أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - عبد الناصر .. و إخناتون.















المزيد.....

عبد الناصر .. و إخناتون.


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 5195 - 2016 / 6 / 16 - 09:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما شبهوا عبد الناصر بأحمس (قائد تحريرمصر من الهكسوس ) علي أساس حدوث جلاء الانجليز عن مدن القناة في عهده .. لم أتقبل هذا كثيرا .. فاحمس و والده و اخوه ووالدته خاضوا حربا طويلة ضد المحتل .. إستشهد فيها الاب و الاخ الاكبر .. ثم أنه طاردهم بعد ذلك مبعدا إياهم عن حدود مصر .. واضعا اللبنات الاولي لنفوذ وتحكم كهنة أمن-رع وللاسرة الثامنة عشر والتي كونت اول إمبراطورية في التاريخ .
وهو أيضا ليس تحتمس الثالث .. الذى فتح الاقطار المجاورة وفرض علي أمرائهم و حكامهم الضرائب و الجزية ..و أمن حدود ألامبراطورية المصرية جاعلا طيبة عاصمة للعالم القديم .
و هو ليس رمسيس الثاني الذى كان اطول الملوك الذين حكموا مصروكان عهده عهد إستقرار و رخاء بما جلبه لها من خير تبادل التجارة .. وما وقعه مع الحيثيين من معاهدات سلام.
إنه الأقرب لذلك الامير الحالم الذى حكم مصر في الثلث الاول من القرن الرابع عشر (قبل الميلاد) .
فالتاريخ يقص علينا أنه عندما صعد لعرش بلدنا أحد ملوك الاسرة الثامنة عشر
بإسم (امنحتب الرابع ) و (إستمرحكمه لمدة 17 سنة ) ، وجدوا فيه فيلسوفا حالما أقرب للكهان منه للقادة والحكام ،أراد تغييرشكل هوية بلده مصر وإدماجها كقلب مؤمن نابض لإمبراطوريتة الواسعة التي تضم معظم أقطار الشرق و النوبة ، يحكمها و يوحد صلوات العابدين فيها للاله الواحد الاحد(اتن ) الجامع لصفات كل ألهة المنطقة والنافيا لها في نفس الوقت.
أمنحتب تخلي عن إسمة و لقب نفسة ( العائش في الصدق ، الروح الحية لآتن ) إخناتون.. وأوقف ذكر كل ما سبقة من الهة مصرية تقليدية بما في ذلك نفوذ و سطوة كهنة( أمن - رع) و سيطرتهم علي إقتصاد مصر بملكيتهم( الاقطاعية ) لمعظم أرضها و تسخيرهم لشعبها في العمل بها ..مانحا ربه الجديد كل القدرات وقوى الالوهية التي حازتها الالهه الشمسية التي عرفها المصرى منذ الفي سنة و إستمر ذكرها في منف وأون (هليوبوليس) و طيبة محررا اهله و عابدية من إستغلال كهنة أمن لهم .
ثم أنه نقل عاصمة ملكة من طيبة ( الاقصر ) حيث نفوذ كهنة آمن لا يمكن منافسته، الي مدينة قرب (المنيا) حاليا يطلق عليها (تل العمارنة ) وفي زمنه كانت تسمي (أفق أتن - أخيتاتون ) و فيها تغير شكل حياة المصريين فالمعبد أصبح مفتوحا من أعلي يسمح بالتواصل مع قرص الشمس من لحظة شروقه حتي غروبة و أصوات تراتيل الصلوات و كلماتها تغيرت تمجد الرب (أتن ) و تعدد نعمه علي الغني و الفقير ، الملك و الغفير ،و كيف تدخل أشعته للقصر و الكوخ بتساو لا تفضل كائنا عن الاخر ..تشدو بالحانها المحبة الجوقات الكورالية التي تقودها كاهنة الرب الجديد زوجة الملك (نفرتيتي )..
ورسوم الفنون الواقعية الحديثة أصبحت تطل علينا من جدران المقابر و جدران المساكن مزيحة الفن المصرى التقليدى الذى إستمرت أساليبه علي جدران المعابد لالاف السنين، فنراها غريبة عن المسار كما هي علي (جدران مقبرة رع موسي ) و جدران المنازل التي نجت من التدمير في أخيتاتون أو في التماثيل التي تخص الفترة و تعتز بها متاحف العالم و تطلق عليها مدرسة تل العمارنة ومنها تمثالين لنفرتيتي زوجته .
الملك بفلسفته و إصلاحاته إنصرف عن التقاليد السياسية التي كانت سائدة في زمنه و إنشغل بإبداعاته لتمجيد الرب الواحد الاحد عن تأمين الاستقرار بين سكان المستعمرات و هكذا بين يوم وليلة إنفصل الجزء الاسيوى من الامبراطورية و توالت بعدها الهزائم و السقطات حتي إنتهت بتدمير دينه و عاصمته و كهنته و مريديه .
حاول الملك تطبيق تعليم دينه الجديد بالاقناع تارة و بالقوة أخرى و لكنها في النهاية لم تلق قبولا خصوصا من كهنة أمن-رع من الاقطاعيين الاستغلاليين بحيث إستعادوا تدريجيا نفوذهم بعد نجاح ثورتهم عليه و وفاتة وتنصيب (سمنخ كا رع) الذى إرتد عن عقيدة (أتن) وترك العاصمة الجديدة و عاد الي طيبة معلنا رجوع أمن و كهنته وعقيدته معه.
