أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - العلاقة المُضادة بين الميتافيزيقا والعقلانية















المزيد.....

العلاقة المُضادة بين الميتافيزيقا والعقلانية


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5279 - 2016 / 9 / 8 - 14:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العلاقة المُـضادة بين الميتافيزيقا والعقلانية؟
طلعت رضوان
أليس الشعب الهندوسى أفضل من الإسلاميين؟
هل يوافق الإسلاميون على اختيار نوع الجنين؟
أثبت تاريخ البشرية أنّ الشعوب التى حققتْ التقدم، هى الشعوب التى آمنتْ بالعقلانية وطبقتها فى حياتها الاجتماعية والسياسية. وتلك العقلانية ترتكز فى تعاملها مع الواقع وفق ظروف عصرها. ومن البديهيات أنّ ظروف جدود البشرية تختلف عن ظروف الإنسان فى عصرنا الحالى، بعد مرور عشرات الآلاف من السنين، منذ تكوين أول مجتمع إنسانى. ورغم هذه البديهية فثمة تشابهات ومُفارقات : من بين التشابهات أنّ الإنسان فى مرحلة (الطفولة البشرية) لجأ إلى الغيبيات لتفسير الظواهرالطبيعية، وهو ذات المنهج الذى يتمسك به كثيرون فى عصرنا الحالى. أما المُفارقات فأهمها أنّ كتاب (تاريخ البشرية) أثبت انتقال المجتمعات الإنسانية من مرحلة أكل اللحوم نيئة إلى مرحلة اكتشاف النار. ومن مرحلة الصيد إلى مرحلة الزراعة. ثم كانت الطفرة مع الثورة الصناعية واكتشاف الكهرباء التى مهّدتْ للثورة الالكترونية. أى أنّ مسيرة البشرية (مع أنّ بدايتها ارتبطتْ بالغيبيات) إلاّ أنها ناضلتْ فى سبيل تحسين مستوى المعيشة. وهكذا توازى التمسك بالفكر الغيبى، مع الوعى بأهمية التعامل مع العالم الواقعى.
ومن خلال التطور ظهرتْ الصور المُتنوعة للعقل المُغيّب ، لبيان اختلاف الشعوب فى نظرتها للميتافيزيقا ، وأنّ ما تؤمن به شعوبٌ تراه غيرها خرافة. وأنّ المقدس لدى بعض الشعوب شركٌ بالله لدى آخرين، ومع مراعاة أنّ الأصوليين (سواء فى اليهودية أو المسيحية أو الإسلام) الذين ينتقدون ويكفرون الشعب الهندى بسبب عطفه على البقر، لم يتوقفوا أمام حقيقة أنّ الشعب الهندى أفضل ملايين المرات (بسبب تقدمه العلمى والتكنولوجى) من دولهم المُتخلفة، ليس على المستوى العلمى والتكنولوجى فقط ، وإنما أيضًا على مستوى الأخلاق والحريات.
لذلك فإنّ العقل المُغيّب هو الرافض للحداثة وللمستقبل والمرتد إلى كهوف الماضى . وهو العقل الخامل المنزوعة منه ملكة النقد وهو العقل المؤمن بالخرافات. بينما العقل الحرهو العقل الناقد الرافض للمسلمات سابقة التجهيز. هو العقل المؤمن بالحرية بأوسع معانيها. هو العقل المؤمن بعلمنة مؤسسات الدولة. وأنه لا فرق بين مواطن ومواطن إلاّ بعمله وليس بديانته ولا بموقعه الطبقى ولا بمنصبه الوظيفى. العقل الناقد هو المؤمن بالمستقبل الذى هو قاطرة الحرية والنهضة والرفاهية. فى هذه القاطرة يتم تحرير العقل المُغيّب من غيبوبته ، لأنّ هذه القاطرة لا يدخلها إلاّ المؤمنون بأنّ العقل الناقد هو المرجعية الأساسية. وأنّ الوطن هو القبلة الأولى.
فهل تلك المعانى تخطرعلى ذهن أعضاء الكهنوت الدينى، مثل د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف الذى كتب مقالا بعنوان (تغييب العقل) بدأه قائلا((العقل أهم نعمة من نعم الله..إلخ)) (أهرام8يوليو2016) ولكنه لم يتطرق إلى التناقض بين الإيمان بالميتافيزيقا الواردة فى النصوص الدينية ، وبين قيم العقلانية. ولم ينتبه إلى أنّ أصحاب كل ديانة يرون أنهم يمتلكون الصواب المطلق، وأنّ هذا (الإيمان) بالمطلق هو السبب الرئيسى لظاهرة التعصب الذى أدى إلى حدوث عدة جرائم. مثل الانحياز للعرق، الذى تسبب فى حروب عالمية. ومعاداة العلم، فاختيار نوع الجنين و لون البشرة حرام والاستنساخ حرام ، رغم فوائده الكثيرة وأهمها التوصل إلى (مصنع) لإنتاج قطع غيار للجسد.
