أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كهلان القيسي - روبرت دريفوس: العراق، اللعبة إنتهت















المزيد.....

روبرت دريفوس: العراق، اللعبة إنتهت


كهلان القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 1410 - 2005 / 12 / 25 - 03:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأمل الأخير للسلامِ في العراق قد دهس حتى الموتِ هذا الإسبوعِ. بعد "نصر" التَحَالُفِ الدينيِ الشيعيِ في إنتخابِات 15 ديسمبر/كانون الأول، والذي سيضع السلطة للسَنَوات الأربع التالية في أيدي فرقة مُتعصّبة مِنْ الأطرافِ الشيعيةِ الأصوليةِ المدَعومة مِن قِبل إيران، قبل كل شيء بيد المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراقِ الذي دَعمَ بشكل سري وبسوء وحقد، من آيته السيستاني، وهو مدعوم مِن قِبل قوة شبه عسكرية عدد أعضائها يقدر ب 20,000 تسمى لواءَ بدر، وبكلا الدعم العلني والسري مِنْ دائرةِ المخابرات الإيرانية وهيئة الحرس الثورية، فان المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق سَيَخْلقُ معقلا ثيوقراطيا ( حكومة دينية) في معاقلهم العراقيةِ الجنوبيةِ وتَستعملُ قوَّتَها في بغداد لحُكْم ما تبقّى مِنْ الدولة العراقيةِ بِالقوة.
إنّ عواقب "نصرِ" المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق ِمتعددة، لأنه ليس هناك أي أمل في حلول وسط، ولا فرصةَ لمحادثاتِ سلام بين فئاتِ العراق، ولا فرصةَ لوساطةِ دوليةِ.وليس هناك قوة معتدلة التي يُمْكِنهاُ أَنْ تردم هوة التقسيماتَ الفئويةَ أَو الطائفيةَ. لذا المحطّة القادمة: الحرب الأهلية.
ليس هناك أيّ أمل في البَحْث عن الحلول الوسطية في كارثة الانتخابات العراقيِة. إنّ رئيسَ الوزراء القادمَ من المحتملَ، هو عادل عبد المهدي، الناطقِ ذو الكلام السلس للمجلس الأعلى السفاح. في العراقِ ورئيسه، عبد العزيز الحكيم، القائدُ السابقُ للواءِ بدر و رجل الدين الذي أصدرَ النداءاتَ المُتعطشة للدماءَ بأنه لا حَلَّ إلا بالقضاء عسكريا على المقاومة. وسَتنتشرُ العديد من سجون التعذيبِ السريةِ المدارة من قبل المجلس الأعلى الذي يقود وزارة الداخليةِ العراقيةِ ، وفرقِ الموت التابعة للمجلس سَتبْدأُ بتحضير قوائمِهم مِنْ الأهدافِ للاغتيالات . الدستور الطائفي الخلافي الذي صُدِمَ العراق به في أكتوبر/تشرين الأولِ بأصوات الكتلةِ الدينيةِ الشيعيةِ سَيَكُونُ سليما محفوظا تحت "حكومة دائمة" جديدة للعراق تحت قيادة المجلس.
أما الأكراد، الذين ابعدوا أنفسهم في شمال العراق، فإنهم سَيَتقهقرون أبعد إلى جيبِهم، مقتنعين للمَضي تدريجياِ نحو الذي يَتمنّونَه سَيَكُونونَ دولة ردفِ إنفصاليةِ. ففي وقت سابق من هذه السَنَة، وبعد الإنتخابَات الإنتقاليَة في 31يناير /كانون الثّاني رتب الأكراد صفقتِهم مع الشيطانِ الشيعيِ، في تبادلِ مصلحتين حيويِتين (لهم) وهما: أن العراق سَوف لن يكونُ عِنْدَهُ قوة إرادة لحكومية مركزية موجودة عملياً فحَجزتْ للمناطقِ الإقليميةِ، وأن العائداتِ مِنْ حقولِ النفط العراقيةِ المستقبليةِ سَتَذْهبُ إلى تلك المناطقِ، وليس للحكومة المركزية. كُلّ حاجة الأكراد الآن هي السيطرَة على كركوك، أَيّ هم يَعملونَ بالقوةِ، وبالعنف، وبالتَطهير العرقي الذي يهدّفَ نحو السكّانِ العربِ مِنْ منطقةِ كركوك.
إنّ السُنّةَ يَتهمون عملية الانتخابات بالتزوير، ويُهدّدُون بالمُقَاطَعَة أَو الإنسِحاب مِنْ الجمعيةِ الجديدةِ، ويَتوقّعُ بشكل مفتوح بأنّ العراق سَيَنزلقُ الآن إلى الحرب الأهليةِ. وعملياً لا توجد هناك مجموعةَ من التحالفاتِ السياسيةِ الآن التي يُمْكِنُ أَنْ تَضْمنَ للسُنّةَ سهما عادلا مِنْ القوَّةِ في العراق الجديد. فإن كُلّ زعيم سني، مِنْ ناشطِ في حزب البعثِ إلى الأكثر فدائيَّةً من رجالِ الدين السنة المحافظِين، يَعْرفونُ بأنّ حكومة أو نظام تحت قيادة كتلةِ المجلس الأعلى والحكيم سَيَعْني حربَاً. وكنتيجة لهذا فإن المقترحين للتَعَاوُن مع الحكومةِ الجديدةِ سَيصبحون متفرجين من وراء السياجِ، وهؤلاء دون شك سَيَنضمونَ إلى المقاومةِ. التمرّد سَيَستمرُّ، ويَقوّي هذا الاحتمال.أن الأكثر إدراكيةً بين مسؤولي المخابرات الأمريكيةِ والخبراءِ العراقيين يَعْرفونَ كَيفَ يقَرأون الموقف، وهم يَعتقدونَ في الغالب بأنّه يائسُ. "انا أَكْرهُ القَول، بان اللعبة إنتهت، "كما يقُولُ Wayne White، الذي قادَ مساعي إستخباراتِ وزارة الخارجيةَ الأمريكية في العراق حتى الربيع الماضي. وقال: "لكن نحن فَقدنَاه." ليس هناك آلية للسُنّةِ الآن لإعادة القليل من التوازن في العراق، والأحزاب الدينية الشيعية لَيْسَ لَها حافزُ لتَقديم تنازلاتِ هامّةِ أمّا إلى السُنّةِ أَو إلى المقاومةِ،
وما يزيد في القلق حقيقة بأنّ العناصرُ المعتدلةُ في العراق — تتَرَاوُح مِا بينْ مرشّحِ وكالة المخابرات المركزيةَ المفضّلَ، إياد علاوي، إلى عربةِ وزارة الدفاع الأمريكيةَ المُختَاَرةَ، أحمد جلبي — الذي نفخ بعيداً. لذا، كما تَمنّيتُ في وقت سابق (وكَتبتُ، في هذا الفضاءِ، قبل أسبوعين، تحت عنوان "مسمّى أملِ العراق الأخير الصغير، "وثانيةً، الأسبوع الماضي، في "النقطة الخطر في العراق")، أيّ فرصة يمكن لذلك الشخص مثل علاوي أَنْ يَظْهرَ لك صاحب نفوذ بحيث يُمْكِنُه أَنْ يُردم هوة التقسيمَ بين الشيعة الدينيينِ والمقاومةِ بقيادةِ السنة هي دون جدوى. المُخَطَّطون لمؤتمرِ سلامِ جامعة الدول العربيةِ، الذي حدّدَ انعقاده في أواخر شهر فبراير/شباط أَو أوائل شهر مارس/آذار، من المحتمل أنه لَنْ يَحْدثَ. إلا أن العنف سَيَشتدُّ.

