أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نزار حمود - الإسلاموفوبيا في العيون الكيبيكية ...















المزيد.....



الإسلاموفوبيا في العيون الكيبيكية ...


نزار حمود
أستاذ جامعي وكاتب

(Nezar Hammoud)


الحوار المتمدن-العدد: 5323 - 2016 / 10 / 24 - 10:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإسلاموفوبيا في العيون الكيبيكية ...

الكيبيك واحدة من أهم المقاطعات الكندية. عاصمتها السياسية مدينة الكيبيك بينما عاصمتها الاقتصادية مدينة مونتريال. سكان هذه المقاطعة يصل عددهم إلى نحو ثمانية ملايين نسمة (1) منهم نحو الـ 250000 مسلم (2). يصل عدد المسلمين في مدينة مونتريال بالذات إلى نحو 219000 نسمة وهو ما يعادل نسبة الـ 90 % تقريباً من مسلمي الكيبيك كلها.
من صفات هذه الجالية المسلمة الكيبيكية أنها بعيدة جداً عن التجانس من الناحية العرقية والمذهبية. فإذا طوينا جانباً موضوع الفصل بين الشقين الرئيسيين في دين الإسلام، أي بين السنة والشيعة، لوجدنا أن مسلمي الكيبيك مختلفون للغاية من ناحية أصولهم وانتماءاتهم العرقية. فمنهم العربي المغربي والجزائري والتونسي والمصري والسوري واللبناني ومنهم الإفريقي السنغالي والنيجيري ومنهم الباكستاني والأفغاني والإيراني والعربي والروسي التتاري والأوزبيكي والأبخازي والكوسوفي إلخ ...
من المهم هنا أن أشير إلى موضوع ازدياد الهجرة المغاربية الشمال إفريقية إلى الكيبيك جراء إجادة هؤلاء المهاجرين للغة الفرنسية في بلدانهم الأم وحاجة الكيبيك لمواطنين ناطقين باللغة الفرنسية لأسباب داخلية تتعلق بالحفاظ على الهوية الفرنسية في وسط ٍ كندي فيدرالي كبير ناطق بالانكليزية.
تتعرض صورة المسلم والإسلام بشكل عام للهزة تلو الأخرى في الكيبيك جراء الكم الهائل من التقارير الصحفية المكتوبة والمرئية والمسموعة الناقلة أحوال وأهوال الحروب التي ترتكب باسم الإسلام ولأجله في أنحاء العالم الإسلامي بشكل عام وبالأخص في أنحاء العالم العربي. لكن هذه الصورة تتعرض للهزات الأقوى والأعمق جراء بعض الممارسات التي تقوم بها قلة من الزعماء الدينيين المتشددين المحليين الكيبيكوازيين الذين يريدون أن يعيشوا الإسلام وفقا ً للمبادئ السلفية التي نشأوا وترعرعوا عليها في دولهم المنشأ. يعاني هؤلاء الزعماء المسلمون المحليون ومن يتبعهم في طريقة تفكيرهم (3) من صعوبة بالغة في قدرتهم على الاندماج ومن شرخ حاد في انتمائهم الوطني والديني ويقومون بترسيخ هذا الشرخ وتعزيزه عند من يتلقى التعليم الديني على أياديهم. إنهم لا يعترفون بحقوق المواطـَـنـَة الكيبيكية القائمة على العلمانية واحترام حقوق الإنسان الأساسية والمساواة بين الرجل والمرأة (4). القوانين الوضعية الكيبيكية باطلة بالنسبة لهم لأنها تتعارض مع مفهومهم لدين الإسلام.
لقد أسهب شيوخ الإسلام المعروفون، القدماء منهم والمعاصرون، بشرح وتفصيل موضوع الأقليات الدينية في المجتمعات الإسلامية (5) لكنهم لم يذكروا أي شيء عن وضع المسلم نفسه عندما يكون في حالة أقلية دينية في مجتمعات غربية تنتمي لدين آخر أو آمنت بالعلمانية وعملت بها منذ عشرات السنين إن لم نقل مئاتها. ما زال الكثير من هؤلاء الناس يصلون إلى الكيبيك معتقدين أن هدفهم هو نشر دين الإسلام في هذا المجتمع الكافر (!).
لقد أدى العديد من الممارسات الخطأ المشوهة وغير المفهومة أو المقبولة أبدا ً من قبل المواطن الكيبيكي إلى قيام حكومة الكيبيك بتشكيل لجنة خاصة (6) من الخبراء لدراسة المشكلة وإيجاد الحلول المناسبة لها. لقد قامت هذه اللجنة بكتابة تقرير طويل مسهب يشير إلى طريق الحل وفقا ً لوجهة نظر من قام بكتابته.
وكان أن دُعيتُ مؤخراً من قبل أحد الأصدقاء (7) لحضور حفل توقيع كتاب كان قد شاركَ بكتابة أحد فصوله. يعبر عنوان الكتاب "الإسلاموفويبا" عن منحى وأهمية ومعاصرة النقاش المثار على صفحات فصوله التسعة. لكني أرى أن الفصل السابع بالذات جدير بالتوقف والتفكير العميق. عنوان الفصل هو "من أجل احترام الأفراد وحرية نقد المعتقدات". لقد وجدت من المهم للغاية أن أترجم كامل هذا الفصل إلى العربية كي يتسنى للقارئ العربي والمسلم على وجه التحديد أن يطلع عليه لما فيه من وضوح في الرؤية وشرح دقيق لإشكالية مصطلح "الإسلاموفوبيا" أو "الخوف من الإسلام" الذي بتنا نراه حولنا في كل مكان. أهمية هذا الفصل تكمن أيضاً في أنه يعالج موضوع الإسلاموفوبيا من وجهة النظر كيبيكية محلية عارفة ومتعمقة في الدين الإسلامي.

"من أجل احترام الأفراد وحرية نقد المعتقدات"
= آني إيف كولان(8) =

لا بد من احترام حق نقد المعتقد في كل المجتمعات الديمقراطية. ليس هناك ما يمنع من أن توضع كل المعتقدات موضع النقد والمساءلة. لا بل يجب أن نمتلك الحق في أن نسخر من هذه المعتقدات وأن نهزأ بها. ينطبق هذا الكلام على المعتقدات الدينية وغير الدينية كما ينطبق على الإسلام أيضا ً. لقد باتت كلمة الإسلاموفوبيا كلمة رائجة اليوم. نراها تستعمل في كل مكان وكل مناسبة. كما أنها وللأسف، باتت تستخدم لإرهاب وقمع كل من يريد أن يمارس حقه في نقد المعتقدات.
ينقسم هذا النص إلى أربعة أقسام. أولاً وبعد تعريف مصطلح "المعتقد" سأبين أن المعتقدات الدينية لا تختلف من الناحية الأنطولوجية الوجودية عن غيرها من المعتقدات لأخلـُصَ إلى أن انتقاد الدين لا يمت للعنصرية وعدم تقبل الآخر بصلة. ثانياً، سأتعرض لمعتقدات الأفراد قبل أن أشرح السبب في أهمية وأولوية احترام الفرد وخصائصه الذاتية. ثالثا ً، سأدافع عن مقولة أن انتقاد الحجاب الإسلامي، على العكس مما قد يفترضه البعض، لا يعني أبدا ً التنديد أو التشهير بكل المسلمين كما أنه لا يعني البتة رفض الثقافات الأخرى المختلفة. رابعاً سألقي الضوء على مفهوم أو مصطلح العنصرية المعكوسة الذي ذكره ماجد نواز (9) خلال محاورته لسام هاريس(10) هذه المناظرة التي حملت اسم "الإسلام ومستقبل التسامح".

