أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبعوب - ديفد هاينز قرباناً على مذبح الهيمنة..














المزيد.....

ديفد هاينز قرباناً على مذبح الهيمنة..


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 4576 - 2014 / 9 / 16 - 16:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كورقة إضافية قوية تدفع بها لضمان تنفيذ مشروعها لتفتيت المنطقة، ولضمان وقوف ما قد يكون آخر المترددين في الشارع الغربي الى جانب مشروعهم الموسوم بسم "حرب استئصال داعش" ، قدمت دوائر المخابرات الغربية التي تقف وراء هذا المشروع المواطن البريطاني ديفد هانز كقربان على مذبح الهيمنة ، بالإحاء الى أدواتها في المنطقة الملتهبة بإعدامه في مشهد دموي مرعب لاستكمال المشهد المسرحي الذي سيعطي الشرعية الكاملة لتنفيذ مرحلة جديدة من مشروع الفوضى الخلاقة وإعادة تخريط المنطقة بما يخدم المصالح الغربية و "اسرائيل" تحت لافتة القضاء على داعش.
ذلك الشريط المرعب الذي حرصت "داعش" على توزيعه ونشره ليشاهده العالم بأسره، سيضيف صفحة سوداء جديدة لملف الاسلام كدين يدعوا للعنف في ذاكرة الانسانية التي التبس عليها الأمر ، ولم تعد -أمام المشاهد الدموية المرعبة من عمليات قتل وحرق واغتصاب واسترقاق وبيع للاطفال والنساء يمارسها أشخاص مهووسون بممارسة الارهاب في اقسى صوره- لم تعد تفرق بين الاسلام كدين يدعو للسلام، وبين ما يقترفه هؤلاء القتلة باسم هذا الدين وهم أبعد ما يكونوا عن أي دين سماوي أو ارضي.
فالمشاهد لذلك الفيلم المرعب حول عملية قتل المسكين ديفد هاينز بطريقة تعود للقرون الوسطى ولم يعد العالم اليوم يقبلها حتى في الدول التي لم تنل نصيبا من التحضر، هذا المشاهد وهو يرى انسان تطوع لانقاذ الضحايا الابرياء يذبح كالحيوان فقط لأنه يحمل جنسية دولة تشارك في حرب مشبوهة، حتما لن يكون في باله مجال للتفكير والتمييز بين الاسلام كدين جاء من أجل سلام الانسانية، وبين ممارسة هؤلاء الجبناء الذين اتخذوا من هذا الدين غطاء لتنفيذ ما أوحى لهم به اسيادهم الذين صنعوهم ليكونوا أداة تمهد لهم الطريق أمام تنفيذ مشروعهم.
هاينز هذا المسكين جلبه حظه العاثر الى سوريا ليكون أحسن قربان يمكن أن يضحي به الغرب على مذبح الهيمنة، فقتل مواطن بريطاني متطوع لإنقاذ ضحايا الحروب المفتعلة في سوريا بتلك الطريقة البدائية التي لم تعد تطبق حتى على الحيونات في بعض الدول، سيعطل كل عقل على وجه الارض يمكن أن يشحذه صاحبه للتمييز بين الاسلام كدين نزل من أجل الإنسانية، وبين ما يقترفه هؤلاء المتدثرين بالاسلام ويطعنونه في أعز وأقوى ركن من أركانه وهي احترام النفس البشرية وتحريم قتلها بدون حق، كما جرى للمسكين ديفد..
بهكذا مشهد دموي تكون امريكا وشركائها في تنفيذ مشروع الفوضى الخلاقة، قد ضمنوا وقوف كل الاوساط الرسمية والشعبية في المنطقة والعالم باسره الى جانبهم ، كما يعطيهم هذا المشهد المبررات المقنعة لارتكاب مذابح وتدمير مقدرات المنطقة بحجة مطاردة مقاتلي داعش الذين سيقاتلون بشراسة من تمت تعبئته بالفكر الجهادي المزور، وسيباد منهم من يباد، وسيتبخر الآخرون كما تبخر قبلهم مقاتلي القاعدة في مسرحية هزلية لا زالت المنطقة تدفع ثمنها حتى اليوم..
على شعوب المنطقة حتى تلك التي تعتقد أنها بمنأى عن صهيد هذه الحرب، ان تستعد لحروب تحت لافتات جديدة لن تعجز واشنطن عن اختلاقها، فالمشروع الامريكي الغربي لا يستثني أي طرف من خططه التخريبية سوى "اسرائيل" التي هي جزء من مبررات صناعة مشروع الفوضى الخلاقة وإعادة تخريط المنطقة ، ولم يعد اليوم أمام شعوب المنطقة هناك من مخرج سوى الاندماج في هذه الحرب لاستئصال وباء داعش، من اراضيهم، والبدء في نفس الوقت في مشروع توعوي للأجيال القادمة يبعدها عن الانجرار وراء هكذا مشاريع تدميرية ستتفنن دوائر المخابرات الامريكية والغربية في تسويقها والترويج لها بين اوساط شباب منطقة الشرق الاوسط، كما يجب على حكومات هذه المنطقة العمل على استثمار أكبر جزء من مواردها في التنمية البشرية الصحيحة والسليمة ومحاربة البطالة والفقر الذي يعد افضل حاضن لانتاج ظاهرة التطرف والعنف التي تستثمرها الدوائر المعادية في إطالة أزمات المنطقة..



