|
من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.....3
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 1413 - 2005 / 12 / 28 - 10:51
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
والنضال الحقوقي في شموليته يهدف إلى:
1) تمتع الناس بحقوقهم الاقتصادية، حتى يتمتعوا بدخل مناسب مع حاجياتهم في الأكل، والشرب، واللباس، والسكن، والتعليم، والتطبيب، والحماية الاجتماعية، والحماية الصحية، والترفيه، وأشياء أخرى يحتاج إليها في حياته اليومية، وفي مراحل معنية من حياته. فإذا كان دخل الأسر، والأفراد، لا يلبي الحاجيات الضرورية، فان ذلك يعني: إهدار هذا الحق، والوقوف وراء انتشار الفقر، والجهل، والمرض، و الأمية، وانتشار الأمراض الاجتماعية، والثقافية، والسياسية، التي تقف وراء إهدار كرامة الإنسان، سواء كان رجلا، أو امرأة.
2) تمتيع الناس بحقهم في التعليم، والسكن، والصحة، والشغل، وأشياء أخرى، مما يرفع من مكانة الإنسان الاجتماعية، ويجعله قادرا على المساهمة الفعالة في تطور الواقع، من مختلف الجوانب. والحرمان من هذه الحقوق الاجتماعية يساهم في تكريس تخلف المجتمع، الذي يصير فاقدا للمناعة، ضد مختلف الآفات المرضية، التي تستهدفه، وخاصة، تلك الوافدة من الخارج، نظرا لهشاشة البنيات الاجتماعية، التعليمية، والصحية، والسكنية، ولانعدام فرص الشغل أمام العاطلين. وهو ما يعني الاستمرار في التخلف، وتنمية هذا التخلف، بالحرمان من الحقوق الاجتماعية المختلفة.
3) تمتيع الناس بجميع الحقوق الثقافية، التي تساعد على انتشار الأدوات الثقافية المختلفة، والتمكن من امتلاك الوسائل التي تساعد على التثقيف الذاتي، و إقامة نوادي ثقافية، في مختلف المجمعات السكنية، وإتاحة الفرصة أمام مختلف الشعوب، حتى تلعب دورها في إغناء الثقافة المحلية، والوطنية، القومية، والإنسانية، و حتى تتم المساهمة الفعلية في إنتاج القيم الإيجابية التقدمية، ومحاربة القيم السلبية الرجعية، التي تشوه صورة المجتمع. وعدم التمتع بهذه الحقوق الثقافية، لا يعني إلا عدم العمل على تغيير المظاهر الثقافية المختلفة، التي تجعل الأفراد والمجتمعات غير قادرين على الاندماج في المحيط المحلي، والوظيفي، والإقليمي، والإنساني، والإبقاء على حالة الانحسار، والتقوقع التي تميز الثقافات المختلفة، في المجتمعات المحرومة من الحقوق الثقافية المختلفة.
4) تمتيع الناس بالحقوق المدنية، كالحق في المساواة بين الرجال والنساء، وبين الطبقات الاجتماعية، و أمام القانون، بإلغاء نظام الامتيازات، و المحسوبية، و الزبونية، وتفضيل المستغلين على غيرهم، ووضع حد لسيادة الارتشاء في المجتمعات البشرية، حتى يكون الناس رجالا، ونساء، سواسية فيما بينهم، وأمام القانون، والعمل على أجرأة حقوقهم المدنية، في القوانين المحلية ، لان حرمان الناس من حقوقهم المدنية، يكرس التفرقة بين الجنسين، وبين الطبقات، ويجعل نظام الامتيازات قائما في الواقع، ويساعد على انتشار المحسوبية، و الزبونية، والإرشاء والارتشاء في العلاقة مع الإدارة، وبين الناس.
5) تمتيع الناس بالحقوق السياسية، عن طريق المصادقة على دستور ديموقراطي، يكرس سيادة الشعب. ووضع قوانين انتخابية بكافة ضمانات نزاهة الانتخابات، وانتخاب مؤسسات تمثيلية، تعكس إرادة الشعب في كل بلد على حدة. لأنه إذا لم يتمتع الناس بالديموقراطية الحقيقية، التي تمكنهم من تقرير مصيرهم الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي، سوف يسود الاستبداد الذي يكلف البشرية الكثير من المآسي، والكوارث، والأمراض، لتحقيق أهداف الطبقات الحاكمة الممارسة للاستبداد، والمستفيدة منه.