أما بالنسبة لبوش، فإن النَتائِج الآنية مشكلة صعبة بشكل لا يطاق تقريباً. فإن البيت الأبيض سَيَبْدأُ بنَظْر العالم مضحكِاً بينما يَبِيعُ إنتخابَ العراق المُصَاب بالفضيحة والموغل بإلاحتيالَ كولادة للديمقراطيةِ، خصوصاً حينما تَبْدأُ حكومة دينيةُ شيعية وحشية بالتَشْكيل. وإن المقاومة المستمرة سَتَجْعلُ الأمر مستحيلاً على الرئيسِ للإسْتِشْهاد بالتقدّمِ في الحربِ. فعندما يبدأ الرّئيس بوش بطَلَب تخفيض للقوات الأمريكيةِ في العراق، كما يَجِبُ
أنْ يكون، فهو لن يتوقع أنه بأمكانه أن يرى عراقا يسوده السلام أو عراقاً هادئا لكي يمكنه الإشارة إليه. إن صعود قوَّةِ إيران في العراق يُقدّمُ لغزَاً عجيباً محيراً للرئيسِ. فإن بَعْض المحافظين الجدد المتلهّفين، بالطبع، سَيَبْدأُون مُجَادَلَتهم بأن الولايات المتّحدةَ لَيْسَ لَها خيارُ إلا بأَخْذ الحربِ الفاشلةِ في العراق إلى إيران، لتحطيم أولئك الذين يقضون مضاجع الإحتلالَ الأمريكيَ في العراق. أما ألآخرون في إدارة بوشِ، الذين يضعون أقدامهم على الأرضِ على الأقل، فإن مشكلة القوَّةِ الإيرانيةِ في العراق تُعقّدُ قدرتَهم بشكل واسع ليخرجوا بحلول إيجابية على مشروعِ عراق إدارة بوش.