وهكذا هدم كهنة أمن أثار إخناتون و دمروا مدينته ومحو إسمه من علي الجدران و أساءوا لسمعتة مشيرين إلية بأنه العدو كما جاء في السجلات والارشيف الخاص بمعبد الكرنك .
في النصف الثاني من القرن العشرين( بعد 34 قرن من ثورة كهنة أمن علي إخناتون ) حكم بلدنا و إستمر حكمة لمدة 16 سنة أحد ضباط إنقلاب يوليو الذى ازاح ملك البلاد عن العرش ليحل محلة سلسلة متتالية من الضباط كرؤساء للجمهورية .
البكباشي جمال عبد الناصر كان أيضا فيلسوفا حالما أقرب للمصلحين منه للقادة و الحكام .. أراد تغييرشكل وهوية بلده مصر وعلاج مشاكلها الطبقية( الاقطاعية) و الاقتصادية( الاحتكارية ) بما أسماة الاشتراكية وإدماجها كقلب نابض يؤمن بالقومية العربية لإمبراطورية واسعة تشمل معظم أقطار الشرق ، يحكمها و يوحد صلوات العابدين فيها (كأمة واحدة ذات رسالة خالدة) هدفها ( الحرية و الاشتراكية والوحدة ) .
عبد الناصر تخلي عن إسم بلدة .. وسماها (الجمهورية العربية المتحدة ) و دمجها كإقليم جنوبي مع سوريا التي كانت الإقليم الشمالي .. و كانت خططه تصبو لضم العراق و اليمن و ليبيا لولا أن إنشغالة .. بنشر فلسفته الجديدة بالاقناع تارة و بالقوة أخرى .. أدت لحوادث إنفصال مؤسف( بنفس مكان إنفصال زمن إخناتون ) وضعه في عزلة كان ثمنها هزائم متتالية وسقوط للحلم وتدمير نظامة وكهنته و مريديه .
وهكذا بعد أن تغير شكل الحياة علي أرضنا لنصبح أبناء الاشتراكية العربية .. و نتوحد تحت رايات قوى الشعب العامل و نغني و ننشد و ننتج الافلام و الروايات .. ونقدم فنا غريبا علي ما كان سائدا من قبل عاد لنا((سمنخ كا رع)) الساداتي فأعلن رجوعة عن الاشتراكية الناصرية .. و ديموقراطية وحدة الشعب العامل .. و القومية العربية والميثاق و إحتل كهنة (امن ) الجامعات و النقابات .. و المدارس و إنتشروا بين المصريين في الجوامع و الزوايا و دور العلم الديني يكفرون بناصر وزمنه .. وعصرة .. ويقولون ( الستينيات و ما أدراك ما الستينيات ) . لقد قام الحالمان بنفس الاسلوب و الشكل .. وسقطا بنفس الاسلوب و الشكل .. ولم تتغير بلدهما إلا قليلا .. حيث فترتي إزدهار في الفن و الثقافة .. و الانحياز للفقراء .. و المهمشين .. والاحلام غير الواقعية لوحدة تضم أبناء المنطقة .. فتركاها مفتته متصارعة .. منفصلة يقفز عليها أبناء الحضارات المجاورة من فرس و بدو ..و ترك ويهود .
اول من تنبه لهذا الاقتراب كان الاديب نجيب محفوظ في روايته( العائش في الحقيقة ) التي أرخ فيها لهذه الفترة ووصف ظلم كهنة أمن .. و مقاومتهم للحد من نفوذهم .. ثم المصير المجهول للملك الفيلسوف الحالم الذى حير الباحثين عن حقيقته حتي اليوم ..
ناصر .. و إخناتون .. مصريان محبان لوطنهما .. ولكن قوى الظلام ..كانت اقوى منهما .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إضطهاد أقباط مصر مستمر .
- غير راض عن تعاملنا مع قضية المنيا .
- أحاديث النكدى أبو وش عكر .
- ((رد قلبي )) قصة سخيفة و فيلم هابط .
- الانسان الطقسي .. ضمور لقيم المعاصرة
- 12 ديسمبرذكرى تعاسة المصرى
- هل عدنا لزمن حكم المماليك!!
- غير متفائل،بل شديد التشاؤم.
- عندما أثبتُ أنني مش حمار .
- فلننظر خلفنا بغضب و نبصق
- هذه الخرابة التي نعيش فيها
- هل هي البداية .. أم سقطه مؤقته
- كريم هذا البلد ..فاسد .
- تقولشي أمين شرطة إسم الله !!
- عندما حلمنا بالفجر،جاء الكابوس!!
- الجمهورية الثالثة لحكم الضباط الاحرار
- (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَاَ فأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَا ...
- أحب هذا الرجل المثير للجدل.
- بعد إستكمال خارطة المستقبل، أين مصر؟
- ليلة رأس السنة في كلونيا .


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - عبد الناصر .. و إخناتون.