ما هو المعتقد ولماذا يجب ألا يوضع أي معتقد فوق النقد؟
لا أدري لماذا يقوم الكثير من الناس بالتمييز الشديد بين المعتقد والمعرفة. كما لا أدري لماذا يميزون بنيويا ً بين المعتقدات الدينية والمعتقدات الأخرى. سأقوم من خلال المثال التالي بتقويض هذا الاختلاف من خلال تحليلٍ بسيطٍ لمصطلحي المعتقد والمعرفة : أنا أعتقد أن كريستوف كولومب كان موجوداً وأنه قدم بالفعل إلى أمريكا. أنا أعتقد... يعني أن أعتبر أن فرضية ما هي الحقيقة بعينها. أنا أعتقد هنا أن فرضية قدوم كريستوف كولومب إلى أمريكا تمثل الحقيقة. قد يقول البعض إن هذا ليس اعتقاداً بل معرفة (هي بالفعل اعتقاد ... لكنها أيضا ً معرفة) كما قد يقول البعض الآخر إن اعتقاداً من هذا النوع ليس بنفس مرتبة أو طبيعة الاعتقاد الديني. سنقوم معاً بدراسة هاتين النقطتين.
فلنبدأ بالتمييز الذي يقوم به البعض بين المعتقد والمعرفة. يقولون إنه ليس معتقداً لأنه حقيقة، لأنه مُثبت تاريخياً. لقد قدم كريستوف كولومب بالفعل إلى أمريكا. إذاً هذا أمر أعرفه ... وليس أمراً أعتقد أنه حصل. من المؤكد أن هناك أدلة تاريخية قوية تبين أن كريستوف كولومب كان قد قدم إلى أمريكا. بإمكاني أن أقول إني أعرف ذلك. لكن بإمكاني أيضاَ أن اقول إني أعتقد ذلك : لقد وثقتُ بما قاله لي أساتذة التاريخ الذين درسوني حول شخصية كريستوف كولومب. المُعتـَـقـَد إذاً هو شيء نعتقد به جميعاً. لو لم أكن أثق بما قاله لي أساتذة التاريخ وإذا افترضت أن كريستوف كولومب لم يصل إلى أمريكا، هل بالإمكان القول إني أعرف أنه أتى إلى أمريكا؟ طبعاً لا : كي أعرف شيئاَ ما يجب أن أعتقد به أولاً .. أن ألبسه لبوس الحقيقة.
إذاً، ليس هناك من فرق منطقي جوهري واضح المعالم بين المعرفة والاعتقاد. بين أن أعرف وأن أعتقد. الاختلاف الوحيد الذي يمكن أن نشير إليه يتعلق بعدد ونوعية الإثباتات أو القرائن التي تدعم احتمالية أن يكون ما نعتقد به حقيقة ًَ بالفعل! بالاستناد إلى ذلك يمكننا أن نقول عن هذا المعتقد إنه من مرتبة الحقيقة وإن ذاك المعتقد الآخر لا يرقى لذلك. باختصار وللإيجاز نقول إن الاعتقاد ليس بالضرورة معرفة. المعتقد ليس معرفة من حيث أنه قد يكون خاطئا ً أو أننا قد نفتقد للأدلة والبراهين الداعمة له. لكن المعرفة هي بالضرورة مُعتقد. هي معتقد يتميز بأنه ثابت وراسخ كونه قائم على أدلة قوية داعمة له. قد يحدث أن نخطئ ونضع المعتقد في مصاف المعرفة، أن نراه كحقيقة من خلال توافر الأدلة المقنعة الدالة عليه ثم ما تلبث أن تظهر أدلة جديدة تجعلنا نعدل عنه ونعترف بخطئنا. إذاً ... هناك اختلاف غير مبرهن عليه بين المعتقد والمعرفة (11) لكن لا يوجد أي تمييز واضح بين المعتقد والمعرفة.
من جهة أخرى، ليس هناك فارق بنيوي ما بين المعتقد الديني وأي معتقد آخر. يبقى المعتقد كما هو أي أنه دائماً عبارة عن تبني فرضية ما وجعلها بمصاف الحقيقة. لا بد لنا أيضا ً من أن نـُعرِّف ماهية الدين الأمر الذي يبدو إشكالياً نظراً لتعدد وتنوع الأديان ما يجعل إعطاء تعريف محيط جامع واحد، أمراً مستحيلاً. لكن التعريف الذي سأعطيه هنا ينطبق على الأقل على الأديان التوحيدية الثلاثة. الدين عبارة عن مجموعة أو جملة من المعتقدات التي تتعلق بنظرتنا للعالم من حولنا. في مثل هذه المنظومة من المعتقدات هناك ما هو قائم على أحداث ومنها ما هو من طبيعة أخلاقية. تقوم الديانات الإبراهيمية كلها على الاعتقاد بأن هناك ذاتاَ إلهية خالقة وأن هذه الذات الإلهية قامت بتعيين الأنبياء والرسل كي يحملوا رسالتها للناس. تحتوي هذه المعتقدات على نصوص (سفر الخروج مثلاً أوسيرة حياة عيسى المسيح أو محمد) وقواعد أخلاقية تستمد سلطتها وقوتها من كونها قد تم أخذها عن الرسل أنفسهم (وبالتالي من الإله مباشرة). مرة أخرى، أن تعتقد بدين ما ... يعني أن تؤمن بأن الفرضيات التي تقوم عليها منظومة معتقدات هذا الدين إنما تمثل الحقيقة المطلقة (أن تؤمن بحقيقة أن هناك ذاتاَ إلهية خالقة وبالطبيعة الرسولية لموسى وعيسى ومحمد وبأنهم وجدوا بالفعل وبالتالي بحقيقة أن القيام بهذا الفعل أو ذاك إنما هو خطيئة وأن المؤمن يتوجب عليه دينياً أن يقوم بهذا الفعل أو ذاك). مرة أخرى أن تعتقد بشيء أو أن تؤمن به يعني أن تأخذه على أنه حقيقي أو أنه يمثل الحقيقة.
