أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - هذه الخرابة التي نعيش فيها















المزيد.....

هذه الخرابة التي نعيش فيها


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 5089 - 2016 / 2 / 29 - 19:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من غير الطبيعي أن يعتمد سيادة الرئيس لتنفيذ مخططاته لاصلاح المايل علي ضبط وربط القوات المسلحة و حماس الجماهير المرعوبة من تغول عصابات الاخوان و سيطرة السلفيين علي عقل وروح المصريين .
إدارة إقتصاد وطن تم إنهاكة بالسرقة و الاهمال و التخلف الادارى المزمن منذ أن خربه بكباشية العهد البائد تتطلب مهارات أخرى بجانب الانضباط و الحماس و تصفيق المهرجين و المرتزقة الذى لا يتوقف طالما خزينة بيت المال مفتوحة تغدق عليهم بما يتجاوز أكثر أحلامهم جموحا .
أدوات سيادة الرئيس البادية خلال فترة حكمه .. لا تبني أمة ولا تحل مشاكل و لا تقدم إلا شو (فودفيل )هابط يزيد من الصعوبات و العوائق أمام الانعتاق من المخاضة التي وجدنا أنفسنا فيها منذ أن قرر في الخمسينيات من القرن الماضي رئيسا مهووسا بجنون العظمة أنه المالك للحقيقة المطلقة و أن كل من عاداه أعداء لمصر والمصريين .
نقطة البداية أن نعترف باننا متخلفون عن عصرنا بقرنين علي الاقل .. وأن البعض يريدون زيادة الفارق ليصبح أربعة عشر قرنا لننعم بالتشبه بالسلف الغازى لارضنا و الذى نهبنا .. و كسرنا و ضيع ثقافتنا و لغتنا و ديننا .
لقد كنا بلدا مستعمرا عسكريا منذ نهاية القرن التاسع عشر .. و كنا نحلم بالاستقلال التام .. و أن يدير أمورنا نفر منا بالعدل و المساواة و تنميه المهارات .. و زيادة القدرات لنعود لقياسات زمن إكتشفناه حديثا عندما قرأنا لغة الاجداد و أطللنا داخلنا لنجد جيناتهم لازالت تعمل .. لا تنتظر إلا البيئة الملائمة لتتفجر بالانوار ..لقد عاش علي هذه الارض قوم كانوا الفخر للانسانية .. و المشعل الحضارى الذى أنار الارض المسكونة فلماذا لا نعود لسيرتنا الاولي .
سؤال الانعتاق .. من أسر الاستعمار و إرهاب مصاصي الدماء المتسلطون علي المصريين .. لم يفارق جيلي للحظة واحدة .. في زمن نهوض البكباشية .. كنا نتصور أنهم يعرفون ،وان الفجر قريب و أن الصبر سيكون مفتاحا للفرج .. و لكن بمرور الوقت وجدنا أنه كان مفتاحا للفشل و الهزيمة .. و التدهور الذى لم يتوقف منذ هرب جيش الصاغ عبد الحكيم أمام أذكياء القيادات الاسرائيلية و حتي رفع (كمال احمد) فردة الحذاء عاليا و إنهال بها علي رأس زميلة الذى إستقبل السفير الاسرائيلي في قرية الكرما قرب دكرنس .
كمال أفندى و من علي شاكلته من الناصريين عليهم أن يتواروا خجلا .. من ما فعله كبيرهم الذى علمهم السحر من تدمير للشخصيه المصرية لم يستطع إستعمار متتالي لاربعة عشر قرنا أن يقوم به ..فأنجزة الزعيم الخالد في بضعة سنين .
زمن الناصرية لم يختلف في فجاجته .. وقلة حيلته و تسطحه عن ما قام به العضو الناصرى في برلمان الشوم ..فإسرائيل المزعومة .. لم تعد مزعومة إنها واقع حي يفرض نفسه بقنابله الذرية و تكنولوجيته المتقدمة .. وحاملي نوبل الذين قاربوا أن يتجاوزوا عددا زملاء لهم من الأمريكان.
هل كان بمقدور عبد الناصر أن يمحو إسرائيل من الوجود .. أم كانت هرتلة كلام .. هل يستطيع كمال أفندى أن يلغي معاهدة كامب دافيد أم هي هرتلة العواجز .
سؤال الانعتاق برز بقوة .. بعد أن عبرت قوات الجيش المصرى لقناة السويس و دمرت خط بارليف .. و بدت كما لو كانت قادرة علي المواصلة حتي تحرير كامل الارض المحبوسة .
ولكن لم ينتهي الرئيس كبير العائلة المسلم لشعب مسلم .. من توزيع الانواط و النياشين في مجلس الشعب .. حتي كان الامر قد تغير تماما ..جنود العدو علي بعد كيلومترات من القاهرة .. ثم امريكا تمتلك 99% من أوراق اللعبة .. ثم إستعمار طويل بثلاث شعب .. إقتصادى سياسي لامريكا ، عقائدى روحاني للوهابية السعودية ، نفوذ إسرائيلي ملحوظ يمس كل شبر من أرض الوطن وكل نشاط للمصريين .
وضاع حلم الانعتاق .. مع الانفتاح الهزلي الذى جلب للارض المحروسة كل شرور العالم الراسمالي .. و مسخ البشر الي كائنات شرهه للربح و التربح .. وإستخدام الكراسي للانعتاق الفردى .. ثم و مع مقاومة محدوده أطلق المسلم إخوانه المسلمين مزودين بكتائب السلفيين الازهرجية .. الذىن صرعتهم الدولارات الملوثة برائحة الجاز ليصيروا رهن إشارة المهوسين من السلفين بأفكارهم المراهقة الشرسة.
وهكذا بعد أن كان الحجاب رمزا لوضاعة المنبت تحول لرمز الطهارة .. وبعد أن كان الجلباب و اللحية .. للدراويش أصبحنا نجد كبار القوم يرتدونها حتي في المحاكم .
وعندما ربط كبير العائلة إستمراة في الحكم للابد .. بجعل الشريعه مصدرا للقواعد الدستورية و القانونيه غادرنا بسلامته برصاصات إستقرت في صدرة رماها الوحش الذى أخرجه من السجون وأطلقه علينا .. و بقينا نحن المصريون تحت نير أصحاب الشريعة .. مرعوبين من الذبح و قطع الاطراف و بيعنا في اسواق النخاسة .. وزاد البلاء و إبتعد حلم الانعتاق أميالا .. خصوصا بعد أن ملك علينا قزم من أقزامة .. فتصور نفسه مالكا لكل حقائق الارض .. ليخرس الجميع و يتفرغون لتكوين عصابات النهب المنظم و العشوائي .
هذه الخرابة التي تركها لنا ضباط يوليو و من ولوهم علينا ..عندما قفزعلي كراسي السلطة قسرا و خداعا كهان الاخوان .. لم يكن في وسعهم أن يقدموا إلا ما كانوا يحملونه من نظرة رجعية سوداء قادمة من سراديب التاريخ تجعلهم يتصورون أن قيما كانت سائدة من أربعة عشر قرنا صالحة لزمن الانترنيت و الاقمار الاصطناعية و الثورة التكنولوجية.
خلال السنوات الخمس الماضيه ..إنفلت العقال تماما .. و تحول أغلب المصريون إلي ضوارى متسترة بصنوف شتى من وسائل البغي تطارد الاخرين لتحصل علي الغنيمة المناسبة .. البلطجية و اللصوص و قطاع الطرق .. وقد تجد منهم الضابط أو أمين الشرطة او القاضي او أى شخصيه كانت في يوم ما صالحة .. فأخذت طريق الظفر و الناب .. لتضمن تواجدا تراه يناسبها في الخرابة ..و نبتت اللحي بسرعة غريبة .. وتحول من لا عمل له الي طريق الوعظ والارشاد .. و قيادة الجموع للعدوان علي المخالفين دينيا و نهب بيوتهم و تجارتهم .. و خطف بناتهم و أطفالهم .. و الرحيل في إتجاه الدواعش وكل من كانت عصابته قادرة علي دفع المعلوم ..أما النقاب فقد أخفي العديد من المجرمين .. و المجرمات و الداعرات .. وبتوع جهاد النصف الاسفل من الجسد .
خلال السنوات الخمس .. أصبحت بلدنا علي شفا الافلاس عدة مرات ..لا تنجو منه إلا بالاستدانة المكلفة .. و التي تتسرب في لمح البصر لجيوب الصفوة .. ولابناء أجهزة كنا نعتبرها الدرع و المصد للزوابع .. فتحولت الي ريح خماسيني .. يحمل كل ما يجده متاحا أمامة .
الجهاز الادارى الذى ينظم الدوله أصبح مخوخا .. عطبا .. لا يملك من فيه إلا غريزة التكسب .. و وضع العراقيل .. التعليم .. الصحة .. الزراعة .. الصناعة .. المواصلات أينما وجهت نظرك تجد خرابا .. لا يستطيع سيادة الرئيس أن يضبطه أو يوجهه بإنضباط الضباط و حماس المريدين .
هذا البرلمان .. الذى بدأ من اليوم الاول يبحث عن الغلة و أن يدخل في جيوب أعضاؤة ما يدخل في جيوب السادة القضاة و المستشارين و هو قدر لو علمتم ليس قليلا ..عندما تطورت أعماله إنتهت إلي غباء سياسي غير مطروق .. لقد هاجموا إسرائيل .. ونفوا كونها دولة غير معادية .. وتباروا في الهجوم علي التطبيع معها رغم أنه حقيقة لا يمكن إغفالها إلا لمن أعمت أبصارهم الاضواء فحاولوا أن يبدوا للاخرين أسودا و همفي واقعهم فئرانا ستهرب مع أول عاصفة يتلقاها مركب الوطن قادمة من البوابة الشرقية .

