|
عن الإسلام و نشره الغباء بين معتنقيه .
صالح حمّاية
الحوار المتمدن-العدد: 5308 - 2016 / 10 / 8 - 02:28
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هل هي مصادفة أن جميع الإحصائيات في العالم تصنف الفرد المسلم (و تحديدا المدعو العربي )كأقل الأفراد في العالم من حيث معدل القراءة ؟ ، وهل هي مصادفة أن المسلمين هم أكثر الشعوب تخلفا تكنولوجيا ومعرفيا ، و أنهم الأقل في العالم من حيث إنتاج الأبحاث ، و إنتاج المعرفة ؟ طبعا الجواب لا ، فليس هذا بغريب إذا كنا نتكلم عن مجتمعات يحكمها الإسلام ، فالإسلام كدين ، وكنظام اجتماعي حاكم ، يؤدي بالضرورة على إنتشار الغباء والجهل بين أتباعه ، والسبب هنا بسيط ، فأنت و إذا فرضت عقيدة خرافية على الناس بالقوة و بالإرهاب ، كما هو الحال مع الإسلام ، فالنتيجة الحتمية لهذا الأمر هي أن هذا المجتمع سيتحول بالضرورة مع الوقت إلى مجتمع خرافي ، وهذا أمر يمكن طبعا لكل إنسان أن يلاحظه ، فالإسلام مثلا لديه حد هو حد الردة لمكافحة المخالفين فكريا ، و إذا فككنا هذا الحد من حيث المضمون ، لوجدنا أنه مجرد حالة من حالات الحرب على العقل ، فالفرد المسلم ، وحين يبدأ بالتفكير ، ويذهب إلى أن يهاجم الأفكار الخرافية في دينه ، فالإسلام لا يتقبله كفرد خارج عن المجموع المسلم فقط ، بل هو يقوم بقتله و التنكيل به ، و كلنا يعرف تاريخ المسلمين المخجل من إغتيال المفكرين قديما وحديثا وليس آخرهم طبعا خالد الذكر ناهض حتر ؛ و طبعا في هكذا مناخ ، فأنت بلا شك من النادر جدا أن تجد مفكرين بين المسلمين ، فالتفكير غالبا سيؤدي بك إلى الموت ، و لهذا أغلب المسلمين يميلون منذ بداية الإسلام للتقليد الأعمى في دينهم ، ولا هم يحاولون أي محاولة في إعمال عقلهم ، فالعقل أساسا في الإسلام مدان ، و متهم ، لأنه ( من أعتمد على عقله ضل و من اعتمد على الله فلا ضل ولا ذل و لا قل ) بل و دعوني أضيف هنا أن الإسلام ليس لديه مشكلة مع العقل فقط ، بل هو يراه كعدو أيضا ، فالعقل بالنسبة للإسلام هو الشيطان ذاته إذا انتبهنا لفكرة الشيطان ، ومعروفة هي القصة التي خرج بها إبليس من الجنة وأستحق اللعنة ، فكل ما فعله إبليس من جريمة أمام الله هو أنه فكر في الطلب الذي طلبه منه ، و لكن طبعا الله لم يناقش إبليس في فكرته ، بل أعتبره مارقا لأنه أحتج على الإرادة الإلهية التي يجب أن تكون نافذة حتى لو كانت غبية ، و الله هنا لم يغفر لإبليس جريمته المزعومة حين قال "لا" على قول أمل دنقل ، هذا مع انه مثلا غفر لأدم أكله من الشجرة ، إذا كان القصة كما يزعم المسلمون أنها العصيان لا أنه إعمال العقل والقياس على راي أبو حنيفة ؟ ( أقول هذا في حالة الاعتراض على تلك النقطة ) .
