أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - غير متفائل،بل شديد التشاؤم.















المزيد.....


غير متفائل،بل شديد التشاؤم.


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 5100 - 2016 / 3 / 11 - 08:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كنت أعرف بيقين من (عاش الاحداث ) أنه عندما يحكم الضابط يعتمد في الاساس علي تكوين أجهزة أمنية شديدة القسوة ،شديدة الارهاب ،متوغلة في كل مناحي الحياة .. لتضمن له الحفاظ علي ألا يردد الشعب هناك إلا نغمة واحدة (( بالروح بالدم نفديك يا فلان )).
أسباب ذلك .. أن الضابط لا يُقدر له أن يحكم إلا إذا إعتمد علي أجهزة دولة مدجنة (أو فلنقل إلا إذا أفرزته هذه الاجهزة لصالح تحقيق إرادتها ).. و علي علاقة عاطفية غامضة مع الجماهيرناتجة من ضلالات جماعيه تبثها وسائل الدعاية و أجهزة الاعلام المتحالفة ..أو المُصنعة خصيصا لهذا الهدف .
الضابط المصرى عموما (سواء كان في جيش الملك أو جيش عبد الحكيم عامر او جيش طنطاوى ) كان دائما غير معدا أو مؤهلا لان يحكم .
فهو لا يعرف عن السلطة إلا الامر والطاعة ، لم يدرس علوم إقتصاد أو إجتماع أو سياسة ..أو نظم حكم و لا يعرف منها إلا ما خرج للوجود فوجدة ليردد منذ اليوم الاول ((إنا وجدنا آباءنا علي أمة وإنا علي آ ثارهم مهتدون ))إنه سلو بلدنا أن يتحرك اللاحق علي نفس الدرب الذى أعدة من قبل السابق .
ضابط الجيش لا يملك حلولا لمشاكل الجماهير فهو لا يعرفها .. ولم يتحرك بينها و لم يخوض صراعات سياسيه تؤهله لان يحمل من خلال خبرته في العمل السياسي الاجابات الصحيحة .. أو لرسم خطه إستراتيجية لتعديل الاوضاع .. و هو عادة ما يبدأ في تعلم أصول الحكم وهو في السلطة فلا يلتف حوله إلا كل متسلق، مهلل، مكبر و مصفق لاداء (عطية الرحمن لشعبه) المقهور ومنقذه من التخبط و الفشل والعوز .
ضباط الجيش حتي لو كانت لهم مهن أصلية ( كالطب والهندسة والحقوق ) يبتعدون عن روتين الحياة الطبيعية يعيشون في فقاعة قوقعة حامية.. فلا يعرفون مرارة الوقوف في طابور العيش أو قسوة الحصول علي رخصة قيادة أورزالة الموظفين حين يتم إستخراج بطاقة هوية .. أو ذل وتعنت مسئولي الضرائب و التأمينات بعد أن أصبحت لديهم سلطة الضبطية القضائية (التي منحها إياهم بطرس غالي ).. أو العلاج في المستوصفات الرخيصة التي تستخدم دواء واحدا لكل الامراض .
إنهم قوم خارج المجتمع .. بدخولهم العالية (نسبيا ) و إبتعادهم عن المسارات التي يتحرك فيها المواطن العادى .. فما بالك لوكان هذا الضابط من الصفوة المحظوظة التي كانت تأمر فتتحرك لامرها القوات تحقق الاحلام العامة و الخاصة .
الجيش .. ورجالة لم يوصفوا علي مر التاريخ بأنهم من حكام الديموقراطية .. بقدر ما هم أتوقراطيون يجمعون السلطات في أيديهم و يتصرفون علي أساس أنهم (عطية الرب) الملهمون .
لذلك لم أكن في يوم ما .. من الذين ذهبوا لصناديق التصويت .. و إنتخبوا أحد حضرات الضباط كرئيسا حتي في زمن إرتفاع أسهم كل من عبد الناصر او السيسي . ومع ذلك فلم يكن رفضي هذا للتصويت يعني إنقطاعا كاملا للامل في قدرة الحاكم الجديد علي أن يداوى كوارث السابقين عليه .
اليوم .. عندما اراجع مسار ستة عقود من حكم الضباط أرى أن الحصيلة كانت كارثية بكل القياسات ، يشعر بها رجل الشارع الجاهل قبل المثقف المتبحر في الاسباب بما في ذلك هؤلاء الذين يستفيدون من تواجد أباطرة سلطويين في الحكم.
