مشروع الفوضى الخلاقة كارتدادات لزلزال الحرب العالمية الثانية

محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 5287 - 2016 / 9 / 17 - 18:53
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

المتفحص لفصول زلزال الحرب العالمية الثانية وما سبقه من اهتزازات سادت المسرح الاوروبي يمكنه ان يتوصل الى حقيقة ما يجري اليوم من حروب وفوضى أمنية وتفكيك لدول قائمة في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الاوسط وفي شرق اوروبا وغرب آسيا على أنها ليست سوى ارتدادات لذلك الزلزال الخطير الذي حصد ارواح الملايين في العالم وبدد موارد وطاقات مادية وبشرية وضيع فرص مهمة وثمينة لو استخدمت في مجال البناء والتنمية كانت ستغير وجه الحياة على الارض..
واليوم تستكمل القوى المهيمنة على إدارة ارتدادات ذلك الزلزال تبديد ما وفرته الانسانية في فترة الراحة التي منحتها لها القوى المنتصرة في ذلك الصراع؛ ففي أوج معركة الحلفاء ضد المحور وقبيل الانهيار الكامل لألمانيا، حرص البريطانيون والامريكيون على وضع تراتيب تضمن لهم الحصول على حصة مجزية من تركة امبراطورية هتلر وموسيليني أمام منافسهم القوي ستالين الذي كان يقود روسيا في تلك الفترة، فبادر رئيس الوزراء البريطاني تشرشل في اجتماع مع ستالين عقد بموسكو في التاسع من نوفمبر عام 1944م خصص لهذا الملف لتمرير ورقة الى ستالين تنص على اقتسام النفوذ والسيطرة على اوروبا(*) التي كان مبدأ تحريرها من سيطرة هتلر الشعار المضلل لتلك الشعوب في معركتهم فإذا بهم يستبدلون استعمارا باستعمار لا زالت بعض مظاهره قائمة حتى اليوم.. الورقة تنص على تقاسم النفوذ مع الروس بالشكل التالي:
رومانيا
روسيا 90%
امريكا وبريطانيا 10%
اليونان
روسيا 10%
بريطانيا وامريكا 90%
يوغسلافيا
روسيا 50%
بريطانيا وامريكا 50%
المجر
روسيا 50%
بريطانيا وامريكا 50%
بلغاريا
روسيا 75%
بريطانيا و امريكا 25%
ترى ما هو نوع الحقائق التي سيكشفها قادة مشروع الفوضى الخلاقة الذي تجري عمليات تنفيذ فصوله منذ خمس سنوات في منطقتنا العربية؟ وما مدى سقوط وفداحة وانبطاح المشاركين في تنفيذه من رموز ومؤسسات عربية سيكشف لنا صناع هذا المشروع دورهم عندما ينشرون مذاكراتهم كما فعل هنا تشرشل..


(*) مذكرات تشرشل الجزء الثاني ص 220. منشورات مكتبة المنار- بغداد

#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل