أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد عبعوب - أي جاري الأوروبي انتبه.. انك تؤذي نفسك.!















المزيد.....

أي جاري الأوروبي انتبه.. انك تؤذي نفسك.!


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 5226 - 2016 / 7 / 17 - 02:11
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


بداية .. جاري الأوروبي نشاطرك الأحزان على ضحايا عملية الدهس البربرية المقيتة التي شهدتها مدينة نيس الفرنسية ليل الخميس و في كل ضحايا عمليات العنف التي يدفع المدنيون العزل هذه الأيام في أوروبا أرواحهم ثمنا لها، كما ندين كل أعمال العنف والقتل العمياء التي لا تفرق بين الجاني والبريء، وأنبهك إلى أن مئات الضحايا من جيرانك على الضفة الجنوبية والشرقية للمتوسط يسقطون يوميا صرعى بسبب سياسات حكوماتكم وأحزابكم الخاطئة في حقنا..
**** **** ****
"نعم .. جاري الأوروبي، انتبه إنك تؤذيني وتدميني وتنتهك حرمتي وتقتل أبنائي وتنهب مواردي منذ أزيد من ثلاثة قرون، ولا زلت تواصل ذلك حتى اليوم وإن بطرق غير مباشرة.. وأنا جارك على الضفة الجنوبية لهذا البحر الذي نقيم على ضفافه منذ عشرات القرون وسنبقى، أمام إصرارك على نهج هذا السلوك غير الإنساني وغير الأخلاقي والمنافي لقيم الجوار، لم أجد وسيلة لتنبيهك الى أخطائك الكارثية هذه؛ سوى إتباع أسلوب المعاملة بالمثل وأن أسقيك من الكأس الذي تسقينه منذ عقود"..
هذا الخطاب هو ما أعتقد أن المندرجين في أعمال العنف الدامية التي تجتاح أوروبا هذه الأيام وآخرها عملية الدهس المروعة التي شهدتها مدينة نيس الفرنسية، وأيضا من يفكرون بعقلانية في بواعث هذه الموجة القاتلة، يرددونه في ضمائرهم ، ويتمنون لحظة من صحوة الضمير لدى جارهم الأوربي تمكنه من الوقوف على جذور هذه الموجة الكريهة وتلمس بواعثها والتعامل معها بعقل وعدالة للوصول الى علاج فعال يستأصلها من وعي مؤيديها ومن يفكرون في اقترافها يوما ما..
نعم عليك جاري الأوروبي أن تقف للحظة وتحاسب نفسك وتراجع حساباتك وتاريخك ، وأن تعترف بأخطائك القديمة والجديدة والمتواصلة في حق جارك على حوض المتوسط الذي وضعته هذه المظالم أمام خيارين لا ثالث لهما؛ إما الفناء على يد جاره الأوروبي المنفلت والموتور بجنون القوة والتفوق والسعي المحموم للسيطرة على الارض، أو العمل على جر هذا الجار للفناء والموت معه في نفس الأتون وهو ما حصل ويحصل في أكثر من مدينة أوروبية مؤخرا..
عقب كل عمل عنيف "إرهابي" يزهق أرواح بريئة في مدينة أوروبية ينفذه شخص من أصول عربية او من دولة يدين شعبها بالإسلام، ترتفع عقيرة ساسة أوروبا وقادة أحزابها ومسئولي أجهزتها الأمنية بإطلاق تلك السيمفونية المملة عن الإرهاب وتوجيه التهم الى جماعات وتنظيمات دينية وحتى دول معينة وتحميلها المسؤولية فيما جرى، وكأن مرتكبي هذه الجرائم مجبولين على سفك الدماء ولا توجد أية أسباب أخرى عدى ثقافة العنف التي يتشربونها من تنظيماتهم الأصولية المتطرفة، تدفعهم لارتكابها! ..
لم نستمع يوما ما لرئيس أوروبي او قائد حزب او جهاز أمني يتحدث وبصراحة وحياد عن جذور هذه الموجة وأسباب ارتفاع وتيرتها ودور السياسات الأوربية في إذكائها، والدعوة لوضع العلاجات الناجعة لاستئصال أسبابها ..
لم يتساءل ساسة أوروبا عن أسباب فشلهم في استيعاب ذلك المهاجر الذي ولد بين ظهرانيهم، وعجزهم عن بناء تفكيره بناء صحيحا، يحميه من السقوط في براثن فكر الكراهية والعداء لشعب وأرض آوته وترعرع على أديمها وآوت قبله والده الذي وصلها طريدا او جائعا ..
لم يقرر هذا الجار الأوروبي الموتور بعقدة التفوق والتعالي ، حتى الساعة مراجعة نفسه وتاريخه وسياساته الراهنة تجاه جاره الذي عانى ولا زال يعاني جراء سياسات أوروبية أنانية وعدوانية تدمي أسرته وتنتهك حرمته وتحرق بيته ومزرعته وتقتل أقاربه وتنهب مواردهم تحت شعارات مثيرة (تحقيق الديمقراطية والعدالة) و ما إن يسعى هذا الإنسان لتحقيقها والاستجابة لندائها، حتى تتسابق أجهزة مخابرات حكومات أوروبا لوأد أي برعم يظهر لها على الضفة الجنوبية للمتوسط لتبقيها رهينة للتخلف والفوضى كما هي اليوم..
