أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شذى احمد - السلطان في حدائق الكون














المزيد.....

السلطان في حدائق الكون


شذى احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5260 - 2016 / 8 / 20 - 23:44
المحور: الادب والفن
    














الحدائق العريضة التي ضمت بين اسوارها كل فنون الزراعة ،والعناية بالنباتات وتزين الحدائق بدت على غير عادتها يوم الاحد . تعالت بها اصوات مكبرات الصوت ، وصدحت بين جنباتها احلى الاغاني العربية

شارك الالمان صغارا وكبارا خيرة العازفين والراقصين والفنانيين مهرجانا استثنائيا تستقبلة حديقة الكون او العالم سمها كما يحلو لك

تلك الحديقة الواقعة في مارتزان احد احياء برلين الهادئة لطالما جذبت زوارا من مختلف انحاء العالم . فهي لا تحتوي عجائب دنيا بل تنقل الزائر ببساطة الى فلكلور وتقاليد شعوب عديدة. مستحضرة من هنا وهناك احلى النباتات والزهور. وجسور تشعرك بانك في قصور القياصرة والاباطرة وملوك اسيا

اما الزهور والنافورات فهي قصص تتعدد مشاربها وتتداخل فتحتاج لقوة ملاحظة او حظ ليخبرك الزائر عنها حيث تدخل من ضمن هواياته

في يوم الاحد منتصف أب الجاري حضر سلطان وسيم بكامل هيبته مصطحبا معه كل اركان دولته من ارض الصباح كما يحبون تسميتها هنا. حضر الجن والجنيات بملابس ورقصات فاتنة. حضر العازفون والراقصون. والسلطان لم يكن بدينا خاملا بل شابا حمل كتابه وراح يقص قصصا مشوقة من قصص مملكته التي تستحيل بعض اجزاءها اليوم الى رماد بسبب الموت والدمار ،واستيلاء عصابات التطرف والقتل عليها

كم يدهشك منظر الاطفال والفتية وقد احاطوا بخشبة المسرح احاطة السوار بالمعصم . اشتروا من تجار السلطان مناديل مزدانة بالقطع المعدنية اللامعة ،واستعدوا لمشاركة الجن رقصاتهم

الصغار والكبار كان يمرح ،ويفرح هناك. بدا الجميع منسجما مع هذا المهرجان. لا اثر للمتطرفين. ولا خوف من الحانقين الذين يتسللون في كل مكان وزمان ليفسدوا الذائقة العامة بمرارة تفكيرهم واعمالهم

قص السلطان وقدم . ورقص الرجال مع النساء. لم يكن هناك احد ليعيب على احد . رقصة حركة فعل تصرف. الكل كان منهمكا بفرحته ومتعته

لم تخشى النساء الرجال ،ولم تستأذنهم في الرقص والانطلاق مع الموسيقى العذبة والاخاذة التي قدمتها بعض الفرق العربية في برلين

وكبيرات السن كن سعيدات يصفقن بحرارة ويتمايلن طربا. ولم يستكثر عليهن احد فرحتهن او يعيرهن بكبر السن وعيب الوقار الذي تجلد به مثيلاتهن في ارض السلطان

كان السلطان مرحا على غير عادته!. فلم ينغص عليه حفلته لا متملق ولا سباب ولا لعان … كان سلطان في مهمة رسمية . عندما انتهت واقترب وقت الوداع طلب برقة ان لا ينسى احد من الحاضرين هذا اليوم. لعل فيه الكثير الذي يجعل العالم افضل مابين بلاد النهار والليل

الحقيقة تعذر على العقل استيعاب حقيقة تسمية بلد السلطان ببلاد النهار . هي التي مزقتها الحروب وهدمت مدنها ، وشردت ابنائها الى بلاد الليل. التي صارت لهم ملجأ ومرفئ ..مع هذا ما زال هناك امل بان تعود يوما ما بلاد النهار الى سالف عصرها وأوانها تعزف لابنائها من شرفة قصر السلطان الحانا عذبة لترقص على انغامها جموع اطفالها مثلما رقصت جموع اطفال بلاد الليل في ذلك اليوم

ربما .. فكل زماننا كان وسيكون



#شذى_احمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رماد النقاب
- رفعة رأس بالمايوه
- خوذ العار
- كتبوا (يطالبون باعادة نظام الجواري)هم
- خرق الذاكرة
- وصايا للعاشق
- الاسيرة الجميلة
- ولست دميتك
- حياة المفخذة
- الاميرة البابلية
- قناع الشمع
- البث الناقص
- رايح على الجنة
- صمت الوداع
- خريف المواسم
- وشكرا
- عطر الموعد
- د..أ..ع..ش
- تاشيرة مرور
- اعترافات مهاجر


المزيد.....




- جلسة شعرية تحتفي بتنوع الأساليب في اتحاد الأدباء
- مصر.. علاء مبارك يثير تفاعلا بتسمية شخصية من -أعظم وزراء الث ...
- الفيلم الكوري -أخبار جيدة-.. حين تصنع السلطة الحقيقة وتخفي أ ...
- بالاسم والصورة.. فيلم يكشف قاتل شيرين أبو عاقلة
- السباق نحو أوسكار 2026 ينطلق مبكرًا.. تعرف على أبرز الأفلام ...
- إطلاق الإعلان الترويجي الأول للفيلم المرتقب عن سيرة حياة -مل ...
- رئيس فلسطين: ملتزمون بالإصلاح والانتخابات وتعزيز ثقافة السلا ...
- السباق نحو أوسكار 2026 ينطلق مبكرًا.. تعرف على أبرز الأفلام ...
- شاهد رجل يقاطع -سام ألتمان- على المسرح ليسلمه أمر المحكمة
- مدينة إسرائيلية تعيش -فيلم رعب-.. بسبب الثعابين


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شذى احمد - السلطان في حدائق الكون