لقد زاد عدد سكان مصر لخمسة أضعاف .. و تدهورت القيم والاخلاق في الشارع وأماكن الدراسة و العمل و حتي في البرلمان .. و تدني الانتاج .. ولم نتعلم من الاخطاء أو السقطات بل نكررها كما هي .
في مصر رغم حكم العسكر المستمر لم نصل سياسيا إلي تلك النقلة النوعية الاقتصادية والاجتماعية التي حدثت مع حكم اتاتورك أو ديجول، بل سقطنا سقطات متالية سببها جهل الحاكم حتي علي مستوى المعارك العسكرية (صنعته) وعدم قدرته علي تحقيق إنتصارا إلا في الاغاني و الاناشيد و علي صفحات الجرائد و حكايات المذيعين وما زلنا نعدوعلي مدارج الهبوط نتدحرج إلي أسفل سافلين.
ماهي الاسباب .. التي أطاحت باحلام البراءة التي عشتها في صدر شبابي عندما كان عبد الناصر يزعق (أنا الذى علمتكم العزة و الكرامة)أو( إرفع رأسك يا أخي فقد مضي عهد الاستعمار ) ولماذا لم نلحق ..لستين سنة..بركب التطور الذى عشنا علي أمل رؤية نوره من خلال (الحرية و الاشتراكية و الوحدة) .. دون جدوى!!.فلم نحصد إلا التبعية و تسلط رأس المال و التميزات الطبقية الواسعه و الفرقة التي حولتنا إلي شيع متنافرة متقاتلة
قبل أن أسترسل في حديثي أود أن أحذركم ..ففي زمن ما من أيام نهاية حكم عبد الناصر .. وكنت ضابطا في القوات المسلحة..إنتقدت قيادة محمد فوزى العسكرية بشدة وإتهمته بانه علي درجة كفاءة متدنية أدت الي خسائربالغة في حرب الاستنزاف إنتهت بأن أصدرسيادته أوامرة للقوات المسلحة بالتواجد داخل التجمعات السكنية و الاحتماء بها من قصف طيران العدو .. فما كان من الجيش إلا أن إعتبرني مريضا نفسيا يحتاج لعلاج إنتهي بإحالتي إلي المعاش علي أساس أنني مصاب بعجز جزئي تم تشخيصه ( بعصاب حرب شديد)..أى أن الحديث القادم هو حديث مريض عاودته أعراض العصاب !! .
في رايى أن مركز الثقل في الفشل المستمرللمصريين هو تمسكهم بالخطاب الديني غير المتوافق مع الزمن ،الذى تحيط به مسالب الشره الكومبرادورى لجمع المال ، والاهمال في تعليم و تدريب المواطن المصرى ، مع الدعاية التضليلية المكثفة التي تقلب الهزائم إنتصارات .
وهو ما أدى إلي سقوط الطبقة الوسطي في فخ التسطح و الغوغائية و العمالة المتسمة بالانانية ، تحلل العقد الاجتماعي لنصبح في غابة تخرج يوميا الاف الكائنات التي لا يوجد أمامها فرصة للحياة إلا من خلال الصراع الضارى المحطم للاضلاع و المدمر لكل بناء .
المصرى بدون أحزاب طبقية تدعمه و تدافع عن حقوقة .. كان دائما فريسة سهلة لاجهزة الامن الموجهه التي هدفت إلي تدمير الحياة السياسية .. و دعك ومرمرطة أحزابه و منظمات المجتمع المدني بالتراب .. فأصبحنا حقا وفعلا عبيد إحسانات من هم غير مؤهلون لان يحكموا .
فلنناقش النقاط السابقة ،فقد نتعلم من التاريخ كيف ومن أين جاء طوفان الانهيار .
الاوروبي الحديث منذ بداية القرن التاسع عشر عندما جاء (الشيخ) نابليون يبشر بمحاربة السلطان العثماني الكافر الذى خرج عن أصول الدين الاسلامي ، حتي مقالات كوندليزا رايس و هيلارى كلينتون عن تشجيع التيارات الاسلامية المتطرفه للوصول للحكم .. كان يعرف ما لم نستوعبه نحن من سقطاتنا المتكررة بأن نقطة ضعف هذه الشعوب هي الخطاب الديني الرجعي الذى يقف بهم لا يتحرك عند مشارف القرن الثامن عشر .
