أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - خالد ديمال - ماذا بعد مدونة الأسرة الجديدة؟..















المزيد.....

ماذا بعد مدونة الأسرة الجديدة؟..


خالد ديمال

الحوار المتمدن-العدد: 3198 - 2010 / 11 / 27 - 02:41
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


المرأة بين تحدي البنية الإجتماعية (التقليدية)، والبحث عن منافذ المساواة الجنسانية (الفعلية).

لا يمكن أن يقوم وطن دون مواطنين، والمواطن من يعترف به إنسانا، له مصلحة، وعليه مسؤولية في إدارة المجتمع، وفي تحمل أعبائه، حسب الجدارة، لا النوع، وهذا لن يكون إلا بالحرية، كحق وممارسة يومية.
لكن، هل النظرة إلى المرأة في الخطاب الداعي إلى المساواة هو عبارة عن رؤية لتوزيع العلاقات الإجتماعية وفق توجه يرمي إلى ترويض الشعور ليعيد تشكيل نفسه من جديد، بأسس ومفاهيم مغايرة تنظر لموضوع المرأة من زوايا مختلفة، من ناحية، بوصفها عنصرا ضمن مسيرة مشتركة في بناء التاريخ، وبالتالي السيرورة المجتمعية برمتها، ومن ناحية أخرى، تفكيك مفهوم المنفعة على أساس التقسيم العادل للأدوار دون تبريرات مستخلصة من تبعات التعارض الجنساني، على اعتبار أن الحضارة / العضوية، هي، من دون شك نسق من القيم المعترف بها؟..
1 / تقويض الأوضاع الجائرة يبدأ بنقد الفكر التقليدي السائد:
إن الإعتراف لا يأخذ اشتراط وجوده إلا عبر تجاوز الثبوت والترسخ، وهو ما يعني تفكيك النسق القيمي السائد، كوصف اجتماعي غير منصاع لتقبل وضع مغاير، لذلك كان لابد من تطوير الشعور بهدف جعله قادرا على التآلف مع وضع جديد، كرؤية مختلفة متفاوتة التجريد، تنمو وتتولد في الجوهر الإجتماعي، ليس كاختلاف وهمي، ولكن كوحدة تفصح عن التغير، وتقبل بالتالي مبدأ المساواة كتوفيق واتفاق صريحين، ينبت نظام القيم الجديد، على أساس من التنويع الجنساني في طرائق المساواة، ومن خلالها فعل الأنسنة، أي أنسنة المجتمع، كي يصبح وحدة نفسه، بأفكار معينة، وأوصاف معينة..
لهذا، فالتعاطي مع قضايا المرأة لا يكون بالحياد المعرفي، لأنها جزء من القضايا السياسية والإجتماعية المعيشة. فتغيير وضع المرأة ضمن النسق السائد، لن يقوم إلا مستعينا بالعقل، لأن تلمس السلطات السياسية والإقتصادية، كبنية سائدة، وتناولها بالنقد الموضوعي العلمي، هو الكفيل بإيجاد مكان تتموقع فيه المرأة على قاعدة المساواة الفعلية في الواقع المجتمعي (تحويل الخطاب المساواتي – في صيغته القانونية الحالية – إلى براكسيس اجتماعي / ممارساتي). فالمرأة إنسان لا يمكن حرمانه من حياته الإجتماعية، أو سلب طبيعته ككائن اجتماعي..
2 / تحرير المرأة فعل محكوم بدينامية التغيير:
إن البداية تكون بتفكيك المفهومات، وذلك بالقيام بعمل نقدي منسق، على أساس من المعرفة العلمية، وبانحياز موضوعي، بواسطة مجموع تحولي، بين التاريخ من جهة، والحياة الإجتماعية كمهيمن سوسيولوجي وثقافي من جهة ثانية..
يجب أن نعيد التفكير في كل هاته المتوالية، من منطلق البحث التراكمي الجديد، بحركة مزدوجة، أي الشمولية (كبعد كوني)، وبموازاتها الخصوصية (كنسق ثقافي هوياتي)، لأن كل نظرة متمسكة بالماضي (وبصورة إطلاقية) هي محاولة سقيمة لاستعادة مجد وهمي، وحنين غابر، غارق في النكوصية، وكل سعي في هذا الإتجاه، يتطلب وعيا نقديا في اتجاهين، وبخاصة في البعد الإستراتيجي، بمعنى تقليص المفهوم الميتافيزيقي في النظر لموضوع المرأة، ومن زوايا مختلفة. والإعتماد ثانيا، على مقومات العلوم الإجتماعية في ظل التغيرات السوسيو- ثقافية، والتي تحول فيها الإدراك بأهمية التاريخ في مقابل إعاقة المقدس لكل تحويل يتشيد فيه بنيان مجتمع الإنسان، والتاريخ الذي نعني، هو تاريخ الممارسة النقدية في ميدان المعرفة الذي لا يؤمن بالخوارق والمعجزات، بقدر ما يولي أهمية قصوى للإبداع الإنساني في مجالات شتى، ومنها المجال الحقوقي في طابعه المدني المحض..
3 / عصرنة المجتمع دفع في اتجاه إقرار المساواة:
إن التحويل المجتمعي المميز يقتضي جعل التجارب النسائية فيه تجارب قوية، ومستمرة في الزمن. فالمعركة الديمقراطية لا يمكنها أن تنجح دون إشراك المرأة وإدماجها في القرارات المختلفة، فديناميتها تفرض ضرورة بقائها قريبا من مواقع التغيير المجتمعي رغم ما يلقي ذلك على عاتقها من مسؤولية جسيمة تجاه قضيتها كامرأة، ثم تجاه المعركة الديمقراطية في عمومها.
إن الحقيقة التي لا يمكن تغافلها، هو غياب المرأة من الواقع الإجتماعي (رغم التطور التشريعي فيما يتعلق بالترسانة القانونية)، مما يساهم في إضعاف فعاليتها، ولا يتم استخدامها إلا لتحقيق بعض الأمور السياسية، وتلغى بمجرد تحقيقها.
ولا شك أن المرأة، في الواقع، وفي مجتمعنا تحديدا، خاصة في المرحلة الراهنة، تعاني الكثير. لذلك، فالتغيير في القوانين (مدونة الأسرة الجديدة مثلا)، يبقى قاصرا دون توفير حياة اجتماعية يتطور فيها الوعي بالحقوق، في مستوى المطالبة والتحقيق، لأن القوانين من دون وعي لا تفيد في شيء، ولهذا السبب لابد من تغيير الثقافة القائمة في جانبها الإقصائي، وإلا لا طائل من تلك القوانين في مستواها المتغير، بتوفير ضمانات حسن التطبيق، بالتفعيل الإيجابي لقضاء الأسرة في مستوى تنفيذ منطوق الأحكام، فما لم تتحقق للمرأة المساواة التامة على الصعيدين القانوني والواقعي، وما لم تصبح البنى الإجتماعية مهيأة لانطلاق شخصية المرأة وتفتحها، بعيدا عن التمييز والإضطهاد، ما لم يتحقق هذا كله، فكأنما نصب الماء في التراب..
4 / المنهج العقلاني قوة دافعة نحو تأسيس مجتمع الإنسان:
إذا كانت للتجربة النظرية خاصية الممارسة الفعلية، فهذا يعني ضرورة وجود عقل يلعب دور الغاية في موضوع التحويل المجتمعي، وبخاصة تقويض أسس المجتمع البطريكي التراتبي حيث تعاني فيه المرأة اغترابين، اغترابا اجتماعيا، واغترابا على صعيد البنية التحتية، في نطاق الأسرة، تتحول فيه المرأة (الزوجة) إلى كيان ذائب في الخلية العائلية، يصعب فيها على الرجل الإعتراف بالإستقلال والحرية الإقتصاديين للمرأة حتى لو عملت أو أنفقت، وهذه التسمية (التدخل) تتضمن حكما بالهامشية (النسائية)، في مقابل مركزية مفترضة (للرجل).
الواضح أن هذه النظرة تسهم في سجن كيان المرأة ضمن قوانين بائدة تقحمها في عالم (اجتماعي) مليء بالتشيؤ والإغتراب، وبالتالي إغراقها في دوامات القلق وفوق رأسها سيوف مسلطة غير محصورة، على رأسها التبعية الجائرة للرجل، وما يصاحبها من تهديد باستعمال العنف أحيانا، وغيره كثير، قد يصل إلى حد استعمال أساليب غير لائقة قد تطال فراش الزوجية.
لهذه الأسباب بالذات يفرض الإجتهاد نفسه كضرورة تحت حتمية التطور، لأنه السبيل الوحيد الممكن تبنيه لعلاج كافة المشاكل والعراقيل، سواء القانونية أو الإجتماعية أو تلك السياسية، وكذلك لرفع الظلم، وإقرار العدل كقيمة إنسانية..
إن واقع الحال أضحى يستدعي تفعيل دينامية التغيير (على الأقل في مستوى التطبيق)، لأنه إذا كان هناك ظلم بمفهومه العام (البنية الإجتماعية بحد ذاتها)، فإن هناك ظلما خاصا يطالها في ظل مجتمع ينخره الجهل، وتأكله الأمية، ويستبد به الفكر التقليدي الجامد، رغم كل تطور قانوني في المجال المتعلق بالمساواة بين الجنسين.



#خالد_ديمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التغيير وإشكال الهوية
- هاجس التغيير..جدلية الثقافة والسياسة.. أية علاقة؟ !..
- ندوة - مجتمع المعرفة وتحديات الحداثة والتنمية-
- الإنتخابات الجماعية بالمغرب: هل تحولت إلى أداة لقياس نبض الش ...
- في حوار مع عبد الجليل العروسي، ممثل منظمة أوكسفام أنترناسيون ...
- الإعلام وسؤال التنوير..بين التحرر الدينامي ووصاية السلطة.
- القراءة فعل نفسي مرهون بمخاضات الشفهي والمكتوب في المتواصل ا ...
- الحداثة بين التحول الدينامي وغموض المفهوم.
- الممكن والمستحيل في المسألة الديمقراطية.
- سمات الوضع الراهن بالمغرب
- العمل الجمعوي بالمغرب: من سلطة الرمزي إلى التنموي.
- هزيمة 1967، الأسباب والنتائج..(1)
- هل حقق الإحتجاج مكاسب لنساء المغرب؟
- الحركة الإحتجاجية النسائية: من سؤال المساواة، إلى تأثيت المش ...
- ستون أسرة تعيش بين مجاري الوادي الحار في حي صفيحي بطنجة
- الدولة المغربية تفتح باب الحوار مع رموز السلفية الجهادية.
- مدن من دون صفيح شعار لم يتحقق بعد بالعرائش بسبب اختلالات الت ...
- الكل يجمع على تسفيه الديمقراطية بالمغرب
- هل هناك تناقض في فهم الدين لكل جماعة إسلامية؟ !
- هل تغيرت النظرة للقاعدة بعد تفجيرات المغرب والجزائر؟.


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - خالد ديمال - ماذا بعد مدونة الأسرة الجديدة؟..