أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - ملاحقة القرآن للواقع (2)















المزيد.....

ملاحقة القرآن للواقع (2)


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5270 - 2016 / 8 / 30 - 15:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ملاحقة القرآن للواقع (2)
طلعت رضوان
لم يترك القرآن واقعة (مادية) تحدث على أرض الواقع، إلاّ تابعها وأرسل ردّه على ملاحظات بعض البشر، ومن أمثلة ذلك ما حدث عندما نزلتْ آية ((إنّ الله وملائكته يصلون على النبى يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه)) (الأحزاب/56) فلما سمع أبوبكر تلك الآية قال للنبى: يا رسول الله، ما أنزل الله عليك خيرًا إلاّ أشركنا فيه. ولأنّ أبا بكر أحد أهم الذين وقفوا مع محمد فى بداية دعوته، لذلك سارعتْ السماء فأرسلتْ (الوحى) بآية ((هو الذى يـُـصلى عليكم وملائكته.. إلخ)) (الأحزاب/43) وهنا يجب ملاحظة الآتى :
أولا: أنّ رد السماء (وفق ترتيب المصحف السائد والمُـعترف به رسميًا والمُـنتشر شعبيًا، أى مصحف عثمان) على ملحوظة أبى بكر، جاء (قبل) الآية التى عقــّـب عليها ، فى حين (وفق المنطق العقلى) كان يجب أنْ يكون الرد (بعد) الآية التى قصرتْ الصلاة على النبى فقط وطلبتْ من المسلمين الصلاة عليه. أى أنّ الآية رقم 43، كان يجب أنْ تكون محل الآية رقم 56.
ثانيـًـا : إذا كانت الملائكة تـُـصلى، وإذا كان البشر يـُـصلون ، فكيف يُـصلى (الله)؟ أليستْ الصلاة من البشر إلى الإله؟ فكيف جاءتْ معكوسة لتكون من الإله إلى واحد من البشر؟ كما جاء فى الآية رقم56 من سورة الأحزاب. وما مغزى أنّ تكون العلاقة بين (الله) وحامل رسالته فى (الإسلام) وصلتْ لتلك الدرجة التى يُـصلى فيها الله على نبيه؟
000
وعن أسباب نزول آية ((يا أيها النبى إنــّـا أحللنا لك أزواجك اللاتى....إلخ)) (الأحزاب/50) أخرج الترمذى وحسـّـنه الحاكم وصحـّـحه عن طريق السدى وأبى صالح عن ابن عباس عن أم هانىء بنت أبى طالب قالت: خطبنى رسول الله فاعتذرتُ له فعذرنى، فأنزل الله (إنــّـا أحللنا لك) إلى قوله ((اللاتى هاجرن معك)) فلم أكن أحل له لأنى لم أهاجر (معه) وأخرج ابن أبى حاتم عن طريق إسماعيل بن أبى خالد عن أبى صالح عن أم هانىء قالت : نزلتْ فىّ هذه الآية (وبنات عمك.. إلخ) أراد النبى أنْ يتزوّجنى فنـُـهى عنى إذْ لم أهاجر (معه) وعن قول الله تعالى (وامرأة مؤمنة إنْ وهبتْ نفسها للنبى إنْ أراد النبى أنْ يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين) (نفس الآية) أخرج ابن سعد عن عكرمة أنها نزلتْ فى أم شريك الدوسية. وأخرج ابن سعد عن منيربن عبدالله الدؤلى أنّ أم شريك غزية بنت جابر بن حكيم الدوسية هى التى عرضتْ نفسها على النبى، وكانت جميلة فقبلها. ولما بلغ الخبر لعائشة قالت : ما فى امرأة حين تهب نفسها لرجل خير. وقالت أم شريك : فأنا تلك. فسمـّـاها الله (مؤمنة) وقال فى كتابه ((وامرة مؤمنة إنْ وهبتْ نفسها للنبى.. إلخ)) فقالت عائشة ((إنّ الله يـُـسرع فى هواك))
000