هكذا فعل البريطانيون .. عندما حرضوا الشريف حسين حاكم مكة للحرب ضد الامبراطورية العثمانية وساندوا أبناء عبد الوهاب وسعود خصوصا بعد 3مارس 1938 عندما ظهر البترول في شبة الجزيرة و إستخدموا و دعموا الاخوان المسلمين في مصر.. و هكذا كان الفرنسيون في الجزائر و المغرب و تونس ثم أن الامريكان ساروا علي نفس الدرب بعد أن ورثوا الشرق الاوسط في أعقاب الحرب العالمية الثانية و تدهور قوة إنجلترا و فرنسا و عندما حشدوا السلفيين ضد الاتحاد السوفيتي في أفغانستان ، ثم مع غزو العراق و تشجيع فصيل ديني ضد الاخر تبادليا .. ومع الربيع العربي الذى دمر دول و كيانات كانت قائمة بواسطة إثارة و تقوية النعرات الاثنية و الخطاب الاسلامي المشجع للجهاد و الارهاب .
وهكذا كان هدفهم أيضا عندما زرعوا إسرائيل كشوكه في جانب الشام و العراق و مصرو ظلوا علي حمايتها و نصرتها مع تحويل الصراع الي حرب دينية بين المسلمين و اليهود تعود جذورها لغزوة خيبر .
اوروبا و أمريكا كانوا يعرفون ..أن روح التعصب التي لم تتوقف أوارها منذ صراع علي و معاوية و أنجالهما .. قادرة علي تدمير كل أمل في تطويع الخطاب الديني الاسلامي و المسيحي الشرقي لمتطلبات العصر .. ووقفوا مضادين لاى تغير يمكن أن يضع هذه الشعوب المغيبة في دخان و هيلولة الحماس الديني أمام مصيرها و مستقبلها .
حول بلدنا يحيطنا المسلمون الاعداء من كل جانب يحمل كل منهم هتافات الله أكبر وسكينا يذبح و يقتل و يدمر ويحرق و يخرب .. في سيناء و من الشمال الليبي.. وعبر حلايب و شلاتين ومن خلال نهر النيل القادم من إثيوبيا والسودان و معه التهديد و الوعيد .
في بلدنا طابور خامس سلفي داعشي .. يدين بالولاء لمشايخ السعودية ، يؤمن بجهاد النكاح وتطبيق شريعة قطع و يدعو للحجاب و النقاب كستار لدعارة زواج القاصرات وما يسمي بزواج المتعة .. و سبي المخالفين دينيا والتمتع بصباياهم و تحصيل الجزية منهم .. وتحليل الاعتداء علي اموالهم و كنائسهم وحرمتهم و كينونتهم .. و هو أمر إستمر لقرون و سيستمر ما دام المضطهدون يقابلون الاساءة بالابتسام .. و الاضطهاد بالاحضان،ويتزودون بوقود المحبة و الامل الوهمي ، فلا يطالبون بحقوق مواطنة متساوية لا تبعد سيدة فاضلة عن نظارة مدرسة بنات لانها قبطية .
عندما حكم الاخوان المسلمين مصر .. بانت سوءاتهم .. و كيف كانوا يعتبرون أهلها معبرا لاطماعهم و يدعمون السلفيين و الحماسوين ويستخدمونهم لارهاب أهل الارض المفتوحة من خلال صنايق التصويت .
لقد تحول الارهاب إلي وسيلة للتكسب في زمنهم .. و خزائن بيت المال لخدمة أغراضهم .. و سادت بوادر ظلمات إثنية طويلة كادت أن تنهي علي الحياة المعاصرة في بلدنا ،تفصل بين مواطن و أخر و تسقط المرأة من حسابات البشر لتصبح تابعا ذليلا لرجل يمتلك من نوعها العشرات يبدل فيهن كلما دعت الحاجة .. وطلب الوصال .
عندما حكم الاخوان إنكشف المستور و عرفنا مصدر الخطر الكامن في أزهرنا الشريف الذى يخرج مضادات للمعاصرة لا تتوقف عن الارهاب و نشر أفكار القرون الغابرة تطوف حول العالم تؤجج الكره للبشريه والحضارة و تدعوا لمليشيات إنتحارية تقصف غضبها و سخامها أينما حلت و تتسبب في إشاعة روح الحذر من المسلميين في طول العالم و عرضه .
الخطاب الديني غير المتوافق مع الزمن( إسلامي أو قبطي ) المدعم من حضرات الضباط في الداخلية و الجيش .. هو البؤرة و المركز و الاساس .. لتوقف المنطق و الابتعاد عن العلم وسيادة التواكلية التي تدعوا للاستكانة و الاستسلام .
