أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - خالد ديمال - مُحرقة الإعلام الدّولي ‘‘الدّعائي’’... داعش نموذجًا..














المزيد.....

مُحرقة الإعلام الدّولي ‘‘الدّعائي’’... داعش نموذجًا..


خالد ديمال

الحوار المتمدن-العدد: 5280 - 2016 / 9 / 9 - 21:13
المحور: الصحافة والاعلام
    


قلنا في مقالة سابقة، أن التوجه نحو جمهور خارجي معين، في إطار الإعلام الدولي، يقتضي الإلمام بلغته، فلكي أخطاب الجمهور في إسرائيل على سبيل المثال، لابد من معرفة اللغة العبرية، فهو مجهود رئيسي من أجل التوجه إلى هذا الجمهور بغرضِ إقناعه بوجهة النظر العربية في النزاع العربي الإسرائيلي. هنا أيضا يمكن إستحضار هيئة الإذاعة البريطانية، فهذه الأخيرة متقدمة في مجال الإعلام الدولي، ولديها في هذا الجانب، العديد من المحطات الإذاعية الناطقة بلغات أخرى، فهناك الbbc عربي، وهي إذاعة مرئية، تُظهر مدى التخطيط في اختيار لغة تناسب أهل المنطقة الجغرافية، والعربية منها على سبيل التحديد، لكي تحقق إنتشارا أكبر، كما أن الجمهور العربي الذي يتعامل مع هذه المحطة الناطقة بالعربية، أكبر بكثير من نظيره الذي يتعامل مع الbbc أنترناشيونال، وبالتالي تكون نسبة المشاهدة مرتبطة بشكل رئيسي بلغة المنطقة الجغرافية التي تستقبل البث عبر الأقمار الإصطناعية، وكذلك الطريقة المعتمدة من طرف خبراء الإعلام، في مخاطبة الجمهور المعني بمشاهدة تلك القناة أو غيرها، وكذلك عقليته في التعاطي مع وسائل الإعلام. وبالتالي، تكون الطريقة التي نُخاطب بها الجمهور الأورُبّي، مختلفة تماما عن الطريقة التي نُخاطب بها الجمهور العربي. فمثلا إذا كنا نريد أن نعطي فكرة عن القضية الفلسطينية، ومعها حقوق الشعب الفلسطيني، فإن إيصال هذه الفكرة لدى الجمهور العربي، تكون سهلة في الغالب، مقارنة بشرح أبعاد هذه القضية لدى الجمهور الغربي، وبالتالي عندما نريد أن نتحدث إلى هذا الجمهور، فإن الواقع الإعلامي يفرض إعتماد الخطاب العقلاني عوض نقيضه الذي يدغدغ العواطف في مخاطبة هذا الجمهور، مثلما يحدث عندنا في العالم العربي.
يجب التذكير هنا، أن الإمبراطورية الرومانية القديمة، عرفت وجود صحيفة كانت تحمل إسم ‘‘أكتاديورتا’’، وكانت توزع على نطاق كبير، في أنحاء الإمبراطورية القديمة. طبعا جزء كبير من توزيع المادة الصحفية، كان عبارة عن دعاية. ونحن نقول أن الإعلام الدولي، إرتبط إلى حد كبير ومازال في معظمه، بالدعاية التي يُصطلح عليها أيضا ب‘‘الإعلام الدولي الدعائي’’. وفكرة الإعلام الدعائي الدولي، غالبا ما تأخذ معناها من جهود الإعلام الدولي حصرًا، وعادة ما تقوم به دول بعينها، حيث لا نجد أفرادا ولا مؤسسات، بل مؤسسات خاصة مدعومة من الدولة، وفي الغالب دول بعينها من تقوم بهذه المهمة، وبالتالي يتداخل إلى حد كبير، مجهود الإعلام مع جهود الدعاية، وفي منحاه التداخل مع الإعلام الدعائي إلى حد كبير. طبعا سيتطور هذا الإعلام الدعائي بظهور الطباعة، وخاصة مع مطبعة غوتنبُرغ ومعها ظهور الحروف المعدنية المتحركة، حيث أضحت الصحف قادرة على الإنتشار عبر الحدود الجغرافية، وبالتالي قادرة على التأثير، حتى الدعائي منه. وغالبا ما يكون هذا الإعلام الدعائي قاتلا ومدمرا، لأنه يحرض على الحروب النابعة من الكراهية والأحقاد سواء العرقية أو الدينية، مثلما حدث على عهد ألمانيا النازية، حيث قُتل العديد من اليهود في أفران هتلر ‘‘حسب الرواية التاريخية’’، والآن نفس المشروع الدعائي تنفذه إسرائيل تُجاه الفلسطينيين لأسباب طائفية وعرقية ترتبط بالدين واللغة، ليتحول الضحية إلى جلاد، ويضاف إليهما تنظيم ‘‘داعش’’ الإرهابي الذي يقتل كل من يعارضه حتى أولئك الذين يشترك معهم في المعتقد من أهل السنة والجماعة لمجرد رأي مختلف، بقطع الأوصال وجز الرؤوس ونشرها عبر أشرطة فيديو بجودة عالية على شبكة النت من أجل الترهيب والتخويف.
طبعا، مع مرور الزمن، لم تعد الصحف تمثل وحدها وسيلة الإعلام القوية في إطار الإعلام الدولي، فهناك أيضا أفلام السينما، فالسينما وسيلة تأثير قوية جدا، لأن جمهورا عريضا يستقبل أفلامها، وهو في حالة إسترخاء، وبالتالي تحقق الرسالة الإعلامية أهدافها ومضمونها، وبالتالي يكون لهذه الأفلام تأثير السّحر على الجمهور، فتغدو هي الأخرى وسيلة من وسائل الإعلام الدولي. فاللون الدرامي كثيرا ما يسوق مجموعة من الصور النمطية التي تتداولُها وسائل الإعلام، من خلال الأفلام السينمائية، فمختلف القضايا تأتي من خلال السينما، وبالتالي صارت هذه الأخيرة من أقوى وسائل الإعلام التي ظهرت، والتي تسبب قلقا كبيرا على مستوى العالم، فهي التي تناولت قضية الزنوج الأمريكيين ومستوى العنصرية الطافح في الجسم الأمريكي، إضافة إلى الصور النمطية التي تسوقها الولايات المتحدة الأمريكية عن العرب. ناهيك عن الإذاعات، ولو بشكل محدود على مستوى الإستخدام، في الفترة ما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية، وما بعدها خلال الحرب الباردة. هكذا، وبعد أن كانت الهيمنة لريبورتاج الكاتب في بداية القرن، أصبح السؤال حول الإذاعة في مرحلة الحرب العالمية الأولى، لتأتي بعدها مرحلة التلفزيون، الآن هناك بُعدٌ مستقبلي لتطور وسائل التواصل ومسارب الإعلام، حيث وصلنا اليوم إلى مرحلة الصحافة الإلكترونية عبر الإنترنيت، وبالتالي نكون ملزمين بتتبع صيرورة المجتمع في إطار تحرير المشهد السمعي البصري، وبموازاتهما تقوية دور الإعلام في سياق النهوض التنموي، ضد كل تطرف امتيازي لا يخدم مهنة الصحافة.
يتبع...





#خالد_ديمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلام الدّولي أداة تأثير أم تدمير؟... قناتَيْ الحرّة والجز ...
- هذه أهمّ قيود الصّحافة الإلكترونيّة في مشروع قانون الصّحافة ...
- الصّحافة المغربيّة وجماعاتْ الضّغط
- الصّحافة والسّياسة.. وإشكاليَة التّوظيف المرتبكْ..
- الصّحافة المغربيّة وثقافَة ‘‘العارْ’’..
- حريّة الصّحافة بالمغربْ.. الحقيقَة الغائبَة..
- الإعلامْ البديلْ بالمغرب.. أيّة آفاق؟؟..
- نقاشٌ هادئ حول مدوّنة الصحافة الجديدة بالمغربْ
- واقع المرأة بين الخصوصية والكونية: -نحو تجاوز التوظيف الإيدي ...
- واقع المرأة بين الخصوصية والكونية: -نحو تجاوز التوظيف الإيدي ...
- تشغيل المرأة بين المساواة ومقتضيات الحماية الخاصة (2/2)
- تشغيل المرأة بين المساواة ومقتضيات الحماية الخاصة (1/2)
- الديمقراطية ناظم أساسي لمسارب الثقافة
- البيدوفيليا: عندما يندغم الجنس بالإستغلال..
- القانون فكرة متعالقة بحتمية الإنصاف ومتطلبات الوجود الإجتماع ...
- ماذا بعد مدونة الأسرة الجديدة؟..
- التغيير وإشكال الهوية
- هاجس التغيير..جدلية الثقافة والسياسة.. أية علاقة؟ !..
- ندوة - مجتمع المعرفة وتحديات الحداثة والتنمية-
- الإنتخابات الجماعية بالمغرب: هل تحولت إلى أداة لقياس نبض الش ...


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - خالد ديمال - مُحرقة الإعلام الدّولي ‘‘الدّعائي’’... داعش نموذجًا..