ومن هنا وكما نرى كانت أشهر عبارات المسلمين ( أن من تمنطق تزندق ) و هي برأيي عبارة صحيحة ودالة دلالة لا لبس فيها ، فمن تمنطق في الإسلام تزندق حقا ، ولنتخيل حال المسلمين في هكذا واقع ، فما البديل إذا كان المنطق مرفوض، وأنه زندقة ؟ و الجواب طبعا هو الغباء والجهل و التخلف ، وربما من أكثر القصص دلالة على فرض الإسلام لهذا التفكير الخرافي و الغيبي والذي يجب على المسلم التحلي به ، هي قصة موسى مع الخضر ( راجع الآيات من الآية 64 ، إلى الآية 82 من سورة الكهف ) وهذه القصة لو حاولنا تحليلها ، لوجدنا ان لا مضمون لها سوى السعي لإخراس صوت العقل ، فموسى في القصة كان يمثل دور المسلم المحتار أمام الخيارات الإلهية ، بينما الخضر إعتبر المؤمن الواعي بتلك الخيارات ، ومع كل حادث يحدث من قبل الخضر مع موسى ، كان موسى يحاول أن يسأل السؤال المنطقي عن أسباب الفعل ، ولكن الخضر كان ينهره أن عليه التسليم الأعمى بتلك القرارات ، إلى أن نصل في الأخير إلى ذروة المشهد المسرحي حيث يسلم موسى بالخيارات الإلهية ، و يقضي على صوت العقل لديه إلى الأبد ، هذا مع أن الواقع في تلك القصة أن جميع خيارات الخضر كانت كارثية ، فكيف يقتل طفلا صغيرا بحجة أنه سيكون فاسقا ، و الله نفسه هو الذي خلقه ، و يقول عن نفسه أنه ألهمه فجوره وتقواه ؟ ثم كيف يكون الحل مع الملك الظالم هو بتخريب سفينة البحارة البسطاء ، وليس أن يتم إهلاك ذلك الملك الظالم على غرار الطفل الصغير الذي راح ضحية ؟ ولكن عموما المسلم لن يتاح له التفكير في هذا لأنه مجبر على الإيمان بالقوة ، و إذا هو فكر فمصيره القتل ، ولهذا المسلمون اليوم جميعهم غارق في أوهامه الدينية الخرافية كقصص سفينة نوح ، ونملة سليمان ، وناقة صالح إلخ ، بقوة الإرهاب وغسيل الدماغ ، و ما أن يبدأ يكفر في تلك الأمور بجدية و تراوده أفكار تخلخل الإيمان الديني ، حتى يسارع الفقهاء بنهره عن ذلك الأمر على غرار الخضر ، حيث يوهم الفقهاء و الأئمة المسلم أن صوت العقل داخله كما كان موسى ، هو وسوسة شيطان ، و أنه عليه ترك تلك الأفكار المشبوهة لأنها لا تؤدي سوى للانحراف ، بينما الواقع أن ما يراود ذلك المسلم من أفكار ، ليس سوى صوت عقله الداخلي يحاول تنبيهه للخرافات التي يؤمن بها ، ولهذا المسلمون المساكين أغلبهم يكابد يوميا عناء القضاء على صوت العقل ذلك بمزيد من الفروض و الطاعات ،و أحيانا كثيرة بترك الكتب و القراءة و المعرفة ، للتخلص من تلك الأفكار ، ما ينتهي به فردا جاهلا مغفلا لا يعلم أي شيء ، ولهذا نحن نرى اليوم المسلمين من أكثر الأمم جهلا وغباءا ، فجميعهم لديهم فوبيا من العقل ، و كل من يفكر بعقلانية بينهم يشار له بأنه إنسان مشبوه ، و هذا المفكر المسكين لو أعلى صوته بأفكاره المنطقية تلك بين الناس فغالبا سيكون مصيره القتل على يد أحد جنود الإسلام المخلصين من الإرهابيين والقتلة ، الذين غسلت أدمغتهم ليحافظوا على ديمومة الجهل هذه ، فالإسلام كدين في الحقيقة ، ليس له قائمة حتى اللحظة سوى بثنائية "الجهل و الإرهاب" ، فالجهل و الغباء هو ما يضمن إستمرار إيمان الناس بالإسلام ، و الإرهاب هو ما يمنع تفشي أي أفكار