وهكذا عندما نطرح السؤال لماذا نفشل في رفع النيرعن أعناقنا ؟ لماذا نستسلم للتخبط و عدم القدرة و تكرارنفس الاخطاء !!.. هل هو قدر ؟ أم تفاؤل أهطل يسود بين السادة المؤمنين يصور لهم أن الرب سبحانه سيحمي المحروسة و يحفظها من كيد الحاقدين و المتأمرين ؟؟و الله سبحانه يكره المستضعفين فلا يحقق لهم رجاء و لا يحارب بدلا منهم المعارك ولا يستجيب لادعيتهم .( يا ربنا ياعزيز داهية تاخد الانجليز ) أومن قبل (يا ربنا يا متجلي داهية تاخد العثمانلي )
( متشاءم .. شديد التشاؤم ) من مستقبل هذا الخطاب .
مع منتصف القرن التاسع عشر حدث تطورا راديكاليا في العلاقة بين مصر ودول الاستعمار الاوروبي ( الفرنسي و الانجليزى ) خلق طبقة من بين المصريين نالها شره كومبرادورى لجمع المال وإكتساب القاب الباشوات و البكوات تشبها و إقتداء بنبلاء القارة المسيطرة.
فبعد أن توارت البعثات التبشيرية وسكنت الحملات العسكرية عندما كسروا جيوش محمد علي في نفارين .. أصبح الطريق ممهدا لتسلل أدوات التبعية الاقتصادية الممثلة في البنوك و بورصة تصدير القطن ، جيوش الاحتلال الاقتصادى قدمت للخديوى إسماعيل ومن بعده إبنه توفيق ..قروضا .. بشروط مجحفة إستخدماها في مشاريع ضخمة ذات جدوى إقتصادية محدودة.. ثم عجزا عن سدادها أو سداد فوائدها ، بحيث أنها كانت السبب في فرض الوصاية علي مصر ثم إحتلالها عسكريا عام 1882 .
نموذج إسقاط الحكام في حبائل مديرى البنوك،الذى طبقته الامبريالية الاوروبية علي خديويي مصر قامت المؤسسات الاستعمارية الامريكية بتطويرة بعد قرن وتعميمه علي جميع الدول و الامم التابعة لها سواء في أمريكا اللاتينية أو الشرق الاوسط و منها مصر مابعد السادات .
مواجهة المشاكل الاقتصادية للمجتمع بالاقتراض تؤدى عادة إلي خراب لا يتوقف تأثيرة تعاني منه الاجيال التالية جيلا بعد جيل .. فالعلاج الذى يصفة المتخصصون ( حسني الاهداف والنية) ، هو التنمية المستديمة و خفض نفقات الجهاز الحكومي وإلتزامات الجيوش والامن ، هو رفع كفاءة الانتاج و تحفيز إستخدام الامكانيات المتاحة ، و الاستخدام الامثل للثروة.. أما الاعانات و القروض فإنها تنتهي عادة لجيوب أصحاب البنوك ورجال الاعمال و عملاؤهم المحليين من الكومبرادور .. ويظل الشعب علي فقرة و عوزة .. بل و يدفع الدين المسروق و فوائده من أحلام التنمية المهدرة و الرفاهية الوهمية والخروج من سرداب التخلف .
مصرمنذ زمن السادات طرقت هذا الطريق الواعر ( إما لجهل أو قلة خبرة أو عمالة و خيانة و كلها في الحق تتساوى في حجم إضرارها و جرمها ) بدأ هذا بما سمي في ذلك الزمن بالانفتاح و توالت المصائب .. حتي أصبحت مديونيتها تتجاوز حدود الخطر ولدينا الالاف من المليارديرات والمليونيرات الذين لهفوا الجمل بما حمل .
( متشاءم .. شديد التشاؤم ) من مستقبل هذا الاقتصاد ومرعوب من تدني حجم ما سيشترية الجنية المصرى بعد سنوات قليلة قد لا تكمل العشر ويصبح مثل الليرة الايطالي أو الدراخمة اليوناني أو عملة السيد قردوغان .
بداية إنحطاط بلدنا كانت مع غزو سليم الاول لمصر و تجريفها من عمالتها الماهرة .. وظل الولاة الاتراك يستنزفون قوتها الانتاجية والبشرية حتي أنه مع غزو نابليون كان عدد المصريون لا يتجاوز المليونين ،محمد علي عندما بدأ خطة تحديث البلاد .. سار علي دربين .. الاول التعليم و التدريب للنابهين.. و الاخر مصادرة كل اراضى مصر و إعتبارها وسية يزرعهاعبيد السخرة والأقنان قطنا و يستخدم عائده في بناء مشاريعه الطموحة .. بالعلم والعمل الشاق تحولت مصر من ركود زمن الخلافة العثمانية إلي غزو الاستانة و تهديد الخليفة نفسه .
الحداثة التي فتحت عيون أهل البلاد جاءت بالمطبعة والجريدة و الكتاب .. مع المدفع و الاسطول و المصانع و الترسانات و القناطر و أساليب الرى والصرف الحديثة التي قدمها الاجانب خصوصا من فرنسا .
موجة التدريب و التعليم تصاعدت مع القرن العشرين .. و أصبح لدى مصر بناء تحتي قوى من العمالة المدربة .. والقيادات الادارية التي تتعلم بسرعة من رؤساءها الانجليز ، عندما ملك البكباشية أرض مصر .. تخلصوا من الخبرات الاجنبية .. وسلموا الوحدات الادارية و الاقتصادية لضباط حماسهم أكبر من قدراتهم فإنهارت كل المرافق .. ولك أن تتصور مرفقا مثل السكة الحديد الذى كان من الممكن ضبط الساعة علي دخول قطاراته المحطة و ما حدث له بعد أن أدارة عساكر وضباط مصرالمتقاعدين .
في مصر عندما جلس الصاغ كمال الدين حسين مكان الدكتور طه حسين و حول وزارة المعارف إلي وزارة التربية و التعليم ..إنهارت التربية و تدهور التعليم .. وأصبحنا اليوم في كارثة حقيقية ..أن خرجينا سنوات تعليمهم الطويلة يخرجون أميون .. علي درجة جهل و تسطح يحسدون عليها ،لن تجدها حتي في بلاد الجمال و بول البعير في صحراء الجزيرة .
في مصر أربعة أنظمة للتعليم كلها فاشلة ..تعليم ديني أزهرى هو مفرخة للتخلف و الارهاب وهوعبء علي ميزانية الدولة دون عائد.. و تعليم مدني حكومي.. مخزى شديد البدائية يجلس في الفصل ثمانون طالبا لا يفهمون، يدرس لهم أساتذة جهلة غير مدربين و تعمل المدرسة لفترتين لاستيعاب الاعداد المتزايدة من الطلاب .. و تعليم أهلي مكلف ينتهي دائما بسرقة أولياء الامور القادرين عن طريق الرسوم والمصاريف المبالغ فيها ثم الدروس الخصوصية أو مجموعات التقوية التي تزيد من أرباح المساهمين .. وتعليم أجنبي لا يقدر علي إنفاقة إلا الأباء من لصوص الكومبرادور ومن علي شاكلتهم من الذين ينهبون الخزانة العامة .. أما التدريب فهو أمر شكلي لا جدوى منه ولا إحتياج له في زمن الكومبيوتر و الانترنيت .. و النانو تكنولوجي و ريادة الفضاء و زراعة القلب الصناعي .
( متشاءم .. شديد التشاؤم ) من مستقبل هذا الجيل و الاجيال التالية إذا كان هذا هو حال تعليمهم و تدريبهم.
ما الذى يحدث الان أنهيارات ..؟؟ في كل مناحي الحياة ..( الاقتصاد ، العمل و الانتاج ، التعليم ، الصحة ، الثقافة ، الفنون ، البرلمان )
و ما الذى سيؤدى هذا إلية ؟.. سيطرة الفكر الوهابي السلفي ، الذى تحالف مع الدولة الامنية ، و تجلل بالفساد في كل نشاط من أنشطة حياة المصريين .
الثيوقراطية ، الدولة الامنية ،فساد الكومبرادور و الطابور الخامس كانت الهواجس التي تطارد المصرى خلال السنوات الخمس الماضية ، فيهرب من لحي الاولي ليقع تحت بيادة الثانية و كل الاحوال يمتص دمة خفافيش الفساد يؤرقونه و يرهبونة .. ويجعلون حياته كابوسا طويلا لا إفاقة منه .
بعد إنهاء حكم مبارك .. تأصلت القوى الكابوسية الثلاث و قويت و مدت جذورها بعيدا في التربة المصرية فطرحت عدم إنتماء و كره للوطن وتدمير للاخر و للمنشأت .. طرحت كذبا و خداعا وغفلة و دروشة علي المستوى السياسي و الديني و برلمان غير متجانس .. و دستور موجه نحو تمكين قوى الشر من مفاصل المجتمع .. و حكومة عاجزة .. وجنية تتضائل قيمتة بسرعة الضوء و تغول لأجهزة الدولة وأمناء شرطتها .. ورفع لدخول عناصر السيطرة و الامن مع إفقار المنتجين .
