أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - غيمة مايكوفسكي في بنطلون باب الشرقي














المزيد.....

غيمة مايكوفسكي في بنطلون باب الشرقي


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 5244 - 2016 / 8 / 4 - 23:29
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


غيمة مايكوفسكي في بنطلون باب الشرقي
نعيم عبد مهلهل

يوم عرضوا قصيدة مايكوفسكي الشهيرة ( غيمة في بنطلون ) أمام أنظار شيخ البلاشفة فلاديمير لينين، قال : هو في قصيدته لايتحدث عن البطاطا التي يحتاجها الشعب ، ولكنه حتما يتحدث عن شيء جميل آخر.
وحين نقلوا رأي لينين الى مايكوفسكي قال :اخبروا الرفيق لينين أن العالم في الغد يحتاج الى بشر تمشي بالمقلوب.
تذكرت هذا مرة وأنا اتجول قي سوق البالات ( الملابس المستعملة ) في باب الشرقي حيث تكون جمعة التظاهرات جمعة رزق وسعد لاصحاب البسطيات و( العرباين ) التي تبيع ( هدوم ) البالة ، حيث يعتقدون أن العشرات وربما المئات سوف تزاحمهم قوات الردع السريع ومكاغحة الشغب ومن الركض سوف تتشقق بناطيلهم من جهة ( السحاب ) فيكون لزاما عليهم شراء بناطيل جديدة من سوق البالات الغير بعيد عن نصب الحرية الاسطوري لجواد سليم .
القصة في تجوالي هذا قبل ان تبدأ ساعة الصفر ليطلق ( جاسم الحلفي ) شعاره الاول وهتافه ثم يبدا المتظاهرون بعده ، حيث تمشيت بين القيصريات الصغيرة والضيقة لمحلات بيع الملابس ، ليفت انتباهي رجل يريد ان يشتري بنطلونا ويجرب مقاسه عليه ، وبدلاً ان يلبس البطلون من قدميه ، ادخل فتحة البنطلون من رأسه وحشره فيه وانزله حتى وصل صدره وتوقف .
صاح الشاب البائع مفزوعا وضحاكا : عمي انته ( شدتسوي)
قال : الرجل والبنطلون محشور في رأسه : ارى البنطلون ان كان قياسه يناسبني .
قال البائع : ولكنك تضعه بالمقلوب .البنطلون عمي ليس سداره او (عرقجينه ) حتى تلبسها براسك ، البنطلون يلبسوه من القدمين.
قال الرجل : لاتحسبني مجنونا يا ولدي .كل شيء في هذه البلاد اصبح بالمقلوب .وعلينا ان نرتدي كل شيء بالمقلوب.
البائع الشاب صفن قليلا ثم قال : والله عمي انت محق .البسهُ كما تشاء ، مادمت ستدفع ثمنه.
هذه القصة هو ما حققته نبؤة قصيدة مايكوفسكي ( غيمة في بنطلون ) . في عالم تغيرت فيه الرؤى والمشاهد فصار كل شيء يرى بالعكس عندما ترغمك مثلا بعض الفضائيات لتسمع اطروحة في الاخلاق والشرف والوطنية من لص وسارق وقاتل .
أو انك ترغم لتجمل احلام قصائدك ومقالاتكَ وتنحني باحترام الى رئيس تحرير قبل ان يقابلكَ كان يمارس الغرام مع واحدة اتت تحمل مشكلتها مع طليقها للنشر أو انك ترى اغبياء وطارئين يديرون مؤسسات مهمة . او شرطي مفصول من الخدمة تعطى اليه تبليط شوارع المدينة وتجميلها.
وهكذا هي الحياة تمشي على هذه الشاكلة ومن يقودون الحافلة اؤلئك الملوك والالهة المصنوعون من صدفة خلط الاوراق وتواريخ موروثة من طغاة ورجال أمن وحرب باردة وغزو الجار وبساطيل المارنيز .
ذهب لينين وما يكوفسكي ، ونسى الناس الرؤى المستقبلية التي كانت مذهبا حسيا وابداعا في قصائد ما يكوفسكي الذي انتحر بمسدس قبل ان يرى تحقيق نبؤته حين بدا العالم يمشي مقلوبا مع ظهور كتاب كفاحي لهتلر .
الجميع ذهبوا .
والذي بقى هذا الجمع المستلب وتلك القلة المرفهة في كل شيء يضمن لهم ليالي حمراء في فنادق عمان وبيلاروسيا وعلى شواطئ ازمير وبيروت .
وحتما الرجل الذي ارتدى البنطلون من رأسه وليس من قدميه هو من هذا الجمع المستلب الذي يرتشف الشمس غيمة ومطرا تحت نصب الحرية في الباب الشرقي وعلى بعد 50 مترا من سوق البالات.



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل من معدان مَسقطْ ما يُفتي ؟
- الحديث عن أسرار مقديشو
- خُمرة الطين والحنين
- من طفولة صباح مضى..!
- ( محمد الجاسم ..تدوين الشعر ومراثيه بلغةٍ ساحرة )
- الدمعة من أور الى الكرادة
- الناصرية ( المترفون ، الشاي وبوذا )
- الناصرية 51 مئوية
- هايكو الأهوار ، وهايكو اديث بياف
- أور وموبايل اوردغان
- النبي نوح في طفولة الناصرية
- جاموسة الليدي غاغا
- أبراج الحظ
- آثار دمُكَ على النعش
- سريالية موت طائر الكناري
- للرفش عاطفة ايضاً..
- الروح ترتدي ثوبا ابيضا
- نجومٌ خضرٌ في نعشٍ أسود
- شهداء العطر الاخضر
- ناموسيات قُبلاي خان


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - غيمة مايكوفسكي في بنطلون باب الشرقي