فلنعد إلى المثال الذي ذكرته أعلاه. أنا أعتقد أن كريستوف كولومب وجد بالفعل وأعتقد أنه قد جاء بالفعل لأمريكا. إذاً أنا أعتقد بحقيقة الافتراض التالي: "كريستوف كولومب قد وجد بالفعل". العديد من طلابي المسيحيين والمسلمين يعتقدون بأن موسى قد وجد بالفعل. أي أنهم يعتقدون بحقيقية الافتراض التالي: "موسى وجد بالفعل". وهم يعتقدون أيضاً أنه كان نبياً. وهم يعتقدون بسيرة حياته. إلا أنه وعلى العكس من كريستوف كولومب، لا يوجد أي دليل مادي قوي على حياة موسى أو وجوده أساسا ً إلا أن هذا لا يمنع هؤلاء الطلاب من أن يعتقدوا ويؤمنوا بأن موسى وجد بالفعل بنفس الطريقة التي أعتقد بها أنا أن كريستوف كولومب قد وجد بالفعل. لا يوجد أي فارق بنيوي بين اعتقادهم بموسى واعتقادي أنا بكريستوف كولومب. لا بل أستطيع أن أؤكد أنهم توصلوا لاعتقادهم أو إيمانهم هذا بنفس الطريقة التي توصلت بها أنا إلى اعتقادي وإيماني أي من خلال ما تم تلقينه لنا على يد المعلمين.
نعود إلى الفارق بين المعتقد (الإيمان) والمعرفة: الفارق يكمن في الأدلة التي يمكن أن نسوقها لإثباتها أو نفيها. لكن وعلى العكس مما هو رائج ودارج، لا تتمتع المعتقدات الدينية بأية حصانة اتجاه اخضاعها للبحث عن الأدلة الداعمة القائمة على الواقعات والأحداث. أن لا يكون هناك أي دليل تاريخي يدل على وجود موسى لا يمنحه، في واقع الأمر، أية حصانة اتجاه الأدلة الملموسة. لا يوجد أي مبرر لتمتع هذا السؤال بمثل هذه الحماية. إن غياب الأدلة التاريخية المثبتة لوجود موسى قد يزعج فعلاً أياً كان من أتباع الديانات الإبراهيمية الثلاث لكن هذا لا يحولها إلى معتقدات محصنة ضد التمحيص والبحث كما أنه لا يبرر، حكماً، أن ننعت كل من يشير إلى غياب هذه الأدلة بالعنصرية أو بعدم تقبل الآخر. ينسحب هذا الأمر على كل المعتقدات المنتمية لواحد من المنظومات الإيمانية المسماة أديانا ً. بإمكاننا أن ننتقد كل المعتقدات سواء كانت دينية أم لم تكن، وذلك من خلال دراسة الأدلة والإشارات والواقعات ولا يغير قط في هذا الأمر أن يكون هناك أشخاص يؤمنون بهذا المعتقدات ويعتبرونها حقيقة.
المشكلة في انتقاد المعتقدات تكمن في أننا نميل عموماً إلى الدمج وبقوة، ما بين الدين وبين الأشخاص الذين يعتنقونه وإلى أن نجعل من هذا الدين عنصرا ً جوهرياً أساسيا ً من عناصر هويتهم التي لا تنفصل عن شخصيتهم نفسها. الدين ليس عنصراً جوهرياً من عناصر تحديد هوية الذات خلافا ً للجنس أو اللون. لست من أولئك الذين يعتبرون أن الدينَ اختيار. لا تأتي المعتقدات اختياراً سواء كانت دينية أم لا. وربما كان من المناسب هنا أن نفرق بين معتقدات المرء وبين خصائصه الذاتية الجوهرية، وهو ما سأقوم بالتعرض له في الفقرة التالية وسأكتفي هنا بالقول إن المعتقدات ليست اختيارية لأن هذه الفكرة قد تكون سبباً في بعض الغموض والخلاف أو الاختلاف.
لا يمكننا اختيار معتقداتنا بحرية، بل نحن نعتنقها من خلال الإشارات والدلائل التي تـُفرض علينا: نحن نعتقد أو نؤمن بما نرى أو بما قاله لنا من نثق بهم أو بما علموه لنا أو بما قرأناه إلخ... ما يعتقد به المرء أو ما يراه صحيحا ً يتجسد كحقيقة في ذهنه. فإذا كان الأمر كذلك ... كيف لنا أن نغير ما نعتقد به؟ يتم ذلك من خلال ظهور دلائل أو قرائن جديدة تجعلنا نغير في ما نعتقد أو ما نؤمن به. وحتى عندما نغير معتقداتنا فهذا لا يعني أننا قد اخترنا ذلك بحرية. لكن على الأقل سيكون ذلك مختلفاً عن خياراتنا السابقة التي قمنا به بناءً على ما اعتدنا عليه. لا أحد يقول : "كنت أعتقد دائما ً أن هذا الأمر صحيح ولكني اليوم بحاجة للتغيير (!) لذا سأتوقف عن ذلك وسأؤمن بأمرٍ آخر مخالف له". مثلا ً ... إذا كنت تعتقد أو تؤمن بأن العلاج الطبيعي أو "الهوميوباتي" ناجع، ثم وقعت على مقالات طبية تشرح وتثبت أن هذا العلاج الطبيعي لا يختلف في شيء عن العلاج بالعينة الغفل أو الـ "بلاسيبو" كما يقولون، فأنت لا تستطيع أن تقول إنك غيرت قناعتك لأنك اخترت ذلك بحرية ... بل لقد قمت بذلك لأن قرائن جديدة موثوقة فـُرضت عليك فرضاً. وإذا حصل ذلك فستجد نفسك مجبراً على تغيير هذه القناعة واعتناق غيرها لأنك أنفقت، من دون طائل، الكثير من المال على عقاقير "الهوميوباتي". لا تستطيع الرجوع للخلف إذا أثبتت لك قراءاتك أن علاج الهوميوباتي غير ناجع. وحتى في الحالة المعاكسة أي حالة أن قراءاتك لم تقنعك تماماً بعدم فعالية هذا العلاج لأنك استفدت فعليا ً منه وشفيت مما كنت تعاني، فإن هذا الدليل بالذات هو الذي سيجعلك تتشبث بقناعتك القديمة.
نستطيع ربما أن نقنع أحداً ما بتغيير قناعاته (أو على الأقل نستطيع أن نحاول ذلك) من خلال عرضنا للدلائل والقرائن العملية الجديدة، دون أن يندرج ذلك تحت عنوان عدم تحمل أو تقبل الآخر ... أو العنصرية. نستطيع أن نفعل ذلك دون أن يخطر ببال أحد أن عرض البراهين والأدلة العلمية على من يؤمن بعلاج "الهوميوباتي" إنما هو أمر ينم عن عدم تحمل الآخر أو العنصرية؟ فإذا لم يكن الأمر كذلك بالنسبة للمؤمنين بنجاعة "الهوميوباتي" ... لماذا إذا ً نصطدم دائما ً بمن يتهمنا بالعنصرية وعدم تقبل الآخر والإسلاموفوبيا فور محاولتنا إقناع المسلمين بوجود عيوب في ديانتهم؟ علما ً بأن هذا الأمر ينطبق على كل الديانات الأخرى ...

