أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبعوب - فاقرة الفياغرا.. (2/3)














المزيد.....

فاقرة الفياغرا.. (2/3)


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 5131 - 2016 / 4 / 12 - 23:24
المحور: الادب والفن
    


يتحرك الحاج حسين معتدلا على مقعده ليرد على ما بدت له خرافات تعود ان يسمعها من عمار كلما التقى به ..
- شن تخرف يا عمار.. لا سيراكوزا و لا يحزنون، والله من بعد صلاة العشاء ندخل الفراش، انتاوق في حليمة من تحت الغطاء خايف تطلب المستحيل عامل نفسي راقد في سابع حلمه، لكن حتى هي شكلها أيست مني ..خلاص معاش مدورتني..
- ابشر يا حسين الربيع عاود ، لي اخترعوا سراكوزا، اخترعوا ما هو أقوى منها.. خلاص الشيخوخة انتهت.. انت ستعود شباب من جديد ، وحليمة لي انت هارب منها اليوم ستهرب و تتشفع منك غدا..
- يا راجل!! انت شارب حاجة ع الصبح، والا رجعت لسيرتك القديمة وطينتها البارح.. ربي يهديك معادش في العمر ما يصلح للكيف ..
- انا انكلم فيك بجد وبوعي كامل.. لا سكر ولا يحزنون.. من يومين قريت في مجلة عن اكتشاف حبوب تعيد الشباب للرجل وهي متوفرة في اوروبا.. حبة واحدة تردك ابن عشرين سنة واتهبَّل حليمة و ممكن تضطرها لجلب ضره لها تعينها في إطفاء نيرانك..
- حبه!! قصدك حبة دواء؟ يعني حبة تعيد الميت حي!! انا رفيقي ميت من عشر سنين، ممكن تعيد له الحياة بعد هذه المدة؟!! يا ودي مش مصدق .. كلام جرايد ومجلات شبعنا منه..
- مش كلام جرايد.. حتى انا خذيت الأمر باستهزاء، لكن الحاج مفتاح حكيت له القصة، أكد لي انها حقيقة ، وقال انه يعرف شخص احضر هذه الحبوب من ايطاليا وجربها وانها سحر فعلا .. ردت له شبابه وحولت لياليه الى بهجة والحاجة جوزته بدأت تهرب منه وتنام مع بناتها .. من كثر اهباله..
- الموضوع يبدو انه حق .. وما سم هذه الحبوب .. عندي صديق يعمل في ايطاليا نوصيه يبعث لي منها .. ولو يصير من لي في راسي ، مش غداء بس.. زرده بخروف و ما يلزمه على البحر .
واستغرق الصديقان حسين وعمار المحبطان من مغادرة حيوية الشباب لحياتهما في سرد قصص من ماضيهما المشتعل بحيوية يحلمان اليوم باسترجاعها بأي ثمن..
ويمر يوم و يومان لم يعد فيهما عمار الى دكان الحاج حسين، فيرسل بابنه الصغير عادل لتقصي أسباب غياب رفيقه الذي وعده بإحضار اسم ذلك البلسم السحري الذي سيعيد له ولحليمة الربيع من جديد.. يعود عادل بيده ورقة كتب عليها بأحرف عربية اسم الدواء "فياغرا" مع ملاحظة يقول له فيها : " رد بالك يا حسين تأخذ أكثر من حبه، في اليوم لأن كاتب المقال يحذر من خطورة الإكثار منها".. يقرأ الحاج حسين الملاحظة وضحكة مكتومة تفلت من بين أسنانه.. ينقد ابنه دينارا إكراما له على هذا الخبر الجميل..
يعود الى البيت وأحلام الربيع تداعب خياله.. على مائدة الغذاء تقابله حليمة تعد جلسة الشاي كالعادة، كان يتناول لقيماته مرسلا لها عبر نظراته رسائل مشفرة توحي لها بان أيام العز ستعود.. تمط شفتها مستهزئة به كعادتها كلما فتح هذا الملف الذي شبع موتا.. يرمقها بنظرة تحدي واعدا بأنه سيعيد الحياة الى الميت..
مساء يجري اتصالا بصديقه عبدالسلام في إيطاليا ، وبعد مقدمة السؤال عن الأحوال وتبادل بعض المعلومات بتحفظ عن أوضاع البلاد والحالة العامة.. يسأله عن دواء يقال انه موجود في إيطاليا يعيد الحياة لرفيقه الميت منذ عشر سنوات.. يطلق عبدالسلام عبر الهاتف ضحكة مجلجلة فهو يعرف تفاصيل دقيقة عن حياة صديقه حسين الذي يشتكي دائما من مفارقة رفيقه.. ويؤكد له وجود الدواء وفاعليته في إعادة الشباب للكهل.. يطلب منه ان يرسل له قنينة منه ، ويؤكد له انه وحليمة سيدعون له بالخير والنجاح والشباب الدائم بعد كل جولة مباراة تجمعهما ببركة "الفياغرا"..
بعد أسبوع وذات صباح يتلقى الحاج حسين مكالمة من صديقه عبد السلام يخبره بأنه أرسل له المطلوب مع شخص سيتصل به فور وصوله ليسلمه الهدية المنقذة.. يشيعه بسلسلة طويلة من الدعوات والنكات والقفشات المضحكة شاكرا إياه على هذه الخدمة .. يستلم الحاج حسين مساء ذلك اليوم البلسم السحري ويتأمله بإعجاب، ويعود مسرعا الى البيت وضحكات الفرح تفيض على محياه، مطلقا كالعادة عبارات التحدي بلغة كودية الى حليمة التي سمعتها مرارا حتى ملتها ، وتجيبه كالعادة بمط شفتها السفلى الموصولة بوشم يزين ذقنها، كان يوما رمزا للجمال، وحولته الحداثة في نظر الاجيال الجديدة الى رمز للتخلف.. يتمادى في استفزازها بالقول:
- نتفي الفروج يا حليمة الليلة ليلتك..
-يتبع-



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاقرة الفياغرا.. (1/3) ( قصة )
- أمريكا .. سذاجة إدارة التضليل
- الأقليات ومبدأ التوافق قنابل تفتيت ليبيا
- اليها في عيدها
- الاختلاف لوأد الخلاف
- ساعات بطول الدهر!!
- قراءة في كتاب -الانتفاضات العربية على ضوء فلسفة التاريخ-..
- ليبيا.. أسباب الفشل ومسار التصحيح..
- الفردوس الدامي.. صورة مقربة لعشرية الجزائر الدامية
- هجمات باريس .. الشريك المُغيَّب
- اسرار -منتقاة- تحت قبة المؤتمر الوطني الليبي.. قراءة في كتاب
- مهلا سادة ليبيا الأغبياء الجدد!!
- هل يتحول ضحايا الأزمة الليبية إلى وقود يزيد من أوارها؟
- متى تغادر النخبة الليبية أبراجها وتخوض معركتها الواجبة ؟
- ترى.. من الضحية القادمة لحسين البنغالي ؟
- (34808) ماذا يعني هذا الرقم؟؟
- دون كيخوتا نائبا في البرلمان الليبي!!
- سطوة السرد في إصدار عوض الشاعري الأخير
- -اسرائيل- واقع مقيت لا يرقى الى الحق..
- التفكير الجانبي*!!


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبعوب - فاقرة الفياغرا.. (2/3)