الاشباع الجنسي والحب والسعادة....؟!

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 5328 - 2016 / 10 / 30 - 12:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

الاشباع الجنسي والسعادة والحب....؟!
ثلاث ظواهر إنسانية أساسية, بنفس الوقت هي حاجات, واشتياق إنساني عارم وأصيل.
وبؤرتها الجنس_ كانت وما تزال محور الاختلاف والتوتر الثقافي والأخلاقي في مختلف المجتمعات الانسانية وعلى الصعيدين الفردي والمشترك ايضا.
سأكتفي بعرض موقف غرويد والتحليل النفسي عموما من القضية وبتكثيف شديد, لما له من دور رئيسي في تكوين الموقف السائد عالميا خلال عصرنا الحالي أيضا:.
يعتبر فرويد ومعه نظرية التحليل النفسي عموما أن القضية مكونة من أربعة عناصر هي بحسب الترتيب والأهمية:
1_ فحولة الذكر وتمثل الصحة النفسية, تشاركه بالدرجة الثانية المرأة الناضجة جنسيا
2_الاشباع الجنسي, بعد عملية الجماع بين الشريكين المكتملة, ويتحقق بشكل آلي.
3_الحب, مشاعر تولدها الغريزة الجنسية وترافق إشباع الحاجات الفيزيولوجية وفي مقدمتها الجنس.
4_ السعادة, وهي بالضبط المشاعر والأحاسيس التي يحققها الاشباع الفيزيولوجي, مع إهمال فعلي لبقية جوانب الانسان وحاجاته_ الروحية منها على وجه الخصوص.
ذلك الموقف تستهلكه وسائل الاعلام المختلفة باستمرار_ وتعيد إنتاجه عبر شبكات الدعاية والاعلان وهوليود خصوصا.
• * *
• لكن ما يحدث في الحياة الفعلية (معنا جميعا)....شئ اكثر, ومختلف أيضا.
• حالة عدم الكفاية مع التوتر الشديد, والارتباك, غي المرات الأولى (الخمس على الأقل...)؟
• القلق الجنسي, بل الذعر والحركات المرتجفة والعصبية, في لحظات الاقتراب والغزل والتلامس_ ومن الطرفين: خوف الرجل الدائم من (عدم الانتصاب) أو نقصه....أو أي شكل آخر من نقص الفحولة. يقابله خوف المرأة من اللوم, والحمل, واكثر من ذلك وقبله (الخوف من النقص في درجة الجاذبية والمرغوبية من الشريك, وهذا يشمل الطرفين وبشكل دائم أيضا... وإن كان لا شعوري كثيرا وفي الغالب, خصوصا الخوف من الرفض. ولنتذكر, قبل العملية الجنسية التي هي بالفعل أكثر أنشطة الانسان تعقيدا واكتمالا ( في ذلك السبب والبرهان معا), لنتذكر أنها المجال الذي لا يقبل التزوير ولا يمكن الكذب أو الخداع فيه, بل تنعكس الشخصيتان بأبعادهما ومستوياتهما المتنوعة عبر الرقصة الثنائية التي تمثلها العملية الجنسية المكتملة وذروتها الرعشة التي تجمع الشريكين...., بهذه الدرجة أو تلك من النجاح أو الاخفاق_ الرفح أو القلق... ا
• لقيادة السيارة بشكل ممتع ومريح, يحتاج الانسان العادي إلى عشرات الساعات من التدريب المتوتر والقلق,....وبعدها, تصل مشاعر السعادة مع المتعة الهادئة والواثقة.
• نفس الشيئ, ينطبق على تدخين السيجارة أو النارجيلة, او الاستمتاع بكاس من الخمور الجيدة....ومهما تكن فاخرة لن تمنح المتعة قبل عدة محاولات( تجربة وتدرب) متوترة.
• العملية الجنسية بين الشريكين, تشبه الرقصة الثنائية إاى درجة التطابق....إما ينجحان معا أو يخفقان معا.
• لا يوجد نشاط إنساني يتجاوز في درجة تعقيده ووضوحه معا, العملية الجنسية الكاملة والمكتملة بين شريكين متحابين.
• * *
• الصحة النفسية والعقلية عتبة النشاط الانساني الناجح والجميل,بمختلف وجوهه وأشكاله. بعدها, يتحقق التوافق بين الشريكين ومحوره الحب_ درجة الحب....في الحفلة أو غرفة النوم.
• يوجد حب بدون جنس. أيضا يوجد جنس بدون حب. وحب لا جنسي, معروف ولا يحتاج لشرح أو تعريف.
• السؤال الأساسي: هل الاشباع الجنسي شرط الحب (الرومانسي) وقبله ام بعده؟
• أعتقد _وهنا رأي شخصي ويعتمد على تجربتي الثقافية والمعيشية, ان الحب سبب ومصدر وليس نتيجة, كما انه فن وفعل وموقف, والمشاعر هي الثمرة والنتيجة دوما.
• ولا أعتقد بإمكانية تحقق الاشباع الجنسي والعاطفي بدون حب! ولا يمكنني تخيل ذلك.
• الاشباع الجنسي والعاطفي وجهان لعملة واحدة, ويتعذر تجزئتهما.
• ما يزال _ كثيرون لا يميزون بين الاستمناء وبين الاشباع الجنسي_ العاطفي.
• لا أريد تكرار ما كتبته سابقا ونشرته (عبر شبكة الانترنيت). لهذا أكتغي وبالمختصر الوجيز والسريع...أعتقد ان العلاقة بين السعادة والحب والاشباع الجنسي والصحة العقلية هي بالترتيب والأولوية ايضا:
• 1_الصحة النفسية والعقلية
• 2_الحب والتناغم
• 3
الاشباع الجنسي والعاطفي_
4_السعادة والثقة.
• * *
يعرف كل عالم نفس أو معالج نفسي (خبير) اليوم, ان الاشباع الجنسي يأتي بعد الحب, وليس العكس....ومع ذلك _ يستمر الاعتقاد الخاطئ, وهو سائد وشائع وعام.....ويتعذر فهم ذلك

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل