أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - تأملات شخص فاضي في أجازة .















المزيد.....

تأملات شخص فاضي في أجازة .


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4937 - 2015 / 9 / 26 - 20:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أعتقد أنه لازال هناك من يفكر بنفس الاسلوب .. أى أن وجود البشر جاء بسبب أن رب الكون أرسل ملائكته فأحضروا بعد صراع مع الارض جزء من تربتها .. عجنه الاله و خمرة .. وصنع منه تمثالا تركه ليجف في مئات السنين كان إبليس فيها يدخل من فمة و يخرج من دبره .. و أن هذا التمثال الطيني المنتن أصبح كائنا حيا إنشق بعد ذلك لجزئين أحدهما أنثي من ضلعة الاعوج والباقي ذكرا .
و أعتقد أيضا أن هناك من يرى أن هذه إسطورة .. ترمز لاشياء أعمق عن وجود الحياة .. و الانسان.. وأن الشعوب البدائية الاولي تداولتها .. جيل بعد جيل و حورتها و أضافت لها أو أنقصت منها .. بحيث أصبحت في صيغتها التي ذكرت في جميع كتب البشر الدينية.. بدأ من برديات الفراعنة و حواديت بلاد ما بين النهرين .. و البنجاتنترا الهندية .. و اساطير اليونان والرومان .. حتي كتب التوحيد المقدسة .
وأن هناك من يرى بأن فكرة أن الجنس البشرى جاء من طين .. وخرج من الجنة بخطيئة و أن عليه التكفير عن خطأ الانسان الاول جيل بعد جيل بعد جيل .. حدوته ظريفه .. ولكنها لا تزيد عن ان تكون حكاية من حواديت الاطفال غير مستثاغة و لا يوجد أى إثبات مادى علي حدوثها.
العلماء تتبعوا .. تاريخ و حركة المادة الحية منذ نبض الخلية الاولي .. و توصلوا أن هناك قرائن حياة تجمع كل ما يولد وينمو و يفني في سلسلة تواجد لازالت مستمرة التصاعد و النكوص و التغير علي قمتها كائن يمتلك العقل و المنطق .. هو الجد للبشر الذين جاءوا من أصول متنوعه أقرب في الشبه للاورانج اوتان و الغوريلا والشمبانزى.. و أن هذه الاصول إختلطت و تنوعت و أفرزت عشرات بل مئات الخلطات .. التي تجمع بن الاصول الثلاث الاسود و الاصفر و الابيض .. و هم في النهاية .. نحن .
نحن للاسف الشديد واقعون جميعا .. سواء أمنا .. بالخلق الواحد او التسلسل المتدرج للكائنات بأوهام .. تتصل بعلاقات غامضة بالحيوات التي سبقتنا و عاشت علي هذه الارض .. البعض يخلق ترتيب طويل للتواجد البشرى .. و متأكد من أن بعض الافراد في زمن ما وفي مكان ما بعيدا عنا كل البعد كان لهم تأثيرا علي حياته الشخصية .
إني أنظر للاهرامات والبانثيون والاكروبوليس .. و معابد فارس و الهند .. و كاتدرئيات اوروبا وروسيا والجميع يتساوى عندى لا فارق بينها .. كلها من تصميم و صنع كائنات عاشت قبلنا .. ليس لنا بها أى علاقة .. مصر او الصين او الهند او الكونغو .. بتاريخها و ماضيها و حاضرها لا تفترق لدى كلها واحدة .. بلاد البشر الذين شكلوا علي كل منها نمطا ما من الحياة يختلف بإختلاف المكان والزمان .
فكرة الانتماء القومي فكرة سخيفة .. فهو يضم خلطات غير متجانسة و بشر علي درجات متباينه من التحضر .. وحماس ساذج لا يختلف في غباءه عن هؤلاء الذين يشاهدون مباراة كرة قدم و ينفعلون بشدة حتي المرض و الموت وعند النصر او الهزيمة تعود النتائج علي افراد اخرين .
إذا كانت علاقة الانتماء القومي سخيفة فالانتماء الديني ممرضة .. فالدين لدى البشر له قياسات شديدة الاختلاف و التباين لدرجة أنه يصعب أن تجد فردين لهما نفس وجهة النظر حتي لو حفظا سويا نصوص الكتب المقدسة و تعلما علي يدى نفس الكاهن .. الدين مثل الحب و الكره .. و التعاطف و النفور كلمات مجازية تخيلية إفتراضية تجردية لا معني لها .. يفسرها كل منا حسب تجربته الشخصية ورؤيته وصالحة العام و ثقافته .
كذلك الوطن .. في حدوده السياسية المجهولة للجميع .. فانا شخصيا ولدت في مدينة القاهرة و عشت فيها ثلاثة إرباع القرن و أتوه فيها بدون مرشد او دليل .. و أجهل أماكن كثيرة منها .. بل نقول أن الحي الذى أعيش فيه عدا شارع او إثنين لا أعرف مساربه .. بل العمارة التي أسكنها لا أختلط ولا أحي سكان أكثر من وحدة او إثنين من المائة وحدة .
نحن نتكلم عن أشياء نجهلها .. و أماكن لم نطرقها ..ونتحمس لها و نضحي بالروح و الدم .. في سبيل لاشيء . هواء .. هباء .. كلمات مرصوصة محفوظة نكتشف في لحظة ما أنها .. مجرد كلمات كادت أن تنهي حياتنا .
المصيبة ..إن حتي العائلة لا معني لها .. فعندما تمرض .. أو تعجز أو تصاب بكارثة ما .. سوف تتحملها منفردا .. مهما بدى الالم علي الوجوه .. هذه هي الحياة .
اليمامة ترقد علي البيض و يخرج الفرخ تعلمه الطيران ثم يسابقها في الحصول علي الطعام .. (( علمته الرماية كل يوم ... فلما إشتد ساعده رماني ))..
لا تصدق كل ما يقال لك فأنت وحيد تماما علي هذه الارض خارج إطار الوطن و القبيلة و الدين و الحي و العائلة .. الجميع سيحترمون وجودك في حالة واحدة .. عندما تكون ذو فائدة لهم ..أما عندما تفعل مثل الملك لير
(( و توزع ممتلكاتك علي الابناء )) فستصبح مثل الملك لير ضيفا ثقيلا علي الجميع .
نحن كائنات تعسة بعقولنا عندما نفكر .. لذلك فإن أغلبنا لا يفكر .. ويترك الامر لقيادة الاخرين .
الجمال في الدنيا لا حدود له ملك لمن يستوعبه و يستمتع به .. الشجر الزهور الرياحين الطيور المغردة و العادية .. الحيوانات المدللة و الضارية .. كلها تعيش حولك .. و في تأمل سلوكها ووجودها جمال لا يقل عن جمال شروق الشمس و غروبها .. ولئلئة النجوم في احلك الليالي .. ونسمة الهواء الرطبة في الحر .. الانسان يزرع ، يبني ، يبدع ، يرقص ، يعزف .. و هو بعد أن يفعل يصبح ما أبدعه ملكا للاخرين لمن يستمعون الي خوليو أو كورال سيمفونية بتهوفن التاسعة .. اورقصة بحيرة بجع تشيكوفسكي .. عالم شديد الثراء و الغني قدمة من عاشوا علي هذا الكوكب قبلنا .. كذلك هو عالم دامي شديد الوحشية .. لازلنا نعيش فيه منفردين مهما تلفعت .. بوشائج القربي الدينية او القومية او الوطنية او العائلية او زمالة العمل و علاقات الجيران .. الكل لا يملك لك شيئا .. و لا حتي ما يتصوره البعض من قدرات ميتافيزيقية للماكينة الكونية .