لماذا يتوجب أن يعلو احترام الإنسان الفرد على احترام الإيمان والمعتقدات؟
لماذا يتوجب علينا فصل المعتقدات الإيمانية عن الصفات الجوهرية المميزة للفرد؟ من الطبيعي جدا ً أن نحدد أو نـُعرف المعتقدات من خلال الأفراد الحاملين لها، لا بل من العبث أن نفعل غير ذلك. لا يمكن أن يوجد فعل الإيمان بدون وجود الفرد الحامل له. الإيمان بالشيء هو الاعتقاد بحقيقية أو مصداقية هذا الشيء ولا بد من وجود الإنسان الفرد كي يقوم بهذا الفعل (ذهنياً أو شفهيا ً أو كتابة ً) أي كي يتحول الإيمان إلى أمر واقع. لكن وبما أن المعتقدات الإيمانية ليست اختيارية فهي من جهة تستطيع أن تتغير بسهولة أكثر بكثير من الصفات الجوهرية الذاتية للإنسان ومن جهة أخرى فهي تتمتع بأنها يمكن أن يكون لها إسقاطات وممارسات تميزها عن الصفات الجوهرية. المعتقدات الإيمانية لها تأثير مباشر على طريقة تصرف الإنسان وربما تدفع البعض إلى القيام بممارسات تتناقض تماما ً مع القيم الديمقراطية والقيم التي تقوم عليها دولة الحقوق (12).
من صفات المعتقدات الإيمانية أنها تحدد وتوجه تصرفات البشر. فمثلا ً : لا بد للإنسان الذي يعتقد أن المرأة تتمتع بمستوى ذكاء أقل من الرجل من أن يقوم بالتمييز في تعامله مع محدثه انطلاقا ً من كونه رجلا ً أو امرأة. مثال آخر : الإنسان الذي يعتقد أن الرجال "قوامون على النساء" سوف يتصرف بطريقة متعالية مهيمنة مع المرأة أو أن يتوجه ربما بخطابه للرجل المسؤول عن هذه المرأة متحاشيا ً أن يتوجه بالحديث إليها مباشرة. لا بل أكثر من ذلك... سيكون لديه ميل لأن يرفض أن تكون رئيسته في العمل امرأة أو أن يتجاهل النساء عند إبدائهن لآرائهن حول موضوع النقاش وربما يرفض أن يعطي وظائف أو مراكز اتخاذ القرار للنساء إذا حصل وكان هو في موقع السلطة. بإمكاني سوق العديد من هذه الحالات المشابهة لأن الأمثلة التي تؤكد أن معتقداتنا الإيمانية توجه تصرفاتنا المجتمعية أكثر من أن تعد وتحصى. لقد اقتصرتُ على هذه الأمثلة المذكورة أعلاه لأنها تقع في صلب موضوع هذا الفصل (13) أي موضوع الصدام بين حرية المعتقد الديني ومبدأ المساواة بين الرجل والمرأة.
نحن نعيش اليوم في الدول الغربية ما نسميه "دولة الحقوق" : يتمتع المواطن في هذه الدولة، كما يشير إليه الإسم، بمجموعة من الحقوق الأساسية المحمية بالتشريعات والمؤسسات. المساواة بين الجميع، المساواة بين الرجل والمرأة، حرية التعبير، حرية التجمع، حرية المعتقد الديني، الحق في السلامة الجسدية، حق الحياة، حق التملك وسواها الكثير. من المفترض أن كل هذه الحقوق محمية ومضمونة للجميع. لكن وعلى الرغم من ذلك وبما أن الكمال مستحيل، فمن الممكن أيضا ً أن تتعارض بعض هذه الحقوق مع بعضها وهو أمرٌ محرجٌ قانونيا ً لأنها، أي هذه الحقوق يجب أن تكون على درجة واحدة من الأهمية في التطبيق والممارسة. إن إعطاء الأولوية لواحد من هذه الحقوق على حساب الآخر أمرٌ مرفوض تماما ً من حيث المبدأ.
إن التعارض ما بين حرية المعتقد ومبدأ المساواة بين الرجل والمرأة أمرٌ معروف ومألوف جداً إذ يتضمن العديد من الأديان مبادئ معارضة للمساواة، تضع المرأة بمرتبة أدنى من الرجل ولا يشكل الإسلام استثناءً هنا. ترى هل يتوجب علينا أن نحترم تعاليم الإسلام بكل تفاصيلها تحت شعار احترام حق المعتقد الديني أم علينا التقيد بمبدأ المساواة بين الرجل والمرأة الذي يعارض وبشكل واضح بعض مبادئ الإسلام التي تحط من قيمة المرأة لصالح الرجل؟ بالعودة للمبادئ الأساسية التي تقوم عليها دولة الحقوق يتبين لنا أن الحل الثاني هو الأنسب والأصلح. دولة الحقوق قائمة على مفهوم المواطن الإنسان الذي يقول بأن كل الناس متساوون وأحرار. بفضل هذا المبدأ استطعنا أن نحصل على كل الحقوق التي نتمتع بها اليوم بما في ذلك حقنا في اختيار معتقدنا الديني وأن نعيش حياتنا وفقا ً له. بهذا الشكل، يبدو لنا أن التخلي عن مبدأ المساواة بين الناس سيؤدي حتما ً إلى سقوط الأساس الذي قام عليه مبدأ ضرورة احترام حرية المعتقد. إذا كان مسموحاً أو مقبولا ً أن نقبل بنفي حقنا في أن نكون أحراراً ومتساوين من خلال قبول النص القرآني الوارد أدناه، إذا كان ذلك مقبولا ً ... فما الذي يجبرنا إذاً على احترام معتقدات الرجال، وبشكل خاص معتقدات النساء؟
{ الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن ...} (14)
إن هذا النص يعارض وبشكل صارخ المبدأ الأول الذي تقوم عليه دولة الحقوق لدرجة أنه يغدو من الصعب للغاية علينا أن نتمسك بحق اختيار المعتقد - أحد مبادئ دولة الحقوق - وبنفس الوقت أن نطالب بحقنا باتباع هذه الآية فضلا ً عن المناداة بقانونية تطبيقها. يبدو الأمر وكأننا نطالب بتطبيق أحد المبادئ الأساسية كي ننقضَ تماما ً إمكانية تطبيق مبدأ أساسي آخر من المبادئ التي تقوم عليها دولة الحقوق!
الإسلام عبارة عن منظومة معتقدات والمعتقدات ليس لها حقوق. البشر هم من يجب أن يتمتع بالحقوق. للبشر الحق في اختيار المعتقدات والحق في العيش وفقا ً لهذه المعتقدات التي اختاروها شريطة أن لا يتعارض ذلك مع الحقوق الأساسية لأقرانهم في المجتمع. إن تطبيق أي مبدأ ديني يتعارض مع أحد الحقوق الأساسية في المجتمع مثل حق التساوي بين الرجل والمرأة، أمرٌ لا يتوافق مع مفهوم دولة الحقوق. ترى هل يُطبِّقْ كل المسلمين الآية المذكورة أعلاه؟ بالتأكيد لا. وذلك على نفس الوجه الذي لا يطبق بها كل المسيحيين كل التعاليم المكتوبة في الإنجيل. إذاً، لا بد من الحفاظ على حرية اختيار الدين (يجب أن يكون ذلك مـُغطى تحت اسم حرية المعتقد لا أن يشار إليه بشكل خاص في المواثيق والدساتير) لكن لا بد أيضاً من أن يتم ذلك ضمن الحدود التي تفرضها دولة الحقوق والقانون. من هنا، يجب أن نرفض التساهل مع أية مجموعة دينية إذا كان هذا التساهل يتعارض مع مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة. لا يجوز أن نقبل بأي شكل من الأشكال أن يقوم واحدٌ من ممثلي الدولة بقبول أو التساهل مع الممارسات القائمة على اللامساواة بين الرجل والمرأة أثناء أدائه لعمله، سواء كانت هذه الممارسات ذات طبيعة دينية أم من أية طبيعة أخرى.
على الصعيد الشخصي، لا يجوز أن نقبل أن نـُنعتَ بالعنصرية عند نقدنا للمعتقدات الدينية. فمثلا ً، إن رفضي للآية المذكورة أعلاه لا يمكن أن يعتبر ممارسة ًعنصرية ً أو شكلاً من أشكال رفض أوعدم تقبل الآخر. الأمر مشابه تماما ً لرفضي وعدم تقبلي لكتابات الفيلسوف جان جاك روسو القائمة على عدم المساواة بين الرجل والمرأة. ليس هناك أي ممارسات عنصرية تمييزية في مثل هذه الانتقادات. لا بل يبدو من العبث والغرابة بمكان أن أُتـَّهمَ بالتمييز والتفرقة لدى رفضي للمعتقدات التي تضعني في مرتبة أدنى من الرجل لمجرد كوني امرأة. وكأني هنا يجب أن أقبل بالاضطهاد كي أنفي عن نفسي تهمة التمييز أو العنصرية. وعلى نفس الشاكلة، لا يجوز أن يعتبرَ انتقاد الحجاب الإسلامي مظهرا ً من مظاهر التمييز والتفرقة أو العنصرية. إن ارتداء الحجاب يعبر عن تبني معتقد وردة فعلنا على إظهار الشخص لمعتقداته أمرُ مختلف تماما ً عن ردة فعلنا إزاء لونه أو جنسه. سأفصل أكثر في الفقرة التالية حول موضوع الحجاب وسأشرح لماذا لا يمكن اعتبار نقدي للحجاب بمثابة الرفض لمجموعة كاملة من البشر.