6) العمل على إزالة كافة أشكال التمييز ضد المرأة، على مستوى القوانين المعمول بها، وعلى مستوى البرامج الدراسية، في مختلف المستويات، وعلى مستوى جميع الأدبيات الرائجة، وبمختلف اللغات وعلى مستوى العادات، والتقاليد، والأعراف السائدة في كل مجتمع على حدة، حتى يتكرس إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة، وعلى جميع المستويات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية. لان ممارسة التمييز ضد المرأة، سوف لا تكون إلا تكريسا للتخلف، الذي ساد في مختلف التشكيلات الاجتماعية، إلى غاية التشكيلة الرأسمالية، ذلك التخلف الذي ينتج الكثير من المآسي الاجتماعية، بالنسبة للرجال، والنساء على السواء.
7) العمل على إزالة كافة أشكال التمييز ضد الأطفال، الذين يجب أن تضمن حقوقهم كأطفال من جهة، وكأناس لهم نفس الحقوق التي لجميع الناس حتى يتلقوا كامل الرعاية الاجتماعية، الضرورية لضمان سلامة نموهم، إلى أن يصيروا مسؤولين في المجتمع كباقي الكبار. لان المجتمعات البشرية، غالبا، ما تميل إلى استغلال الأطفال في مختلف الأعمال التي لا تليق بكرامتهم، بل إن الأمر يصل إلى حد إهدار كرامتهم، في الكثير من الحالات، التي لا تتناسب أبدا مع إنسانية الأطفال.
8) العمل على ضمان تمتيع العمال بكامل الحقوق المنصوص عليها في المواثيق الدولية، الصادرة عن منظمة العمل الدولية، حتى يتمتع العمال بنفس الحقوق، وفي جميع الدول، سعيا إلى احترام كرامة العامل وحماية تلك الكرامة، لان ما عليه واقع العمال في البلدان ذات الأنظمة التابعة بالخصوص، يؤكد على أن تلك الأنظمة لا تحترم إنسانية العامل، الذي يصير، بالنسبة إليها، كيانا مشيئا، لا يساوي إلا ما ينتجه من فائض القيمة، وما سوي ذلك فانه لا يستحق أي احترام.
ولذلك فالنضال الحقوقي، وعلى جميع الواجهات، وفي جميع المجالات، وفي مختلف المستويات، هو نضال من أجل كرامة المرأة في مستواها العام، وفي مستواها الخاص، حتى تصير مالكة لوعيها بحقوقها كامرأة، وكعاملة، وكإنسان. لأنه، بامتلاكها للوعي الحقوقي، تكون قد انفتحت أمامها أشكال أخرى من الوعي، الذي يؤهلها للعب أدوار أخرى.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول..
...
-
من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول..
...
-
هل بعد هذه الأزمات المتوالية يمكن أن نحلم بمستقبل لصالح الجم
...
-
هل بعد هذه الأزمات المتوالية يمكن أن نحلم بمستقبل لصالح الجم
...
-
هل بعد هذه الأزمات المتوالية يمكن أن نحلم بمستقبل لصالح الجم
...
-
المنظمات الجماهيرية و انتهازية البورجوازية الصغرى ........6
-
المنظمات الجماهيرية و انتهازية البورجوازية الصغرى ........5
-
المنظمات الجماهيرية و انتهازية البورجوازية الصغرى ........4
-
المنظمات الجماهيرية و انتهازية البورجوازية الصغرى ........3
-
المنظمات الجماهيرية و انتهازية البورجوازية الصغرى ........2
-
المنظمات الجماهيرية و انتهازية البورجوازية الصغرى ........1
-
الصراع ضد انتهازية البورجوازية الصغرى ........2
-
الصراع ضد انتهازية البورجوازية الصغرى ........1
-
حول تأسيس الحزب الأمازيغي و ما جاوره :هل يتجه المجتمع المغرب
...
-
حول تأسيس الحزب الأمازيغي و ما جاوره :هل يتجه المجتمع المغرب
...
-
حول تأسيس الحزب الأمازيغي و ما جاوره :هل يتجه المجتمع المغرب
...
-
حول تأسيس الحزب الأمازيغي و ما جاوره :هل يتجه المجتمع المغرب
...
-
كيف يرد المثقفون الدين ؟.....6
-
كيف يرد المثقفون الدين ؟.....5
-
كيف يرد المثقفون الدين ؟.....4
المزيد.....
-
“مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
-
وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية
...
-
الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي
...
-
ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران
-
انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل
...
-
حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية
...
-
ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت
...
-
شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل
...
-
رحلة مريم مع المتعة
-
تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
المزيد.....
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
-
الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم
...
/ سلمى وجيران
-
المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست
...
/ ألينا ساجد
-
اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019
/ طيبة علي
-
الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1]
/ إلهام مانع
المزيد.....
|