أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مازن كم الماز - ران برييور عن ( فيلم ) أفتار















المزيد.....

ران برييور عن ( فيلم ) أفتار


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 5291 - 2016 / 9 / 21 - 14:13
المحور: الصحافة والاعلام
    


ران برييور عن ( فيلم ) أفتار

11 يناير - سأتكلم ثانية عن أفتار لأن هناك من يريدني أن أفعل . أولا يجب ألا يدهشنا أن المحافظين يكرهون أفتار ... إلا إذا فهمنا ما تعنيه كلمة "محافظ" . إن الفيلم يدعم أكثر القيم تقليدية : مجتمع عشائري يعيش في توازن مع الطبيعة و يدافع عن ثقافته باستخدام العنف . كيف يمكن "للمحافظين" أن يكرهوا شيئا مثل هذا ؟ هذا ممكن لأن النزعة المحافظة هي في الممارسة مجرد حالة عاطفية , و الناس في هذه الحالة لا يهمهم ما هو راديكالي أو تقليدي بالنسبة للآخرين - بل فقط كيف يفهمون هم ما هو راديكالي و ما هو تقليدي . لذلك يمكنك أن تصنع أكثر المجتمعات حداثة في التاريخ , ثم بعد جيلين فقط ستجد كل التقليدين يدافعون عنه بكل قوة و يهاجمون أساليب الأجيال المائة ألف السابقة . و اتضح أن اليساريين يكرهون أفتار أيضا , لكن فقط نوع خاص من اليساريين , أولئك الذين حصلوا على تعليم أكاديمي في في سياسات الهوية . كتبت آنالي نيوتز "متى يتوقف البيض عن صنع أفلام كأفتار ؟" أما ديفيد بروكز , و هو وسطي , فقد وصف أفتار بقصة المسيح الأبيض . إنهما يقولان أن أفتار هو أحد تلك الأفلام التي تجعل شخصا من ثقافتنا قائدا و أروع "أعضاء" ثقافة أو حضارة غريبة , و أنه كان من الأصح سياسيا أن نظهر الغرباء و هم ينقذون أنفسهم بأنفسهم من دون مساعدتنا . هذه فكرة جيدة , لكن ليس من الصعب رؤية النقاط الأخرى التي لم يتطرقوا إليها . فعلى الفيلم أن يأخذ مشاهديه في رحلة , و تلك الرحلة يجب أن تبدأ من حيث نقف اليوم . لو كان الراوي في الفيلم من حضارة غريبة فإن قلة فقط من الليبراليين الجديين سيذهبون لمشاهدته . كم منكم شاهد فيلم إيل نورتي * ؟ في أي فيلم هوليودي ناجح يجب أن يكون الراوي شخص بالغ الروعة . لم يشتك أحد من أن بروس ويليس كان أروع من أي شخص آخر في ( فيلم ) مت بقسوة . يفتح أفتار باب هذه الشكوى بأن يضع بطله بين أفراد عرق آخر , لكن من الخطأ التفكير أن فكرة العرق مركزية في هذا الفيلم . و بالطبع فإن نيوتز و بروكز مخطئون . نيوتز رجل تكنوقراط و بروكز مؤيد قوي لفكرة "التقدم" , لذلك لا يمكنهما أن يتقبلا أن أفتار حقق مليار دولار في شباك التذاكر من خلال رسالة عن البيئة و العرق البشري : أننا لسنا حاكمين على كومة هائلة من الموارد بل خدم لكوكب حي , أن الاقتصاد الذي يقوم على استنزاف موارد الأرض ليس فقط اقتصادا غير مستدام بل أنه أيضا شرير , و أن مكاننا هو بين الكائنات المتوحشة الخطيرة لا بين أجهزتنا التافهة , و أنه كان من الخطأ أن نقهر الهنود , ليس بسبب لون جلدهم بل لأنهم كانوا يعيشون أفضل منا . هل أخضعنا الهنود ( هزمناهم ) بالفعل ؟ عندما يقول اليساريون أن أفتار يخفف من شعور البيض بالذنب فإنهم يفترضون بعض الافتراضات القابلة للأخذ و الرد : أننا بيض , و أننا نشعر بالذنب , و أن شعور الإنسان الأبيض بالذنب هو شيء جيد . هذه رؤية فات وقتها عن العرق . الرؤية التي ستساعدنا أكثر في الفهم هي تلك التي جرى الحديث عنها أول مرة في كتاب , و مجلة : "خونة الأعراق" : أن البيض هم طبقة اجتماعية لا ترتبط بالضرورة بلون الجلد , عندما نقول أننا "بيض" فهذا يعني أن نخضع لنظام غير عادل , و أن أفضل شيء يمكن أن يفعله "البيض" هو ألا يبقوا جالسين و هم يشعرون بالذنب بسبب جرائم ارتكبت باسم لون بشرتهم الأبيض , بل أن يتخلصوا من بياضهم هذا و ينتقلوا إلى الطرف الآخر . لكل منا أجداد عاشوا بشكل أو بآخر كما كان النافي ** يعيشون , الذين قهرتهم حضارات من خارجهم , حضارات تقوم على انتزاع الموارد . إذا توقفنا عن أن نعرف أنفسنا بتلك الحضارات , عندها ستنتهي تلك اللعبة أخيرا . نحن لم نخضع الهنود . البابليون , الرومان , الانكليز , الأمريكان , هم الذين أخضعونا ( هزمونا ) ... لكن ليس نهائيا . السبب في أن ( فيلم ) أفتار اكتسب كل تلك الشعبية و الأهمية هو أنه يساعدنا في أن نتذكر من نحن حقا . بالطبع ماذا الذي سنفعله بمثل هذا الوعي هو سؤال أكثر صعوبة . لا يهم كيف نرى ( أو نعرف ) أنفسنا , فإننا سنبقى معتمدين في بقائنا على منظومة إخضاع أو قهر . لن نقتل أنفسنا طوعا بالطبع و أعتقد أيضا أنه من السخف أن نعود إلى تقنيات وجدت قبل 20 ألف سنة . الشيء المهم هو أن نتحول من اقتصاد يستنزف موارد الأرض إلى اقتصاد مستدام , من العالم المصنوع إلى العالم كما وجدناه . و قد لا يمكننا القيام بذلك التحول مرة واحدة إلى الأبد - قد يكون علينا أن نستمر بفعله مرة تلو أخرى .

14 يناير - بما أني ما زلت أتكلم عن الفضاء و البيئة , فإني سأعود مرة أخرى إلى أفتار . ربما يمكن اختزال خلافي مع ناقدي الفيلم اليساريين بمسألة الأخلاق في مواجهة التكتيكات . إنه عدم احترام للسكان الأصليين أن نقدمهم بحيث ينقذهم قائد من الحضارة التي تغزوهم - لكن النتيجة هي أن مئات ملايين المشاهدين الذين يعيشون في أنظمة تستنزف موارد الأرض بدأوا يتعلمون ضرورة تحولنا إلى حضارات ( أو ثقافات ) تعتمد على الطبيعة . لكن أفتار من جهة أخرى خاطئ و مخادع أيضا على الجانب التكتيكي . الخطأ الذي فيه هو أن الهنود ينتصرون . في "الهولوكوست الذي لن نراه" , يقول جورج مونيبوت : "النهايات السعيدة تتطلب حبكة غبية و يسهل التنبؤ بها بحيث أنها تقتل الفيلم . كان مصير الأمريكيين الأصليين أقرب إلى قصة فيلم آخر جديد , هو فيلم الطريق , حيث يهرب فيه الناجون الأخيرون في ذعر بينما تتم مطاردتهم حتى نهايتهم" . ثم يقوم باستعراض الأهوال التي فعلها الغزاة الأوروبيون ... لكنه يعجز عن الإجابة عن الأسئلة الكبرى التي يطرحها : ماذا لو أن أفتار انتهى كما انتهى التاريخ بالفعل ؟ و لماذا لم يكن التاريخ الحقيقي على شاكلة أفتار ؟ للإجابة على السؤال الأول أحب أن أرى فيلما يسحق فيه النافي , و يصل فيه كوكب الباندورا إلى حافة الانقراض , و تضيع فيه الموارد على بناء حواضر فضائية و مع الانهيار الكامل للنظام , يتعلم سكان أفتار كيف يقدرون أساليب حياة نافي . مثل هذا الفيلم سيبيع 17 تذكرة فقط . لكن السؤال الثاني هو الذي يكشف الخطأ التكتيكي هنا : لم ينتصر أي مجتمع إيكولوجي ( صديق للبيئة ) على أي مجتمع يقوم على استنزاف موارد الأرض في أية حرب عنيفة أبدا , لأن المجتمع الذي يستنزف موارد الأرض هو أكثر قسوة , و إذا توفرت مصادر كافية لإضاعتها أو إحراقها , سيكون هو الأكثر قوة أيضا . استمر هنود السيمينول يعيشون لعقود في مستنقعات فلوريدا . الآن عالم ديزني انتقل إلى هناك . و في بضع مئات من السنين سنجد الحبار و قنديل البحر وحدهم يسبحون في بقايا تلك المستنقعات . لا يمكنك أن تهزم الإمبراطورية بالقوة - يمكنك فقط أن تستمر لفترة أطول منها . لكن عندها , عندما تصاب امبراطورية ما بالضعف و تتراجع , فإنها تهزم فقط بالعنف .. من قبل الامبراطورية القادمة . أنا لا أعرف كيف ستسير هذه القصة في المستقبل , مع استنزاف الكثير جدا من الموارد على الأرض .

* إيلنورتي , فيلم أمريكي انكليزي من إنتاج مستقل , صور عام 1983 , أخرجه غريغوري نافا , عن شابين من سكان غواتيمالا الأصليين يفران من الحرب الأهلية في بلادهم إلى المكسيك فأمريكا .
** النافي : سكان باندورا الأصليين في فيلم أفتار , عرق من أشباه البشر لكنهم يملكون وعيا و ذكاءا يشبه الذكاء الإنساني , يعيشون على جمع الثمار و على تقنيات تعود إلى العصر الحجري الإنساني لكنهم طوروا ثقافة متطورة تعتمد على التواصل الروحاني

نقلا عن
https://theanarchistlibrary.org/library/ran-prieur-ran-prieur-on-avatar



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة إلى الرفيق جيلبر الأشقر
- هل ساعد النظام السوري فعلا في صعود الإسلاميين
- حركة احتلوا وول ستريت : الديمقراطية ضد التسيير الذاتي
- أزمة السلطة للأناركي النقابي الروسي الكسندر شابيرو - 1917
- ديمقراطية الرجعية , 1848 - 2011 , للمجموعة الأناركية كرايم ث ...
- الثورة السورية و البحث عن فتوى
- -دين أناركي- ؟ لبيتر لامبورن ويلسون
- في بيان استحالة أن تكون الثورة السورية ثورة إسلامية , سنية
- هل نحن جيدون بما يكفي لبيتر كروبوتكين
- معاداة الأسدية كممانعة
- نحو إلحاد تحرري - نقاش مع نقد محسن المحمد للإلحاد السائد عرب ...
- ابراهيم اليوسف .... حقا ؟
- عندما تحدث برهان غليون عن الولاء و البراء
- من مقدمة كتاب السيكولوجيا الجماهيرية للفاشية لفيلهلم رايتش
- عندما برأ ابن تيمية بشار الأسد
- إلى الأخت عبير النحاس : الأخت التي قدمت أول شهيد من أجل سوري ...
- الزحف المقدس
- تعليق على مقال ياسين الحاج صالح : سورية في العالم , العالم ف ...
- الشتيمة في الثورة السورية
- انتصار الثورة المضادة


المزيد.....




- ما هي وجهة نظر ترامب عندما طرح مسألة -تغيير النظام- بإيران؟ ...
- واشنطن تتحسّب لردّ إيراني: هجمات سيبرانية محتملة قد تستهدف م ...
- ترامب: إسرائيل وإيران وافقتا على وقف لإطلاق النار
- هجمات صاروخية إيرانية مع بدء وقف النار بين إسرائيل وإيران
- الحرب مع إيران تكشف فشل منظومة الحماية المدنية الإسرائيلية
- قتلى إسرائيليون بهجوم إيراني على بئر السبع
- إسرائيل وإيران.. ترامب يشعل الذاكرة بـ-حرب الأيام الـ12-
- بدء سريان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل
- فيديو.. لحظة سقوط صاروخ إيراني في بئر السبع
- وسائل إعلام إيرانية تعلن عن اتفاق وقف إطلاق النار: -فُرض على ...


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مازن كم الماز - ران برييور عن ( فيلم ) أفتار