لماذا لا يعتبر انتقاد الحجاب رفضاً للثقافات الأخرى ...
لا أحد يستطيع أن ينكرَ أن الثقافة تختلف من مجتمع لآخر. لكن... ألسنا جميعاً ورغم كل شيء شركاء بالإنسانية؟ ألا نستطيع أن ننتمي لغيرنا من البشر، حتى ولو أتوا من أوساط ثقافية مختلفة، بما يكفي حتى نستطيع أن نتخذ موقفاً من الممارسات التي يقومون بها أو تلك التي يرضخون لها. يبدو البعض واثقاً من أن الاختلافات الثقافية عبارة عن حاجز قوي يُسقِط ُ حق النقد بكافة أشكاله. أن تنتقد المعتقدات أو الممارسات الموجودة في الثقافة الأخرى يؤدي مباشرة إلى أن تـُتهمَ بالعنصرية أو الخوف من الآخر أما إذا مس النقد إحدى الثقافات الإسلامية فسوف يتحول الاتهام مباشرة إلى الإسلاموفوبيا.
لقد اتهـِمتُ بالإسلاموفوبيا جراء موقفي من الحجاب. أخذوا علي أني أهاجم "جماعة ًبشرية ً كاملة ومحددة" لإني شرحت الأسباب التي دعتني أن أكون ضد الحجاب. لكن ... عن أية جماعة نتحدث؟ عن المسلمين؟ إن غالبية المسلمات في الكيبيك لا يرتدين الحجاب! وفقاً لإحدى المقالات المنشورة حديثا ً في مجلة "الأكتيواليتيه" فإن 20 % فقط من المسلمات في الكيبيك يرتدين الحجاب و75 % من هذه النسبة اعتنقن الإسلام حديثاً" (15). كيف يمكن لنقدِ ممارسة ما لا تمس سوى نسبة ضئيلة من المسلمات أن يتحول إلى هجوم على كل المجتمع الإٍسلامي؟ من جهة أخرى، ترى هل بالإمكان الحديث عن المجتمع الإسلامي ؟ ليس كل المسلمين على تواصل مع بعضهم البعض وليسوا كلهم من نفس المنبت العرقي وليسوا كلهم على عقلية واحدة كما أنهم لا يقومون بنفس الممارسات الدينية وليسوا متدينين بنفس الدرجة. إضافة إلى أنهم يختلفون فيما بينهم على العديد من المواضيع بما في ذلك موضوع الحجاب بالذات.
هناك من المسلمين والمسلمات من ينتقد الحجاب فهل يحق لي أنا المواطنة الغربية غير المسلمة أن أفعل نفس الشيء؟ كثيرة هي المرات التي قيل لي فيها بنقمة وغضب " كيف سمحتِ لنفسكِ أن تفكري نيابة عنهن؟ هل فكرت على الأقل أن تستمعي لوجهة نظر النساء المحجبات؟ نسمح لأنفسنا أن نتكلم عن حجابهن لكن لا نستمع إليهن أبداً. لا نترك لهن أي فرصة للتعبير عن أنفسهن! " كيف ذلك؟ كيف لا نستمع أبدا ً لما يرغبن بقوله؟ ألم يكن لدى دليلة عواضة وسميرة العوني وجنفييف لوباج وكارولين لوموان وإلسي فنيش والكثير سواهن من النساء المسلمات المحجبات ما يكفي من الفرص كي يعبرن فيها عن أنفسهن؟ هناك حديث مستمر عن الحجاب في وسائل الإعلام. لقد تم إنتاج العديد من الأفلام الوثائقية التي أعطي فيها حق الكلام للمسلمات المحجبات (16) كما تم تنظيم معرض اسمه "ما يحجبـُنا" من قبل الباحثة في أصول البشر أندريان باكيه كما أنه من السهل للغاية أن نجد عبر الإنترنت ما لا يحصى من الأفلام التي تتحدث فيها السيدات المحجبات عن أنفسهن وعن واقعهن المعاش.
كيف لنا بعد كل هذا أن نقول إننا لا نترك للنساء المحجبات أية فرصة كي يعبرن فيها عن أنفسهن؟ يكفي أن يستمع المرء لبعض من هذه الأفلام واللقاءات والمقابلات والأفلام الوثائقية حتى يعرف تماماً ما تريد هذه النساء أن تقوله، اللهم إلا إذا كان الأمر بالنسبة للبعض أننا وكي نثبت أننا استمعنا جيداً لرأي النسوة اللائي يرتدين الحجاب، يجب علينا أن نقر بأنهن محقات وأن الحجاب لا يتسبب في أية إشكالات. إنه لمنطق غريب فعلا ً ... فسماع الرأي الآخر لا يعني أبداً أن نشهد له بالصوابية. كما قد يحدث أن نقع على أناسٍ يقبلون الحجاب ولا يرون فيه أية إشكالية دون أن يستمعوا، ولو لمرة واحدة، لوجهة نظر النساء المحجبات أو أن يجتهدوا في البحث عن حيثيات ارتداء الحجاب. يقول البعض أن لا ضيم في ارتداء الحجاب. إن هو إلا قطعة قماش! قطعة ثياب مثل غيرها لا أكثر ولا أقل! الأمر الذي يدل على جهلِ كبيرِ بموضوع الحجاب (أو ربما وفي بعض الحالات سوء نية مبيتة).
في حقيقة الأمر، نستطيع أن نعرف الكثير عن موضوع الحجاب وأن نتحدث مع عدد كبير للغاية من المحجبات حول هذا الموضوع وأن نصل في نهاية المطاف إلى أن هذه الممارسة، أي ارتداء الحجاب، أمرٌ محزنٌ ومؤسفٌ للغاية. هذا هو حالي أنا، فقد تحدثت مع كل النساء المحجبات اللائي قبلن بالتحدث معي عن هذا الموضوع وذلك، على سبيل المثال لا الحصر، من خلال الفعاليات التي كان ينظمها اتحاد الطلاب المسلمين في جامعة مونتريال عندما كنت طالبة. لم أفوت أبداً فرصة الاستماع للنساء المحجبات اللائي تحدثن عن حجابهن. لقد بحثتُ في المراجع عن الإسلام. قمت بذلك منذ أن كنت في المدرسة الثانوية وذلك في إطار بحث عملي مدرسي في مادة التاريخ. كما أني قرأت، بطبيعة الحال، القرآنَ والعديدَ من الكتب الأخرى الموضوعة من قبل المختصين في الديانة الإسلامية ومن قبل المدافعين عنها. بعض هذه الكتب كانت تنتقد الإسلام لكن أغلبها لم يكن يفعل ذلك. با ختصار ... نستطيع أن نكون مطلعين على الإسلام وبالذات من خلال الكتب التي تدافع عنه ثم أن نصل إلى نتيجة أن الإسلام له نقاط ضعف وأن الحجاب واحد من هذه النقاط. ترى هل تبطل أهمية الدراسات والأبحاث التي أجريتـُها عن الإسلام لمجرد أني غربية؟
