أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد عبعوب - ما الذي يجري في ليبيا؟














المزيد.....

ما الذي يجري في ليبيا؟


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 4524 - 2014 / 7 / 26 - 09:43
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


مغالطة كبيرة وقعنا فيها كنخبة ليبية مثقفة وحالمة و سياسيين قصيري النظر و بسطاء سئموا ذلك المشهد الذي لازمهم على مدى اربعة عقود، عندما وصفنا ما جرى يوم 17 فبراير 2011م بأنه ثورة من أجل رفع الظلم وارساء الديمقراطية ووإقامة دولة المؤسسات وإطلاق الحريات ، ذلك أن ما نراه يجري على الارض في ليبيا منذ انهيار نظام القذافي وتفكك مؤسساته الامنية والسياسية وحتى الساعة ، هو في واقع الامر اعادة انتاج لنفس النظام بطريقة التكاثر البكتيري، اي بدل نظام على راسه شخص اقمنا آلاف النسخ من نفس النظام على رأسها آلاف النسخ من القذافي، أحزاب وتنظيمات وكتل وتجمعات يفتقر قادتها الى ثقافة الحوار السلمي وضرورة وجود الآخر وثقافة الاختلاف في الرأي كواحدة من أبجديات الديمقراطية.
إن ما يجري في ليبيا هذه الايام وتحديدا في مدينتي بنغازي وطرابلس لا يزيد عن كونه صراع بين تلك الاجسام التي تتخندق وراء شعارات دينية وليبرالية مشوهة وعرقية وقبلية وجهوية تفيض أفكار قادتها وأفرادها بثقافة رفض الآخر المختلف معها في الرأي ولا مجال في خيالهم لوجوده كشريك في إدارة البلاد يغني المشهد السياسي ويساهم في إخراج البلاد من أزمتها.
إن الاقتتال والتدمير الممنهج لليبيا الحاصل اليوم على يد أبنائها وبكل اسف هو نتاج طبيعي لثقافة الرأي الواحد والشخص الواحد واحتكار الحقيقية التي مارسها القذافي وجذرها في عقول الاجيال على مدى اربعة عقود من حكمه، وها نحن نعيش اليوم ونشاهد هذه الثقافة تمارس وتطبق على ارض الواقع.. التيار الديني الذي يتخذ من النصوص المقدسة السماوية غطاء لتنفيذ مشروعه للاستئثار بالسلطة -وهو الذي يقدم نفسه كضحية لارهاب القذافي-يمارس اليوم إرهابا وقتلا وتخريبا في البلاد لم يرتكبه هذا الأخير على مدي اربعة عقود من حكمه. التيار الليبرالي الذي ينافح ويزايد بشعارات الدولة المدنية ودولة المؤسسات وارساء الديمقراطية نراه بدل اللجوء للحوار والشارع لمواجهة التيار المنافس بالمظاهرات السلمية والعمل على تجذير ثقافة الحوار ومجتمع السلم، نجده ينغمس في العنف هو الآخر كوسيلة لاثبات وجوده، ويتخذ من بقايا الكتائب الامنية والجيش والاجهزة الامنية أدوات لذلك. أما عن التيارات القبلية والعرقية والجهوية فهي حتما -إذا ما أقحمت في السياسة- لن تكون إلا كما هي اليوم ، أدوات تدمير للمجتمع وتفتيت للدولة وتخريب لمؤسساتها، ذلك أن هذا النوع من التنظيمات التي كان يفترض أن لا تتجاوز دورها الاجتماعي، تحولت بتورطها في الصراع السياسي الى أدوات تخريب وتدمير للبلاد، بحكم أنها تنافح عن مصالح ضيقة تتعلق بمجتمعاتها، ولا تعترف بوجود الآخر الشريك لها في الوطن إلا كعدو او مصدر تهديد يجب القضاء عليه.
هل ستبقى ليبيا ميدانا لهذه الصراعات العدمية لأمد طويل؟
هذا ما نعتقد أنه سيحدث، حيث المجتمع معبا بثقافة رفض الآخر، تتناحر مؤسساته السياسية البدائية من أحزاب وتنظيمات وتجمعات وكتل للاستئثار بالسلطة ، ويعتقد كل طرف أنه الوحيد الذي يمتلك الحقيقة وأنه الوحيد الذي يحق له الاستيلاء على السلطة.. وفي ظل تقاعس النخبة المثقفة المحدودة عن القيام بدورها التنويري ، وفي ظل وجود مؤسسات إعلامية مشوهة تتبنى خطابا إعلاميا يزرع الفتن ويؤجج الصراعات من كل نوع، وفي ظل الفشل في بلورة مؤسسات مجتمع مدني فاعلة تمارس دورها البناء على لارض، وفي ظل وجود قوى أجنبية فاعلة على الارض ممثلة في الولايات المتحدة و"اسرائيل" وتركيا ومشيخات الزيت في الخليج العربي تمارس في الخفاء والعلن دورا تخريبيا وتؤجج وتمول هذا الصراع والتخريب لخدمة اهدافها التي تتفق على تخريب ليبيا؛ في ظل هذه المعطيات مجتمعة يبدو أن ليبيا ستكون على مدى عقود مقبلة ميدانا للصراعات من كل لون وعلى مختلف الخلفيات، ولن ينجح شعبها الذي لم يتخلص من ثقافة رفض الآخر في المدى المنظور في إقامة الدولة المنشودة التي حلمنا بها في ذلك اليوم من شهر فبراير 2011م.. ويبقى السؤال الملح كيف نخرج من هذا المنزلق الذي هوينا اليه بفعل السفهاء وقصار النظر وضعاف النفوس من ابنائنا؟ وكيف نعيد وضع البلاد على طريق إعادة البناء وإقامة الدولة المنشودة التي حلمنا بها طويلا؟
هذا ما سأحاول الإدلاء بوجهة نظري فيه بمقال لاحق انشاء الله..



