أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار حمود - محاكمة السلاح !















المزيد.....

محاكمة السلاح !


نزار حمود
أستاذ جامعي وكاتب

(Nezar Hammoud)


الحوار المتمدن-العدد: 4430 - 2014 / 4 / 20 - 06:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لم يعد الأمر في حكم التكهنات والتخمينات. فما كان مستقبلاً بالأمس ... أصبح ماضياً اليوم. وما كان احتمالاً بالأمس .. غدا أمراً واقعاً معاشاً اليوم ... قابلاً للتحليل والتقويم بهدف استخلاص النتائج والعبر.
كان الخيار موجودا ً يوم انتفض الشعب السوري في وجه الجلاد. يوم انطلقت أول المظاهرات في حي الحريقة الدمشقي ثم وبعدها بأسابيع ... يوم حدث الانفجار الدرعاوي المدوي. لقد كان هذا الخيار محل نقاش وتفكير وتحليل في كثير من دوائر المثقفين والناشطين والمهتمين بالشأن السوري.
هل كان على الثورة السورية أن تعتمد السلاح أسلوباً ووسيلة للتخلص من ظلم وطغيان النظام الأمني البوليسي أم لا؟
قبل أن أنتقل إلى مناقشة نتائج اختيار الحل المسلح الذي تم اعتماده منهجاً ومسلكاً ... لا بد لي، كي أكون مخلصأ مع ذاتي قبل أي شيء آخر، من أن أقول إنه كان هناك العديد ممن نادوا ونبهوا وعملوا وكتبوا حول خطورة اعتماد الحل العسكري. كان هؤلاء موجودين في الداخل كما في الخارج ... وقد تم اقصاؤهم عن التأثير الفاعل ليس من قبل النظام فقط ، بل ومن قبل المعارضين المنادين بالسلاح والحل العسكري العنفي على حد ٍ سواء. لقد قام النظام بذلك لإدراكه ومعرفته بخطورة مثل هذا الحراك السلمي اللاعنفي المباشرة على ديمومته واستمراره. أما من ثار وانتفض ... فقد قام بذلك تحت حجج وجمل غرائبية من نوع: النظام يريد ذلك... والنظام لم يترك لنا مجالا ً غير ذلك ... وعلينا حماية المظاهرات السلمية... إلخ. وأستطيع أن أقول هنا إن إعلان دعاة الحل العسكري السريع عن رفض فكرة الحراك السلمي اللاعنفي كان له الأثر الأكبر والأهم في قمع الناشطين السلميين، إذا ما قارناه بدور النظام على هذا الصعيد. فكثيرون ممن ادّعوا تمثيل شرائح واسعة من الشعب السوري رفضوا وأدانوا المقاومة اللا عنفية السلمية، وكلَّ من قال بالمقاومة من خلال الإضرابات العامة والاعتصامات والتصدي لمكائد وحيل النظام الرامية إلى جر الناس إلى حمل السلاح... وذرائع دُعاة التسلح كثيرة لا مجال لخوض تفاصيلها هنا وفي هذه العجالة.
لم يدَّعِ أنصار السلمية يوماً نجاعة الحل الذي رأوه سبيلاً إلى تحقيق خلاص الشعب السوري من ربقة الجلاد... فهذا الحل له أسسه وأصوله، وأهم سلاح فيه يتمثل في وحدة الصف، ووحدة الهدف، والابتعاد عن الطائفية وعن الاستنجاد بالخارج، ذلك إيماناً بالإنسان المواطن قيمةً عليا لا مجال لتجاوزها والدوس عليها، مهما كانت الأسباب والمبررات والنوايا... ويعلم الله كم نحن بعيدون عن امتلاك هذه الأسلحة الفعالة القاتلة لكل ظالم جبار.
إلا أن ما أكدنا عليه، نحن السلميين، هو حتمية فشل الحل العسكري، واستحالة تمكنه من تحقيق أهداف الشعب السوري المحقة والعادلة. فلماذا كان ذلك ؟
الحقيقة، برأيي، أن الحل العسكري لم يكن ليؤتي ثماراً مختلفة عما نشاهد اليوم، للأسباب التالية :