ويتلازم مع معاداة العلم الإدعاء أنّ الاكتشافات العلمية وردتْ فى القرآن، وترتب على هذا أنّ الشعوب المؤمنة بالأحادية والمتعصبة لفكر واحد ، لم تـُـنتج فلسفة ولا أدبًا ولا علمًا. وهى تستهلك تكنولوجيا الشعوب الرافضة للتعصب، عن إيمان بأنّ (الكفرة) المنتجين المؤمنين بالعلم وبالعقل مسخّرون لخدمة المُـنغلقين. ومن جرائم التعصب اغتيال كل مختلف مع الفكر الأحادى.
أعتقد أنّ أخطر أشكال الأحادية التعصب للعرق وللدين. ومن أمثلة ذلك اغتيال على بن أبى طالب بفتوى الخوارج بإهدار دمه. واستخدموا القرآن لتبرير جريمتهم فقالوا إنه هو الذى أنزل الله فيه الآية 204 من سورة البقرة. وقالوا عن قاتله عبدالرحمن بن ملجم إنه هو الذى أنزل الله فى شأنه الآية رقم 207 من ذات السورة. وبسبب التعصب للدين قال النبى محمد ((من مات ولم يغز أو يُحدّث نفسه بغزوة فقد مات ميتة جاهلية)) وقال ((قولوا لا إله إلاّ الله واشهدوا أنى رسوله واتبعونى تطعكم العرب وتملكوا العجم. إنّ الله ضمن أنْ يغلب سلطانى سلطان كسرى وقيصر)) وقال ((جعل رزقى تحت سن رمحى)) وقال ((بُعثتُ بالسيف. والخير مع السيف. والخير فى السيف. ولا تزال أمتى بخير ما حملتْ السيف)) (تاريخ الطبرى – ج2)
أعتقد أنّ التعصب العرقى والدينى لا يوجد ولا ينمو إلاّ فى مناخ طارد للعلوم الإنسانية وفى مقدمتها الفلسفة. لذلك لم تكن مصادفة أنْ يأمر أكثر من خليفة إسلامى بحرق كتب الفلسفة كما حدث مع كتب ابن رشد. ولم تكن مصادفة أنْ يكون مصير بعض الفلاسفة التعذيب والقتل كما حدث مع الحلاج وابن المقفع والسهروردى. والدرس هو أنّ أنظمة الاستبداد ضد الفلسفة. لذلك لم تكن مصادفة أنْ يأمر وزيرالتعليم الضابط كمال الدين حسين بإلغاء مادة الفلسفة فى عهد عبدالناصر، فكان د. فؤاد زكريا على حق عندما رأى أنّ صفة الطاعة هى أسوأ علاقة يمكن أنْ تربط محكومًا بحاكم وكتب ((كل الكوارث التى لحقتْ بالعالم الإسلامى والعالم العربى على يد الحكومات العسكرية أو (ثورات الضباط) إنما ترجع الى أنّ العسكريين يقيمون فى ميدان السياسة علاقات مع المحكومين توازى علاقات الضباط بالجندى. وأخشى أنْ أقول أنّ الدعوة إلى الحكومة الدينية هى الوجه الآخر لهذا النمط من الحكم ، فكلا النوعيْن حكم سلطوى، لا يرتكز على العقل والإقناع والنقد. وكل ما فى الأمر أنّ الحكم العسكرى يرتكزعلى سلطة القوة والبندقية. والحكم الدينى يرتكزعلى سلطة الإيمان والمنبر. وإذا كانت أقطارعربية خضعتْ لحكم النسر فإنّ حكم النسر هذا هو خير تمهيد لحكم العمامة)) (الصحوة الإسلامية فى الميزان- ص 32 ، 33)
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل مصر ينطبق عليها مصطلح (دولة فسادكو) ؟
- حوار الواقع والقرآن
- هل سرق الصبى الفجل ؟
- الشخصية الأفريقية والأدب الأفريقى
- القومية المصرية ومرحلة ما قبل يوليو1952
- هل كذب شاعر الر سول فى شهادته ضد عائشة ؟
- أثر الواقع الاجتماعى على النص القرآنى
- لماذا اختلفتْ برلمانات مصر بعد يوليو1952؟
- رد على السيد ماسنسن بشأن القومية المصرية
- هل الواقع أفرز النص أم العكس ؟
- من أفرز الآخر : الواقع أم النص ؟
- ملاحقة القرآن للواقع (2)
- لماذا تجاهل النقاد مسرح اللامعقول لتوفيق الحكيم؟
- لماذا وقف القرآن مع الوثنية وليس مع المسيحية
- ملاحقة القرآن للواقع الاجتماعى
- لماذا تختلف الأنظمة فى الدفاع عن مواطنيها ؟
- متتالية أسباب النزول
- لماذا غفر الله لوحشى ولم يغفر لأم النبى ؟
- هل النص الدينى سابق على الواقع أم العكس؟
- مغزى تجاورضريح محمد بن أبى بكروضريح مارجرجس


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - العلاقة المُضادة بين الميتافيزيقا والعقلانية