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناعة الفوضى.. داعش نموذجا..
- اتهام البنتاغون لمصر والامارات بالتدخل في الصراع بليبيا يمهد ...
- الاستثمار السيء لدماء العراقيين
- دعوة لتفادي حرائق الرجيع العربي
- -داعش- ضربة قاصمة للاسلام كدين للبشرية
- ليبيا تحترق.. رؤية للخروج من الازمة
- ما الذي يجري في ليبيا؟
- إجهاض الانتصار.. الخطف والقتل المتبادل في فلسطين المحتلة كحا ...
- النازحون الليبيون: هل يقضون رمضان في بيوتهم؟
- دعوة لصمت اعلامي في مواجهة الارهاب
- رؤية لتطوير مسار الثورة الليبية.. مقال مسترجع
- المجلس الوطني للحريات العامة وحقوق الانسان يرسم صور سيئة لحق ...
- صنَّاع الظلام
- التدخل العسكري المباشر في ليبيا طعنة في ظهر ثورة الشعب
- ضياع الوطن .. وأوهام الذهب ..
- ما تحتاجه ليبيا اليوم..
- ليبيا..هل التدخل الأجنبي هو الحل؟!!!!
- هل تعود ليبيا تحت الاحتلال الإيطالي من جديد؟!!
- من ديوان الراحل محمد الشلطامي
- متاهة الهوية..هل تنهي وطن اسمه ليبيا؟!


المزيد.....




- شاهد تطورات المكياج وتسريحات الشعر على مدى الـ100 عام الماضي ...
- من دبي إلى تكساس.. السيارات المائية الفارهة تصل إلى أمريكا
- بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل: ما هي الدول المنخرطة؟
- السفارة الروسية: طهران وعدت بإتاحة التواصل مع مواطن روسي في ...
- شجار في برلمان جورجيا بسبب مشروع قانون - العملاء الأجانب- (ف ...
- -بوليتيكو-: شولتس ونيهمر انتقدا بوريل بسبب تصريحاته المناهضة ...
- من بينها جسر غولدن غيت.. محتجون مؤيدون لفلسطين يعرقلون المرو ...
- عبر خمس طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- نتنياهو: هناك حاجة لرد إسرائيلي ذكي على الهجوم الإيراني
- هاري وميغان في منتجع ليلته بـ8 آلاف دولار


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبعوب - ديفد هاينز قرباناً على مذبح الهيمنة..