أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبعوب - سطوة السرد في إصدار عوض الشاعري الأخير














المزيد.....

سطوة السرد في إصدار عوض الشاعري الأخير


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 4864 - 2015 / 7 / 12 - 18:13
المحور: الادب والفن
    


يبدو ان الكاتب الليبي عوض الشاعري قد اختار "سطوة الكلاب" عنوانا لإصداره الأخير الملحق بمجلة المستقبل -التي تصدر عن مؤسسة تتبع رجل أعمال ليبي في القاهرة- لاحتلال مشاهد وحكايات عن الكلاب لحيز واسع من قصصه المضمنة في هذا الكتاب والتي جرت وقائع معظمها في مدينة طبرق. لكن الكاتب لا يدرك كما يبدو - وهذا أمر طبيعي- أن هناك أمرا آخر يسطو على خيال قارئ قصصه هذه، وهو جمال لغته وسرده المسترسل الذي يحاكي في موسيقاه الشعر. فمنذ ان فتحت هذا الكتاب على جهاز المحمول خاصتي بعد ان اطلعت على تنويه حوله نشره الكاتب على صفحته على (الفيس بوك)، باشرت قراءته بنهم، ولم اقفله حتى أتيت على آخر حكاياه بإقبال نادر قل ما يصادفني في قراءة الكتب على جهاز المحمول..

لقد قضيت أزيد من ساعتين صحبة هذا السرد الجميل وأنا أجوب صحبة الكاتب مواقع متفرقة واقتحم مجالس مختلفة، واتسلل دواخل نفوس بشرية متباينة متأملا طبائع ومشاعر لا ترصدها إلا عين محترفة قادرة على اقتحام اسوار منيعة.. في صحبة هذه السطوة ورفقة هذا الكاتب كنت أتجول في حواري ومجالس طبرق، العب أحيانا مع صبيانها، وأراقب كلابها السائبة والمربية، أجوب أسواقها وحواريها، أتأمل وجوه شيوخها التي تفيض بحكايا تختزل جزء هام من تاريخ هذه المدينة، كما أراقب عاشق الجنيات الذي يترصد طريق الكاتب ويلهم خياله بحكايات جميلة، وأجلس الى جانبه مستمعا الى صاحبه الكواكبي الذي سحر خياله، وأتأمل من خلال سرده تقاسيم وجهه واعيش جلساته مع جوقة كواكبه الجميلة من سيدات يعشقن الكلمة.. أتنسم من خلال هذه السطوة ملئ رئتيا نسيم شواطئ طبرق العليل، واشم روائح القرنفل والعطور الطبيعية التي تنضح بها صدور عجائز طبرق واستمع الى همسهن وحكايا الجن والعشاق متأملا حالهن وهن أسيرات البيوت، رهينات الثقافة الذكورية المسيطرة على أهل هذه المدينة التي ترفض بعناد مغادرة روح البداوة وتمزج بشكل غرائبي هذه الروح بآخر منتجات الحضارة من عمارة وتقنيات وملابس ومقتنيات مختلفة.

في "سطوة السرد" الذي اقترحه كعنوان جانبي لهذا الكتاب الجميل، ولمن يعرف عوض الشاعري عن قرب واستمع له سيدرك مطابقة هذا العنوان لواقعه، فمن خلال قراءة هذا المؤلف يمكننا أن نستمع بصوت صاف رخيم للكاتب وهو يسرد وقائع هذه السطوة، فأن تسمع من الشاعري وهو يسرد لك حكاياه وتجاربه اليومية حتى البسيطة منها، غير أن تقرأ له؛ فعند السماع له لا تستطيع إلا ان تتابعه بشغف من ينتظر نهاية لقصة مشوقة من راوٍ محترف. ولا تزال في ذاكرتي عديد الحكايا التي سمعتها منه في لقاءات متفرقة جمعتنا في طرابلس و طبرق و عواصم افريقية، واحتل كتابه الأخير "سطوة الكلاب" مكانة هامة في ذاكرتي، ومؤكد أن سيكون له وقع جميل في ذاكرة كل من يطلع عليه وقنعه بواقعية العنوان الذي اخترته له "سطوة السرد"..



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -اسرائيل- واقع مقيت لا يرقى الى الحق..
- التفكير الجانبي*!!
- العشق من أول نظرة.. قصة عاشق الكتاب
- -الديموكتاتورية- كأسلوب للانتحار الجماعي..
- الديمقراصهيونية المخادعة..
- خواطر عابرة (5) قوة الفوضى..
- خواطر عابرة (4) الواقع يخذل العقل!!
- رهاب الضياع يحاصر ذاكرة حسين نصيب
- المحطة السابعة التي لم يطرحها المفكر طرابيشي.
- خواطر عابرة.. (3/3) يوم دفنّا جنين الديمقراطية في ليبيا..
- خواطر عابرة.. (2/3) يوم دفنّا جنين الديمقراطية في ليبيا..
- خواطر عابرة.. (1/3) يوم دفَنّا جنين الديمقراطية في ليبيا..
- خواطر عابرة (2) زنزانة الملل..
- وباء الجنرالات يستشري من جديد في ليبيا.
- خواطر عابرة.. (1) أشواق على مذبح العقل..
- بني الجبل انتبهوا.. مستقبلكم في خطر!!
- ألم أقل لكم إنها حرب بلا معنى!!
- أين تجذف إسرائيل
- ديفد هاينز قرباناً على مذبح الهيمنة..
- صناعة الفوضى.. داعش نموذجا..


المزيد.....




- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبعوب - سطوة السرد في إصدار عوض الشاعري الأخير