أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - حنفية المطبخ المكسورة














المزيد.....

حنفية المطبخ المكسورة


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 5330 - 2016 / 11 / 1 - 12:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" إصطحبَ ( سين ) ولده ( شين ) ، وذهبا لزيارة شقيقه ( صاد ) . قالَ سين لأخيه صاد : ... والله ، لو يُسّلموا السُلطة لي .. فسأجعل من بلدنا أحسن من باريس خلال ستة أشهُر .
تأمَلَ الولد شين في كلام والده ، وشعرَ بأنَ هنالك خلل في الأمر ... فقالَ لهُ : أبي .. أبي .. أليستْ عندكَ سُلطة في بيتنا ؟ أجابَ الأب منزعجاً : بلى عندي .. لماذا تسأل ؟ قال الأبن : حنفية المطبخ مكسورة منذ سنتَين ، ومصباح الحّمام مُحترق منذ 2010 ، وأنتَ لم تُصّلحهُما .. فكيف ستجعل البلد أحسن من باريس خلال ستة أشهُر ؟! أجابَ الأب غاضباً : أنتَ طويل اللسان وإبن ك ... الخ " !! .
..................
الإتحاد الوطني الكردستاني .. طَرَحَ نفسهُ منذ تأسيسه قبل أربعين سنة ، كتنظيمٍ " مُختَلِف " عن الحزب الديمقراطي الكردستاني ، وبعيد عن " العشائرية " ، وكيان سياسي يجمع المثقفين والقوميين اليساريين والإشتراكيين والليبراليين . قالَ مُنّظرو الإتحاد الوطني ، أنهم حزبٌ ديمقراطي إشتراكي طليعي ، لن يقع في الأخطاء والخطايا التي وقع فيها الحزب الديمقراطي ، وأعطى إنطباعاً ، بأنهُ سوف يُمارس سياسةً مُختلفة تماماً عن الديمقراطي ( إذا سنحتْ الفُرصة وحصلَ على السُلطة ) . وبالفعل ، فبعد إنتخابات 1992 ، والإتفاق على " الفيفتي فيفتي " سيئة الصيت ، تقاسمَ الحزبان ، السُلطة في الأقليم ، ووّزعا المناصب والكراسي والنفوذ والموارد .. بل وتعاركا وتصادما وتقاتلا فيما بينهما ، حتى تدّخل الأخوة الأعداء وأجبراهما على التصالُح ومن ثم توقيع " الإتفاق الإستراتيجي " .. ذاك الإتفاق الذي أجهزَ على ما تبقى من الديمقراطية والعدالة والشفافية ، على قّلتها أصلاً . الإتفاق على إحتكار السُلطة والمال فيما بينهما .
الإتحاد الوطني الكردستاني ( وبِدِقة ، القياديين المستفيدين ) أثبتَ من خلال شراكته مع الحزب الديمقراطي طيلة السنوات الماضية ، بأنهُ لايختلف عنه كثيراً وأنهُ تكّيفَ مع واقع الإحتكار والفساد والهيمنة .
.................
قطاعاً واسعاً من الجماهير ، غير الراضية عن الأوضاع ، إستبشروا خيراً بظهور حركة التغيير / كوران في 2009 ، رغم المآخذ الكبيرة على شخص نوشيروان مصطفى وأعضاء قيادته من " الحرس القديم " ، الذين كانوا جزءاً من الأخطاء والخطايا الماضية . إستبشرَ الناس وأنا واحدٌ منهم ، ب ( شباب حركة التغيير ) ، ذاك الشباب الذي لم يتلوث بممارسة السُلطة أو بنهج الحزبَين الديمقراطي والإتحاد . وبالفعل فأن هؤلاء الشباب الشجعان ، فضحوا الكثير من موبقات وفساد الحزبَين الحاكمَين .
وقعتْ حركة التغيير في " فَخ " المُشاركة في حكومة القاعدة الواسعة . ولم يسمح الحزبان الديمقراطي بصورةٍ رئيسية والإتحاد بصورةٍ جزئية ، لم يسمحا لوزراء حركة التغيير ، بتنفيذ أية إصلاحات حقيقية في الحكومة ، من خلال محاصرتهم ومحاربتهم منذ البداية . إلى ان وصلت الأمور إلى طردهم من مناصبهم ومنع رئيس البرلمان من دخول أربيل .
..................
من المفهوم ومن المنطقي ، أن يقوم الحزب الديمقراطي ، بتحجيم حركة التغيير ومنعها من تحقيق برنامجها في الإصلاحات الجذرية في نظام الحُكم ... ولكن لم يكُن الحزب الديمقراطي بمقدوره أن يفعل ذلك : [ لولا وقوف الإتحاد الوطني إلى جانبه ] أو على الأقل ، عدم الإعتراض " الجّدي " على إجراءاته ! .
..................
كان ينبغي على حركة التغيير / كوران ، أن تفهم ذلك مُبكراً ، وأن تدرك : ( أن ذلك الجُزء من الإتحاد الوطني الكردستاني ، المُستعد للتحالف الوثيق مع حركة التغيير " ليسَ بيدهِ زمام أمور الإتحاد الوطني " ، بل ان صقور الإتحاد الوطني ، لن يتخلوا عن مصالحهم المادية الضخمة ولا عن قواتهم المسلحة ولا عن سلطتهم ولا عن علاقاتهم المتشابكة مع الحزب الديمقراطي ) .
.................
لا أدري ما جدوى تمسُك حركة التغيير / كوران بوزراء في حكومةٍ مشلولة ؟ بل وما جدوى مناصب إدارية في السليمانية وحلبجة ، من دون أدواتٍ تُمّكِن من إصلاحات حقيقية وتحقيق مطالب الناس المشروعة ؟
................
الإتحاد الوطني الكردستاني ، مثل الأب في النُكتة أعلاه ، كانَ يتبجح بأنه سيحوّل الأقليم إلى فردوس ، إذا كانتْ السُلطة بيده .. وها انهُ مارِس السلطة منذ ربع قرن ، ولا تزال حنفية المطبخ مكسورة ولا يزال مصباح الحمّام مُحترقاً ! .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحرير الموصل ... وما بعده
- بابا .. بابا .. لقد أخذتُ عشرة
- لَمْ تَعُدْ نكاتكُم تضحِكَني
- أللهُمَ ... كَما قُلْتُ لكَ البارِحة
- كَمْ نحنُ محظوظون
- سُمّاقٌ .. وصورٌ تذكارية
- مُؤتمر KNK السادس عشر . مُلاحظات 3
- مُؤتمر KNK السادس عشر . ملاحظات 2
- مُؤتمر KNK السادس عشر . مُلاحظات سريعة
- المُؤتَمر القومي الكردستاني KNK السادس عشر
- البصل .. وما أدراكَ ما البصل ؟
- قريباً ... تحرير الموصل
- إختلالٌ مُخزٍ في توزيع الثَروة
- مصيرُ آلاف - الخديجات - في أعناقكُم
- بين الواقِع والطموح
- قَد تكون صحيحة
- أردوغان .. الجيش وجرابلُس
- - حَبيب ألْبي -
- كبابٌ إيراني
- الملف الكردي في مباحثات بوتين / أردوغان


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - حنفية المطبخ المكسورة