عندما تعلم الانسان الزراعة .. و لم يعد يمضي يومه بحثا عن الجذور البرية و البيض او يصطاد .. ما يتقات به .. عندما امن علي عشائة و طعامه لنهاية العام من ناتج زراعته و تدجينه للحيوانات أصبح عنده الوقت ليفكر و يتأمل منتظرا نمو المحصول .. ويا ليته لم يفكر فلقد باتت أضغاث احلامه تحكمنا حتي اليوم ..
عندما يحصل الانسان علي أجازة طويلة مضطرا .. فسيصيبه الملل ، ثم يتأمل .. و ينتهي الي واحد من الطرق المعروفه للبشر ..اللجوء للدين والكهانة ..او المرض و الخوف من الوحدة .. اوالابداع الفني ..او يعيش حياته كعضو في القبيلة البشرية يتمتع بإبداعات الانسان أو يجد أنه
((بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ، الْكُلُّ بَاطِلٌ.
مَا الْفَائِدَةُ لِلإِنْسَانِ مِنْ كُلِّ تَعَبِهِ الَّذِي يَتْعَبُهُ تَحْتَ الشَّمْسِ؟
دَوْرٌ يَمْضِي وَدَوْرٌ يَجِيءُ، وَالأَرْضُ قَائِمَةٌ إِلَى الأَبَدِ.
وَالشَّمْسُ تُشْرِقُ، وَالشَّمْسُ تَغْرُبُ، وَتُسْرِعُ إِلَى مَوْضِعِهَا حَيْثُ تُشْرِقُ.
اَلرِّيحُ تَذْهَبُ إِلَى الْجَنُوبِ، وَتَدُورُ إِلَى الشَّمَالِ. تَذْهَبُ دَائِرَةً دَوَرَانًا، وَإِلَى مَدَارَاتِهَا تَرْجعُ الرِّيحُ.
كُلُّ الأَنْهَارِ تَجْرِي إِلَى الْبَحْرِ، وَالْبَحْرُ لَيْسَ بِمَلآنَ. إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي جَرَتْ مِنْهُ الأَنْهَارُ إِلَى هُنَاكَ تَذْهَبُ رَاجِعَةً.
كُلُّ الْكَلاَمِ يَقْصُرُ. لاَ يَسْتَطِيعُ الإِنْسَانُ أَنْ يُخْبِرَ بِالْكُلِّ. الْعَيْنُ لاَ تَشْبَعُ مِنَ النَّظَرِ، وَالأُذُنُ لاَ تَمْتَلِئُ مِنَ السَّمْعِ.
)). مَا كَانَ فَهُوَ مَا يَكُونُ، وَالَّذِي صُنِعَ فَهُوَ الَّذِي يُصْنَعُ، فَلَيْسَ تَحْتَ الشَّمْسِ جَدِيدٌ.



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعددت الاقنعة .. والوحش واحد .
- مسلمون ومسيحيون .. وعنف متبادل .
- لن يفلح قوم ولوا أمرهم حثالة .
- العروبة والاسلام ( قهروفساد ).
- الغرب مش أهبل الغرب يعرف ما يريد
- عدالة (سيد قطب ) الاجتماعية
- هذه المهنة اللعينة
- الدوس بالبياده ،وا هندسا.
- ترضي تشتغلي رقاصة ؟
- في محيط الابداع،الابحار بدون ربان
- سلام المشير ..سلام سلاح .
- حدث في بلاد الواق الواق .
- تاريخ قهر العرب للموالي .. تاريخ لعين لا نعرفه . !!
- قد لا تعرفون قيمة (مصر) .
- اللي معاه مال محيره يكتب تاريخه ويزوره
- السعودية كيان طفيلي بلا جذور.
- 23 يوليو الذى نأبي أن نتعلم دروسه .
- محاكمة وغد قديم
- النظر في مرآة مسطحة
- للكون(جينوم ) يحمل جينات الوجود


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - تأملات شخص فاضي في أجازة .