أما عن أسباب نزول آية ((تـُـرجى من تشاء منهنّ وتـُـؤى إليك من تشاء.. إلخ)) (الأحزاب/51) أخرج الشيخان عن عائشة أنها كانت تقول : أما تستحى المرأة أنْ تهب نفسها؟ فأنزل الله (تـُـرجى من تشاء) فقالت عائشة : ((أرى ربك يـُـسارع لك فى هواك)) وأخرج ابن سعد عن أبى رزين قال : همّ رسول الله أنْ يـُـطلــّـق من نسائه ، فلما رأينا ذلك جعلنه فى حلٍ من أنفسهنّ يؤثر من يشاء على من يشاء، فأنزل الله ((إنــّـا أحللنا لك أزواجك)) إلى قوله تعالى ((تـُـرجى من تشاء منهنّ.. إلخ))
000
وعن أسباب نزول آية ((يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبى إلاّ أنْ يؤذن لكم.. إلخ)) (الأحزاب53) أخرج الشيخان عن أنس قال : لما تزوّج النبى من زينب بنت جحش دعا القوم فطـُـعموا (= أكلوا) ثـمّ جلسوا يتحدثون... وكان الرسول يتهيـّـأ للقيام فلم يقوموا، فلما رأى ذلك قام وقام من القوم من قام ، وقعد ثلاثة ثـمّ انطلقوا ، فجئتُ (الكلام لأنس) فأخبرتُ النبى أنهم انطلقوا. فأنزل الله الآية المذكورة. وأخرج الترمذى وحسـّـنه عن أنس قال : كنتُ مع رسول الله فأتى باب امرأة عرّس بها فإذا عندهم قوم، فانطلق ثم رجع وقد خرجوا فدخل وأرخى بينى وبينه سترًا ، فذكرته لأبى طلحة فقال : لئن كان كما تقول لينزلنّ فى هذا شىء، فنزلتْ آية الحجاب. وأخرج الطبرانى بسند صحيح عن عائشة قالت: كنتُ آكل مع النبى فى قعب (مكتوبة هكذا) فمرّ عمر، فدعاه فأكل فأصاب أصبعه أصبعى فقال : أوه لو أطاع فيكنّ ما رأتكن عين ، فنزلتْ آية الحجاب. وأخرج ابن مردوية عن ابن عباس قال : دخل رجل على النبى فأطال الجلوس ، فخرج النبى ثلاث مرات ليخرج الرجل فلم يفعل، فدخل عمر فرأى الكراهية فى وجه الرسول، فقال للرجل: لعلك آذيتَ النبى. فقال النبى : لقد قمتُ ثلاثــًـا لكى يتبعنى فلم يفعل، فقال له عمر: يا رسول الله، لو اتخذتَ حجابـًـا فإنّ نساءك لسنَ كسائر النساء، وذلك أطهر لقلوبهنّ، فنزلتْ آية الحجاب. وقال الحافظ بن حجر: يمكن الجمع بأنّ ذلك وقع قبل قصة زينب بنت جحش، ولا مانع من تعدد الأسباب. وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب قال : كان رسول الله إذا نهض إلى بيته بادروه فأخذوا المجالس فلا يعرف ذلك فى وجه رسول الله ولا يبسط يده إلى الطعام استحياءً منهم ، فعوتبوا فى ذلك فأنزل الله (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبى) أما قوله تعالى (وما كان لكم) فقد أخرج ابن أبى حاتم عن ابن يزيد قال : بلغ النبى أنّ رجلا يقول : لو تـُـوفى النبى تزوّجتُ فلانة من بعده، فنزلتْ ((وما كان لكم أنْ تؤذوا رسول الله ولا أنْ تنكحوا أزواجه (= زوجاته) من بعده أبدًا إنّ ذلكم كان عند الله عظيمًـا)) وعن ابن عباس قال : نزلتْ فى رجل همّ أنْ يتزوّج بعض نساء النبى بعده. وذكر سفيان ذكروا إنها عائشة. وعن السدى قال : بلغنا أنّ طلحة عبيد الله قال : أيحجبنا محمد عن بنات عمنا ويتزوّج نساءنا ؟ لئن حدث به حدث لنتزوّج نساءه من بعده ، فنزلتْ هذه الآية. وأخرج ابن سعد عن أبى بكر بن عمروبن حزم قال: نزلتْ فى طلحة بن عبيد الله لأنه قال : إذا تـُـوفى رسول الله تزوجتُ عائشة. وأخرج جويبر عن ابن عباس أنّ رجلا أتى بعض أزواج (= زوجات) النبى فكلــّـمها وهو ابن عمها ، فقال النبى لا تقومنّ هذا المقام بعد يومك هذا ، فقال الرجل : يا رسول الله إنها ابنة عمى والله ما قلتُ منكرًا ولا قالت لى، فقال النبى قد عرفتُ ذلك، إنه ليس أحد أغير من الله، وإنه ليس أحد أغير منى، فمضى ثم قال الرجل: يمنعنى من كلام ابنة عمى لأتزوّجها من بعده، فأنزل الله هذه الآية. وقال ابن عباس: ((فأعتق ذلك الرجل رقبته. وحـُـمل على عشرة أبعرة فى سبيل الله وحجّ ماشيـًـا توبة من كلمته))
