أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - نوح في بلادِ ماوتسي تونغ














المزيد.....

نوح في بلادِ ماوتسي تونغ


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 5254 - 2016 / 8 / 14 - 23:38
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قبل فترة قرأت خبرا في تايتل احدى القنوات الفضائية أن علماء الجيلوجيا الصينيون اكتشفوا اثارا للطوفان في الصين ، وهكذا امتدت جغرافية نوح الى ابعد من تلك الامكنة التي تحدثت عنها كتب السماء والاساطير والحكايات الشهبية عن المكان الذي رست فيه سفينة النبي بعد ان اصطحب المؤمنين من قومه ومن كل زوجين اثنين لينقذهن من غضب السماء ( الطوفان ).
أمكنة رسو السفينة هي اليوم مزارات تطمئن قربها الادعية والقلوب ونذور اصحابها ، ولكن الغرابة أن أي مكان أو خطوة او مرقد بقبة من طين مغلفة بحجر الفيروز الاخضر يقول أن نوحا كان هنا ، ومن هنا ابتدأ رحلته الكونية بالرغم ان علم الآثار ومنه ما تحدث عنه مكتشف آثار مدينة أور العلامة الآثاري ليوناردو وولي والاساطير ان الطوفان كان مبتدأه جنوب بلاد الرافدين ( ميزوبوتاميا ) وربما الاهوار الواقعة بين ضفافي نهري دجلة والفرات هي من بقايا الطوفان وأن اوتونوبشتم حكيم الخليقة والطوفان السومري هو نوح ذاته.
مشى نوح ومشت معه أحلام أول سفر طويل لغربة الكائنات الحية ، وربما هو المهاجر الأول الذي فضل أن يخلقَ للمؤمنين امكنة تقيهم من غضب السماء وامطارها التي لم تتوقف لتغرق الاخضر والبابس ـ فقيل انها رست على جبل الجودي ( ارارات ) في اناضول تركيا .
وفي مدينة طنجة المغربية يعتقدون ان نوحاً رسى بسفينته على ارض المدينة وان الحمامة التي ارسلها النبي لتتيقن من الوصول الى اليابسة شاهدت بر الامان وجاءت للنبي تبشره بقولها: ( الطين جاء ) . فأتى اسم مدينة طنجة من عبارتها ( الطين جا ).
هذا ما قرأته في اوراق الروائي المغربي محمد شكري يوم زرت شقة احد اصدقائه في شارع تولستوي في طنجة من اجل انجاز كتاب لي عن رحلة ابن بطوطة الذي اتى في قدر المصادفة ان يبدا رحلته الطويلة كما نوح من ذات المدينة التي اسطرتها حكايات الناس هنا من أن سفينة نوح رست في طنجة.
الرؤيا الجديدة هو ما يؤكده العلماء أن اثار من الطوفان العظيم الذي اغرق العالم ذات يوم بعض من اثاره على التربة وبعض الامكنة التي حدد فيها العلماء الصينيون أن المياه جرفت تلك الامكنة بشكل هائل ، فيحسب انه اول توسينامي ضرب العالم وجنوب شرق اسيا ، ومادام الطوفان يمتلك الرؤية المحددة في الحديث الديني والاسطوري والحكاية الشفاهية في الموروث الشعبي وأنه محصور في واحدٍ من امكنة الشرق الاوسط واكثره تأكيدا السهل الرسوبي في جنوب العراق ، فهذا يعني أن على المخيال الذي تتبع سير السفينة ينبغي ان يتجه صوب الصين حيث وجودا اثارا تدل على ان الطوفان الاول يشمل ارض الصين ايضا.
الآن نوح في افتراض خيال الحكاية قد وصل الى بلاد ماوتسي تونغ وذلك يعني التلاقي الصعب بين الاشتراكية الماركسية والفكر الديني الذي يعتبر ان الشيوعية كفرا والحاداً ، فربما لو اعلنوا اكتشاف الطوفان في زمن ماو لضحك كثيرا ولأعتبر هذا واحدا من افيونات الدين .
وهكذا نجا الطوفان من غضب ماو وخرج للعالم في زمن تحولت فيه الصين الى دولة عصرية وصناعية وتهتم بأي شيء من اجل تواصلها مع الشرق الاوسط الغني ، لأجل ذلك فهي سعيدة اليوم بهذا الكشف الذي يقول ان الطوفان كان على تخوم بكين وشنغهاي ، وربما كان نوح هنا يشارك الصينين حفلهم بسنة التنين وهي السنة الصينية الجديدة.!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منديل نابليون وبيت حسقيل ساسون
- صالح الكويتي ( العود والفرهود خلف الحدود )
- القيصر وعنتر ( أنوثة العراق وذكورة سبايكر )
- غيمة مايكوفسكي في بنطلون باب الشرقي
- هل من معدان مَسقطْ ما يُفتي ؟
- الحديث عن أسرار مقديشو
- خُمرة الطين والحنين
- من طفولة صباح مضى..!
- ( محمد الجاسم ..تدوين الشعر ومراثيه بلغةٍ ساحرة )
- الدمعة من أور الى الكرادة
- الناصرية ( المترفون ، الشاي وبوذا )
- الناصرية 51 مئوية
- هايكو الأهوار ، وهايكو اديث بياف
- أور وموبايل اوردغان
- النبي نوح في طفولة الناصرية
- جاموسة الليدي غاغا
- أبراج الحظ
- آثار دمُكَ على النعش
- سريالية موت طائر الكناري
- للرفش عاطفة ايضاً..


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - نوح في بلادِ ماوتسي تونغ