أخرجت صعيدا متدهورا تتحكم فيه الجهالة ،وسياحة منهارة بسبب ضيق افق السلفيين .. و آثار مهددة و نيل قد يجف قريبا وبشر سيتعدى عددهم المائة مليون و إدارة دولة مركزية متسلطة فاشلة ،و تعليم متجمد، و مشاكل قادمة عبر المتوسط نابعة من شكوك تهدد بوقف المساعدات الاوروبية.. وظلم بين يعاني منه الجميع .
( متشاءم .. شديد التشاؤم ) من مستقبل هذا الوطن .
ومع أن مصر بلد الثروات الطبيعية الفائقة فهي منهوبة أو مهدرة أو مهملة .. نحن نملك البترول و الغاز و المعادن ،و لدينا أراض غير مستخدمة تحمل إمكانيات لا حصر لها ،لدينا ثروة سمكية لبحرين و نيل و بحيرة تسرح فيها التماسيح لا تمس ،وأثارلا مثيل لها ، فلا نستغل كل هذه الثروات ويعيش أهلنا في فاقة تجعل سعيد الحظ من يجد سمسارا يمكنه من يبيع الصبايا من بناته لشيوخ العربان .. وتجعل الشباب ( رجالا و نساء ) يتساهلون مع قضايا الدعارة .. في تدهور أخلاقي غير مسبوق .
علي المصرى أن يحدد أولويات إنفاقة ، وجحم أعباء الدعم الذى يمتص أغلبه التجار الجشعين و اللصوص المتحالفين مع الفاسدين من الاجهزة الحكومية ،ويحد من الانفاق علي الجهاز البيروقراطي العالة الذى تستهلك فئاته العليا المستثناة .. اموالا لا حصر لها تدفع الحكومة لطبع المليارات منها ،و تخفيض القيمة الشرائية للجنية المنهك علي حساب مستخدمية من عبيد الارض المعدمين.
في بلدنا تنعم البيروقراطية بمركزية إتخاذ القرار التي تشل العاملين من أسوان للاسكندرية .. و توقف قدراتهم و تقدمهم و تبدد أى إمكانية قد تظهر او تتطور لذلك لم يخرج من مصر زويل او مجدى يعقوب أو أى من الاسماء المصرية التي تثرى ضمير العالم .
العدل أساس الملك و لاتوجد دولة في العالم تتقدم علي الظلم و الظلم وفير في بلدنا .. في قوانين الضرائب و التأمينات و الجمارك الفاشيستية التي وضعها( منقذ اليونان من الافلاس بطرس غالي ) فجعلت من بلدنا بيئة غير صالحة للاستثمار .
هذا هو الداء و أصله الذى تعاني منه المجتمعات التي لا أمل في تطورها .
لهذا أناغير متفائل، بل شديد التشاؤم،وها هو العصاب يعود ليبعد نصف قرن من العلاج ،فارجوك لا ترهق نفسك ولا تهتم بما قلت ،أعتبرني مجنونا يصرخ في البرية ، دون أى أمل في أن يسمعه أحد من الذين بيدهم التغيير .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما أثبتُ أنني مش حمار .
- فلننظر خلفنا بغضب و نبصق
- هذه الخرابة التي نعيش فيها
- هل هي البداية .. أم سقطه مؤقته
- كريم هذا البلد ..فاسد .
- تقولشي أمين شرطة إسم الله !!
- عندما حلمنا بالفجر،جاء الكابوس!!
- الجمهورية الثالثة لحكم الضباط الاحرار
- (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَاَ فأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَا ...
- أحب هذا الرجل المثير للجدل.
- بعد إستكمال خارطة المستقبل، أين مصر؟
- ليلة رأس السنة في كلونيا .
- مصرفي إستقبال عام جديد .
- مأدبه سوشي من لحم تارك للصلاة.
- عندما تغرق القاهرة في مياة المجارى
- من الذى يحكم مصر الان !!
- السماء تهب و تعطي والارض تدمروتحطم
- الهجمة الثالثة لاخضاع اوروبا
- يا حلولي .. حتجوز بنت السلطان .
- حدوتة مصرية ..حزينة و مخزية .


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - غير متفائل،بل شديد التشاؤم.