حذام الودغيري
الحوار المتمدن-العدد: 5295 - 2016 / 9 / 25 - 10:27
المحور:
الادب والفن
إيثاكا
إذا اعتزمت السّفر إلى إيثاكا
فادعُ لنفسك بطول الطّريق،
بالتّجارب الخصبة والمغامرات
ولا تخشَ الليستريجون أو السيكلوبات
ولا پوسيدون الغاضب
لن تلاقيَ أبدا هذه الغيلان
إذا حلّق فكرك عاليا، ومسّ
قلبك وجسدك إحساسٌ بهيج.
لا، لن تصادف الليستريجون والسيكلوبات،
ولا پوزيدون الهائج
إذالم تحمِلهم في صدرك،
إذا لم ينصِِِبْهم قُلبك أمامك.
اُدعُ لنفسكَ بطول الطّريق
بأن تكثُرَ صباحاتُ الصّيف ِ
التي تراك جذلاناً
تَطأ مرافئ مجهولة.
اِنزِل إلى أسواق الفينيقيّين
واشترِ البضائع البديعة:
أصدافا ومرجانا، أبنوسا وكهرمانا،
واشترِ عطورا حسّيّة
ما استطعت من العطور الحسّيّة.
اِذهَبْ إلى مصر، وزُر مدنًا كثيرة،
وتعلّم، تعلّم من العارفين.
صُن إيثاكا في ذهنك
فبلوغها قدرُك
لكن لا تتعجلِ الوصول.
خيرٌ لك أن تدوم الرحلة سنينًا،
أن تطأ الجزيرةَ شيخاً
غنيّا بما كسبته في الطريق.
لا تنتظر ثروة من إيثاكا
فهي وهبتك السّفر الجميل،
ولولاها، لما شددت الرّحال
وها قد نفد عطاؤها لك.
وإذا وجدتها فقيرة، فإيثاكا لم تخدعك.
أنت الآن مجرّب حكيم
فلعلّك أدركت معنى إيثاكا!
#حذام_الودغيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