من جهة أخرى، هل يشكل رفضي وعدم قبولي لموضوع الحجاب رفضا ًواضحا ً وعدم قبول قاطعاً للإسلام نفسه؟ نعم هناك علاقة واضحة بين الإسلام وبين الحجاب وهو لهذا السبب يدعى بـ "الحجاب الإسلامي". لكن اعتبار أن فكرة عدم قبول الحجاب تعني عدم قبول الإسلام ككل أو العداء للمسلمين، أمرٌ تبسيطي تسطيحي للمسألة وذلك لسببين رئيسيين اثنين : أولا ً، وكما قلت أعلاه، العديد من المسلمات لا يرتدين الحجاب لا بل إن بعض المسلمات معاديات تماماً لفكرة الحجاب. ثانيا ً، لا يمكن أن نقول إن الحجاب إسلامي حصراً. ألم تكن النساء الكيبيكوازيات مجبرات على تغطية روؤسهن قبل الدخول للكنيسة؟
إذا تركنا الدين جانباً، لم تكن عقلية أنه يعود للمرأة أن تخبأ نفسها خشية أن تثير رغبة الرجال أو خوفاً من أن تدفعهم لارتكاب الفاحشة أو كي تحمي نفسها من التحرش والاعتداء، لم تكن هذه العقلية أبدا ً حصرية بالإسلام. بكلام آخر ... لم تكن فكرة أن تتغطى المرأة رضوخاً للضغوط الاجتماعية المختلفة بغية الحفاظ على النظام والأمن الاجتماعي، حصرية ً في يوم من الأيام بالإسلام. هذا الأمر كان موجوداً، لا بل وما زال موجودا ً وإن بدرجة أقل في الغرب. فإذا كنت أرفض هذه العقلية لدى أخوتي وأخواتي وأجدادي الكيبيكوازيين والكيبيكوازيات أفليس من المفترض أن أرفضه أيضاً لدى من هم ليسوا كيبيكوازيين؟ لكننا وللأسف نجد أن هذه العقلية بالذات هي التي تقوم اليوم بالدفاع عن الحجاب الإسلامي.
لا يبدو أن المسلمين متفقين حول ما إذا كان القرآن قد فرض الحجاب أم لا. الآيات القرآنية التي يبدو أنها تتكلم عن الحجاب هي التالية :
{ وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخواتهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعن غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون } (17)
{ يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا ً رحيما } (18)
فإذا كان معنى النص القرآني غير واضح تماماً وقابل للتأويل فيما يخص الجزء الذي يجب أن تغطيه النساء بالضبط إلا أن الهدف منه واضح جداً : إنه يهدف لأن تـُعرَف النساء المحصنات كي يتجنبن الإساءة والأذى. القواعد الاجتماعية الموجبة لهذا الأمر واضحة أيضا ً ونستنتج منها أن الحجاب ليس لباساً ترتديه النساء لأسباب شخصية ذاتية (يمكن أن يكون الأمر كذلك إذا كانت النساء ترتديه لأسباب روحانية كما يريدنا البعض أن نفهم) بل هو لباس يجب أن ترتديه المرأة كي تختبئ من أنظار الرجال الذين لا ينتمون لأسرتها الصغيرة المباشرة. العلاقة بين الحجاب والطهارة أو العفة واضحة جداً. لقد أكدت لي كل النساء المسلمات المحجبات اللائي التقيت بهن حقيقة أن ارتداء الحجاب إنما يتم بهدف تجنب التحرش والأذى وإظهار الحشمة.
أنا لم أقبل في يوم من الأيام مبدأ أن على الفتيات والنساء أن يقمن بتغطية أجسامهن منعاً للأذى. برأيي أن الرجال هم من يجب أن يبدوا الاحترام للنساء حتى ولو كن سافرات. أنا أعترض على ارتداء النساء للحجاب الإسلامي في مجال الخدمة العامة، ليس لأنه ينتمي لفضاء ثقافي آخر غريب بل لأنه يعبر عن إيديلوجية. لقد كانت أمي تمنعني من ارتداء البنطال القصير "الشورت" أو القمصان بدون أكمام مبررة ً ذلك بأن هذا اللباس الخفيف غير مناسب للمرأة وأنه من الضروري أن لا نثير شهوة الرجال كي نحمي أنفسنا من التحرش والأذى. لقد رفضت قطعيا ً ما كانت تمليه علي أمي من طروحات كنت وما أزال أعتقد أنها ظالمة بحق المرأة وقامعة لها.
لكن، هذا هو تماما ً المنطق الذي يُبَـرَّرْ من خلاله ارتداء الحجاب الإسلامي. إن رفضي لهذا الطرح الصادر من قبل امرأة بيضاء كاثوليكية، التي هي أمي أنا في هذا المثال، يعطيني الحق في أرفضه عندما يأتي من قبل امرأة مسلمة بغض النظر عن أصلها العرقي، عربية كانت أم لا! لقد تم نعتي سابقا ً، من قبل من يسمون أنفسهم بالمدافعين عن حقوق المرأة، بالعنصرية والكارهة للإسلام والمؤمنة بتفوق العرق الأبيض بسبب معارضتي لارتداء الحجاب بينما أنا في واقع الأمر أناضل ضد هذه العقلية الظالمة للمرأة والقامعة لها. إن رفضي لهذا الرمز الديني لا يعني رفضي للثقافات المختلفة. إنه لأمر مثير للسخرية أن أتهم أيضا ً بأني أقوم بالتعميم على كل النساء المسلمات بينما نجد أن من يفعل ذلك هو هم بالذات أي أولئك الذين يربطون فوراً ما بين ارتداء الحجاب و بين العداء لكل المسلمين وهذا هو الأمر الذي سأتعرض له في الفقرة التالية والأخيرة.