لم يفكر هذا الجار في دور حكوماته المحوري في إنتاج ظاهرة الإرهاب وتنصيب جماعات إرهابية مسلحة على رأس حكومات عديد الدول العربية والإسلامية، بعد تقويض أنظمة حكمها الدكتاتورية التي خرجت عن الخطوط التي رسمتها لهم مؤسسات الضغط والهيمنة الأوروبية، وهي تدخلات تعد المسئول الأول عن إنتاج ظاهرة الإرهاب التي تكتوي أوروبا اليوم بنارها..
هذا الجار الأوروبي كلما وصلت الى بيته شظايا قنابله التي يمطر بها مدن وقرى جاره العربي تحت غطاء قرار أممي مستخرج تحت ضغوط سياسية بحجة "حماية المدنيين" أو "محاربة الإرهاب"، يسارع بإطلاق تلك السمفونية السمجة عن الإرهاب ويبدأ بفرض قيود وإجراءات قانونية تقيد حركة السكان ويطلق العنان لآلته الإعلامية الرهيبة لإبعاد الإنسان الأوربي عن التفكير بالأسباب الحقيقية والجذور العميقة لهذه الظاهرة وكشف أبعادها و وضع الحلول الجادة لها ، والعمل على إبقاء الناس أسرى لرؤية محددة تخدم سياسات معينة لا تحقق أي استقرار وتفاهم حقيقي يخدم مصالح هؤلاء الجيران الذين يدفعون من دمائهم ثمنا باهظا على مذبح نزوات ساسة وقادة أوروبيين لا يرون في السلام والوفاق مع جيرانهم أية مصلحة لهم، ويؤمنون بعقيدة العدوان والكراهية كسياسة ناجعة في التعامل مع الآخر..
لقد حان الوقت، بل فات منه الكثير أيها الجيران الأوروبيون لتقفوا للحظة وتحاسبوا أنفسكم، وتراجعوا حساباتكم وتقدروا أن مصالحكم مع جيرانكم على ضفة المتوسط الجنوبية أهم من أية مصالح مع الآخرين الذين تفصلكم عنهم محيطات شاسعة، لقد حان الوقت لتراجعوا طرق تدخلكم في بيوتنا وتمويلكم لحروب تدمينا وتدمر أرضنا وتقتل أطفالنا، حان الوقت أيها السادة لتقتنعوا بأن حسن الجوار والاعتراف بالآخر وتفهم أسباب اختلافه عنكم هي السياسة الأنجع لإحلال سلام حقيقي ودائم على ضفاف هذا الحوض الذي لوثته الدماء والجثث بفعل سياساتكم القائمة على القوة والعنف واستنزاف الموارد، وعدم تقدير قوة الجار وما يمكن ان يقوم به جراء هذه المظالم..
حان الوقت ايها الجيران الأعزاء لرفع أيديكم عن الكيان الإرهابي "إسرائيل" الذي زرعتموه في بيتنا لتكفّروا عن خطيئتكم وجرائمكم في حق الأقليات اليهودية التي كانت تعيش بسلام وتعاون في كل بلدان أوروبا ، وقمتم بحرق من استطعتم منهم في المحارق، ودفع الناجين منهم وإغداق المال والسلاح عليهم للاستيلاء على ارض غيرهم وإقامة جيتو لهم باسم "إسرائيل" وتشريد الشعب الفلسطيني وقتل مئات الآلاف من أبنائه والاستيلاء على بيوتهم وإقامة ذلك الكيان الإرهابي الذي يحظى حتى الساعة بحمايتكم ودعمكم غير المحدود.
أيها السادة الجيران، نعم نحن متخلفون عنكم، وفقراء، ولا نحظى بالديمقراطية ونعيش تحت وطأة أنظمة حكم دكتاتورية وملكية ثيوقراطية وإقطاعية تجاوزها الزمن، لكننا رغم ذلك نحن بشر لدينا أحاسيس وهوية ومشاعر وكرامة لم ولن تنجح كل تدخلاتكم المقيتة والخاطئة في حياتنا في النيل منها، وكذلك لم ولن تنجح سياسات حكامنا في طمسها وتزييفها أو إرغامنا على التخلي عنها.. دعونا أيها السادة نعيش كجيران متعاونين نحترم خصوصيات بعضنا ونتعاون على قهر التخلف والفقر وكل العوامل المنتجة لظاهرة الإرهاب والعدوان التي قد تظهر لدى أي طرف بيننا ونفتح صفحات جديدة خالية من كل النوايا السيئة عنوانها التعاون واحترام قيم الجوار ونبذ العدوان والكراهية، ونعمل من أجل تحويل هذا الحوض الجميل الذي نجتمع على ضفافه اليوم، وكان لقرون جسرا لتبادل العدوان والغزو، تحويله الى جسر للسلام والتعاون وبناء حضارة إنسانية خالية من العنف والأنانية تحقق السعادة والرفاه لنا جميعا وتبعد شبح الموت والفقر والتخلف عنا..



