فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 5276 - 2016 / 9 / 5 - 17:48
المحور:
حقوق الانسان
لادخان من دون نار، هذا ماينطبق تماما على التظاهرات و الاعتصامات و الاضرابات الحاشدة التي يقوم بها أبناء الجالية الايرانية في مختلف أنحاء العالم و يطالبون من خلالها و بإلحاح، بضرورة إحالة ملف حقوق الانسان في إيران الى مجلس الامن الدولي، بإعتبار إن هذا النظام ليس جديرا بمراعاة أبسط مبادئ حقوق الانسان و إن إنتهاکاته و تجاوزاته بهذا الصدد مستمرة دونما إنقطاع.
إنتهاکات حقوق الانسان من قبل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و التي تتصاعد يوما بعد يوم، حتى صار النظام الايراني قدوة و مثلا أعلى بهذا الخصوص للأنظمة الاستبدادية بل صار نموذجا نادرا لايوجد له من مثيل إلا في القرون الوسطى و تحديدا في عصر محاکم التفتيش سيئة الصيت، وإن تصاعد الاعدامات في إيران و الذي أوصلها الى المرکز الاول عالميا، هو في الحقيقة تجسيد لذلك، بل وحتى إن الانتهاکات غير الطبيعية ولاسيما فيما يتعلق بالمرأة يمثل إمتهانا واضحا لإنسانيتها و يثبت مدى العداء العميق الذي يکنه هذا النظام تجاه قضية حقوق الانسان عامة و حقوق المرأة بشکل خاص.
مراجعة أوضاع حقوق الانسان ولاسيما منذ أن تولى حسن روحاني لمنصب رئيس النظام، والذي يزعم بأن عهده هو عهد الاعتدال و الاصلاح، فإن الذي يتوضح هو إن ماقد تم إرتکابه في هذا العهد بشأن إنتهاکات حقوق الانسان و المرأة في إيران، يعتبر ذروة ماقد حصل في التأريخ الاسود لهذا النظام، وهو يعکس و يثبت إستحالة أن يراعي هذا النظام أو يلتزم بمبادئ حقوق الانسان لأن ذلك وکما تٶکد المقاومة الايرانية دائما يتعارض و أمن هذا النظام، ذلك إن إتاحة الحريات ولو ليوم واحد بمقدوره أن يقلب الامور في إيران رأسا على عقب.
إحالة ملف حقوق الانسان في إيران الى مجلس الامن الدولي، و الذي تطالب به الجالية الايرانية في تظاهراتها و نشاطاتها المستمرة منذ أسابيع في الذکرى ال28 لمجزرة صيف عام 1988، له أکثر من مبرر و فوق ذلك هو أمر ملح و ضروري، لإنه السبيل و الطريق الوحيد الذي يمکن من خلاله قطع الطريق على النظام الايراني و إيقافه عند حده، ذلك إن هذا النظام قد تعود دائما بأن الصمت الدولي و التجاهل تجاه جرائمه و إنتهاکاته تعني بالنسبة له موافقة ضمنية عليها، ولذلك فإنه يصعد منها و يتمادى و يوغل في تجاوزاته، وإن على المجتمع الدولي أن يعلم جيدا بأن التصدي لهذا النظام و ردعه بإجراءات عملية من شأنها أن تلجم ممارساته و تجاوزاته و إنتهاکاته وإن إحالة ملف حقوق الانسان في إيران الى مجلس الامن الدولي، يمثل حاليا إحدى أهم المطالب الملحة و الضرورية في القضية الايرانية.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