مفهوم العنصرية المعكوسة
أصل هنا إلى الفقرة التي أتعرض بها لمفهوم العنصرية المعكوسة (19) الذي اقترحه ماجد نواز في محاورة جرت بينه وبين الفيلسوف سام هاريس تحت عنوان الإسلام ومستقبل التسامح أو تقبل الآخر. بالإمكان تقسيم هذا الحوار إلى عدة أقسام. يختتم هاريس قسم " طاقة الإيمان " بمداخلة يهاجم فيها " البيض الليبيراليين من غير المسلمين الذين يدمجون بين أي نقد لعقيدة الإسلام وبين مبدأ تقبل الآخر أو الإسلاموفوبيا أو حتى العنصرية " (20) ثم يبدأ القسم الذي تلاه المعنون " فرط الليبرالية أو إساءة استخدام الليبرالية " بجواب نواز الذي يستعمل به مصطلح العنصرية المعكوسة (21).
مصطلح العنصرية المعكوسة تعريفا ً هو تحديد هوية كل المجتمعات أو التجمعات الثقافية (غير البيضاء والتي لا تنتمي للثقافة الغربية) وحصرها في تراثها. بكلام آخر أن ننتظر من هذه المجتمعات أو الجاليات أو التجمعات أن تكون ملتصقة بشدة بتراثها القديم مفترضين أنها متجانسة جداً ولا تقبل التغيير أوإعادة الحساب و الخلافات - الاختلافات الداخلية. يستسهل المصابون بهذا الشكل من العنصرية انتقادَ الثقافات الغربية تحت شعار التقدم وحقوق الإنسان لكنهم وبنفس الوقت يرفضون أي نقد لمناحي الثقافة الإسلامية بحجة أنهم ضد الاستعمار. وكأنهم يقولون إنه من المستحيل أن تـُطبق مبادئ التقدم واحترام حقوق الإنسان في المجتمعات الإسلامية إلا من خلال فرضها فرضا ً من قبل الغرب!! كما لو أن ذلك يستحيل أن ينطلق من عمق هذه المجتمعات الإسلامية نفسها!! يشير نواز هنا إلى وجود مسلمين مدافعين عن حقوق المرأة ومسلمين إصلاحيين ومسلمين شاذين جنسياً ومسلمين تخلوا عن دينهم... باختصار يشير إلى وجود أفراد يحملون الثقافة الإسلامية وقاموا بالقطع بينهم وبين بعض ركائز تراثهم أو دينهم أو ثقافتهم. أن نفترض أن هؤلاء الأشخاص يعملون لصالح الغرب أو أنهم عملاء للغرب المستعمر يثبت بشكل من الأشكال فكرة التأكيد على عظمة وتفوق الغرب من حيث قدرته على التقدم واحترام حقوق الإنسان.
بالنسبة لنواز ... لا يجوز أن تختلف معاييرنا المتعلقة بحقوق الإنسان تبعا ً للمجتمع الذي نتعامل معه أي تبعا ً لكون هذا المجتمع غربيا أم إسلاميا. لقد قمتُ في الفقرة السابقة بمقارنة الدروس والإملاءات التي تلقيتها أنا نفسي حول ضرورة الغطاء أو الحشمة للمرأة مع الطروح التي تشجع على ارتداء الحجاب الإسلامي وذلك كي أشرح أسباب رفضي للحالتين، مفترضة ً أني بذلك صادقة مع نفسي ومخلصة للمبادئ التي أؤمن بها. لا يمكن اعتبار الحجاب الإسلامي أمراً جوهريا ً أساسيا ً في الثقافات الإسلامية كما لا يمكننا في الكيبيك اعتبار أن منع النساء من ارتداء البنطال القصير أمرا ً جوهريا ً أساسيا ً في الثقافة الكيبيكوازية. ينطبق مبدأ العنصرية المعكوسة تماماً على من يدعي أننا نهاجم المسلمين عموما ً إذا انتقدنا ورفضنا فكرة الحجاب وذلك من خلال قيامه بالربط المباشر بين كل المسلمين وبين هذه الممارسة التراثية التي لا يقرونها جميعا ً بضرورة الحال. إنه يقوم بالحكم الظالم الجاهل على مجتمع بأكمله.

