أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - لماذا وقف القرآن مع الوثنية وليس مع المسيحية














المزيد.....

لماذا وقف القرآن مع الوثنية وليس مع المسيحية


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5269 - 2016 / 8 / 29 - 17:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



ألم يعترف الإسلام بالمسيحية؟
لماذا تشابه شعر الشاعر رؤبة مع القرآن؟
ظلتْ اليهودية دينــًـا رسميـًـا لبلاد العرب الجنوبية طوال حكم السبأيين زهاء قرن ونصف. إلاّ أنّ فترة الاحتلال الحبشى لم تنقض دون أنْ تترك أثرًا فى عقائد أهل البلاد فى منتصف القرن الرابع الميلادى. وقد ترك ذلك الاحتلال (وبخاصة فى نجران) بذورًا مسيحية، فتعاون الدينان (اليهودى والمسيحى) معـًـا على مطاردة (الوثنية) واضطرارها إلى الاحتماء بمكة. ومع ملاحظة أنّ الانسجام بين اليهودية والمسيحية لم يكن تامـًـا، فكثيرًا ما اشتبك أنصارهما فى معارك دموية. وأنّ بلاد العرب الجنوبية كانت فى أوائل القرن الخامس الميلادى مسرحـًـا لمذابح دينية. ففى عام 522م شنّ الملك اليهودى ذونواس حملة اضطهاد عنيفة نكل فيها بالمسيحيين. وهاجم (نجران) وخيـّـر أهلها بين الردة عن المسيحية أو القتل، ولكنهم تمسـّـكوا بمسيحيتهم. فكانت حادثة الأخدود التى سجـّـلها القرآن فى سورة البروج (الآيات من 1- 6) وكان هذا الحادث من الأسباب المباشرة التى أثارتْ غضب قيصر الامبراطورية الرومانية الشرقية، فاتصل بنجاشى الحبشة، وطلب منه إرسال حملة تأديبية إلى تلك الدولة اليهودية، وقد تحققتْ أمنية القيصر، بالنصرعلى ذى نواس، فثبـّـتَ المسيحية وجعل منها الديانة الرسمية للبلاد.
وتبيـّـن أنّ المندوب السامى الحبشى كان يُـسمى (أرباط) ولم يكد يفرغ من ذى نواس حتى عيـّـن على عرش البلاد (حميريـًـا) يُـسمى (سام يفع أشوع) ويُـرجـّـح أنه كان مسيحيـًـا وجاء ذكره كثيرًا فى النقوش حيث ورد أنه تولى حكم البلاد عام 525م وأنه استهلّ أحد هذه النقوش بعبارة (باسم الرحمن وابنه يسوع المُـنتصر) وكان تابعـًـا لنجاشى الحبشة. وظلّ فى منصبه حتى عام 535م وحوالىْ ذلك التاريخ ظهر (أبرها) فعيـّـن أحد رؤساء (كنده) واسمه (يزيد بن كبشة) حاكمًـا على كنده، ولكنه تحيـّـن الفرصة وثار ضد (أبرها) وانضمّ إليه (معد كريب) ابن (سام يفع أشوع) لكن أبرها انتصر علي المُـتمردين وبطش بهم وكان ذلك فى عامىْ542، 543م. وسجـّـل أبرها جميع هذه الأحداث فى نقش جاء فيه ((بقوة وعظمة ورحمة الرحمن مسيحه والروح القدس.. أنا أبرها وضعتُ هذا النقش كمندوب الملك الجعز (رمحيس ذوبيمن) ملك سبأ وحضرموت..إلخ)) وبعد أنْ فرغ أبرها من تلك التمردات، انصرف إلى نشر المسيحية ومحاربة سائر الأديان (الوثنية) فى الجزيرة العربية، فقوى ساعد المسيحيين فى بلاد العرب الجنوبية، واتخذ من نجران مركزًا رئيسيـًـا لحملته الدينية، فظهرتْ جماعة مسيحية فى صحراء اليمامة فى منتصف الطريق بين اليمن والحيرة، وكذلك فى يثرب وعلى امتداد الطريق التجارى إلى فلسطين وسوريا، ومع ذلك ظلتْ (الوثنية) العربية قوية ومُـتمركزة فى مكة، حيث الكعبة، فكان هذا من بين أسباب أخرى دفعتْ أبرها إلى القيام بحملته عام 570م (نفس العام الذى وُلد فيه نبى الإسلام) وبعد الانتصارعلى أبرها فإنّ العرب الجنوبيين تحالفوا مع دولة الفرس، فأرسل (خسرو الأول) حملة فارسية تحت قيادة (وهريز) فقضى على أبرها. وكان تعليق د. فؤاد حسنين على ((ونجح العرب فى استخلاص حريتهم وتحرير بلادهم من ربقة الاستعمار الحبشى) (التاريخ العربى القديم- مكتبة النهضة المصرية- عام1958ص305) وهذا التعليق ذكــّـرنى بما حدث بعد احتلال العراق لدولة الكويت، حيث أنّ الكويت استعانتْ بالجيوش الأوروبية بقيادة أميركا لتحرير أراضيها من الاحتلال العراقى. وللأمانة فإنّ المؤلف أضاف ((فكأنّ العرب الجنوبيين قد استبدلوا استعمارًا باستعمار))
أما الشىء الذى سكت عنه المؤلف (مع ملاحظة احترامى لشخصه وتقديرى لكتاباته) فهو أنه لم يكتب كلمة واحدة حول حملة أبرها ((للقضاء على الوثنية)) فإذا كان أبرها سعى إلى نشر المسيحية، وإذا كانت المسيحية هى الديانة السابقة على الإسلام (الذى اعترف بها) فكان من المُـتصوّر (وفقــًـا لمنطق العقل) أنّ يكون الإسلام مع أبرها وليس ضده ويذكره بالخير لأنه كان ضد (الوثنية) التى أدانها الإسلام، ولكن ما حدث كان على النقيض تمامًـا حيث كان الهجوم على أبرها كما ورد فى سورة الفيل. كما أنّ المـُـتعلمين (الكبار) يتجاهلون التطابق التام فى المعنى وفى بعض الألفاظ بين ما ورد فى القرآن، وبين القصيدة التى كتبها الشاعر رؤبة بن العجاج (هناك خلاف حول مولده ووفاته : هل كان قبل الإسلام أم بعده، خاصة مع وجود أكثر من شاعر اسمه رؤبة العجاج) وفى تلك القصيدة أدان حملة أبرها والاعتداء على الكعبة ومن بين ما قاله ((ومسـّـهم ما مسّ أصحاب الفيل/ ترميهم بحجارة من سجيل/ ولعبتْ طيرٌ بهم أبابيل/ فصيـّـروا مثل عصف مأكول)) فلماذا وقف القرآن مع (الوثنية) ضد المسيحية؟ سؤال يتجاهله المُـتعلمون (عرب ومصريون) المحسوبون على الثقافة السائدة (لمزيد من التفاصيل عن حملة أبرها : كتاب تاريخ العرب قبل الإسلام- المفكر العراقى د. جواد على- هيئة قصور الثقافة- عام2011- ج3- أكثر من صفحة)
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحقة القرآن للواقع الاجتماعى
- لماذا تختلف الأنظمة فى الدفاع عن مواطنيها ؟
- متتالية أسباب النزول
- لماذا غفر الله لوحشى ولم يغفر لأم النبى ؟
- هل النص الدينى سابق على الواقع أم العكس؟
- مغزى تجاورضريح محمد بن أبى بكروضريح مارجرجس
- ما حقيقة موقف سارتر من الصهيونية ؟
- العلاقة بين المجتمع والنص الدينى
- نوال السعداوى والقمنى والفاشية الدينية
- حملة التضامن مع سيد القمنى
- إحنا المصريين بنتكلم مصرى
- أهمية الاحتفال بذكرى ميلاد فرج فوده
- شخصية اليهودى المُتدين والنزعة العدوانية
- هل يوجد فرق بين لفظ العرب ولفظ (الأعراب)؟
- تضامن ناهض حتر
- الملياردير فى منظومة الفساد إبداعيًا
- بخصوص الحملة ضد الإسلاميين المجرمين
- الدولة الاستبدادية والمؤسسات الكهنوتية
- التطبيق العملى للإيمان بالحضارلة المصرية
- هل عرفت مصر القديمة ألعاب القوى؟


المزيد.....




- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - لماذا وقف القرآن مع الوثنية وليس مع المسيحية