أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبعوب - التفكير الجانبي*!!














المزيد.....

التفكير الجانبي*!!


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 4770 - 2015 / 4 / 7 - 20:20
المحور: الادب والفن
    



في فترة مبكرة من التاريخ استدان تاجر في مدينة لندن مبلغا كبيرا من مراب يهودي على ان يسدده له بفوائده في موعد محدد .. وفي الأجل المحدد للتسديد، لم يتمكن التاجر من جمع المبلغ، وأصبح مصيره السجن ومصادرة ممتلكاته وفق القوانين السارية في ذلك العصر، وكان للتاجر ابنة حسناء لها سال لعاب المرابي المتوحش والنهم للحم البشري كتعويض مناسب لخسارة ماله المحققة، فعرض على التاجر أن يزوجه ابنته مقابل التنازل له عن الدين والفوائد، او دخول السجن وتشرد ابنته وضياعها..
صعق التاجر المسكين وابنته من العرض الحقير لهذا المرابي المتوحش، ولجأ إلى أسلوب المراوغة واستدرار عطف ذلك المرابي الذي لم يعرف في حياته العطف حتى على اقرب الناس له فما بالك بتاجر يرفض تسديد دينه كما يرفض الحل المتمثل في بيع ابنته له مقابل التنازل عن الدين..
أدرك المرابي أنه لن يحصل على حقه وان عرضه لم يجد قبولا لدى التاجر وابنته، فعرض عليه حلا وسطا مراوغا يمكنه من الفوز بالحسناء، عارضا عليه تسليم الأمر إلى مشيئة الحظ أي إجراء قرعة على الحسناء، وكانا ساعتها يجلسان على مسطبة من الحصى بمختلف الألوان، والفتاة موضوع الصفقة تجلس غير بعيدة عنهما تتابع المفاوضات غير المتكافئة بين والدها وذلك المتوحش النهم للحم البشري.. قال المرابي للتاجر المحبط أمام ضياعه وضياع مستقبل ابنته الوحيدة: سنضع قطعتان من الحصى إحداهما بيضاء وأخرى سوداء في كيس وندعو ابنتك لاستخراج واحدة منهما، فإن أخرجت الحصاة السوداء أتزوجها وأتنازل لك عن الدين، وإن أخرجت الحصاة البيضاء لا أتزوجها ويسقط حقي في الدين الى الأبد، وإن رفضت الأمر يكون مصيرك السجن ومصيرها الجوع والتشرد.. وافق التاجر المسكين مكرها على العرض. انحنى المرابي وتناول حصاتان سوداوان من اكداس الحصى على المسطبة دون أن يراه التاجر الغارق في التفكير في مأساته، و وضعهما في الكيس، وكانت الفتاة تراقب بعناية الموقف ولاحظت ما قام به ذلك المرابي الواقع تحت سيطرة شهواته الحيوانية، ولم تبدي أي اعتراض أو تعليق.. وطلب منها أن تدخل يدها وتستخرج إحدى الحصاتين، دكت يدها بسرعة واضطراب في الكيس واستخرجت حصاة وسربتها قاصدة من يدها فسقطت وسط الحصى المبعثر على المسطبة، وتظاهرت بالفزع وقالت: "يا لغبائي لقد وقعت مني الحصاة وسط أكوام الحصاة المبعثر ولن نستطيع تمييزها، ولكن لا يهم، يمكننا معرفة لون الحصاة التي سحبتها من خلال لون الحصاة المتبقية في الكيس".. وأمام هذا الموقف صعق المرابي ولم يستطع الكشف عن حقيقة تدليسه وغشه أمام التاجر وابنته، واستطاعت الفتاة عن طريق عملية التفكير الجانبي ان تغير مسار الأمور ليصبح ما كان مستحيلا في المرحلة الأولى مفيدا للغاية، ومن حسن حظها أن المرابي غشاش، فلو أنه اختار الحصاتين إحداهما بيضاء والأخرى سوداء لكان أمامها فرصة واحدة للنجاة، أما وقد اختار طريقة الغش فاستطاعت بإتباعها التفكير الجانبي وعدم مبادرتها لكشف غشه تغيير مسار الغش لصالحها وأبيها، وإيقاع المرابي في سؤ تدبيره، ونجت بذلك من مخالبه ونجا والدها من السجن .
===============
• النص مقتبس بتصرف من كتاب "التفكير الجانبي" للكاتب إداوارد ديبونو، ترجمة فائض خواص، منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب.



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العشق من أول نظرة.. قصة عاشق الكتاب
- -الديموكتاتورية- كأسلوب للانتحار الجماعي..
- الديمقراصهيونية المخادعة..
- خواطر عابرة (5) قوة الفوضى..
- خواطر عابرة (4) الواقع يخذل العقل!!
- رهاب الضياع يحاصر ذاكرة حسين نصيب
- المحطة السابعة التي لم يطرحها المفكر طرابيشي.
- خواطر عابرة.. (3/3) يوم دفنّا جنين الديمقراطية في ليبيا..
- خواطر عابرة.. (2/3) يوم دفنّا جنين الديمقراطية في ليبيا..
- خواطر عابرة.. (1/3) يوم دفَنّا جنين الديمقراطية في ليبيا..
- خواطر عابرة (2) زنزانة الملل..
- وباء الجنرالات يستشري من جديد في ليبيا.
- خواطر عابرة.. (1) أشواق على مذبح العقل..
- بني الجبل انتبهوا.. مستقبلكم في خطر!!
- ألم أقل لكم إنها حرب بلا معنى!!
- أين تجذف إسرائيل
- ديفد هاينز قرباناً على مذبح الهيمنة..
- صناعة الفوضى.. داعش نموذجا..
- اتهام البنتاغون لمصر والامارات بالتدخل في الصراع بليبيا يمهد ...
- الاستثمار السيء لدماء العراقيين


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبعوب - التفكير الجانبي*!!