وهذه الآيات وتفسيرها وأسباب نزولها فيها تأكيد على :
أولا: أنها نزلتْ تلبية لما حدث على أرض الواقع من جلافة البعض الذين يدخلون بيوت النبى دون استئذان.
ثانيـًـا : فيها الدليل على أنّ العرب كانوا يفتقدون لأبسط مبادىء السلوك البشرى المُـتحضر، حتى فى سلوكهم مع صاحب الرسالة السماوية.
ثالثــًـا : تطابق ألفاظ القرآن مع ما قاله عمربن الخطاب الذى قال للرسول : إنّ نساءك لسنَ كسائر النساء وهو ما نصّـتْ عليه آية ((يا نساء النبى لستنّ كأحد من النساء)) (الأحزاب/32) ويؤكد هذا رواية عائشة التى قالت أنّ أصبع عمر لمس أصبعها ، وكان تعقيب عمر ((لو أطاع ما رأتكنّ عين)) وأنّ ذلك المشهد كان سبب نزول آية الحجاب. كما أنّ دور عمر واضح فى قوله للرجل الذى رفض الخروج من بيت النبى : لعلك آذيتَ النبى، وهو نفس المعنى الذى ورد فى الآية المذكورة حيث نصّـتْ على ((إنّ ذلكم كان يؤذى النبى))
رابعـًـا : أما ورد فى آية ((وما كان لكم أنْ تؤذوا رسول الله ولا أنْ تنكحوا أزواجه من بعده)) فقد جاءتْ ردًا على ما تمناه البعض من الزواج من إحدى زوجات النبى بعد وفاته، بل إنّ طلحة بن عبيد الهج حـدّد (عائشة) بالذات وقال : أيحجبنا محمد عن بنات عمنا ويتزوّج نسـاءنا ؟ لئن حدث به حدث لنتزوج نساءه من بعده ، وأضاف إذا تـُـوفى رسول الله تزوّجتُ عائشة. فنزلت هذه الآية.
خامسـًـا : هل كان تحريم الزواج من زوجات النبى، سابق لهذه الآية أم أنّ التحريم جاء بعد (مواقف واقعية) عندما تمنى البعض الزواج من إحدى زوجات النبى؟ والسؤال بصيغة أخرى، لو أنّ أحدًا لم يـُـعبـّـر عن رغبته فى الزواج من عائشة أو غيرها، فهل كانت ستنزل هذه الآية؟ والسؤال بصيغة ثالثة: لماذا لم ينزل التحريم قبل هذه الوقائع؟ وألا يدل كل ذلك على العلاقة الوطيدة بين الواقع وتفاعل القرآن معه؟ وأنّ الآيات التى تفاعلتْ مع الواقع لم تكن سابقة التجهيز، وإنما الواقع هو الذى أفرزها.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تجاهل النقاد مسرح اللامعقول لتوفيق الحكيم؟
- لماذا وقف القرآن مع الوثنية وليس مع المسيحية
- ملاحقة القرآن للواقع الاجتماعى
- لماذا تختلف الأنظمة فى الدفاع عن مواطنيها ؟
- متتالية أسباب النزول
- لماذا غفر الله لوحشى ولم يغفر لأم النبى ؟
- هل النص الدينى سابق على الواقع أم العكس؟
- مغزى تجاورضريح محمد بن أبى بكروضريح مارجرجس
- ما حقيقة موقف سارتر من الصهيونية ؟
- العلاقة بين المجتمع والنص الدينى
- نوال السعداوى والقمنى والفاشية الدينية
- حملة التضامن مع سيد القمنى
- إحنا المصريين بنتكلم مصرى
- أهمية الاحتفال بذكرى ميلاد فرج فوده
- شخصية اليهودى المُتدين والنزعة العدوانية
- هل يوجد فرق بين لفظ العرب ولفظ (الأعراب)؟
- تضامن ناهض حتر
- الملياردير فى منظومة الفساد إبداعيًا
- بخصوص الحملة ضد الإسلاميين المجرمين
- الدولة الاستبدادية والمؤسسات الكهنوتية


المزيد.....




- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - ملاحقة القرآن للواقع (2)