إنّ كارثةَ الإنتخابَات تَعْني بأنّها من المهم جداً الآن للولايات المتّحدةِ أن تفَتْح سبيل المحادثاتِ المباشرةِ مع المقاومةِ العراقيةِ، حتى إذا يَعْني هذا تَحدّيا للنظامِ برئاسةِ الدينيِ الشيعيِ. فإن الولايات المتّحدةُ التي يُسندُ جنودها الـ160,000 الشيعة في الحكم. فإن واشنطن لَمْ تَعُدْ تَستطيعُ تَحَمُّل إعْطاء المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراقِ وشريكِها الأصغرِ، الدعوة قوَّة نَقْضِ على قدرتِها للتَفَاوُض على وقف إطلاق نار بالمعارضةِ لكي تَسْحبَ القوات الأمريكيةَ. لَكنَّه يَعْني أيضاً أن كُلّ يوم تَبْقى القوات الأمريكيةَ في العراق، تَخْلقُ الولايات المتّحدةَ يوماً آخراً للقواتِ الدينيةِ الشيعيةِ لتَقْوِية يَدِّهم، لبِناء مقاومتهم الشعبيةِ، ولعَمَل خطط لتَطهير السُنّةِ مِنْ مناطقِ الأغلبيةِ الشيعيةِ. (هو، بالطبع، قد تم بمساعدة الجيش الأمريكي حيث أن المليشيات الشيعية اندمجت في الجيشِ العراقيِ الجديدِ. ) إن الخُرُوج من العراق بأسرع ما يمكن، كما حدده جاك Murtha فإن الولايات المتّحدة يُمْكِنُها أَنْ على أقل تقدير أن تَضْمنُ بأنّ الشيعة لا تزداد قوتهم جداً، وهو قَدْ يَمْنعُ المقاومةِ بقيادةِ السنة من الانجراف نحو الأصولية. وعندما لا تتوفر هناك خيارات جيدة، ثمّ الفطنة تَقترحُ بأن الوقت قد حان لإخْتياَر أهون السيئين.
روبرت Dreyfuss
http://www.tompaine.com
22ديسمبر/كانون الأول, 2005
ترجمة: كهلان القيسي



#كهلان_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بهاء موسى, المحاكم البريطانية, و17 بريمر
- من داخل سجونِ العراق السرية: شهادة عراقية
- هل أطاح زلماي وعمار الحكيم بعلاوي- باتفاقات سرية؟؟
- إرهاب وانتقام متجدد في خرائبِ الفلوجة
- أمريكا: تَدْعو إلى طرد وزيرِ داخلية العراق لتعذيبه السجناء ا ...
- توقعات ما بعد انتخابات العراق
- إذا غادرت أمريكا العراق؟؟ما الذي سيحدث، نظرة من الداخل
- إيران تَدير العراق عبر مليشيات بدر- وثيقة دامغة ضد وزير الدا ...
- الحرب الجويةَ المخفية في العراق
- رعب النِساء الحوامل في طرقِ بغداد الخطرة
- تلاشى حلم عودة العراقيين
- نظرة على الجماعات المسلحة في العراق: من هم وكيف يقاتلون.
- شارون في كردستان بلا عربان
- -السفر مَع أولادِ السوء-، نشوء فرقِ الموت العراقيةِ
- الحرب القذرة: تعذيب وتشويه العراقيين, وحرقهم بالفسفور هذه بغ ...
- وحوشنا في العراق: خفايا وأسرار تمس الحكومة العراقية
- فرق الموت السرية، مغاويرِ شرطة العراق الجدد
- أرامل السواد: قصة الاستشهاديات المسلمات من الشيشان إلى بغداد ...
- الأكراد يُريدونَ سَحْب المستثمرين إلى العراق الآخر
- نابلم، فسفور، تعذيب، حرق، ودريل التثقيب، واسود هل هذا هو ثمن ...


المزيد.....




- حاول اختطافه من والدته فجاءه الرد سريعًا من والد الطفل.. كام ...
- تصرف إنساني لرئيس الإمارات مع سيدة تونسية يثير تفاعلا (فيديو ...
- مياه الفلتر المنزلي ومياه الصنبور، أيهما أفضل؟
- عدد من أهالي القطاع يصطفون للحصول على الخبز من مخبز أعيد افت ...
- انتخابات الهند.. قلق العلمانيين والمسلمين من -دولة ثيوقراطية ...
- طبيبة أسنان يمنية زارعة بسمة على شفاه أطفال مهمشين
- صورة جديدة لـ-الأمير النائم- تثير تفاعلا
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 50 مسيرة أوكرانية فوق 8 مقاطعات
- مسؤول أمني عراقي: الهجوم على قاعدة كالسو تم بقصف صاروخي وليس ...
- واشنطن تتوصل إلى اتفاق مع نيامي لسحب قواتها من النيجر


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كهلان القيسي - روبرت دريفوس: العراق، اللعبة إنتهت