أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد عبعوب - اتهام البنتاغون لمصر والامارات بالتدخل في الصراع بليبيا يمهد لتدويل الصراع فيها.














المزيد.....

اتهام البنتاغون لمصر والامارات بالتدخل في الصراع بليبيا يمهد لتدويل الصراع فيها.


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 4556 - 2014 / 8 / 27 - 22:06
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    



اعلان الخارجية والبنتاغون الامريكيين الذي يُحمّل مصر ودولة الامارات العربية مسؤولية هجمات جوية نفذتها طائرات مجهولة قبل اسبوع ضد مواقع جماعات اسلامية متطرفة في العاصمة الليبية طرابلس التي تشهد مواجهات بين هذه الجماعات وكتائب مسلحة مناوئة لها لفرض السيطرة على المدينة، هذا الاعلان يعد بمثابت فتح الباب أمام تصعيد جديد للأزمة الليبية يدفع بتوسع نطاقها من حرب أهلية بين فصائل محلية متناحرة الى حرب اقليمية تنزلق فيها دول مجاورة لليبيا.
فهذا الاعلان لا يمكن ان يقرأ سياسيا إلا على أنه دعوة لدول مجاورة لليبيا (الجزائر وتونس) للتدخل في هذا الصراع ، ليتم بذلك افتتاح مرحلة جديدة من المشروع الامريكي لاعادة تخريط المنطقة العربية بما يتفق والمصالح الامريكية والغربية والمعروف بـسايكس بيكو (2) . ولم تأتي هذه التصريحات من فراغ خاصة انها أتت متزامنة مع دعوات وجهها المؤتمر الوطني العام المنتهية صلاحيته الذي اصبح يمثل الذراع السياسية للجماعات الاسلامية التي باتت تسيطر الآن على العاصمة طرابلس بعد انسحاب الكتائب المناوئة لها من مواقعها حول المدينة ، والتي دعا فيها الدول المغاربية للتدخل في الصراع وحمايتهم من الهجمات الجوية المجهولة التي تستهدف تجمعاتهم ومخازن الذخيرة والاسلحة التي تغدقها دويلة قطر وتركيا ودول أخرى على هذه الجماعات لضمان السيطرة على بيت مال المسلمين (ليبيا) لتمويل مشروع الدولة الاسلامية القادمة.
ولا يجب ان يغيب عن أذهاننا ونحن نقرأ هذا الاعلان الامريكي المشبوه في فحواه وتوقيته، تحذيرات أطلقتها الجزائر منذ تفجر الصراع في ليبيا على لسان اكثر من مسؤول حكومي وفي أكثر من مناسبة من أية تدخلات خارجية في هذا الصراع وتلويحها بأنها لن تقف مكتوفة الايدي إزاء أي تدخل أجنبي في هذا البلد المجاور ، وهو ما يعني أن قرارا جزائريا قد اتخذ بالفعل للتدخل في هذا الصراع اذا ما بادرت اية جهة خارجية بالتدخل فيه، وهو بكل تأكيد تحذير موجه لمصر المنافس الوحيد المتوقع للجزائر على اي محاولة للاستئثار بالكيكة الليبية الدسمة بالنفط والغاز و موارد أخرى والتي لم يفلح أهلها في حمايتها وحولوها بصراعاتهم العبثية الى هدف لأطماع دول الجوار، ويؤكد تعزيز الجزائر لتواجدها العسكري في المناطق المحاذية لحدودها مع ليبيا و حالة التأهب التي رفعتها على امتداد الحدود وجود توجه جزائري حقيقي للتورط في هذا الصراع إذا تم التأكد من تورط مصر فيه وهو ما اعلنت عنه واشنطن مؤخرا على لسان ناطقين باسم البنتاغون والخارجية لتضع بذلك الجزائر وربما تونس في موقف محرج لم يبقي أمامها أي خيار سوى الانزلاق في هذا الفخ الذي اعدته وشنطن بإحكام خلال الاعوام الثلاثة الماضية من خلال خلايا المخابرات الامريكية المنتشرة في ليبيا وعلى راسهم السفيرة ديبورا التي وضعت الخطوط الاولى لهذا الصراع بجولاتها المكوكية بين المدن والقبائل التي تشكل مراكز قوى فاعلة ولديها القدرة على إشعال فتيل الحرب وهو تم بالفعل كمرحلة اولى من مشروع تفتيت ليبيا الذي يمثل جزء من مشروع اكبر لإعادة تخريط المنطقة العربية باسرها من جديد .
وفق السيناريو الامريكي المعد لتفكيك مكونات الدول الوطنية التي تشكل اللوحة الفسيفسائية العربية الممتدة من المحيط الى الخليج والتي رسمت حدودها اتفاقية سايكس بيكو (1) قبل اكثر من سبعة عقود، يتم إشعال هذه الدول ومنهم ليبيا بحروب قبلية وعرقية ومذهبية وتوريط الحكومات في هذه الحروب (نظرية الفوضى الخلاقة) التي بشر بها المشروع الامريكي والذي يفضي الى إنهاك الشعوب ويبدد كل أمل لها في الحفاظ على دويلاتها الوطنية ويدفعها للاستنجاد بأمريكا والقبول بأي حل تقدمه لهم ينهي المآسي التي لم تعد لديهم القدرة على تحملها، ومن ثم تدخل أمريكا كمنقذ وتضع الحلول المناسبة والتي تخدم مصالحا وعلى راسها المشروع الصهيوني راس الحربة الامريكية في المنطقة، وتحول المنطقة من دول وطنية تتطلع شعوبها لوحدة أشمل، الى كنتونات قبلية ودينية وعرقية ضعيفة مرتهنة سياسيا واقتصاديا لأمريكا و وكيلتها في المنطقة "اسرائيل".
المرحلة المقبلة للصراع في ليبيا ستكون أسوأ بكثير مما نراه اليوم، إذ بإعلان امريكا عن تورط مصر والامارات في هذا الصراع ستدخل الجزائر التي لها أطماع قديمة في مناطق الشريط الحدودي المحاذي لليبيا الغني بالنفط والغاز في هذا الصراع لضمان حصتها من الكيكة الليبية والتي تمثل منطقة حوض غدامس الغنية بالنفط والمياه ومنطقة غات واحدة من أهداف المشروع الجزائري للتدخل في ليبيا. وتونس الجارة الاخرى لليبيا والتي تعاني أزمة سياسية خانقة بعد إطاحتها بحكم العسكر وحكم حزب النهضة الاسلامي هي الاخرى يجب ان يكون لها دور في هذا الصراع بحكم الجوار وما سيحمله اي تدخل خارجي من انعكاسات سيئة على استقرارها، ولعل موجات سيل النزوح لعشرات آلاف الأسر الليبية التي تتعرض لها تونس هذه الايام ستكون عاملا مساعدا يعزز اي قرار تونسي بالتدخل في هذا الصراع ويمكنها من الحصول ولو على نصيب متواضع في هذه الكيكة المغرية يتناسب وحجمها ..
ولن تكون دول الجوار الاخرى (السودان ، تشاد ، النيجر) بمنأى عن هذا الصراع فالتواجد السكاني والهجرات المتبادلة عبر التاريخ بين ليبيا وهذه الدول ستجر هذه الدول للتدخل ولو بطريق غير مباشر من خلال السماح للجماعات المسلحة التي تعج بها الدول الثلاثة بالتدخل لتحقيق بعض المكاسب فليبيا دولة واسعة مترامية الاطراف تكفي لتغطية أطماع حتى الدويلات الضعيفة..
هكذا وبالاعلان الامريكي عن مسؤولية مصر والامارات على الضربات الجوية التي تعرضت لها طرابلس، تكون أمريكا قد فتحت المرحلة الثانية من مشروع تمزيق ليبيا الذي سيؤسس للمشروع الاكبر القاضي بتفجير كل منطقة الشمال الافريقي وإغراقها في صراعات من كل لون وانهاك شعوبها وإعدادها لتجرع الترياق الامريكي الذي يحول هذه المنطقة وشعوبها الى جمهوريات موز أخرى أو اقل منها تعتاش على مشاريع الدعم الامريكي مرتهنة بوجودها لواشنطن ولا تستطيع الخروج على ما ترسمه لها دوائر المخابرات الامريكية..