هذا المسخ البرلماني هل يمكن الاعتماد علي أعضاءة .. لتقديم إستراتيجية .. تحول الخرابة إلي مكان صالح لمعيشة البشر أم هو أداه هدم إضافية .. لن تتوقف إلا مع إعلان سقوط الوطن في بئر التخلف و النسيان .
سيدى الرئيس .. فلنبدأ من الان ..لقد تأخر الزمن .. ونعلن مصر دولة علمانية.. تضم مواطنون مختلفي الاديان والملل .. وهدفها إعادة الحياة إلي التعليم و الثقافة و القيم العليا .. و العمل ..و نوقف فورا العدوان الامني علي المثقفين و المفكرين و الفنانين .. مع تشكيل لجنة منهم لاعادة قراءة الدستور و إقتراح تعديلة بما يتناسب مع الزمن الذى نعيش فية و طرحة للشعب للاستفتاء بعد شرح معني إستخدام إزدراء الاديان في اليد التعسة لضرب العقول الواعية ؟
الحمل ثقيل .. و يحتاج لتضافر من العناصر الواعية .. لتشخيص المرض .. و وصف الدواء .. ثم مداومة العلاج .. الزمن يسبقنا و الخرابة تتوسع .. و الضوارى تسعي فيها أمنة، نحن في خطر يا سادة .. نحن في خطر .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هي البداية .. أم سقطه مؤقته
- كريم هذا البلد ..فاسد .
- تقولشي أمين شرطة إسم الله !!
- عندما حلمنا بالفجر،جاء الكابوس!!
- الجمهورية الثالثة لحكم الضباط الاحرار
- (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَاَ فأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَا ...
- أحب هذا الرجل المثير للجدل.
- بعد إستكمال خارطة المستقبل، أين مصر؟
- ليلة رأس السنة في كلونيا .
- مصرفي إستقبال عام جديد .
- مأدبه سوشي من لحم تارك للصلاة.
- عندما تغرق القاهرة في مياة المجارى
- من الذى يحكم مصر الان !!
- السماء تهب و تعطي والارض تدمروتحطم
- الهجمة الثالثة لاخضاع اوروبا
- يا حلولي .. حتجوز بنت السلطان .
- حدوتة مصرية ..حزينة و مخزية .
- هل سنظل دائما نبحث عن (المخلص ).
- تأملات شخص فاضي في أجازة .
- تعددت الاقنعة .. والوحش واحد .


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - هذه الخرابة التي نعيش فيها