أولا ً: ما هو مصدر السلاح؟ من سيعطي المعارضة السورية السلاح اللازم والكافي لإسقاط هذا النظام العسكري الأمني القمعي الشمولي؟ إن للحرب كلفتها الباهظة جداً، والجميع يعرف ذلك. فمن سيدفع هذه الكلفة؟ من سيوصل لنا السلاح؟ وكيف سيتم استخدام هذا السلاح، وتحت أية راية وأي شعار وأي هدف؟ مـَن مــِن الدول المحيطة بسوريا والبعيدة عنها يرى مصلحة لنفسه في أن تنتصر ثورة سورية شعبية، أهدافها تتمثل بالحرية والعدالة والديمقراطية؟ بديهيّ أن الدول ليست جمعيات خيرية... وأن من سيعطيك السلاح لا بد أن يفرض إملاءاته عليك، ويسعى إلى تحقيق مصالحه قبل وفوق مصالحك، أولاً وأخيراً، وقبل كل شيء.
للأسف... لم يكن من الصعب على أي سوري وطني عاقـل أن يتخيل الشكل الذي ستكون عليه إملاءات دول "ديمقراطية" في بلدانها، "عادلة" مع شعوبها، و"تقدمية" في ممارساتها التنويرية السياسية والاجتماعية، مثل السعودية وقطر ومن يقف خلف وإلى جانب هاتين "الدولتين"!!! من هنا... كان من الواضح للغاية أن اعتماد الحل العسكري سيجعل الثورة تفقد أهم ما تملكه على الإطلاق ... ألا وهو استقلالية قراراتها الوطنية ... وبالتالي سيعني سقوطها في أحضان "اللي يسوى واللي ما يسواش"، كما يقال في مصر... وهذا ما حصل بالفعل !

ثانياً: كان اعتماد الحل المسلح يعني بالضرورة تحييد الحراك المدني الأهلي وإلغاؤه قدر الإمكان. فالقادرون على حمل السلاح، المؤهلون لاستخدامه فئةٌ قليلة من الشعب السوري أكثريتها الفعالة من الشباب الذكور على وجه الخصوص. وبالتالي، كان من المحتم تحييد كل شرائح الشعب الأخرى عن الحراك الميداني. في حين أن طريق المقاومة المدنية يستطيع أن يستوعب الجميع: أطفالاً وشيوخاً، رجالا ونساء؛ مدارس ومعامل ومؤسسات، إلخ ...
أما الحل المسلح فسيجعل كل هؤلاء رهينة قرارات فئة من الشباب... وليس كل الشباب... بل الشباب المسلح حصراً... ومرة أخرى: المسلح من قبل من؟ وهذا ما حصل بالفعل. وعوضا ً من أن يؤدي التسليح إلى حماية المظاهرات السلمية وزيادة رقعة انتشارها، كما كان يقول عباقرة التسليح... أدى ذلك إلى اضمحلالها شيئاً فشيئاً... حتى الزوال والعدم الذي نراه اليوم.

ثالثاً: من السهل نسبيا ً على النظام حرف الحراك المسلح بالاتجاه الذي يريده من خلال الاختراقات الأمنية التي يتقن فن اللعب بها ومن خلالها بسيرورة الأحداث. لقد فتح النظام بوابات سجونه وأخرج عشرات المقاتلين الجهاديين منها، وهو يعرف تماماً وسلفاً ماذا سيفعل هؤلاء بعد إطلاق سراحهم. لقد راكم نظام الدكتاتورية والفساد خبرة ً واسعة وعميقة في هذا الاتجاه من خلال المعارك التي خاضها وخرج منها "منتصراً" في الماضي القريب. من منا نسي أبا القعقاع السوري وشاكر العبسي؟ من منا نسي مجزرة طلاب ضباط مدرسة المدفعية في حلب في العام 1979 ، وعمليات الاغتيال الطائفية الأخرى التي ارتكبتها الطليعة المقاتلة للأخوان المسلمين في سورية؟ وفي الوقت نفسه: من نسي العجز والصمت عن شجب تلك الجرائم وتركِها ورقة اتخذها النظام حجة لتدمير بوادر الوعي السياسي الوطني بالقمع والسجون، ولتدمير أحياء حماه على رؤوس سكانها المدنيين مطلع ثمانينات القرن الماضي، في الختام؟ هناك العديد من الإشارات عالية المصداقية التي تدل على أن النظام سمح للأخوان المسلمين، في ذلك الوقت، بالتسلح تحت نظره وبمعرفته كي يقوموا بما يريد هو أن يقوموا به، ومن ثم أن يفتك بهم وبكل التيارات السياسية التي كانت معارضة له في ذلك الحين.
لقد سمح الحل العسكري للنظام بأن يحول الحراك الثوري من حراك مدني يطالب بالعدالة والحرية والديمقراطية يمكن أن يعترف به العالم أجمع، إلى حراك طائفي مقاتل مجرم قمعي عنفي لا يعترف به أحد!

رابعاً، إن اعتماد الحل العسكري، "العشوائي" على وجه الخصوص، تحت شعارات وممارسات طائفية في مجتمع متعدد الطوائف والمذاهب والأعراق كسوريا، كان سيؤدي حتماً إلى ما أدى إليه من أقلمة وتدويل الصراع في سوريا على أساس عرقي، وديني/مذهبي، ودخول عناصر مقاتلة أجنبية إليه من خلال كسر المعابر الحدودية وانتهاك الأراضي السورية من قبل كل ألوان أجهزة المخابرات المعنية بالصراع السوري... وما أكثرها! لقد سمحت هذه الطريقة في التفكير والتنفيذ بدخول قيادات وعناصر أفغانية وشيشانية وتونسية وليبية وسعودية وعراقية ولبنانية وإيرانية وتركية و"إسلامو ـ أوروبية"، إلخ... بهدف "تحرير" الشعب السوري": من "الكفر" أو "الضلالة" أو غير ذلك من مشتقات ومرادفات لا صلة لها بالحرية والديمقراطية والمصالح الوطنية السورية...

خامساً: كلفة الحل العسكري المادية والبشرية باهظة للغاية، مقابل كلفة "محمولة" مادياً وبشرياً يقتضيها خيار المقاومة المدنية. لقد انهارت البنية التحتية الخدمية في معظم المدن والبلدات السورية تحت ضربات هذا الصراع العسكري الدموي الرهيب. أما من ناحية الكلفة البشرية فيكفي أن نقول إن أعداد الشهداء في بداية الأحداث كانت تقدر بالآحاد والعشرات يومياً، فباتت تقدر بالمئات في اليوم الواحد.لتتجاوز بجملها مئات آلاف الضحايا السوريين.

سادساً: إذا ما نجح الحل العسكري بإسقاط النظام ... فلن يؤدي ذلك "النجاح" بسوريا قطعاً إلى طريق الديمقراطية المؤسساتية العادلة المنشودة. إن "قاتل الملك" سيكون هو الملك الجديد، أو وكيله الفعلي الخفيّ.. و"قاتل الملك" في هذه الحال سيكون المجموعات المسلحة الحالية التي لاتفتأ تعلن بصراحة ووضوح شديدين أنها لا تقيم أي وزن للديمقراطية ولا للحرية، وأن أهدافها تتمثل بإقامة الخلافة الإسلامية، أو الحاكمية... دون أي برنامج سياسي/ اقتصادي/ اجتماعي من أي نوع له أدنى صلة بالعصر ومتطلباته (وهنا نستطيع أن نضرب مثلاً بما حصل في ليبيا، كمثال على وصول الحل العسكري إلى غايته في إسقاط النظام...) فقد أظهرت القوى المسلحة المتخلفة، "البديلة" لنظام الطغيان الدكتاتوري الفاسد في سوريا، عجزاً هائلاً عن الوصول بسوريا وشعبها إلى حالة الأمن والعدل والديمقراطية المنشودة التي قامت الثورة من أجلها. بل واستطاعت الجماعات الإسلاموية جيدة التسليح، همجيةُ التنفيذ، معروفة مصادر التمويل والتدريب... أن تهمش وتسحق أي دور عسكري جدي للشباب السوري الوطني المسلح، وللعناصر والضباط المنشقين عن الجيش العربي السوري الذي اعتقد في يوم من الأيام أن حمله للسلاح قد يرفع الظلم عن الشعب السوري. ولا أستطيع هنا إلا أن أوجه تحية إكبار وفخار لروح أفراد وصف ضباط وضباط الجيش الذين امتنعوا عن إطلاق النار على الأهالي ودفعوا ثمن قرارهم هذا غالياً جداً من أمنهم وأمانهم وأمان عائلاتهم ...

إنني، لكل هذه الأسباب، أرى أن الحل العسكري أوصل إلى قتل الثورة السورية وليس إلى نجاحها. ما كان مجهولا ً بالأمس... بات معروفاً اليوم. لقد تكالبت حكومات العالم على الشعب السوري عندما رفع صوته مطالباً بحريته واستقلاله وكرامته. والتقت مصلحة النظام القاتل مع مصلحة أعدائه عند تسليح الثورة وتحييد الحراك السلمي، ما أدى إلى كل عاصفة الدمار والموت التي نراها اليوم على الأرض السورية وشاشات التلفزيون العالمية والعربية.

والحل؟

أعتقد أن الحل يكمن في وقفة حق وشرف وشجاعة لا بد للجميع أن يقفها... لإعادة تقييم الموقف ونزع فتيل الدمار ... لا بد من وقف القتال بأقل قدر ممكن من الخسائر، وإيجاد السبل والطرق الكفيلة بتوحيد الصف المعارض، ونبذ الفكر الطائفي من خلال إعادة تشكيل أهداف ووسائل العمل. لا بد من طرد كل من جاء للقتال على الأرض السورية... فالهدف لم يعد إسقاط النظام وحسب... بل منع سقوط سوريا أولا وقبل كل شيء !‬-;-



#نزار_حمود (هاشتاغ)       Nezar_Hammoud#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في رثاء أنسي الحاج ...
- رسالة إلى أخي الثائر السوري ... 5
- رسالة إلى أخي الثائر السوري ... 4
- رسالة إلى أخي الثائر السوري ... 3 - الجزء الثاني
- رسالة إلى أخي الثائر السوري ... 3 - الجزء الأول
- رسالة إلى أخي الثائر السوري ... 2
- رسالة إلى أخي الثائر السوري ...
- أن جنيف أو أن لا جنيف. هل هذا هو السؤال ؟
- الأقلية والأكثريات
- أما زال النصر ممكنا ً ؟
- سوريا بين مطرقة الظلم وسندان الظلام
- القبيلة ...
- الطائفية بين العَرَض ِ والمرض !
- صديقي الذكي !
- الضرب والتقسيم على الوتر السوري
- لعيون علي ...
- ... المؤامرة مرة ً أخرى
- رسالة إلى السيد حسن نصر الله المحترم ...
- عندما أ ُكِل َ الثور الأبيض
- أناديكم ... هل تسمعون !!


المزيد.....




- قدمت نصائح وإرشادات للمسافرين.. -فلاي دبي-: إلغاء وتأخير بعض ...
- -شرطة الموضة-.. من يضع القواعد بشأن ما يُسمح بإرتدائه على مت ...
- رئيسي لبوتين: إيران لا تسعى للتصعيد في الشرق الأوسط
- إسرائيل.. إصابات جراء سقوط مسيّرتين أطلقتا من لبنان (فيديو + ...
- إسرائيل تغلق الطريق رقم 10 على الحدود المصرية
- 4 أسباب تستدعي تحذير الرجال من تناول الفياغرا دون الحاجة إلي ...
- لواء روسي: الحرب الإلكترونية الروسية تعتمد الذكاء الاصطناعي ...
- -سنتكوم-: تفجير مطار كابل عام 2021 استحال تفاديه
- الأمن الروسي يعتقل مشبوها خطط بتوجيه من كييف لأعمال تخريبية ...
- أوكرانيا تتسبب بنقص أنظمة الدفاع الجوي في الغرب


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار حمود - محاكمة السلاح !