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستثمار السيء لدماء العراقيين
- دعوة لتفادي حرائق الرجيع العربي
- -داعش- ضربة قاصمة للاسلام كدين للبشرية
- ليبيا تحترق.. رؤية للخروج من الازمة
- ما الذي يجري في ليبيا؟
- إجهاض الانتصار.. الخطف والقتل المتبادل في فلسطين المحتلة كحا ...
- النازحون الليبيون: هل يقضون رمضان في بيوتهم؟
- دعوة لصمت اعلامي في مواجهة الارهاب
- رؤية لتطوير مسار الثورة الليبية.. مقال مسترجع
- المجلس الوطني للحريات العامة وحقوق الانسان يرسم صور سيئة لحق ...
- صنَّاع الظلام
- التدخل العسكري المباشر في ليبيا طعنة في ظهر ثورة الشعب
- ضياع الوطن .. وأوهام الذهب ..
- ما تحتاجه ليبيا اليوم..
- ليبيا..هل التدخل الأجنبي هو الحل؟!!!!
- هل تعود ليبيا تحت الاحتلال الإيطالي من جديد؟!!
- من ديوان الراحل محمد الشلطامي
- متاهة الهوية..هل تنهي وطن اسمه ليبيا؟!
- محاولة للاتفاف على قانون انتخاب الهيئة التأسيسية لكتابة الدس ...
- القبلية والعرقية .. معول هدم للأوطان


المزيد.....




- نتنياهو لعائلات رهائن: وحده الضغط العسكري سيُعيدهم.. وسندخل ...
- مصر.. الحكومة تعتمد أضخم مشروع موازنة للسنة المالية المقبلة. ...
- تأكيد جزائري.. قرار مجلس الأمن بوقف إسرائيل للنار بغزة ملزم ...
- شاهد: ميقاتي يخلط بين نظيرته الإيطالية ومساعدة لها.. نزلت من ...
- روسيا تعثر على أدلة تورّط -قوميين أوكرانيين- في هجوم موسكو و ...
- روسيا: منفذو هجوم موسكو كانت لهم -صلات مع القوميين الأوكراني ...
- ترحيب روسي بعرض مستشار ألمانيا الأسبق لحل تفاوضي في أوكرانيا ...
- نيبينزيا ينتقد عسكرة شبه الجزيرة الكورية بمشاركة مباشرة من و ...
- لليوم السادس .. الناس يتوافدون إلى كروكوس للصلاة على أرواح ض ...
- الجيش الاسرائيلي يتخذ من شابين فلسطينيين -دروعا بشرية- قرب إ ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد عبعوب - اتهام البنتاغون لمصر والامارات بالتدخل في الصراع بليبيا يمهد لتدويل الصراع فيها.