسيه فالهدف في النهاية ليس حماية الرأس وإنما عدم تبديد خبرة أعوام وعقود وتضحيات لا يمكن تعويضها "
علي المغربي

..................................................................................................................
حركة 20 فبراير إلى أين ؟

كثيرا ما سمعت من قبل أصواتا نشازا وسط مسيرات 20 فبراير منها ما يتعلق بإسقاط النظام وغيره من الشعارات المشابهة له ، وأقول مع نفسي أن هؤلاء الشباب ساخطون ولا يفهمون في أبجديات الثورة وسوف يفهمون مع الاحتكاك بالواقع . كثير من الشعارات تنزل قسرا على مسامع الفئات التي خرجت إلى الشارع منها على سبيل المثال " قتلوهم ، عدموهم ، أولاد الشعب يخلفوهم" و هز قدم ، حط قدم ، الشوارع عامرة بالدم " مثل كل هذه الشعارات رفعتها الحركة اليسارية أثناء فترة كان فيها المناضلون مهددون بالإعدام والأحكام الثقيلة جدا بالمؤبد و30 سنة سجنا وكنا نريد أن نقول للحكم أقتل وأعدم هناك جيل قادم سيخلفوننا، وكان كل مثل هذا الكلام يدور فقط بين اليساريين وعائلاتهم أما في السجون أو في منازل المناضلين أو في بعض الجمعيات وليس وسط الجماهير . لكن الوضع الآن اختلف فبدل مناجاة أنفسنا أصبحنا أمام الجماهير نخاطبها ، إذ لا يمكن أن نخاطب أسرة بأبناءها جاءت إلى المسيرة أو الوقفة بشعارات تخلق الخوف والقلق لديها بل بشعارات الأمل والورود والحياة السعيدة . إن من لا يعرف كيف يقود الجماهير وكيف يعمل على التجميع لا يصب جهده بالضرورة- إذا ادعى اليسارية- إلا في خانة الفوضوية بأشكالها المتطرفة ، لأنها دائما ما تؤدي بأسلوبها وأدواتها إلى خدمة القوى المستبدة دون أن تعي ، ولا ترى من عدو أمامها إلا من كان دون استراتيجيتها العنترية الشئ الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى خلق تصدعات وسط الصف الذي يناضل ضد القوى المستبدة . مناسبة هذا الكلام هو ما جاء في نهاية مسيرة الدار البيضاء ليوم السبت 11غشت وقد اطلعت عليه هذا الصباح من موقع الجريدة الالكترونية كود . حيث قال شاب يتكلم باسم المسيرة أن الرسائل التي تم التعبير عنها في المسيرة ليست موجهة للحكومة لأن كل الحكومات المتعاقبة متشابهة يعني أنه لا سلطة لها ، بل إلى أعلى سلطة في البلاد . ثم ردد شعارا لمح فيه إلى تخوين الملك بسبب العنف والاعتقالات .كثيرا ما يتم الربط بين الفوضوية والصبيانية في الأدبيات الاشتراكية . إذا كانت الرسائل مرفوعة إلى الملك مباشرة وكل أجهزة الدولة غير معنية بها ، ماذا يريد الشاب من الملك أن يفعل ؟ أن يتلقى الرسائل ويستجيب لها ؟ بمعنى أصبحت الشعارات الفوضوية في خبر كان . وأصبح الشاب إصلاحيا بامتياز ، يطلب ممن يتهمه تلميحا بالخيانة أن يستجيب له للمطالب التي يرفعها ، أليست هذه قمة الصبيانية ؟ لنسر مع هذا المنطق حتى النهاية ، ماذا يشكل هذا الخطاب من قوة لكي يستجيب له الملك ؟ لأننا نعلم ليس فقط بالنظرية وإنما بمسيرة طويلة من نضال الشعب المغربي ، أن النظام في المغرب لا يأخذ الأمر على محمل الجد إلا إذا كان من يرفع شعارات قوية له موقع هام في الساحة الجماهيرية تعبئة وفكرا وإشعاعا وقدرة على صنع القرار الذي يشتت الخصم ويقوي صفوف الحركة التي تناضل . ذكر الإعلام أن 30 مدينة خرجت للتظاهر بين وقفات ومسيرات لنقل أن كل مسيرة ضمت ثلاثة آلاف المجموع سيكون هو حوالي مئة ألف . هل بهذه القوة يمكن لمن يقود حركة من الحركات أن ينتقل من مرحلة في النضال إلى مرحلة أخرى متقدمة ؟ مع العلم أن الحركة عرفت تراجعا ملحوظا في حشد القوى وتعبئة الجماهير . لنقلب إلى الصفحة الأخرى ، وهي أن الكلام عن من وجهت له الرسائل لا يقصد قائله أن الملك سيستجيب وإنما يدخل في باب أن المواجهة بدأت بشكل مباشر مع الملك ، وأن الضغط عليه بكل الأشكال حان وقته بما فيه تصعيد الاتهامات ضده ، هل بهذه القوة يريد الخطاب أن يتصادم مع الملك تصادما مباشرا؟ هذه نظرة بائسة جدا تنطلق من أن تطور الحركة لا يمكن أن يحصل إلا من خلال المزايدة على الأحزاب التي تدعم وتساند الحركة وعلى النقابات وعلى الجمعيات ومن خلال الضغط عليها لكي تذعن للسير على درب أن شرط الثورة قائم واتهامها بأنها متقاعسة وتفوت الفرصة وهذه كلها أضغاث أحلام . هذه الخطوة الأخرى هي خطوة لا تستفيد منها إلا قوى الفساد التي ظلت منذ بداية 20 فبراير تعمل على الزج بالملك بسلطاته الدستورية على الجيش والأمن والقضاء في المعركة والادعاء أن الحركة تطرح هدف إسقاط النظام ليس من ملكية تنفيذية إلى ملكية برلمانية وإنما إلى جمهورية . ويظهر أن بعض الشباب يعطون لهذه القوى الفاسدة عناصر تقوي هذا التحليل وتجعل من الطبقة السائدة قوة منيعة لا تعرف أي تناقضات وانشقاقات وتعمل دون أن تعي على دفع الطبقات الوسطى والفئات الشعبية ذات الحاجات الخاصة إلى أحضان التكتل الطبقي السائد . وهنا تلتقي الفوضوية بقوى الفساد ، وتجعل من رؤوسه الكبيرة بمثابة رؤوس دائمة لا تتغير ولا تعرف المحاسبة مثلها مثل الملك الدائم والذي لا يحاسب. تلك الرؤوس ليست دائمة إلا بفضل خلط الأوراق عن قصد أو غير قصد أو سوء فهم .إن مسألة تقدير زمن حركة جماهيرية بشروطها المادية والمعنوية مسألة في غاية التعقيد . إنها ليست مزاجا ولا ردود فعل هي علم ومن لا يستطيع أن يتقنه عليه ألا يسعى إلى قيادة الحركة ، لأن عدم تقدير هذا الزمن يؤدي إلى أخطاء فادحة .إن الحركة الجماهيرية الواسعة لها امكانات كبيرة جدا أن تتقوى إذا ما راجعت القيادية الشبابية أوراقها قبل فوات الأوان واستمعت بعناية إلى أصوات الجماهير الواسعة بما فيها الطبقات المتوسطة التي تريد الحكومة الحالية أن تحملها الكثير من أعباء الأزمة الآتية بقوة . إن الحركة تعيش أزمة قيادة وهذا لا يمكن أن تخطئها أي عين فاحصة ، ومصدر الأزمة أنها تحاول أن تجمع عدة استراتيجيات لا يمكن الجمع بينها في سلة واحدة أي هناك ألسنة استراتيجية متعددة . إذا تغلبت الحكمة أحيانا تبرز استراتيجية الغموض وهي أيضا مدمرة ، إذ أن القوي في الساحة هو الذي يصنع المستقبل وإذا لم تحضر الحكمة فكل يغني على ليلاه وهذا ما حصل يوم السبت. كان من اللازم قول الحقيقة ،وكل سكوت عما يجري لن تؤدي ثمنه مستقبلا إلا الجماهير وعائلات المناضلين الشرفاء ، لذا على العقول النيرة وقف الحمى التي تدفع إلى أن الثورة على الأبواب لأن هذا التصور ليس إلا مغامرة في أبشع صورها ، وإذا كان المقصود هو المزايدة في الشعارات فقط ولا علاقة للمزايدات بالميدان وبالدرجة التي بلغها الصراع فهذا ليس إلا طوباوية ساذجة يريد أصحابها أن يحسبوا جيدا ولكن الحساب سيكون تخميم فئة قليلة تريد أن تدفع قسرا الجماهير إلى أن تتبنى هذا التخميم ، أي فرض المعركة الفاصلة على الجماهير دون أن تعي أنها فاصلة. يزيد البركة



#عبد_العاطي_اربيعة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخلاقهم الفاسدة وأخلاقنا الخالدة
- لن تنهزمي يا قدس
- أسباب تبدد التراكم النضالي
- ضرورة احداث الجبهة العمالية لتوحيد الصفوف الثورية
- قصيدة شعرية
- لن اموت الا من أجلك وطني


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد العاطي اربيعة - رد على مقال :- رد على-حركة 20 فبرايرإلى أين-لصاحبه اليزيد البركة- لصاحبه علي المغربي