خاتمة
إن انتقاد المعتقدات أمرٌ أساسيٌ في أي مجتمع ديقراطي وهو ضروري جداً لتقدم الفكر والعقل. لا يجوز وضع أي معتقد، سواء كان دينياً أم لا، فوق طائلة النقد بغض النظر عن أهمية هذا المعتقد بالنسبة لمن يؤمن به. للبشر حقوق بينما ليس للمعتقدات حقوق. ليس من الذكاء أن ندمج ما بين انتقاد المعتقدات وبين رفض الأشخاص أو رفض الآخر. لا بد من رفض استخدام مصطلح الإسلاموفوبيا لإرهاب من يمارس حقه في نقد المعتقدات.



= = = = =
1 ـ 74.7% منهم ينتمون إلى الديانة المسيحية الكاثوليكية تحديداً و3.1% ينتمون لدين الإسلام. وزارة الإحصاء الكندية 2011.
2 ـ 243.430 نسمة تحديدا ً أي ما يقارب الـ 3.2 % من سكان الكيبيك ينتمون، وفقاً لتصريحهم، إلى دين الإسلام. وزراة الإحصاء الكندية 2011.
3 - تأثيرهم لا يستهان به ابداً. ويكفي هنا أن نذكر أنهم كانوا وراء إرسال العديد من الشبان الكنديين للقتال في سوريا. كما أذكر على سبيل المثال لا الحصر أبدا ً أنه في العام 2007 قام صاحب أحد مطاعم "كوخ السكر" التراثية الكيبيكية، المشهورة بتقديم أطباق لحم الخنزير، في مونسان غريغوار بإخراج زبائنه الكيبيكيين من المطعم كي تستطيع جماعة من المسلمين المحليين السلفيين الصلاة في ساحة الرقص ما أثار ضجة هائلة في وسائل الإعلام المحلية الكيببيكة والكندية الفيدرالية.
4 - حقول المرأة في الإرث. موضوع الرجم. جرائم الشرف. فصل الدين عن الدولة وكل التفاصيل والمفاهيم الأخرى الدستورية وفوق الدستورية التي تقوم عليها دولة القانون الكندية والشرعة الفيدرالية الكندية.
5 - أنوه هنا لموضوع الجزية الذي عادت تنادي به اليوم جماعات الإسلام السياسي والاحتكام إلى الشرع الإٍسلامي في أمور الدولة والأحوال الشخصية وقتل المرتد والشاذ جنسيا ً. الغرب بالنسبة لهؤلاء "العلماء" كافر مسيحي علماني (!) لا بد من محاربته.تاريخياً بالإمكان العودة لكتابات الشيخ ابن تيمية لمعرفة رأيه في كيفية التعامل مع الأقليات في البلدان الإسلامية أما عن الشيوخ المعاصرين فأذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر الشيخ يوسف القرضاوي الذي يقول باستحالة تعايش الإسلام مع العلمانية الغربية المسيحية والشيخ وجدي غنيم الذي لا يقبل بأقل من قتال الكفار في كل مكان وبالأخص في مصر. لا يأبه هؤلاء " العلماء" إلى المأزق الخطير الوجودي الذي يضعون به الشباب المسلم والأسر المسلمة في دول الغرب كلها.
6 - لجنة بوشار- تايلور. 8 شباط فبراير 2007 نسبة للفيلسوف شارل تايلر والباحث في علوم الاجتماع شارل تايلر. 7 – السيد حسان جمالي الكندي من أصل سوري. عنوان الكتاب " الإسلاموفوبيا" وهو صادر حديثا ً عن دار حوار الشمال - جنوب.
8 - آني إيف كولان : مدرسة الفلسفة في كوليج آهونتسيك - مونتريال
9 - ماجد عثمان نواز (1978 - ) كاتب وصحفي وناشط سياسي بريطاني. كان عضواً في حزب التحرير ما أدى لاعتقاله في مصر في العام 2001. اعتزل العضوية في حزب التحرير في العام 2007 وتحول للمناداة بالإسلام العلماني الحداثي. ن ح
10- سام هاريس (1967 - ) فيلسوف ومفكر أمريكي الجنسية. من أشد المدافعين عن العلمانية وحق الإعتقاد وحرية انتقاد الأديان. ن ح
11- بين ما نعتقد به وما نعرفه
12- الدولة القائمة على مبادىء حقوق الإنسان والمواطن. ن ح
13- هذا الفصل من الكتاب. أي كتاب الإسلاموفوبيا. ن ح
14- سورة النساء : 34
15- إحصاء كندا. وزارة الهجرة والتنوع والاندماج في الكيبيك. لجنة حقوق الفرد وحقوق الشباب وفريديريك كاستل المذكور في "نزهة في مسلمانيا الكيبيك" لـ جان – بونوا نادو. الأكتيواليتيه، 19 شباط - فيفرييه 2016.
16 - على سبيل المثال : الفيلم الوثائقي " أخواتي المسلمات" من تحقيق فرانسين بيلتييه في العام 2010
17 - سورة النور : 31
18 - سورة الأحزاب : 59
Reverse racisme -19
- 20
Sam Harris., Islam and the future of Tolerance, Harvard University Press, Cambridge, Massachussetts, London, England, p. 48
-21
Maajid Nawaz, Islam and the future of Tolereance, p 49-50







#نزار_حمود (هاشتاغ)       Nezar_Hammoud#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقاط على خارطة الخلاص
- المعركة ... بالألف واللام
- في فقه المعصية
- أن نعترف ...
- إيلان لن يستيقظ ...
- أن تكون طائفيا ً !
- أنا أتهم
- هكذا تكلم فيكتور هيجو ... (في الشأن السوري)
- إنهم يقتلون الشارلي !
- رسالة مفتوحة إلى العالم الإسلامي
- لماذا يخافون منا ؟ البتروإسلاموفوبيا !
- محاكمة السلاح !
- في رثاء أنسي الحاج ...
- رسالة إلى أخي الثائر السوري ... 5
- رسالة إلى أخي الثائر السوري ... 4
- رسالة إلى أخي الثائر السوري ... 3 - الجزء الثاني
- رسالة إلى أخي الثائر السوري ... 3 - الجزء الأول
- رسالة إلى أخي الثائر السوري ... 2
- رسالة إلى أخي الثائر السوري ...
- أن جنيف أو أن لا جنيف. هل هذا هو السؤال ؟


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نزار حمود - الإسلاموفوبيا في العيون الكيبيكية ...