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إجهاض الانتصار.. الخطف والقتل المتبادل في فلسطين المحتلة كحا ...
- النازحون الليبيون: هل يقضون رمضان في بيوتهم؟
- دعوة لصمت اعلامي في مواجهة الارهاب
- رؤية لتطوير مسار الثورة الليبية.. مقال مسترجع
- المجلس الوطني للحريات العامة وحقوق الانسان يرسم صور سيئة لحق ...
- صنَّاع الظلام
- التدخل العسكري المباشر في ليبيا طعنة في ظهر ثورة الشعب
- ضياع الوطن .. وأوهام الذهب ..
- ما تحتاجه ليبيا اليوم..
- ليبيا..هل التدخل الأجنبي هو الحل؟!!!!
- هل تعود ليبيا تحت الاحتلال الإيطالي من جديد؟!!
- من ديوان الراحل محمد الشلطامي
- متاهة الهوية..هل تنهي وطن اسمه ليبيا؟!
- محاولة للاتفاف على قانون انتخاب الهيئة التأسيسية لكتابة الدس ...
- القبلية والعرقية .. معول هدم للأوطان
- أطفال فلسطين هم من سيحررونها.
- حذاري بني الجبل!!
- هل يشعل الحمقى الجبل الغربي؟
- هل أعاد كامرون ليبيا تحت التاج البريطاني؟!!
- هل المرأة إنسان حقيقي؟!!


المزيد.....




- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..مقتدى الصدر يشيد بالانفتا ...
- الكشف عن بعض أسرار ألمع انفجار كوني على الإطلاق
- مصر.. الحكومة تبحث قرارا جديدا بعد وفاة فتاة تدخل السيسي لإن ...
- الأردن يستدعي السفير الإيراني بعد تصريح -الهدف التالي-
- شاهد: إعادة تشغيل مخبز في شمال غزة لأول مرة منذ بداية الحرب ...
- شولتس في الصين لبحث -تحقيق سلام عادل- في أوكرانيا
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (1).. القدرات العسكرية لإسرائيل ...
- -امتنعوا عن الرجوع!-.. الطائرات الإسرائيلية تحذر سكان وسط غ ...
- الـFBI يفتح تحقيقا جنائيا في انهيار جسر -فرانسيس سكوت كي- في ...
- هل تؤثر المواجهة الإيرانية الإسرائيلية على الطيران العالمي؟ ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد عبعوب - ما الذي يجري في ليبيا؟