تنويرية بينهم ، وليس غريبا اليوم أن نرى الإسلاميين هم أشد المعارضين لأي تغييرات في المناهج الدراسية لمنح الطفل تعليما يجعله إنسان مفكرا ، فهم على العكس من هذا يريدون تدريس الدين و الدين فقط، من أجل نشر الجهل المقدس بين الناس ، و طبعا هم جادون في هذا ومتفانون ، فالإسلام ليس فقط ينشر الغباء والجهل ، بل هو حوله لقيمة وفلسفة يتم تدريسها في المدارس للناس أيضا ، ونقصد هنا ما يدعى زورا وبهتانا "بالفكر الأشعري " و الذي ما هو في الواقع سوى غباء تم فرضه بقوة الإرهاب ، فالأشاعرة كفرقة كلامية ، هي أحد أكبر الفرق الدينية المعادية للسببية ، بينما أي إنسان له عقل سيدرك أنه لا يمكن بناء عقلانية بدون سببية ، بل و المسلمون أنفسهم يعترفون بمبدأ السببية بمثالهم الشهير ( البعرة تدل على البعير ) لإثباث وجود علة أولى ، و لكن مع هذا فالمسلمون بالعموم ينفون هذا التصور بالنسبة لباقي حياتهم الخاصة ، ومن هنا كان أن المسلم وحده من تجده ينتظر نتائجا غير مبنية على أسباب ، و الأمثلة على الأمر كثيرة من قبيل مثل تخيل المسلمين أنه يمكن بلوغ نهضة كالنهضة الأوربية ، وجعل البلاد الإسلامية مزدهرة كالبلاد أوربية عن طريق تطبيق الشريعة و إنتخاب الإخوان المسلمين و الجبهة الإسلامية للإنقاذ الخ ، وطبعا حال كهذا لا ينتج سوى عن إنسان غبي فاقد للقدرة على بناء استنتاج منطقي بسبب الأفكار الخرافية المفروض عليه ، فالمسلم المسكين ولغباءه يستغفله دجلوا الإسلام للتصويت لهم ولدعمهم عن طريق إيهامه أنهم السبيل للتقدم و الازدهار ، ولكن المواطن المغيب والغير قادر على إدراك الكارثة التي يذهب لها وحين يصوت لهم ، ويجد نفسه يعيش في دولة كدولة داعش يفزع ، فكيف انتهى الحال من دولة كان المفروض أن تكون كسويسرا أو النرويج ، إلى دولة كداعش ؟ و الجواب سهل كما شرحنا ، وهو أنه الغباء المستفحل فيهم ، ومن وجهة نظري الشخصية ، فلا يمكننا فهم سبب النكبة الإسلامية وهذا الجنون الذي تعاني منه أمة الإسلام إذا أردنا هذا ، إذا نحن لم نأخذ بعين الاعتبار هذا الأمر ، وهو أننا أمام أمة من المغفلين و الحمقى ، فالمسلمون لا يمتلكون و للأسف أي قدرة على الحكم المنطقي ، وعليه تتسم تصرفاتهم دائما بالعبث و الحماقة ، ولهذا لفهم أي قضية تخصهم ، فيجب دائما الانتباه لهذا الأمر على غرار مثلا قصة الإحداث التي جرت بسبب الكاريكاتير المسيء كما تم إعتباره ، والذي هاج من أجله المسلمون في كل مكان ،في مقابل مثلا أننا لم نرى أحدا منهم ، يثور مثلا من أجل المذابح التي تتم بحقه هو أولا من قبل الإسلاميين ، فهل ذلك الكاريكاتير في جريدة في أقاصي العالم أكثر اذى لهم من الإرهاب الذي ينكل بهم يوميا ؟ طبعا لا .. ولكن هذا هو المتوقع وللأسف فالمسلمون المساكين ببساطة أغبياء وحمقى ، ومعلوم أن الجاهل يفعل بنفسه ، ما لا يفعله العدو بعدوه ، ومنه حاليا يدمر المسلمون أنفسهم بأنفسهم ، حيث تقوم الحروب على أمور تافهة وبائسة و يسقط قتلى بالآلاف ولكن لا أحد يتعظ ، فمثلا صراع كصراع السنة والشيعة هو أبرز دليل على أننا أمام أمة من الحمقى ، فكيف لإنسان من القرن الواحد والعشرين يستحق أن نصفه براشد ، أن يهتم لمعركة جرت بين مجموعة من الوصوليين الحالمين بالوصول للسلطة قبل مئات السنين ، و أن يضع مصالحه بل وروحه عليها ؟ و لكن أنت في بلاد المسلمين ، وهؤلاء الحمقى لهم الاستعداد للمثل ، بل إن هناك وللأسف دولا بأسرها وميزانيات ضخمة ومهولة يتم إنفاقها من أجل إبقاء رحى تلك الحرب مشتعلة، على غرار ما نراه بين إيران و السعودية ، وما يزيد من حجم المأساة هنا ، أن صوت العقل في هذه القضية صار يعتبر حماقة بالنسبة لهؤلاء ، فلو خرجت بين المسلمين و لعنت هذا البؤس الذي تدمر دول ومجتمعات بسببه ، غالبا أنت قد تفقد رأسك بسبب هذا ، وفي أحسن الأحوال سيتم ضربك بالنعال ، ومن هنا فنحن لا نجد أنفسنا سوى أمام امة من الحمقى كما يشير أول المقال ، و هذه الأمة من الحمقى طبعا ، ليس سوى نتيجة ،و ضحية لدين خرافي تم فرضه بقوة الإرهاب أسمه الإسلام ، و القاعدة في هذا بسيطة وهي : أنك إذا فرضت فكرة خرافية بالقوة على مجتمع ما ، فهذا المجتمع بالضرورة سيتحول إلى مجتمع خرافي مع مرور الزمن ، وهذا حال المسلمين .
#صالح_حمّاية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وهل لدى المسلمين عدى الإرهاب و القتل ؟ .
-
المسلمون والتخريب الممنهج للحضارة الإنسانية .
-
- ثمن الايدولوجيا - الجزائر نموذجا .
-
للتعريب بالقوة نعم ، ولرفضه ولو بالكلام لا .
-
محاربة اللغة العربية كآلية لمكافحة الإرهاب و التخلف 2.
-
محاربة اللغة العربية كآلية لمكافحة الإرهاب و التخلف 1.
-
البوركيني لإغاظة الفرنسيين لا أكثر .
-
إزدراء الأديان و الاستقلال عن دولة الإسلام .
-
التحرش كإفراز طبيعي للقيم المجتمعية الإسلامية .
-
الإسلام كمشكلة للعالم .
-
خرافة إسمها الشريعة الإسلامية .
-
عنصرية أوربية أم همجية إسلامية .
-
تربية المسلمين قبل تربية اللاجئين سيدة ميركل .
-
عن براءة الأزهر من سجن إسلام بحيري .
-
دولة بها مساجد، دولة في خطر.
-
تحويل المساجد لخمارات لحل مشكل الإرهاب .
-
رزيقة شريف ضحيتك يا وطني .
-
قلنا من البداية -لا تصالح- .
-
كيف يشيع الحجاب -البيدوفيليا- .
-
أوروبا و جزاء النجاشي .
المزيد.....
-
رغم جراحهم.. غزيون يحتفلون بعيد الأضحى ويعايدون الأمة العربي
...
-
40 ألف فلسطيني يقيمون صلاة العيد في المسجد الاقصي
-
بابا الفاتيكان يعلق على مؤتمر سويسرا حول أوكرانيا
-
غابت مظاهر الاحتفال.. سكان غزة يؤدون صلاة العيد فوق أنقاض ال
...
-
“نزلها بسرعة”.. استقل تردد قناة طيور الجنة أطفال 2024 الجديد
...
-
بالصور.. صلاة عيد الأضحى في المسجد الأقصى
-
الحج والتباينات المذهبية والسياسية.. خامنئي يرد على -المتربص
...
-
40 ألف فلسطيني يؤدون صلاة عيد الأضحى في المسجد الأقصى
-
باقري: على الدول الإسلامية استخدام كافة امكانياتها لوقف العد
...
-
مراسلتنا: قدرت أعداد الأشخاص الذين أدوا صلاة عيد الأضحى في ا
...
المزيد.....
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
-
سورة الكهف كلب أم ملاك
/ جدو دبريل
-
تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل
...
/ عبد المجيد حمدان
-
جيوسياسة الانقسامات الدينية
/ مرزوق الحلالي
المزيد.....
|