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرار لندن بغزو العراق.. خطيئة دولة لا فرد
- الإسلام الأصولي كنموذج في تعامل الغرب مع المسلمين.. عرض كتاب ...
- الإسلام الأصولي كنموذج في تعامل الغرب مع المسلمين.. قراءة في ...
- تراجيديا سقوط غرناطة لم تتوقف!!
- دوستويفسكي في منزل الأموات..
- وداع يفيض حزنا
- وليمة ذكورية ..
- فعل الهوية في عقول همجية
- الربيع العربي برؤية مثيرة تكشف حقيقته..
- فاقرة الفياغرا.. (3/3)
- فاقرة الفياغرا.. (2/3)
- فاقرة الفياغرا.. (1/3) ( قصة )
- أمريكا .. سذاجة إدارة التضليل
- الأقليات ومبدأ التوافق قنابل تفتيت ليبيا
- اليها في عيدها
- الاختلاف لوأد الخلاف
- ساعات بطول الدهر!!
- قراءة في كتاب -الانتفاضات العربية على ضوء فلسفة التاريخ-..
- ليبيا.. أسباب الفشل ومسار التصحيح..
- الفردوس الدامي.. صورة مقربة لعشرية الجزائر الدامية


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد عبعوب - أي جاري الأوروبي انتبه.. انك تؤذي نفسك.!