أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - كاد مبارك أن يخرج بنا من هذه الدايلما .















المزيد.....

كاد مبارك أن يخرج بنا من هذه الدايلما .


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 5327 - 2016 / 10 / 29 - 10:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أصبح (كما لو كان قدرا ) أن يجلس علي عرش مصر بشكل دائم أحد ضباط الجيش ..فبعد تدمير الحياة السياسية .. و حل الاحزاب .. ومطاردة الناشطين المدنيين سرا و علانية .. و إعتبار كل من كان خارج مؤسسة الامن و الجيش من أعداء الوطن ، صار الشارع السياسي المصرى خرابا تتجول فيه ضوارى أجهزة الامن من أعضاء الاتحاد القومي، فالاشتراكي، فالوطني، و عملاء أمن الدولة الملتحين و المعممين أو ألاخرين الذين يتعاطون الاعلام و الصحافة أوأبناء التنظيم الطليعي و اليساريين منهم المروضين أوأعضاء منظمات الشباب المدربين علي الخيانة واللسع ولم يعد لاصحاب الرأى أو التوجهات السياسية غير المدجنة مكانا إلا في السجون و المعتقلات أو الصراخ من خارج الاوطان .
هذا الشكل للشارع السياسي و مكوناته .. إمتد من 1954 حتي مطلع القرن الحادى و العشرين تراقبه و توجهه وتحمية إدارة التوجيه المعنوى بالقوات المسلحة وجهازى المخابرات الحربية و العامة ومؤسسات الأمن والرقابة المتعددة.
الحكام من ضباط الجيش المنفصلين شكلا وموضوعا عن الشعب ..لم يكن لهم دائما ظهيرا بين الجماهير يدعمهم .. و يحميهم .. و يمكنهم .. إلا أهلهم و عشيرتهم .. من الضباط و الجنود .. أو ما كان يسمية المحللون ((أهل الثقة قبل أهل الخبرة )).. وبذلك تجذر في بلدنا نظام حكم شاذ ينحي الشعب .. و يصدر رجال جيشة و أمنه للصورة يحددون له سياستة و يدفعون للصفوف الاولي مرشديهم و تابعيهم ..و يجنبون الخبرات التي لا تعترف بتسيدهم وفضلهم .
بالطبع هذا لا ينفي ..أن من بين (أهل الثقة ) كانت هناك حالات إستثنائية .. كان فيها (الثقة )( خبرة ) مثل حالة وزير الثقافة ثروت عكاشة أو رئيس قناة السويس المؤممة محمود يونس و لكنها كانت حالات غير دائمة الحدوث بين الموثوق بهم .
إستمر هذا الوضع حتي هزيمة الجيش المصرى باليمن و سيناء في نهاية الستينيات من القرن الماضي .. و عودة العسكر لمعسكراتهم .. والقيام برفع كفاءة الجيش ومستوى تدريبه تحت شعار (( لا صوت يعلو علي صوت المعركة )).. فإتخرب بيتنا (فعلا لا مجازا) .. لم نعد نزرع أو ننتج أو نصنع أو نتعلم أو حتي نلعب كرة .. سقطت كل شبكات المرافق (تليفونات ، كهرباء ، مياة ، صرف صحي ، رى ، طرق ) كنا نعيش في خرابة معدومة الامكانيات .. ولكننا كنا متحمسين أن نغير من الظرف غير الموات إلي ظرف موات و نستفيد من المأساة بدفعة تؤدى للخروج من المخاضة الاسنة التي وجدنا أنفسنا فيها .
البعض كان يرى أنه في غياب نفوذ الجيش و إنشغال أجهزة التحكم .. فإن الطريق أصبح ممهدا للتواصل مع الحداثة الاوروبية بكل أشكالها ، وأن نتحول بمجتمعنا المغلق لعقد من الزمان ، الي القياسات المعاصرة في العلاقات البشرية و الفكرية و السلوكية .. و إنتشرت في مصر طولا وعرضا أفلام السينما التي كانت ممنوعة رقابيا .. ثم الديسكوهات و الكابريهات و الميكرو جيب و شعر البيتيلز وملابسهم .. و فلسفات اوروبا اللامنتمية .. و الغاضبة الرافضة.. والعبثية أو الوجودية .. و خمور أوروبا و مخدراتها .. و تحرر أوروبا الجنسي و تساهلاتها .. و أصبحت هناك فئة من الشباب (والاكبرسنا قليلا) تتصور أنها تعيش في مناخ تحرر أوروبا رغم الفقر والعوز وقلة الامكانيات .. ودوى معارك الصمود و التصدى ومحاولات إنهاك العدو التي كانت تدور حول ضفاف القناة .
و البعض كان يرى أنه قد آن الاوان لتكرار تجارب جيفارا و هوشي منة ومعارك الجنرال جياب .. و تنظيم الشعب في حرب تحرير طويلة يستخدم فيها كل منجزات الاحزاب الشيوعية المناضلة التي إنتصرت علي الامبريالية بكل صورها الفرنسية و الانجليزية و الامريكية .. وأننا لسنا بأقل من (ديان بيان فو ) .. ويا (عمال مصر إتحدوا) .
المشكلة أنه لم يكن هناك جاهزا إلا (طلاب مصر) فإتحدوا و تكونت بينهم عشرات الاحزاب اليسارية ( لينينية و تروتسكية و ماوية ) نشطت في الجامعات كانت تصدر مجلاتها بأقل الامكانيات .. و تدافع عن القضية الفلسطينية من وجهة نظر (الجبهه الشعبية ) .. وتنظم المظاهرات .. و تدين الضابط الجديد الذى أصبح رئيسا من حيث السلوك و التوجهات والسكون الضبابي والاستسلام للعدوان و الاستمرار في سياسة إخراب الديار.
اليسار الجامعي أفرز قيادات شبابية حقيقية .. خرجت من رماد حرق المجتمع (كالعنقاء ) القوية.. تدين كل الزيف الذى أحاط بها وتسبب في الهزيمة المخجلة التي هرب من مسئوليتها الحكام .. و تبادلوا فيما بينهم الاتهامات بعد أن إنتحر زعيمهم الذى (سيدهم علي العباد) و إضطرهم لان يلزموا خنادقهم و ملاجئهم بعيدا عن الميز المكيف و صلات الاسكواتش و ملاعب التنس و الجميلات من الممثلات و المغنيات .
و البعض رأى أن الهزيمة خير و عقاب رباني و جزاء عادلا لما فعلة عبد الناصر شخصيا بالاخوان المسلمين و مركز الاشعاع الدولارى الوهابي بالسعودية .. لقد صلي زعيمهم صلاة شكر لربه لانه عوق جيش عبد الناصر .. وبدأ يزج بشيوخ المساجد والزوايا لمعارك السيطرة علي عقول و أفئدة الجماهير فظهر لنا الشيخ كشك .. ثم توالت المشايخ الذين كانوا يسجلون لهم خطبهم فتنافس في إنتشارها أغاني الشيخ إمام و شاعره الخصوصي نجم .
الاخوان المسلمين و السلفيون .. بدأوا ينتعشون .. كالفطر السام مع تغير درجات الحارة الناتجة عن الفقر و العوز وميول الضابط الذى جلس علي دكة الحكم يعاني من نقد وقوة طلاب اليسار المتحالفين مع خريجي منظمات الشباب و أعمدة التنظيم الطليعي الذى أطاح به رسميا.
و في ليلة سوداء تمت المؤامرة .. إخراج الاخوان من السجون و المعتقلات وتمكين كوادرهم من الجامعات و أجهزة الاعلام ..و ضرب اليسار الناصرى .. و الانقلاب في إتجاة الراسمالي الطفيلية .. و أعوانها من تجار الكيف بشقية الفكرى و الجسدى .
التفسير المنطقي لهذا التصرف الشاذ يدور حول أن هزيمة الجيش في نهاية الستينيات أسقطت سطوة ونفوذ أفرادة فإستعان رئيسهم بمليشيات الاخوان كدعم شعبي في مواجهة قواعد المقاومة اليسارية التي تشكلت بين الشباب .
ثم مع عبورالجنود للحاجز المائي و خط بارليف المحصن.. و مفاوضات فك الاشتباك المختلفة لرفع الحصار عن الجيش الثالث و مدن القناة و معاهدة السلام ..و إسترجاع سيناء الشكلي كان لابد أن يعيد رئيسهم قادة القوات المسلحة للصورة ..(( ها نحن قد غسلنا العار أين غصون الغار)) .... عندما تمهل وإغتال من إغتاله منهم ، و سجن من سجنه منهم ، ونحي من نحاه منهم ، و أظهر ولمع من رأه الأطوع رغم عدم كفاءته.. تم إغتيالة لتعود دولة الامن أكثرقوة و فاعلية و قسوة و عنفا .. و ترجع للضباط عصا المارشيلية ..أى تفضلوا و قودوا .
القائد الجديد الذى كان شديد الحذر و الخوف علي كرسة .. لم يعالج الموقف بعنف سابقة .. بل بلطف وسلاسة يحسد عليها .. لقد خفض عدد القوات المسلحة ليصبح جيشا صغيرا مدربا جيدا علي مهامة القتالية و يتمتع قادتة بنعيم التدريب الامريكي و مميزات المارشالات .. و ابعده عن السياسة تدريجيا..إية رايكم نشجع الكرة !!و نشارك بأربع فرق تنافس الاهلي و الزمالك!! .. طيب إيه رايكم في مشاريع تدر علينا(كضباط ) دخل .. نبدأ بالدور الترفيهية المتخصصة ؟ .. نعمل مزارع لانتاج اللحم و الالبان؟ .. نستصلح كام فدان ؟.. نبيع بترول و غاز للسكان ؟.. م إحنا عندنا أطباء نعمل مستشفيات عالمية وعندنا مهندسين .. نعمل مشاريع خدمة مجتمع كبارى و طرق ونسترزق .. و هكذا إنشغل الضباط فيما قادهم له المشير طنطاوى .. وبدأ الرئيس يخطط لازاحة الجيش نهائيا من الحياة السياسية .. فلقد أصبح لدية إبنه (الفلتة ).. معجزة إقتصادية من الشباب الواعد القادر علي تكوين حزب له خطة و سياسة .. وبرامج و طموحات لبدء حياة سياسية ديموقراطية مدنية الطابع علي قد الحال .
مبارك كاد أن يخرج بمصرمن (دايلمة ) حكم العسكر ليحكمها حزب مدني قوامة الشباب وله خطط ( قد يكون هناك من يعترض عليها ).. و لكنها بداية .. لما بعد خراب معارك العسكر .
في 15 أكتوبر 2011 كتبت في الحوار المتمدن .
((فاذا ما كان الاسلامجية فى الواقع انتهازيون ، لصوص ، رجعيون ، منغلقي المنطق والعقل وفى حالة وصولهم للحكم سيوقفون أى تطور إيجابى وسيكون همهم تطبيق شريعتهم والتضييق على الأقباط والنساء ، وتحويل مصر بملايينها الثمانين الى مصدر للرزق يجعلها مثل قطاع غزة أو الصومال أو إيران في أفضل الاحوال .
وإذا ما كان فلول النظام على الجانب الآخر أيضا انتهازيون ، لصوص ، أنانيون الا أن مصالحهم ستواكب نمو الصناعة والزراعة والاعمار والسياحة وفتح المدارس والجامعات الأجنبية ومحطات التليفزيون والكباريهات والبارات وتحويل مصر الى دولة معاصرة يكسبون منها بسهولة .
فاننى أدعم وأؤيد فلول النظام معترفا بخطأى السابق وبأننى الآن فهمت أن الفلول اللصوص أفضل من الاسلامجية قطاع الطرق شيوخ المنسر)).
و الان بعد خمس سنوات من هذا التصريح الغريب علي زمنه ..أجد أن شيوخ المنسر قد سادوا فعلا وتحققت رؤيتي و لكن بعد أن إستعار الضباط كل ملامح .. وقواعد ..نظام إبن مبارك و نسبوها لانفسهم .. ولانهم حديثي العهد بالحكم فإنهم زادو رضوخا لتعليمات المقرضين و بنوكهم .
ضباط ما بعد هوجة التفويض أكتسبوا ميزات لم يحظ بها أسلافهم في أى يوم من أيام حكمهم منذ مارس 1954 حتي اليوم ..للاسف .. بعد أن كاد مبارك أن يفعلها ويجعل حكامنا من المدنيين .. ولكننا (ثرنا) مرتين ليبقوا من العسكريين .. وتستمر الدايلما .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوذا، لاوتسي، كونفوشيوس أيضا أنبياء
- هل أصبحنا محترفي دجل و شعوذة . !!
- 6 أكتوبرلكن من 3200 سنة
- ماذا لو كتبت كلمة السيد الرئيس أمام الامم المتحدة .؟
- الغلابة يحسبوها بالورق والقلم
- الموجة عالية يا ولدى ..إهرب !!
- لا اؤمن بما يقال عن الرخاء.
- عبد الناصر .. و إخناتون.
- إضطهاد أقباط مصر مستمر .
- غير راض عن تعاملنا مع قضية المنيا .
- أحاديث النكدى أبو وش عكر .
- ((رد قلبي )) قصة سخيفة و فيلم هابط .
- الانسان الطقسي .. ضمور لقيم المعاصرة
- 12 ديسمبرذكرى تعاسة المصرى
- هل عدنا لزمن حكم المماليك!!
- غير متفائل،بل شديد التشاؤم.
- عندما أثبتُ أنني مش حمار .
- فلننظر خلفنا بغضب و نبصق
- هذه الخرابة التي نعيش فيها
- هل هي البداية .. أم سقطه مؤقته


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - كاد مبارك أن يخرج بنا من هذه الدايلما .